بیانات
سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در سالگرد رحلت امام خمینی (ره)
| فارسی | عربی | فیلم | فیلم | صوت |توانایی اصلی و بزرگترین دستاورد امام خمینی (رضوان الله تعالی علیه) ایجاد حکومتی نوین و گردآورندهی سنت و مدرنیته بود.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد وعلى آله الطيّبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
أيها الحفل الكريم: السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
اليوم، بين يدي ذكرى رحيل إمامنا الغالي، أيضاً وقبل الدخول إلى ساحة الإمام تحضرنا ذكرى النكسة في الخامس من حزيران 1967 وتحضرنا أيضا ذكرى اجتياح لبنان في السادس من حزيران سنة 1982 والتي كان يسميها الإسرائيلي عملية الإجتياح، ولكن بعد حرب تموز أدرك إن ما كان هو بمثابة حرب فسمّاها حرب لبنان الأولى، وأطلق على حرب تموز حرب لبنان الثانية.
طبعا هذه الذكرى وتلك تدعوان الشعوب العربية والإسلامية وشعوب المنطقة دائماً إلى استخلاص العبر والدروس والاستفادة من كل التجارب وكل ما حدث وحصل، من كل الآلام والمعاناة والأخطاء والثغرات والنواقص والانجازات والإيجابيات، لأن هذه المعركة لم تنتهِ بعد، ولأن فلسطين ما زالت تحت الاحتلال ولأن مقدسات المسلمين والمسيحيين ما زالت تنتهك، ولأن شعباً بكامله ما زال مشرداً ومعذباً في أرض الوطن وخارج أرض الوطن، لأن هناك الآلاف من الأسرى في السجون، والمئات ـ ولا أدري إن كان الآلاف ـ من الشهداء ما زالوا أيضا في مقابر الأرقام.
يستوقفوني أيضاً في البداية مشهد نعوش الشهداء الفلسطينيين، الـ 91 شهيدا التي وزعت بالأمس بين قطاع غزة والضفة الغربية، ويمكن للإنسان أن يقرأ أمام هذا المشهد الذي يجمع ما بين الحزن والاعتزاز رسائل كثيرة، وأهمها رسالتان:
الأولى: الدلالة على وحشية هذا العدو الذي يحتجز أجساد الشهداء عمداً ليمسّ بمعنويات وعواطف ومشاعر وأحاسيس شعب بكامله، ليشعره بالإهانة وبالإذلال.
والرسالة الثانية: الإضاءة على مرحلة طويلة من تاريخ المقاومة الفلسطينية التي تميزت وما زالت تتميز بالإقدام والشجاعة والبطولة والعمليات النوعية، بالتصميم على مواصلة طريق المقاومة والجهاد مهما كانت التضحيات. وهذا أيضاً يدعونا في بداية الكلمة ان نستحضر رفاة بقية الشهداء اللبنانيين الذين ما زالت رفاتهم في مقابر الأرقام وكذلك قضية المفقودين اللبنانيين أو الأسرى اللبنانيين الذي يوجد نقاش حول حياتهم أو شهادتهم، وقلنا إن هذه مسؤولية الدولة دائماً ويجب أن تباشرها، فعندما تدعو المقاومة إلى تحمل المسؤولية على هذا الصعيد إنما يكون عادة بسبب غياب تحمّل المسؤولية.
في ذكرى احتلال لبنان أيضاً يجب أن نتذكر بقية أرضنا المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، فالمسؤولية الوطنية الملقاة على عاتق الدولة والشعب على عاتقنا جميعاً في تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة.
عندما ندخل إلى ساحة الإمام، للإمام طبعاً مواصفات ذاتية بمعزل عن الفعل الخارجي. هو فقيه كبير، فيلسوف عظيم، عارف من أعاظم العرفاء، مفكر إسلامي مبدع ومجدّد، وله مواصفات ذاتية كثيرة. وله أيضاً مواصفات من موقع الفعل. ما أحدثه الإمام، ما أوجده الإمام في حياة الناس، في حياة الأمة، في التاريخ المعاصر، بل في تاريخ البشرية، وما أسّسه للمستقبل، أيضا مواصفات كثيرة لكن أقف عند عنوانين سريعين:
العنوان الأول: نقول عن الإمام إنه قائد الثورة الإسلامية الشعبية الجماهرية التي انطلقت في إيران وأدّت في نهاية المطاف إلى إسقاط نظام الشاه الطاغوتي الذي كان شرطي الخليج الأمريكي والحليف الاستراتيجي لإسرائيل .
وهو أيضاً مؤسس الجمهورية الإسلامية وله من موقع الفعل صفات كثيرة، لكن أقف عند هاتين الصفتين.
في الصفة الأولى: كان هو قائد الثورة، بل في الحقيقة يتميز بأنه هو الذي أطلقها في بداية الستينات. بدأت (الثورة) بفرد واحد اسمه روح الله الموسوي الخميني، وقف يخطب ويصرخ ويندّد ويعظ ويرشد ويدعو الناس إلى الوعي، إلى الموقف، إلى اليقظة، إلى القيام. وتحرك معه تلامذته وطلابه وأصحابه وأصدقاؤه، وكانت البدايات.
وهو قائد الثورة الذي أطلق شرارتها، هو أول من تحمل تبعاتها وأعباءها من التهديد بأمنه الشخصي، من مداهمة بيته، ونهب مكتبته واعتقاله، حتى كاد أن ينفّذ فيه حكم الإعدام، إلى نفيه لسنوات طويلة، إلى شهادة نجله السيد مصطفى. وطوال سني الثورة كان تلامذته وطلابه وخيرة أصحابه هم الذين يعلّقون على أعواد المشانق ويزجّون في السجون ويُطردون إلى خارج البلاد. وواكب وقاد وأرشد هذه الثورة، وكان الإنتقال النوعي اللحظة الإنسانية الروحية التاريخية التي تعبّر عن قمة العزم والشجاعة عندما أصر الإمام أن يركب الطائرة من باريس إلى طهران، مع أن احتمال إسقاط الطائرة كان قوياً جداً.
هذا القائد، الذي كان هو يتقدم، يواجه الموت وكل الأخطار وكل الأحوال، هو الذي صنع الثورة وأطلقها بتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وهو الذي أوصلها إلى إنجاز الانتصار. وسوف يأتي اليوم ـ لأن الآن هناك ضجيج في المنطقة، ولن يسمح كثيراً جو المزايدات ـ سوف يأتي اليوم الذي يتضح فيه في أجواء هادئة أهمية الدور التأسيسي للإمام الخميني ولانتصار ثورته المباركة في إيران لكل التحولات الكبرى التي حصلت في منطقتنا، وصولاً إلى الثورات التي انطلقت ولو بعد عقود، الدور التأسيسي لهذه الثورة في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، وفي حركات المقاومة وفي انتصاراتها.
الصفة الثانية:هي صفة مؤسس الجمهورية الإسلامية. كلنا يعرف، وهذا من الواضحات ولا يحتاج الى استدلال، أن الهدم أهون من البناء، يأخذ وقتاً سريعاً، بينما يحتاج البناء لوقت وامكانات وقدرات وزمن وجهد، وكثيرون ربما ينجحون بالهدم ولا ينجحون في البناء. هذا التحدي الحقيقي.
أنا، في العام الماضي، في الذكرى، تحدثت عن أهمية تعويل واعتماد الإمام على إرادة الشعب في صنع البديل، وفي بناء الدولة. وسأتحدث عن أصل بناء الدولة، هذا كان الإنجاز الأعظم والأخطر، لأن بناء الدولة والنجاح في بنائها أكثر تعقيداً من الانتصار في قيادة الثورة وفي إنجازها النهائي، وهذا الاستحقاق هو الذي تواجهه الآن العديد من الشعوب العربية التي أنجزت ثورتها بالكامل أو بنسبة مئوية كبيرة أو متواضعة، على اختلاف التقييم والساحات. الآن الاستحقاق الحقيقي، قد تسقط نظاماً، لكن هل تستطيع بناء دولة؟ هنا الاستحقاق.
وهذا (الوضع) موجود اليوم في أكثر من بلدـ وأمام أكثر من شعب. الإمام (رضوان الله تعالى عليه) في الأساس هو ينطلق من خلفية فكرية وعقائدية في مسألة بناء الدولة. وتكفي الإشارة ـ لأن الوقت لا يتسع ـ (إلى أنه) في الفكر الإسلامي أساساً، وكما يقول الإمام، مسألة وجود دولة وجود نظام سياسي وجود حكومة حاكمة ـ ليس بمعنى مجلس وزراء، يعني حكم أو بحسب أدبيات ذلك الزمان وجود أمير أو إمام أو خليفة ـ هو حاجة طبيعية لأي مجتمع بشري، حاجة فطرية وهذا أمر بديهي لا يحتاج إلى استدلال، كما إن تحدّث الإنسان عن حاجته إلى الطعام والشراب والنوم أنه أمر بديهي لا يحتاج إلى استدلال. حاجة أي مجتمع بشري إلى دولة في الفهم الإسلامي وفي فهم الإمام هو أمر بديهي لا يحتاج إلى استدلال.
نعم ما هو محل نقاش هو طبيعة الدولة، ماهية الدولة، هوية الدولة، شكل النظام الذي يحكم هذا المجتمع. هذا موضوع نظري يحتاج إلى استدلال ونقاش واستفادة من التجارب البشرية، من الأديان الإلهية، من الفلسفة البشرية.
لكن أصل وجود دولة، والحاجة إلى قيام دولة لتدير الشؤون العامة لأي مجتمع في أي مرحلة من تاريخ البشرية هو أمر طبيعي وفطري وبديهي، ولا يمكن أن تستقيم الشؤون العامة لأي مجتمع إلا بدولة ونظام، ولذلك بمجرد أن انتصرت الثورة الاسلامية في إيران في 11 شباط 1979، في اللحظة الاولى، بدأت عمليّة بناء الدولة، والإمام كان جاهزاً هو وأصحابه وتلامذته والأساسيون في تلك الثورة، كانوا جاهزين، وكانوا قد ناقشوا كثيراً هذه الأفكار مسبقاً، وكان يوجد مسودّات أنه كيف يجب أن يكون الهيكل النظري، الشكل، الهويّة، الماهيّة.
كان هذا معدّاً له بشكل أو بآخر، محضّراً بشكل أو بأخر، لكن الاتقان والحكمة العظيمة في القيادة بدأت منذ اللحظة الأولى.
الإمام أمر، وأعانه أعوانه وأنصاره، واستجاب له شعبه، أولاً بالحفاظ على كل مؤسسات الدولة، (بالنسبة لـ) الجيش الايراني نعم، الجنرالات الكبار الذين كان بعضهم عند الشاه وعند الموساد وعند الأميركي وعند السافاك هربوا، لكن الجيش كجيش تم الحفاظ عليه. (وكذلك) إدارات الدولة، وذلك من اليوم التالي، قالوا للموظفين أن يعودوا إلى أعمالهم، (بالنسبة لـ) الأملاك العامة نعم، الطبقة السياسية هربت واستُبعدت او تمّ محاسبتها، (وتمّ) الحفاظ على أملاك الدولة، الإمام دعا الشعب الايراني إلى إعادة المصادرات من سلاح، من أموال، من وثائق، وكلّنا نتذكر تلك الأيام كيف كان يقف الايرانيون في الطوابير الطويلة ليعيدوا تسليم ما صادروه في أيام الصدام الاخيرة مع النظام، وصولاً إلى البدء بوضع المداميك الأساسية لبناء دولة. ولذلك دعا الإمام الشعب الإيراني إلى انتخاب مجلس خبراء، وهذا يعني أنه لم يعين مجلس خبراء، مجلس خبراء لوضع الدستور والذي كان يضم فقهاء وعلماء قانون ونخباً سياسية وفكرية وأساتذة جامعات ومثقفين واقتصاديين وما شاكل، ثم دعا إلى انتخاب مجلس خبراء، أعطي مجلس الخبراء مهلة زمنيّة، أعدّ مسودّة دستور. الإمام عرض مسودة الدستور على الشعب الإيراني، على الاستفتاء، وتمّت الموافقة عليها.
الدستور هو الأساس في أي دولة معاصرة، وعلى ضوء الدستور الذي وافق عليه الشعب الإيراني بدأت عمليّة بناء النظام السياسي، وكان إنتخاب أول رئيس للجمهورية الاسلامية في إيران.
يعني خلال أقل من عام ـ أيها الإخوة والإخوات ـ (تم إيجاد) مجلس خبراء ودستور واستفتاء وانتخاب رئيس جمهوريّة وحفاظ على مؤسسات وممتلكات الدولّة. أنظروا الى العراق ماذا فعل الاميركيون (فيه). عندما دخل الامركيون إلى العراق قاموا بتفكيك الجيش والدولة ودمروا كل شيء، طبعاً هذا له قصة خاصة.
وبعد سنة وشهر فقط، كان إنتخاب أول مجلس نواب إيراني، إذاً أريد أن أقول، خلال سنة وشهر، مؤسسات النظام السياسية، قواعد النظام السياسي، من مجلس خبراء، إلى دستور، الى انتخاب رئيس، إلى إنتخاب مجلس نواب، إلى تشكيل حكومة خلال سنة وشهر أو سنة وشهرين، رغم كل الظروف الاستثنائية والطارئة والصعبة التي كانت تحيط بالثورة الاسلاميّة من الداخل ومن الخارج.
الإمام قام بهذا الانجاز، حسناً لماذا استجاب الناس بهذه الدرجة العاليّة جداً؟ بسبب نفوذ الإمام المعنوي والروحي.
الإمام لم يكن حاملاً للسيف على الناس ولا أي شيء، كان يتكلم، يكتب بياناً والناس تستجيب وبشكل هائل، وهنا عظمة الثورة الاسلاميّة في إيران.
عندما نتكلم على الماهيّة الشعبيّة التي تتجلى هنا، حسنا كان باستطاعة الإمام أن يقول، هناك وضع إستثنائي، الثورة تهددها عوامل من الداخل ومخاطر من الخارج ومؤامرات دوليّة وإقليميّة، إذاً الوضع لا يسمح لا بانتخابات ولا باستفتاءات ولا بوضع دساتير، لنضع قانون طوارىء وقيادة مؤقّتة أو حكومة مؤقتة ويبقى هو الحاكم المطلق خلال سنوات. وهذا الموضوع يحمل سنة أو سنتين أو ثلاث أو أربع، ولكن الإمام لم يفعل ذلك، لأنه لم يكن في بال الإمام ولا في مكان من الأمكنة أنه هو يريد أن يؤسس سلطة لنفسه، وإنما يريد أن يبني دولة للشعب الإيراني، دولة تستمر وتبقى وتتطور وتتقدّم، تواجه كل التهديدات وكل الاخطار، حتى لو لم يكن هو موجوداً، لذلك كتب في وصيّته أنه بقلب مطمئن وبنفس وادعة واثقة يرحل الى مقرّه الابدي، لانه يعرف ماذا ترك ومن ترك، الاستحقاق الأساسي والإنجاز الأضخم ـ إذا صح التعبير ـ للإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، هو نجاحه في بناء دولة عصريّة تجمع بين الأصالة والحداثة وتواجه كل التحديّات والأخطار وتستجيب لأغلب متطلبات وطموحات الشعب الايراني، وقدّم نموذجا راقياً على هذا الصعيد، هذا النموذج يجب أن يُدرس بكل موضوعيّة، بكل واقعيّة، ولا يُصغى إلى أصوات التشويه والتضليل التي تنطلق هنا وهناك، لأنهم لا يريدون لهذا النموذج أن يعمّم، لا يريدون لنموذج يجمع بين الأصالة الحداثة، بين الثوابت والأصول والمبادئ وبين الحريّة والتطوّر والعصرنة، ولذلك مقاربة النموذج الذي أوجده الإمام الخميني يجب أن تكون مقاربة علميّة موضوعيّة وليست خطابيّة، كما يجري الآن في المناخات القاتمة.
قبل أن أنطلق من هذه المسألة إلى الوضع اللبناني، يجب أن اذكّر وفاءً للإمام بأنّ الامام رضوان الله عليه كان اهتمامه بفلسطين وبالقدس منذ البدايات، قبل بداية الثورة، ومنذ إنطلاقتها، الى قيام الدولة، إلى رحيله ووفاته. لا تحدّيات أيّام الثورة، ولا تحدّيات أيام الدولة، ولا كل المخاطر والتهديدات الدوليّة والاقليمية ـ نتمنى أن ننتبه جيدا لهذه النقطة ـ انها لم تبدّل حرفاً في موقف الامام الخميني في مسألة فلسطين والقدس وإسرائيل، وكان يعتقد بأن مسألة فلسطين والقضيّة الفلسطينية والقدس هي مسألة مركزية، هي مسألة عقائديّة، هي مسألة إستراتيجيّة غير قابلة وليست موضوعا لا للمساومة ولا للتكتيك ولا للألاعيب. أيضاً يجب أن أذكّر بأن الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه كان الداعية الدائم للوحدة للتقريب، للتعاون، للتعاضد، للتكامل بين المسلمين وبين المستضعفين، أيضاً في دائرة أوسع من دائرة المسلمين وكان دائماً يتحدّث عن الجامع الإبراهيمي بين الديانات السماوية وبين اتباع الديانات السماويّة، وهذا الإمام كان صادقاً في هذا الالتزام ولم يبدّل من إلتزامه برغم كل المؤامرات.
تعرفون أن هذا الامام وهو يبني هذه الدولة وفي سن متقّدمة شُنّت عليه وعلى شعبه وعلى دولته حرب لثماني سنوات، شنّها صدام حسين وبدعم أميركي وغربي ودولي. وفي ذلك اليوم الكثير من الدول العربيّة وقفت الى جانب صدام حسين في الوقت الذي كان فيه معروف ما هو ذنب الامام، إلا قليل من الدول كان من جملتها سوريا، وأنفق في الحرب على الامام وعلى شعبه وعلى دولته من قبل العديد من دول العالم والدول العربية مئات المليارات الدولارات فيما كانت وما زالت تعاني الشعوب العربيّة من الفقر والأميّة والبطالة والجوع والحرمان وانعدام التنمية، والشعب الفلسطيني يعيش كل هذه المعاناة، وكان طوال كل تلك السنين في متاهة النسيان.
عندما أتكلم عن هذه النقطة أقصد ان أوجّه خطاباً لكل الناس أن الامام رغم كل ما فعله صدام حسين وبعض الأنظمة العربية وباسم العروبة، به وبشعبه من قتل وتدمير وحرب، الإمام لم يتراجع خطوة في فكر الوحدة والتقارب والتقريب والتعاون أوالتكامل والأخوة بين المسلمين وبين المستضعفين، وأن هذه المسألة بالنسبة إليه هي مسألة عقائديّة، هي مسألة إيمانيّة، هي مسألة منطلقة من ارتباطه بالله وسعيه الى رضا الله، وليست مسألة خاضعة لردّات الفعل على أحداث تجري هنا وهناك، ولو كانت بحجم حرب ثماني سنوات. سأشرحها أكثر، أعتقد بأن شخصاً غير الإمام وأصحاب الإمام والشعب الإيراني، عندما تفعل أغلب الحكومات العربية ما فعلته في ثماني سنوات، النتيجة تكون بأنه معه الحق بأن يقول ـ من زاوية من الزوايا ـ ليس لديّ أي شأن بالعرب وبالشعوب العربيّة وفي فلسطين وفي القدس، يدير ظهره لهذا العالم ويبدأ بالبحث عن مصالحه، في آسيا الوسطى أو في أوروبا، كما فعلت في يوم من الايام تركيا الاتاتوركيّة التي أدارت ظهرها للعالم العربي والاسلامي ويمّمت وجهها صوب الغرب، حسناً الإمام لم يفعل ذلك في أي لحظة من اللحظات.
من الفكرة الاساسية أنا أريد أن أدخل بكلمتين الى الوضع اللبناني لأقول إن الاصلاح (مطلوب) ـ وكما هو الحال في سوريا أو في البحرين أو في أماكن أخرى ـ لكن نحن كشعب لبناني أمام هذا التحدي. الدليل (أننا) نحن حتى الآن (عام 2012)، كم مضى على استقلال لبنان؟ ما زال الخطاب السياسي عند الجميع، هناك من يقول نريد دولة، وهناك من يقول العبور إلى الدولة وهناك من يقول بناء الدولة، أي ـ ضمناً ـ هناك إجماع لبناني أنه لا يوجد لدينا دولة فعلية حقيقية، وهذا ما يجب أن ننجزه، هذا ما يجب أن نقدم عليه.
نحن منذ سنوات، واليوم أيضاً الكلّ مشغول، كل اللبنانيين، القوى السياسية والقيادات السياسية، مشغولون بالتطورات وبالأحداث، واسمحوا لي أن أقول نحن اليوم كلنا مياومون، نعمل بشكل يومي في السياسة، هذه القصة ما هي وهذه الحادثة كيف يجب أن تعالج وكيف يجب أن نعالج ردود أفعالها، وهذا الموضوع كيف يجب أن نتكلم فيه وكيفية اتخاذ موقف فيه.
في ذكرى الامام الخميني عند الحديث عن القضايا الإستراتجية والأساسية نخرج من التفاصيل، مثلما كنا حين نتكلم حتى عن أحداث سوريا، كنا نقف على رأس الجبل من الأعلى، هناك لحظة تأمل في الوضع الموجود في لبنان، ما الذي يجب أن نفعله، هل يجب أن نستمر بهذا الاضطراب، بهذا التخبط، القلق الذي انتاب كثيراً من اللبنانيين خلال الأسابيع القليلة الماضية هو قلق صحيح ومحقّ، بعض الناس بدأوا يشعرون أن البلد "سوف يفرط، الحرب الأهلية سوف تعود. أين نحن؟ هل نحن في مهب الريح؟ كلبنان كوطن كشعب؟
لنرجع في لحظة هدوء لكي نقول ما الذي سنفعله؟ حتى حين الدخول إلى الأولويات اليوم، إذا ما نزلنا إلى الشارع نسأل الناس عن أولوياتهم من خلال استطلاع رأي، وليس من خلف مكاتبنا، نريد أن يفترض أولويات. حقيقةً يجب أن نستطلع رأي الناس، ما هي أولوياتهم؟ نجد أن هناك مجموعة أولويات يتقدمها أولويتان:
الأولية الأولى: الأمن، السلم الأهلي. من الممكن أنه منذ فترة لم يكن هذا الاحتمال (موجوداً). الآن، نتيجة تداعيات الأحداث في سوريا، نتيجة تطورات المنطقة، نتيجة تراخي مؤسسات الدولة في التعاطي في الشأن الأمني، نتيجة الخلل بالوضع القضائي، نتيجة الانفعال الموجود والتعبئة والتحريض المذهبي الطائفي الخ... هنا نحن في وضع صعب. لماذا؟ لا نختبئ خلف إصبعنا. نحن دائما كنا نقول الأولوية هي الحفاظ على الاستقرار. اليوم غير المشكلة السياسية (هناك) موضوع اللصوص، موضوع المجرمين، موضوع الاعتداءات، موضوع الخطف.. موضوع مفتوح. تسأل الناس، يقولون الأولوية هي الأمن، قد يطلبون ذلك قبل الإصلاح، وقبل أي شيء آخر.
بذلك تكون الأولية الثاني هي الوضع المعيشي. بعد شهرين أو ثلاثة أشهر الناس سوف ترجع إلى المدارس، شتاء الخ.. "طيب شو"؟؟ أولوية الناس الآن الأمن والوضع المعيشي، نقول الوضع المعيشي أهم، طعامهم، شرابهم، صحتهم، عافيتهم، أولادهم، هؤلاء الذين يقول عنهم الإمام علي(ع): نعمتان مجهولتان الصحة والأمان. يكون الإنسان غارقاً بالأمن حتى يصبح لا يشعر بهذه النعمة، غارق بالصحة فلا يشعر بالنعمة، حينما يفقدهم يتنبه لهم، مثل الأوكسيجين الذي نتنفسه ليلا نهاراً، نحن نغرق بهذه النعمة، لكن حينما نشعر بالاختناق نشعر بهذه النعمة.
لكن كيف نعالج هاتين الأولويتان؟
من خلال هاتين الأولويتين أنطلق لكي أصل إلى الفكرة التي أريد:
موضوع الأمن الذي هو اليوم يضغط بكل المناطق، وطبعاً بعض وسائل الإعلام تريد أن تضخّم بعض الأحداث الامنية، بعض وسائل الإعلام وبعض الجهات السياسية تحاول أن تضخم بعض الإحداث الامنية وتحاول أيضاً أن تحرج بعض القوى السياسية، على سبيل المثال نحن حينما يقال أنه في المنطقة الفلانية والمنطقة الفلانية هناك خلل أمني أو ماشاكل كأنه المطلوب أن نكون نحن مسؤولين عن الأمن، أو أي قوة سياسية متواجدة في أي مكان.
إخواني باختصار شديد تجارب البشرية، والتجربة اللبنانية المعاصرة خلال عشرات السنين، والعلم والتحقيق والواقعية، تقول الامن والسلم الداخلي في أي مجتمع هو ناتج عملية متكاملة، هو ليس ناتج عن عمل أمني محض، هو ناتج عملية كاملة، فيها الثقافي والتربوي والقانوني والقضائي والاقتصادي والسياسي والأمني والإعلامي الخ... العمل الأمني الفني التقني هو جزء من عملية متكاملة توصل لحفظ أمن ولحفظ السلم الأهلي. من يملك عناصر هذه العملية المتكاملة في أي مجتمع هو فقط وفقط الدولة ومؤسسات الدولة، ولا يوجد أحد آخر يملك هذه العناصر، أي تنظيم، أي حزب، وهذه التجربة اللبنانية (أمامنا)، ناس جربوا الإدارة المدنية وأناس جربوا الأمن الذاتي وأناس جربوا "أمن المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار"، كل الناس جربت، هل أحد منهم أنجز أمناً حقيقاً؟ أبداً.
أي حزب أو أي تنظيم مهما كان قوياً، نعم يقدر أن يحمي قياداته ومراكزه واحتفالاته، لكن لا يقدر أن يحمي مجتمعاً وشعباً لأنّه قاصر عن ذلك ولأنه لا يمتلك كل عناصر العملية المتكاملة التي تعطي أمناً وسلماً أهلياً. هذه مسؤولية الدولة، نريد أمناً ونريد سلماً داخلياً ونريد سلماً أهلياً ونريد أن تظل الناس تعيش مع بعضها، نريد دولة، دولة حقيقة ودولة قوية ودولة عادلة ودولة فاعلة. إنّ تولّي الأحزاب حتى ولو كانوا "أوادم" وأقوياء ومتقنين، تولي الاحزاب لمسؤليات أمنية ذاتية في أي منطقة من المناطق يحقق خلاف الهدف، بدل أن تنجز أمناً تأخذ إلى حرب أهلية وتأخذ إلى حربٍ بين العشائر والعائلات وبين مكونات المجتمع المدني، الدولة هي التي تستطيع أن تعالج دون أن تأخذ شعبها ومجتمعها إلى حرب أهلية.
الموضوع الإقتصادي المعيشي المالي، أيضا التجارب البشرية والعلم والتحقيق والواقعية تقول إنّ رفاه أي مجتمع وتأمين الحد الأدنى من متطلبات الناس في أي مجتمع على مستوى الأكل والشرب والتعليم والصحة وصولاً إلى الرفاه، نحن في لبنان نقول إن معالجة الأزمات الإجتماعية والمعيشية التي يعاني منها المواطنون اللبنانيون ومن يعيش على الأرض اللبنانية هو ناتج عملية متكاملة أيضا وليس فقط (أمر) الصناعة والتجارة والزراعة والإستيراد والتصدير، هذا جزء من العملية، هو ناتج عملية متكاملة فيها القضائي والقانوني والأمني والسياسي والثقافي والتربوي والإقتصادي في كل معانيه التخصصيّة، هذا واقع الحال. اليوم في لبنان لا أحد يقدر أن يقول عندي مشكلة اسمها منطقة عكار كيف أعمل لهذه المنطقة وضعاً اقتصادياً وأحل لها أزمتها المعيشية والإجتماعية وأنقلها إلى مرحلة الرفاه أو الشمال أو بعلبك الهرمل أو البقاع أو الجبل أو بيروت وضواحيها أو الجنوب، ليس هناك شيء اسمه اقتصاد منطقة، لا أحد يقدر على معالجة اقتصاد منطقة ولا أحد يقدر على القول كيف أعالج الإقتصاد السني أو الإقتصاد الشيعي أو الإقتصاد المسيحي أو الدرزي، هذا خطأ، اليوم هناك اقتصاد لبناني غير قابل للتفكيك لا للمناطق ولا للطوائف، هناك دولة تستطيع أن ترعى الموضوع الإقتصادي لتحل الأزمة الإجتماعية والمعيشية والحياتية لشعبها.
ليس فقط هذا، أساساً في عالم اليوم اليوم، إذا لم تكن الدولة التي ترعى اقتصادها الوطني جزءاً من منظومة اقتصادية إقليمية قوية، لا تستطيع أن تصمد فضلاً أن تعالج.
بل اليوم في العالم الوضع أسوأ من ذلك، إن دولاً اقتصادية قوية تاريخياً وهي جزء من أقوى المنظومات الاقتصادية في العالم كالاتحاد الأوربي، اليوم، تركع على ركابها، مثل اليونان، واسبانيا، وهولندا، والدانمارك، وحتى بريطانيا، وحتى فرنسا الآن تعاني. هناك دول على حافة الانهيار. إذاُ الموضوع الاقتصادي والمالي والمعيشي والاجتماعي لا يحلّه حزب ولا تنظيم ولا تحالف أحزاب. أقصى أمر يمكن أن يعمله أي حزب أو تيار أو جهة هو: تأمين بعض فرص العمل لبعض المواطنين، تقديم بعض الخدمات، صنع بعض الانجازات، لكن هل تستطيع أن تعالج أزمة حياتية اجتماعية معيشية تحتاج إلى عملية كاملة من هذا النوع؟! طبعاً، لا يستطيع، هو قاصر، الدولة هي المسؤولة.
ما أود أن أصل إليه في الاستنتاج هو ما يلي: إذا كنا نحن في لبنان نريد لبنان موحداً في هذه المنطقة التي تواجه الآن خطر التقسيم، إذا أردنا أن يبقى لبنان آمناً يعيش سلمه الداخلي والأهلي بحق، إذا أردنا أن يعالج لبنان أزماته ومشكلاته الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والإدارية وو..، نريد الدولة ومؤسسات الدولة.
أنا لا أقول هذا الكلام للإستهلاك، ولا للشعارات، نحن نؤمن بهذا ونحن نثقّف قواعدنا وكوادرنا في الجلسات الداخلية على هذا. لماذا في الجلسات الداخلية؟ حتى لا تمر على أحد شبهة أن هذا الكلام للاستهلاك السياسي، كلا، هذا ثقافة داخلية.
نحن اللبنانيون يجب أن نصل إلى هذه القناعة. كلّ الأحزاب، كل التيارات، كل الطوائف، سكان كل المناطق، يجب أن نصل إلى قناعة أن لبنان هذا لا يتحمل تقسيماً ولا يتحمل فدرلة. لبنان هذا، مستقبله هو مستقبل واحد، وليبقى واحداً، ليواجه كل أزماته ويحقق كل طموحات أو أغلب طموحات الشعب اللبناني، الحل هو في دولة وطنية حقيقية قوية فاعلة عادلة محترمة، يحكم فيها القانون وليس العصبيات وليس المزاج الشخصي. هذا طموح، صحيح، يحق لنا أن نطمح. الشعب الذي لا يطمح، الشعب الذي لا يضع أملاً، الشعب الذي لا يضع أمامه غايةً وإن كان هناك صعوبة في تحقيقها هو شعب ليس جدير بالخروج من أزماته. نبقى نورّث أزماتنا لأولادنا وأحفادنا وما بعد أحفادنا وما بعد ما بعد أحفادنا، هل نريد ذلك؟! أم لا. نحن اليوم شعب جدير بأن يحمل المسؤولية، حتى في مسألة الدفاع الوطني، في مواجهة العدو. حتى في مسألة الحفاظ على السيادة اللبنانية. لماذا نحن مضطرون أن نقول: جيش وشعب ومقاومة. لو كان هناك دولة منذ البداية تتحمل المسؤولية وقادرة على أن تتحمل المسؤولية لماذا كان على الناس أن تترك مدارسها وحوزاتها ومعاهدها وحقولها وتذهب لتصنع مقاومة شعبية؟ الدولة تدافع، الدولة تحرر، الناس تساعد الدولة وتقف معها.
حتى عندما نذهب إلى طاولة الحوار ونتحدث باستراتيجية دفاعية ، بدل أن نذهب هناك لنناقش أو نعالج النتائج، يجب أن نعالج الأسباب. لماذا وصلنا إلى هذا الأمر؟ لماذا لجأنا إلى هذه الخيارات؟ فلنعالج، والعلاج هو بناء الدولة، وأعتقد أن هذا الأمر هناك إجماع نظري عليه من قبل اللبنانيين، لكن تبقى الجدية في الموضوع. نذهب لنناقش العوائق، كيف نزيل العوائق. هذا هو ما نؤمن به وما نعتقده. في الحقيقة هذا هو فكر الإمام السيد موسى الصدر أعاده الله بخير ورفيقيه. هذا هو إيماننا وفكرنا والتزامنا وثقافتنا، ومن يقول غير ذلك عليه أن يستدل.
ولذلك أنا اليوم، أدعو، أنا اليوم أريد أن أقدم اقتراحاً لطاولة الحوار الوطني التي ستنعقد بعد أيام قليلة. ذاهبون إلى طاولة الحوار، وأتمنى أن لا يقاطع أحد، أنا أقترح ما يلي : تريدون نقاشاً جدياً، فلنبدأ بالأسباب ونعالج الأسباب، أي تعالوا لنتحدث كيف نبني دولة حقيقية وقوية في لبنان. أنا أقول أكثر من هذا، أنا أدعو طاولة الحوار الوطني وأدعو فخامة الرئيس بالتحديد إلى مناقشة هذا الخيار، أن نعقد مؤتمراً وطنياً، مؤتمر حوار وطني في لبنان، وليس فقط طاولة حوار. بل يمكن تطوير الفكرة أكثر، نعقد مؤتمراً تأسيسياً وطنياً في لبنان مثل المؤتمرات التأسيسية التي تعقد اليوم في بعض الأماكن في العالم العربي، يعني مجلس خبراء جديد. ألا نستحق نحن اللبنانيون، ألا يستحق شعبنا وبلدنا ووطننا ومستقبلنا ولو لمرة في التاريخ أن نجلس قبل أن يبدأ قصف المدافع. دائماً عندما كان اللبنانيون يتحاورون إما في جنيف ، أو في لوزان، أو في دمشق، أو في قصر بعبدا، كانوا يتحاورون تحت قصف المدافع والجثث مقطعة والناس مشردون. لكن اليوم، بحمد الله، وضعنا الأمني معقول نسبياً، الناس تمسك أعصابها وتضبط أنفسها، لدينا فرصة أن نجلس سوياً ونتحدث مع بعضنا البعض، فلماذا لا نعقد مؤتمراً تأسيسياً. وحتى نستطيع أن نطوّر الفكرة أكثر ونقول: ننتخب مؤتمراً تأسيسياً، الشعب اللبناني ينتخب وليس على أساس طائفي أو مناطقي، اعملوا شرائح، واعملوا نسب مئوية، هناك خيارات. نأتي ونقول: عدد معين من السياسيين، عدد معين من أساتذة الجامعات، عدد معين من القضاة ورجال القانون، عدد معين من الممثلين للنقابات والعمال، نضع نسباً مئوية لننتخب أو نكوّن مجلساً تأسيسياً مؤلفاً من خمسين أو 75 أو 100 ممثل، ونعطيهم مهلة ستة أشهر أو سنة. لقد مضى علينا 30 سنة نتقاتل ونتحارب ونبحث عن حل، فلنعطهم فرصة للتحاور ومناقشة كل الخيارات.
اليوم هناك أناس في لبنان عندما تتحدث عن دولة وبناء دولة ودولة قوية وفاعلة، يقولون لك لدينا اتفاق الطائف، تنفيذ اتفاق الطائف. هناك أناس آخرون يقولون تطوير اتفاق الطائف، هناك قسم ثالث يقول التوافق على عقد اجتماعي أو تعاهد اجتماعي جديد، هناك أناس يقولون لك الحل في إلغاء الطائفية السياسية، هناك قسم يقولون العلمنة الكاملة، ما المشكلة؟ إذا كان هناك مؤتمر وطني حقيقي تمثيلي لكل الشرائح اللبنانية أو أغلبها أو مؤتمر تأسيسي معين أو منتخب، ويجلس الناس ليناقشوا كيف نبني دولة، هذا هو الذي نحتاج إليه إذا أردنا أن نقول كلاماً أساسياً وأصلياً واستراتيجياً في ذكرى الإمام الخميني قدس سره الشريف. غير ذلك، نبقى نعمل يومياً، نستطيع أن نبقى نعمل يومياً مئة سنة ونورّثها لأطفالنا وأحفادنا، ويمكن لهذا الجيل من القيادات والنخب أن يأخذ لبنان إلى مسار سليم وثابت ولا يبقى متوقفاً على شخص أو على مجموعة أشخاص أو على تركيبة معينة. هذه الجمهورية الإسلامية استمرت على الرغم من غياب شخصية عظيمة وتاريخية ولا نظير لها في إيران بل في العصر الحاضر في الحد الأدنى، ومع ذلك استمرت بقوة، بعنفوان، لأن هناك مسار صحيح. أنا أدعو إلى أن نعمل جاهدين لنضع لبنان على خط المسار الصحيح.
يبقى أمران أود أن أشير إليهما، الأمر الأول وبمناسبة هذه الذكرى وهذا اليوم تحضرنا ذكرى عزيزة وغالية، يجب أن نستذكر رجل دولة من الطراز الأول، أعني الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي كان بحق رجل دولة وقائداً تاريخياً ووطنياً أحدث اغتياله فراغاً كبيراً وهائلاً على المستوى الوطني وحتى على المستوى القومي. نحن اليوم في الذكرى السنوية لاستشهاده واغتياله نجدد تضامننا مع هذه العائلة الوطنية الشريفة وعلى رأسها دولة الرئيس عمر كرامي، ونجدد وقوفنا إلى جانبها في كل ما تطالب به من حق وعدالة.
الأمر الأخير هو عن المختطفين اللبنانيين في سورية لأنه لا يمكن أن لا نتحدث ولو بكلمة.
نحن منذ اللحظة الأولى التزمنا على المستوى السياسي، سواء في حزب الله أو في حركة أمل، ودعونا أهالي المخطوفين وكل المحبين إلى ضبط النفس وإلى الهدوء وإلى الصبر. وقلنا أيضاً منذ البداية إن هؤلاء المخطوفين مواطنون لبنانيون، وبالتالي الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن إعادتهم وإطلاق سراحهم وكرامتهم وسلامتهم وأمنهم، ونحن جميعاً، كقوى أو قيادات سياسية أو دينية نساعد الدولة، ولكن هذه هي مسؤولية الدولة.
وبالفعل، الدولة، برؤسائها، وعلى المستوى الحكومي، وعلى مستوى العديد من الوزراء، وعلى مستوى العديد من مؤسساتها أيضاً، هي تعمل بجد، وأنا أشهد على ذلك، تعمل بجدّ في الليل والنهار من أجل إيصال هذه القضية إلى خاتمة طيبة.
من بداية هذا الحدث، وخلال الأيام الماضية، حصلت بعض الملابسات، لا مصلحة في التحدث عنها ولا التعليق عليها، من أجل قضية المخطوفين أنفسهم في المرحلة الحالية، في المستقبل ربما نتحدث أو لا نتحدث، (هذا) بحث آخر.
اليوم، وفي ظل المساعي الحثيثة التي يقوم بها المسؤولون اللبنانيون:
أولاً نحن نؤكد على مسؤولية الحكومة والدولة في معالجة هذا الملف، ونحن نساعد، ولكن المسؤولية والطرف المعني بالتواصل، بالتفاوض، بالإجابة هي الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية.
ثانياً يجب أن أشيد ونشيد جميعاً بصبر الأهالي وانضباطية ومناقبية الأهالي، بالحس العالي من المسؤولية لديهم، وأيضاً في هذه الأيام، أمام بعض أشكال الضغوط، بموقفهم الشريف والنبيل، وهذا طبعاً متوقع دائماً منهم ومن أمثالهم.
ثالثاً: أنا أدعو إلى مواصلة الهدوء وضبط النفس والصبر والتحمل وإعطاء المزيد من الفرصة أو الوقت للدولة لتواكب هذا الأمر وتتابعه وتصل فيه الى النتيجة المطلوبة.
يجب أن أشكر الأخ الكبير والأستاذ الكبير سماحة الشيخ أحمد الزين على موقفه وعلى تعاطفه وعلى محبته لي وللمقاومة.
وأقول في النهاية كلمة للخاطفين: أنتم قلتم بالأمس إنه لا مشكلة لكم مع طائفة، جيّد، عليكم أن تثبتو ذلك. هؤلاء زوّار، هؤلاء أبرياء، يجب أن يعودو إلى أهلهم.
إذا كان لكم مشكلة معي، هناك الكثير من الوسائل والطرق لنحل هذه المشكلة، وهناك كثير من الأساليب والمستويات. لا أودّ الدخول في التفاصيل
"بدكم نحلّ بالحرب بالحرب، بدكم نحلّ بالسلم بالسلم، بدكم نحل بالحب بالحب، بدكم نحلّ كيف بدكم".
هذه مشكلة معي أو مع حزب الله أو مع حزب الله وحركة أمل أو مع جهة سياسية في لبنان، لها موقف من الأحداث في سورية، افصلوا موضوع الأبرياء "على جنب" وتعالوا حلوا مشكلتكم معنا. أما أن تتخذوا من الأبرياء رهائن من أجل حلّ هذه المشكلة بمعزل عن طبيعتها وحقيقتها، فهذا ظلم كبير يجب أن تنتهوا منه.
هذه الكلمة التي أحببت أن أقولها، ونحن في كل الأحوال قلنا وما زلنا نقول، نحن لدينا رؤية من ما يجري في سورية، لدينا موقف، نحن ندعو إلى الهدوء، إلى الحوار، إلى السلم، إلى الإصلاح، إلى التعالي على الجراح، إلى الحفاظ على وحدة سورية ووحدة شعبها ودماء جيشها وشعبها وأهلها.
نحن قلبنا يحترق على سورية كما هو الحال عند أي سوري، على سورية وكرامتها وموقعها وقوتها ورفاهها وأمنها واستقرارها. نعم قد نختلف مع آخرين في لبنان أو في غير لبنان في مقاربة وفهم ما يجري وقراءة مع يجري وخلفياته وأهدافه وتداخلاته، وهذا من حقنا الذي نمارسه في كل يوم.
انا ارجو واسأل الله سبحانه وتعالى أن يمنّ على هولاء الأبرياء المخطوفين بالحرية وبالعودة السليمة والكريمة، وأن يهبنا جميعا العقل والحكمة في التعاطي مع مسائل من هذا النوع.
رحم الله إمامنا العظيم وكل شهداء هذه الأمة وكبارها.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم.
بسم الله الرحمن الرحیم.
و الصلاة و السلام علی سیدنا و نبیینا خاتم النبیین ابی القاسم محمد و علی آله الطیبین الطاهرین و صحبه الاخیار المنتجبین و علی جمیع الانبیاء و المرسلین.
سلام و رحمت و برکت خدا بر شما حضار گرامی. امروز و در سالگرد رحلت امام ارزشمند و عزبزمان پیش از ورود به مبحث امام و سالگرد رحلت ایشان از روز نکسه، 5 جوئن 1967، و سالگرد تهاجم به جنوب لبنان، 6 جوئن 1982، یاد میکنم؛ که اسرائیل آن را عملیات تهاجم نامیده بود ولی پس از جنگ سی و سه روزه فهمید که این عملیات به مثابهی یک جنگ بود و آن را جنگ اول لبنان و جنگ سی و سه روزه را جنگ دوم لبنان نامیدند. قاعدتا همواره این دو سالگرد، ملتهای عرب و مسلمان و مردم منطقه را به گرفتن پند و درس و استفاده از همهی تجربهها، حوادث، رخدادها، دردها، رنجها، کاستیها، نقصها، دستاوردها و نکات مثبت فرا میخوانند. چون هنوز این جنگ تمام نشده، فلسطین در اشغال است، همچنان به مقدسات مسلمانان و مسیحیان هتاکی میشود، تمام ملت داخل و خارج فلسطین، بیخانمان و در رنج هستند، هزاران اسیر در زندانها به سر میبرند و هزاران یا صدها –نمیدانم.- تن از شهدا در گورهای دستهجمعی هستند.
همچنین در ابتدا مسئلهی تابوتهای 91 شهیدی که دیروز به غزه و کرانهی باختری بازگردانده شدند مرا به موضعگیری وا می دارد. انسان میتواند از این مسئلهی غمبار و در عین حال افتخارآمیز پیامهای بسیاری دریافت کند. و مهمتر از همه دو پیام. اولین پیام نشان درندهخویی این دشمن است. دشمنی که پیکرهای شهدا را عمدا نگاه میدارد تا روحیه، عواطف، احساسات و شور همهی ملت را تحت تأثیر قرار دهد و حس اهانت و خاری را به او تحمیل کند. و پیام دوم اعلام دوران قدرت در تاریخ مقاومت فلسطین است که از لحاظ اقدام، شجاعت، دلیری، عملیات ویژه، اصرار بر ادامهی راه مقاومت و جهاد به هر قیمتی، خوش درخشید و همچنان میدرخشد. و در ابتدای کلام این نیز ما را به یاد باقیماندهی پیکرهای شهیدان لبنانی که همچنان در گورهای دستهجمعی هستند و همچنین مسئلهی باقیماندهی مفقودین یا اسیرانی لبنانی که بر سر زنده بودن یا شهادت ایشان بحث است، میاندازد. و همیشه گفتهایم این مسئولیت حکومت است که باید آن را مستقیما بر عهده بگیرد. و وقتی مقاومت مجبور به انجام این مسئولیت میشود معمولا به خاطر مسئولیتناپذیری حکومت است.
همچنین در سالگرد اشغال لبنان باید از باقیماندهی خاک تحت اشغالمان، مزارع شبعا و تپههای کفرشوبا، و مسئولیت آزادسازی باقیماندهی خاکمان که به گردن حکومت و ملت، به گردن همهی ماست، یاد کنیم.
وقتی دربارهی امام صحبت میکنیم، امام فارغ از عملکردش دارای ویژگیهایی شخصیتی است. وی فقیهی بزرگ، فلیسوفی عظیم، یکی از بزرگترین عرفا، متفکر مسلمانی خلاق و مبتکر و… بود. ولی اگرچه وی ویژگیهای شخصیتی بسیاری داشت، عملکردهایی هم داشت. آنچه امام در زندگی مردم و امت و تاریخ معاصر و بلکه بشر رقم زد و به وجود آورد و آنچه برای آینده بنا کرد. اینها هم بسیارند. ولی بنده به دو مسئلهی کوتاه میپردازم. اولین مسئله این است که ما امام را رهبر انقلاب مینامیم. یعنی ایشان رهبر انقلاب اسلامی همگانی مردمیای بود که در ایران شکل گرفت و در نهایت منجر به سرنگونی نظام طاغوتی شاه شد. نظامی که ژاندارم آمریکا در خلیج فارس و همپیمان استراتژیک اسرائیل بود. و صفت دیگر ایشان بنیانگذار جمهوری اسلامی ایران است. البته ایشان به لحاظ عملکرد صفتهای بسیاری دارد ولی بنده به صورت کوتاه به این دو صفت میپردازم.
دربارهی صفت اول: بله، ایشان رهبر انقلاب بود. یعنی در حقیقت ایشان کسی بود که آن را در اوایل دههی 60 میلادی، با یک نفر به نام روح الله الموسوی الخمینی، آغاز کرد. سخنرانی کرد، فریاد کشید، رسوا کرد، نصحیت کرد، ارشاد کرد و مردم را به بصیرت، موضعگیری، بیداری و قیام فراخواند. و در ابتدا شاگردان، طلبهها، یاران و دوستانش با وی همراه شدند. ایشان رهبر انقلابی بود که خود آن را برافروخت و خودش هم اولین کسی بود که پیامدها و دردهای آن را، از جمله تهدید امنیت شخصیاش، یورش به خانهاش، غارت کتابخانهاش، دستگیریاش و… تا جایی که نزدیک بود حکم اعدام دربارهی ایشان اجرا شود، تبعید طولانی مدتش، شهادت فرزندش سید مصطفی، پذیرفت. و در طول سالهای انقلاب شاگردان، طلاب و یاران برگزیدهاش به دار آویخته، به زندان انداخته و به خارج از شهرها تبعید میشدند. ایشان این انقلاب را جلوداری، رهبری و ارشاد کرد. تا میرسیم به سفر ویژهی ایشان در آن لحظهی درخشان بشری، معنوی و تاریخی که نشان دهندهی اوج عزم و شجاعت ایشان بود. سفری که با اصرار امام برای انجام پروازی از پاریس به تهران انجام میگیرد. با این که احتمال هدف قراردادن هواپیما بسیار زیاد بوده است. این رهبر پیشرو که با مرگ و همهی خطرات و هراسها به نبرد بر میخیزد، انقلاب را به توفیق خداوند (سبحانه و تعالی) میآفریند، بر میافروزد و خودش آن را به پیروزی میرساند.
و روزی فرا میرسد که -چون الان در منطقه غوغا است و کسی به تعارفات گوش نمیکند.- در شرایطی آرام، اهمیت نقش بنیانگذاری امام خمینی و پیروزی انقلاب پر برکتش در ایران در همهی تحولات بزرگی که در منطقهی ما، گرچه پس از دهها سال، رخ داد و مسئلهی نبرد عرب و اسرائیل و جنبشهای مقاومت و دستاوردهای این جنبشها، روشن میشود.
صفت دوم: بنیانگذار جمهوری اسلامی. همه میدانیم -این از واضحات است، نیاز به استدلال زیاد ندارد.- که تخریب بسیار آسانتر از بنا کردن است. و وقت کمتری میبرد در حالی که بنا کردن نیاز به وقت، امکانات، توانایی، زمان و تلاش دارد. خیلیها هستند که میتوانند خراب کنند ولی نمیتوانند بسازند. چالش واقعی این بود. بنده در سالگرد سال گذشته از اهمیت تکیه و اعتماد امام به ارادهی ملت در جهت ایجاد نظام جایگزین و نظامسازی صحبت کردم. امروز میخواهم از همین نظامسازی صحبت کنم. بله، این دستاورد بزرگ و پر اهمیتتری بود. چون موفقیت در نظامسازی پیچیدهتر از رهبری انقلاب و به سرانجام رساندن آن است. و امروز بسیاری از ملتهای عرب به این توانایی نیازمندند. ملتهایی که انقلاب خود را کاملا یا زیاد یا کم -با در نظر گرفتن تفاوت ارزیابیها و زمینهها- به پیروزی رساندهاند. الان شاید نظام [پیشین] سرنگون شده باشد ولی باید نظامسازی کنید. و این لیاقت میطلبد. این در کشورهای متعدد و برای ملتهای مختلف مطرح است.
در واقع خاستگاه امام (رضوان الله علیه) در مسئلهی نظامسازی، خاستگاهی فکری و عقیدتی بود. -قاعدتا وقت کافی نیست.- به این اشاره بسنده میکنم که در اصولا در تفکر اسلامی -چنان چه امام میگویند.- مسئلهی وجود حکومت، نظام سیاسی، قدرت مسلط -نه به معنای کابینه، به معنای قدرت.-، یا به اصطلاح آن دوران، وجود امیر، امام یا خلیفه نیاز طبیعی و فطری هر جامعهی انسانی است. و این بدیهی است و نیاز به استدلال ندارد. مانند نیاز انسان به خورد و خوراک و خواب. اینها بدیهی است و نیاز به استدلال ندارد. نیاز هر جامعهای به حکومت در اندیشهی اسلامی و در اندیشهی امام بدیهی است و نیاز به استدلال ندارد. بله، آنچه مورد بحث است سرشت، ماهیت و هویت حکومت و قالب نظامی است که بر این جامعه حکومت میکند. بله، این مسئلهای نظری است که به استدلال، بحث و استفاده از تجربههای بشر، ادیان الهی، فلسفهی بشری و… نیاز دارد. ولی اصل وجود حکومت و نیاز به برپایی آن برای گرداندن امور هر جامعهای در هر مرحلهای از تاریخ بشریت مسئلهای طبیعی، فطری و بدیهی است. و ممکن نیست کارهای یک جامعه بدون حکومت و نظام سامان پیدا کند.
به همین خاطر بلافاصله پس از پیروزی انقلاب در ایران در 11 فوریه 1979 از همان ابتدا نظامسازی آغاز شد. و امام، یاران، شاگردان و افراد کلیدی انقلاب آماده بودند و بسیار روی این مسائل بحث کرده بودند. پیشنویسهایی دربارهی ساختار نظری، قالب، هویت و ماهیت وجود داشت. به طور مستقیم یا غیر مستقیم اینها را آماده کرده بودند یا برای آن آمادگی داشتند. ولی تدبیر بینقص و حکمت والای امام از لحظهی اول خود را نشان داد. امام فرمانهایی دادند و یاران نیز کمک کردند و مردم پذیرفتند.
اولا: حفظ همهی سازمانهای حکومتی. بله، ژنرالهای بزرگ ارتش که نوکری شاه، آمریکا، موساد و ساواک را کرده بودند، فرار کردند ولی ارتش حفظ شد. حفظ ادارات دولتی. به همین خاطر از روز دوم گفتند کارمندان به سر کارهایشان برگردند. حفظ اموال عمومی. بله سیاستمداران فرار کرده بودند، تبعید شده بودند یا محاکمه شدند. ولی امام از مردم ایران خواستند سلاحها، پولها و مستندات مصادره شده را برگردانند. و همه به یاد داریم که آن روزها چگونه ایرانیان برای تحویل آنچه در درگیریهای اخیر از نظام گرفته بودند، در صفهای طولانی میایستادند.
تا میرسیم به گذاشتن سنگ بنای نظامسازی. به همین خاطر امام از ملت ایران میخواهد مجلس خبرگان انتخاب کنند. یعنی خود ایشان مجلس تعیین نمیکند. مجلس خبرگان قانون اساسی شامل فقیهان، حقوقدانان، نخبگان سیاسی، فکری و اساتید دانشگاه، فرهنگیان، اقتصاددانان و…. خب ایشان مردم را به انتخاب مجلس خبرگان فرا میخواند. به این مجلس مهلت معینی داده میشود. پیشنویس قانون آماده میشود. امام پیشنویس را به مردم ایران ارائه میکند و در یک همه پرسی با آن موافقت میشود. قانون اساسی، پایهی هر نظام معاصر است. طبق قانونی اساسی که مردم ایران با آن موافقت کردهاند، با انتخاب اولین رئیسجمهور، ساخت نظام سیاسی آغاز میشود.
یعنی برادران و خواهران، در کمتر از یک سال: مجلس خبرگان، قانون اساسی، همهپرسی، انتخاب رئیسجمهور و حفظ همهی اموال و سازمانهای دولتی. نگاه کنید وقتی آمریکاییها وارد عراق شدند چه کردند. حکومت، ارتش و همه چیز را نابود کردند. -خب این بحث خود را میطلبد البته.- و تنها پس از یک سال و یک ماه انتخابات اولین پارلمان ایران برگزار شد. یعنی در یک سال و یک یا دو ماه، ساختار و ارکان نظام سیاسی کامل میشود. از قانون اساسی و مجلس خبرگان، انتخاب رئيسجمهور، انتخاب پارلمان گرفته تا تشکیل کابینه. با وجود همهی شرایط استثنائی، فوق العاده و دشواری که انقلاب اسلامی را از داخل و خارج در بر گرفته بود، امام این دستاورد را رقم زد.
مردم چرا میپذیرفتند؟ به خاطر نفوذ روحانی و معنوی امام. امام نه روی مردم شمشیر کشیده بود نه… . امام میآمد صحبت میکرد، بیانیه میداد، مردم به صورت گسترده میپذیرفتند. این است عظمت انقلاب اسلامی ایران. اگر صحبت از ماهیت مردمی باشد. ماهیت مردمی یعنی این. یعنی این.
امام میتوانست از روز اول بگوید شرایط، خاص است. عوامل داخلی، خطرات خارجی و توطئههای بین المللی و منطقهای انقلاب را تهدید میکنند پس اوضاع اجازهی انتخابات، همهپرسی و نوشتن قانون اساسی را نمیدهد. بگذارید یک قانون موقت بنویسیم و یک شورای رهبری یا دولت موقت تعیین کنیم. امام میتوانست با این روش سالهای سال، 1، 2، 3 یا 4 سال حاکم مطلق بماند. ولی چنین نکرد. چون هیچ وقت هیچ جا این در ذهن امام نبود که میخواهد برای خودش قدرتی دست و پا کند. ایشان فقط میخواست برای مردم ایران حکومت بسازد. حکومت، تداوم مییابد، میماند، پیشرفت میکند، جلو میرود و با همهی تهدیدها و خطرات مقابله میکند، حتی اگر ایشان نباشد. به همین خاطر هم ایشان در وصیتنامهاش نوشت که «با دلی آرام و قلبی مطمئن» به جایگاه ابدی خود سفر میکند. چون میدانست که چه چیزهایی و چه کسانی را بر جای گذاشته. توانایی اصلی و بزرگترین دستاورد امام خمینی (رضوان الله تعالی علیه) ایجاد حکومتی نوین و گردآورندهی سنت و مدرنیته بود. حکومتی که با همهی چالشها و خطرات رو به رو میشود و پاسخگوی بیشتر نیازها و آرزوهای ملت ایران است. ایشان در این زمینه، نمونهای برجسته به وجود آورد.
و این نمونه باید با کمال بیطرفی و واقعبینی بررسی شود. نباید به نداهای خدشهگر و گمراهکنندهای که از اینجا و آنجا بلند میشود گوش سپرد. چون اینها نمیخواهند این الگوی حکومت گردآورندهی سنت و مدرنیته، گردآورندهی ثابتها، اصول و عقاید با آزادی، پیشرفت و روزآمدی، همهگیر شود. به همین خاطر بررسی نمونهای که امام به وجود آورد، باید یک بررسی علمی و بیطرفانه باشد. نه یک بررسی هیجانی مانند آنچه در شرایط کنونی رخ میدهد.
پیش از این که از این مسئله وارد بحث لبنان شویم باید از سر وفاداری به امام، بگویم: امام از همان ابتدا، پیش از آغاز انقلاب، پس از آغاز آن، هنگام برپایی حکومت و تا هنگام رحلت و وفات ایشان به فلسطین و قدس توجه داشت. نه چالشهای دوران انقلاب و نه چالشهای دوران حکومت و نه هیچ کدام از خطرها و تهدیدهای بین المللی و منطقهای -لطفا به این بخش خوب توجه کنید!- یک حرف از موضع امام دربارهی قضیهی فلسطین، قدس و اسرائیل را تغییر نداد. و ایشان معتقد بود مسئلهی فلسطین و قدس، یک مسئلهی اساسی، عقیدتی و استراتژیک است که سازش، تاکتیک و بازی را بر نمیتابد. همچنین باید به یاد بیاوریم امام خمینی (رضوان الله تعالی علیه) منادی دائمی وحدت، تقریب، همکاری، همبستگی و یکپارچگی مسلمانان و همچنین مستضعفان -حوزهی گستردهتری از حوزهی مسلمانان- بود. و همیشه از جامعهی ابراهیمی پیروان ادیان آسمانی صحبت میکرد. امام در این پایبندی صادق بود و هیچ کدام از توطئهها در این پایبندی وی تغییری ایجاد نکرد. میدانید به این امام، ملت و حکومت نوپایش هشت سال جنگ تحمیل شد. جنگی که صدام حسین با پشتیبانی آمریکا، غرب و جامعهی بین الملل به راه انداخت. و آن روز بسیاری از حکومتهای عربی -جز حکومتهای انگشتشماری از جمله سوریه- در کنار صدام حسین ایستادند در حالی که گناه امام چه بود؟ و بسیاری از حکومتهای جهان و عرب برای جنگ علیه امام، ملت و حکومتش صدها میلیارد دلار پول خرج کردند. در حالی که ملتهای عرب از فقر، بیسوادی، بیکاری، گرسنگی، محرومیت و انسداد توسعه رنج میبردند و همچنان نیز میبرند. و در حالی که ملت فلسطین اینچنین در رنج به سر میبرد و در همهی آن سالها در ورطهی فراموشی بود. ولی -بنده عمد دارم یعنی عمدا در این باره صحبت میکنم.- میخواهم به تمامی مردم بگویم امام علی رغم همهی این زخمها، کشتار، تخریب و جنگی که صدام حسین و برخی نظامهای عربی به نام عرب به او و مردمش روا داشتند، یک گام از اندیشهی وحدت، تقارب، تقریب، همکاری، یکپارچگی و برادری میان مسلمانان و مستضعفان عقب ننشست. چون این مسئله برای ایشان یک مسئلهی عقیدتی، ایمانی و برخاسته از رابطهی او با خدا و تلاشش در جهت رضای او بود و مسئلهای متأثر از واکنشهایی که اینجا و آنجا رخ میدهند نبود. حتی واکنشی در اندازهی جنگی هشت ساله!
بگذارید مسئله را بیشتر باز کنم. هر کس جز امام، یاران او و ملت ایران بودند، اگر آنچه بیشتر دولتهای عربی طی هشت سال بر سر آنان آوردند انجام میدادند، -از یک نظر- حق داشتند بگویند عرب، ملتهای عرب، فلسطین و قدس به ما چه ربطی دارد؟! همهی اینها رها کنند و به منافع خود در آسیای میانه یا اروپا بپردازند. مانند رفتار ترکیهی آتاتورکی در دورانهایی که از جهان اسلام رو گرداند و به غرب رو آورد. خب امام حتی یک لحظه هم چنین نکرد.
با در نظر داشتن مبحث اصلی میخواهم وارد دو مسئله دربارهی لبنان شوم. و بگویم همچنان که چالش بزرگ پیش روی ملتهای عربی، چالش نظامسازی است، و همچنان که به نظر ما چالش دیگری در برخی حکومتها وجود دارد و آن چالش اصلاحات است -مانند سوریه، بحرین یا جاهای دیگر- ، ما هم به عنوان ملت لبنان در برابر این چالش قرار داریم.
دلیل هم آن است که: تا کنون، 2012، چقدر از استقلال لبنان گذشته؟ ولی هنوز گفتمان سیاسی همه این است که یکی میگوید ما خواستار حکومتیم، یکی میگوید واگذاری مسائل به حکومت، یکی میگوید ایجاد حکومت. یعنی به صورت ضمنی توافقی در لبنان هست که حکومت واقعی وجود ندارد! و این چیزی است که باید آن را به دست بیاوریم و به سمت آن حرکت کنیم. سالهاست و همچنین امروز ما، همهی لبنانیان، نیروها و سران سیاسی، مشغول تحولات و رخدادهای سیاسی هستیم. بگذارید بگویم روزمره. ما به صورت روزمره به سیاست میپردازیم. اینجا ماجرا چه بود؟ این حادثه را چطور از سر بگذرانیم؟ چطور پیامدهای این مسئله را درمان کنیم؟ در این باره چطور صحبت کنیم؟ کجا باید موضع بگیریم؟ خب در سالگرد رحلت امام خمینی (رضوان الله تعالی علیه) وقتی دربارهی مسائل استراتژیک و بنیادی صحبت میشود بگذارید از جزئیات بیرون بیاییم و -مانند آنچه دربارهی سوریه گفتیم.- بر روی قله بایستیم. یک لحظه فکر کنیم در شرایط کنونیمان در لبنان باید چه کنیم؟ باید همچنان اینگونه مضطرب و لرزان حرکت کنیم؟ نگرانیای بسیاری از لبنانیان را در هفتههای گذشته در بر گرفته که یک نگرانی درست و بهجا است. بعضی احساس کردند کشور دارد تفکیک میشود، جنگ داخلی دارد باز میگردد، نمیدانیم لبنان، میهن و ملت کارشان به کجا خواهد انجامید. خب باید در یک لحظه آرامش، بازنگری کنیم که چه باید بکنیم؟ حتی اگر به اولویتها بپردازیم. امروز اگر به خیابانها برویم و از مردم بپرسیم و نظرسنجی کنیم اولویتها کدامند. نه این که هر کدام از ما پشت میزش بنشیند و اولویتهایی برای خودش در نظر بگیرد. نه، واقعا برویم از مردم نظر سنجی کنیم اولویتها کدامند؟ با اولویتهای مختلفی روبه رو خواهیم شد که در رأس آنها دو چیز قرار دارد. اولین آن امنیت و همزیستی مسالمتآمیز است. ممکن است در برههای این احساس وجود نداشت. ولی امروز در پی پیامدهای حوادث سوریه، تحولات منطقه، کاهلی سازمانهای دولتی در پرداختن به مسائل امنیتی، نقصهای اوضاع قضایی، هیجان موجود و کثرت تحریک مذهبی و طائفهای و… بله، شرایط سختی است. بگذارید خودمان را گول نزنیم. ما همیشه میگوییم اولویت، حفظ ثبات است. امروز به جز معضلات سیاسی، مسئلهی دزدیها، مجرمان، تجاوزها، آدمرباییها و… وجود دارد. از مردم بپرسی، میگویند امنیت اولویت دارد. حتی ممکن است بگویند پیش از اصلاحات، پیش از هر چیز دیگر.
دومین اولویتی که دیده خواهد شد، وضع معیشتی مردم است. چند ماه بعد آغاز مدارس و سپس زمستان و… است. امروز اولویت مردم وضع معیشتیشان است. وقتی میگویم وضع معیشتی شامل خورد و خوراک، بهداشت و سلامت و فرزندانشان میشود… امام علی (علیه السلام) میگویند: دو نعمت گمنامند. سلامتی و امنیت. وقتی کسی غرق امنیت یا سلامت است این نعمتها را حس نمیکند. وقتی از دستشان میدهد، متوجهشان میشود. مثل اکسیژنی که شبانهروز تنفسش میکنیم. ما در این نعمت غرقیم. ولی وقتی داریم خفه میشویم تازه متوجه این نعمت میشویم.
خب ببینیم چطور باید این دو اولویت را درمان کنیم تا به ایدهای که میخواهم مطرح کنم برسیم. دربارهی امنیت که امروز دارد بر همهی مناطق فشار میآورد. و قاعدتا برخی رسانهها و طرفهای سیاسی میکوشند بعضی حوادث امنیتی را بزرگنمایی کنند و برخی نیروهای سیاسی مثلا ما را به زحمت بیاندازند. طوری میگویند در فلان منطقه مشکل امنیتی وجود دارد که گویی ما یا هر کدام از نیروهای سیاسی حاضر در مناطق مسئول امنیت هستیم.
بردارانم -هر چه کوتاهتر.- تجربههای بشری، تجربهی معاصر دهههای پیش لبنان، علم، تحقیق و واقعنگری میگویند امنیت و همزیستی داخلی فرآوردهی یک چرخه هستند. فرآوردهی صرف کار امنیتی نیستند. فرآوردهی یک چرخهی فرهنگی، تربیتی، قانونی، قضایی، اقتصادی، سیاسی، امنیتی، رسانهای و… هستند. کار تکنیکی امنیتی بخشی از چرخهای کامل است که امنیت و همزیستی داخلی را حفظ میکند. در هر جامعهای کسی که عوامل این چرخه را در دست دارد فقط و فقط حکومت و سازمانهای حکومتی هستند. این عوامل دست هیچ فرد، سازمان یا حزب دیگری نیست. بعضی ادارهی مدنی، امنیت خودگردان و امنیت بالادستی جامعهی مسیحی را آزمودند. همه تجربه کردهاند. اینها امنیت واقعی به وجود آوردند؟ هرگز. هر حزب یا سازمانی هر قدر هم که قدرتمند باشد، بله، میتواند سران، مراکز و جشنهایش را حفظ کند ولی نمیتواند جامعه و ملت را کنترل کند. چون تواناییاش را ندارد. چون همهی عوامل چرخهی امنیت و همزیستی مسالمتآمیز را تحت اختیار ندارد. این مسئولیت حکومت است.
امنیت و همزیستی داخلی مسالمتآمیز میخواهیم؟ میخواهیم مردم همچنان با هم زندگی کنند؟ پس به حکومت نیاز داریم. حکومت واقعی. حکومت مقتدر، عادل و کارآمد. بنده بدتر از این را برایتان بگویم. زمامداری امنیت خودگردان هر کدام از مناطق توسط حزبها، حتی اگر پیشرو، پرهیزکار و بینقص هم باشند، نتیجهی عکس خواهد داد. به جای این که موجب امنیت شود موجب جنگ داخلی خواهد شد! موجب جنگ میان عشایر، خانوادهها و بخشهای جامعه خواهد شد. حکومت است که میتواند بدون این که مردم و جامعهاش را به جنگ داخلی بکشاند این مسئله را درمان کند.
دربارهی اولویت دوم. مسئلهی معیشت، اقتصاد و پول. اینجا هم تجربهی بشری، علم و تحقیق واقعنگرانه میگوید: رفاه یا به عبارت دیگر تأمین حد اقل نیازهای مردم در هر جامعه در زمینهی خورد و خوراک، آموزش، بهداشت و… تا برسیم به رفاه. ما میگوییم درمان بحرانهای اجتماعی و معیشتی که شهروندان و ساکنان لبنان از آن رنج میبرند نیز فرآوردهی چرخهای کامل است. نتیجهی پرداختن محض به صنعت، کشاورزی، تجارت، واردات و صادرات نیست. اینها بخشی از چرخهاند. معیشت، بخشی از چرخهی کاملی شامل مسائل قضایی، قانونی، امنیتی، سیاسی، فرهنگی، تربیتی، امنیتی، تربیتی و اقتصادی با همهی بار تخصصی آنهاست. خب این واقعیت امروز است. امروز در لبنان کسی نمیتواند بیاید بگوید من مشکلی به نام منطقهی عکار دارم. چطور باید شرایط اقتصادی این منطقه را سامان بدهم؟ و بحران معیشتی و اجتماعی آن را حل کنم؟ و آن را به مرحلهی رفاه برسانم؟ یا شمال، بعلبک هرمل، جبل، بیروت و ضاحیههای آن یا جنوب. چیزی به نام اقتصاد یک منطقه وجود ندارد. کسی نمیتواند اقتصاد یک منطقه را درمان کند. یا کسی بیاید بگوید من میخواهم ببینم چطور میتوانم اقتصاد اهل سنت، شیعه، مسیحی یا دروزی را درمان کنم…! این اشتباه است. امروز یک اقتصاد لبنان هست و به مناطق و طوائف تفکیکپذیر نیست. حکومت است که میتواند مسئلهی اقتصاد را زیر پر و بال خود بگیرد تا بحران اجتماعی، معیشتی و زندگی مردم خود را حل کند.
فقط این هم نیست. اصولا در جهان امروز اگر حکومتی که دارد به اقتصاد ملی خود میپردازد بخشی از منظومهی اقتصادی قدرتمندی در منطقه نباشد، نمیتواند تاب بیاورد، چه برسد که بخواهد دست به درمان بزند. امروز در جهان وضع بدتر از این است. حکومتهایی که همیشه در زمینهی اقتصاد قدرتمند و بخشی از قدرتمندترین منظومههای اقتصادی جهان، همچون اتحادیهی اروپا، بودهاند، به زانو در آمدهاند. مانند یونان، اسپانیا، هلند، دانمارک و حتی بریتانیا. حتی فرانسه امروز در رنج است. بعضی حکومتها در آستانهی فروپاشیاند. پس مسئلهی اقتصادی، مالی، معیشتی و اجتماعی به دست حزب، سازمان یا ائتلاف حزبها حل شدنی نیست. بزرگترین کاری که یک حزب، جریان یا طرف سیاسی میتواند بکند چیست؟ مقداری فرصت شغلی برای شهروندان ایجاد کند، یک سری خدمات بدهد و دستاوردهایی داشته باشد. اینها درست. ولی آيا میتواند بحران ریشهای اجتماعی و معیشتی را، که به آن چرخهی حیاتی کامل نیاز دارد، حل کند؟ قاعدتا نمیتواند. ناتوان است. حکومت مسئول است.
نتیجهای که میخواهم بگیرم این است که: اگر ما لبنانیان میخواهیم لبنان، یکپارچه بماند، در این منطقهای که امروز با خطر تقسیم مواجه است لبنان را یکپارچه، امن به گونهای که زندگی و همزیستی واقعی در آن جریان داشته باشد، توانا در حل بحرانها و مشکلات اقتصادی، اجتماعی، معیشتی، اداری و… میخواهیم، به حکومت و ساختارهای حکومتی نیاز داریم.
بنده این حرف را برای استفادهی سیاسی نمیزنم و شعار هم نمیدهم. ما به این مسئله باور داریم و در جلسات داخلی نیروها و کادرهای خود را بر این اساس توجیه میکنیم. چرا در جلسات داخلی؟ چون دوباره برای کسی شبهه پیش نیاید که این حرف برای استفادهی سیاسی است. این فرهنگ داخلی ماست. ما لبنانیان، همهی حزبها، جریانها، طائفهها و ساکنین همهی مناطق، باید به این باور برسیم که این لبنان حتی تقسیم را هم نمیپذیرد، فدرالیزم را هم بر نمیتابد. لبنان یک آینده دارد و باید یکپارچه باقی بماند. تا با همهی بحرانها مقابله کند و همهی آرزوها یا بیشتر آرزوهای مردمش را تحقق ببخشد. راه حل، یک حکومت ملی واقعی است. حکومتی توانا، کارا، بیطرف و شایسته که در آن قانون حکمفرما باشد نه تعصبها و سلیقهی شخصی. خب. این یک آرزو است؟ ما حق داریم آرزو داشته باشیم. ملتی که آرزو، امید و افقی پیش رویش نداشته باشد، گرچه راه تحقق بخشیدن آنها دشوار باشد، چنین ملتی شایستهی خروج از بحرانهایش نیست. همچنان بحرانهای خود را برای فرزندان، نوهها، نتیجهها و… خود به ارث میگذاریم. میخواهیم این طور باشد؟ یا نه، ما ملتی شایستهی مسئولیتپذیری هستیم؟
حتی در مسئلهی دفاع ملی در برابر دشمن و استقلال لبنان. چرا ما مجبوریم بگویم ارتش، ملت، مقاومت؟ اگر از ابتدا یک حکومت مسئولیتپذیر و توانا وجود داشت، مردم چرا باید مدارس، حوزهها، دانشگاهها و زمینهایشان را رها میکردند و مقاومت مردمی راه میانداختند؟ چرا؟ حکومت دفاع میکرد. حکومت سرزمینها را آزاد میکرد. مردم نیز به حکومت کمک میکردند و در کنارش میایستادند. پس ما وقتی برای راهبرد دفاعی پای میز مذاکره مینشینیم، به جای اینکه برویم بر سر نتایج و آنها را درمان کنیم، باید به درمان سببها بپردازیم. چرا به اینجا رسیدیم؟ چرا به این انتخابها روی آوردیم؟ بیایید به درمان بپردازیم. درمان، ساختن حکومت است. و معتقدم لبنانیان در این باره توافق نظر دارند، ولی جدیت وجود ندارد. برویم ببینیم موانع کجاست و چطور میتوانیم آنها را از سر راه برداریم.
این چیزی است که به آن ایمان و اعتقاد داریم. در واقع این تفکر امام سید موسی صدر (اعاده الله بخیر و رفیقیه) است. این باور، تفکر، پایبندی و فرهنگ ماست. هر کس غیر از این را میگوید باید استدلال کند.
به همین خاطر بنده امروز میخواهم یک پیشنهاد برای مذاکرات ملی، که در چند روز آینده برگزار خواهد شد، مطرح کنم. خب پای میز مذاکره خواهیم رفت و ان شاءالله کسی نباشد که نیاید. بنده پیشنهاد میکنم بنشینیم در یک بحث جدی از دلایل، شروع و آنها را درمان کنیم. درمان دلایل یعنی بنشینیم صحبت کنیم چطور میتوانیم یک حکومت واقعی و مقتدر در لبنان ایجاد کنیم. بنده بیش از این را میگویم. بنده مذاکرات ملی و مشخصا جناب رئیسجمهور را به بحث در این رابطه فرا میخوانم. و اینکه بیایید کنفرانس مذاکرات ملی لبنان راه بیاندازیم، نه فقط یک مذاکره. حتی میتوان ایده را بیش از این هم پرداخت. بیاییم کنگرهی مؤسسان ایجاد کنیم. کنگرهی مؤسسان لبنان. مانند کنگرههای مؤسسانی که در برخی نقاط از جهان عرب تشکیل میشود. یعنی یک مجلس خبرگان جدید. آیا ما لبنانیان، ملت، کشور، میهن و آیندهی ما شایستگی این را نداریم؟ یک بار هم که شده در تاریخ، پیش از آغاز درگیری بنشینیم بحث کنیم. یعنی همیشه آن زمانی لبنانیان در ژنو، لوزان، دمشق، کاخ بعبدا و نمیدانم کجا، گفت و گو میکنند که درگیری در جریان است، اجساد تکه تکه میشوند و مردم آوارهاند. خب امروز الحمدلله در شرایط نسبتا معقول امنیتی به سر میبریم. مردم هنوز خود را کنترل و خویشتنداری میکنند. و فرصت داریم بنشینیم با هم صحبت کنیم. چرا نباید کنگرهی مؤسسان ایجاد کنیم؟ حتی میتوانیم ایده را بیش از این پر و بال بدهیم و بگوییم کنگرهی مؤسسان را انتخاب کنیم. مردم لبنان انتخاب کنند. آن هم نه بر اساس طائفه و منطقه. طبقه و درصد مشخص کنید، راههای زیادی وجود دارد. بیایید بگوییم این مقدار از اهالی سیاست، این مقدار اساتید دانشگاه، این مقدار قاضی و حقوقدان، این مقدار نمایندهی اتحادیهها، کارگران و… درصدهایی مشخص کنیم و برویم پای صندوقها و یک کنگرهی مؤسسان با 50، 75 یا 100 به علاوهی 1 نفر، ایجاد کنیم. و یک فرصت 6 ماهه یا 1 ساله به آنها بدهیم. خب 30 سال است که داریم هم را میکشیم، با هم میجنگیم و دنبال راه حل میگردیم. بهشان فرصت بدهیم. بنشینند روی همهی گزینهها بحث کنند.
امروز برخی در لبنان از حکومت، ساختن حکومت و حکومت توانا و کارا صحبت میکنند و پیشنهادشان توافقنامهی طائف، تنفیذ همان توافقنامه است. بعضی پیشنهادشان تحول در توافقنامهی طائف است. بعضی هم پیشنهادشان توافق بر سر توافق یا عهدنامهی اجتماعی جدیدی است. بعضی میگویند راه حل، لغو طائفهگرایی در سیاست است. بعضی میگویند سکولاریسم مطلق. مشکلی نیست. اگر کنفرانس مذاکرات ملیای واقعی و به نمایندگی از همه یا بیشتر طبقات لبنان، یا کنگرهی مؤسسانِ تعیینشده یا انتخابشدهای، وجود داشته باشد، بروند بنشینند صحبت کنند چطور حکومت ایجاد کنیم؟ اگر بخواهیم در سالگرد امام خمینی (قدس سره الشریف) یک حرف بنیادی، اصولی و راهبردی زده باشیم، این است که به این مسئله نیاز داریم.
غیر از این، روزمرگی است. میتوانیم صد سال روزمرگی کنیم و این مسائل را برای فرزندان و نوههایمان به ارث بگذاریم. و میتوانیم نه، این نسل از سران و نخبگان، لبنان را به راهی درست و پایدار ببرند که متوقف به شخص، گروه یا مجموعهی خاصی نباشد. جمهوری اسلامی علی رغم عدم حضور شخصیت عظیم و تاریخی بیمانند در ایران و بلکه حد اقل دوران معاصر، نه تنها در مسیر درست که با قدرت و نشاط تداوم پیدا کرد. بنده درخواست میکنم تلاش کنیم تا لبنان را در مسیر صحیح قرار دهیم.
دو مسئله میماند که میخواهم به آنها اشاره کنم. -نمیخواهم بیشتر از این مزاحم شوم.- اولین مسئله که با این ایده و این روز تناسب هم دارد: باید یاد کنیم از مرد درجهی یک حکومتی یعنی شهید رشید کرامی. که واقعا مرد حکومت و رهبری تاریخی و ملی بود که ترور وی خلأ بزرگی را در سطح ملی و حتی در سطح نژادی به وجود آورد. ما امروز در سالگرد شهادت و ترور وی بار دیگر همبستگی و ایستادگی خود را در کنار این خانوادهی محترم میهنی و در رأس آن جناب عمر کرامی در زمینهی هر درخواست حقطلبانه و عدالتخواهانهای اعلام میکنیم.
آخرین مسئله، صحبتی است دربارهی ربودهشدگان لبنانی در سوریه. چون نمیشود در این باره صحبتی اگر چه کوتاه نداشته باشیم. ما، در حزب الله و جنبش امل، از لحظهی اول در سطح سیاسی به این قضیه پرداختیم. و خانوادهی ربودهشدگان و همهی دوستداران ایشان را به خویشتنداری، آرامش و صبر فراخواندیم. و همچنین از ابتدا گفتیم این ربودهشدگان شهروندانی لبنانی هستند و در نتیجه در درجهی اول حکومت و دولت لبنان مسئول بازگرداندن، آزادکردن، کرامت، سلامت و امنیت ایشان است. و همگی در کسوت نیروها و سران سیاسی یا دینی به این مسئله کمک میکنیم ولی این مسئولیت حکومت است. و بنده شهادت میدهم سران حکومت، کابینه و بسیاری وزیران و سازمانها واقعا شبانهروز با جدیت برای به پایان خوب رساندن این مسئلهی تلاش میکنند. از ابتدای این رخداد و در روزهای گذشته برخی شبههها پیش آمد که فعلا به خاطر خود ربودهشدگان، حتی صحبت و نظر دادن دربارهی آنها به صلاح نیست. در آینده شاید کسی چیزهایی بگوید یا نگوید. این بحث دیگری است.
امروز و در پی تلاشهای جزء به جزء مسئولان لبنانی:
اول: ما بر مسئولیت دولت و حکومت در این باره تأکید میکنیم. و کمک هم میکنیم. ولی مسئولیت بر عهدهی حکومت و دولت لبنان است و ایشان مسئول تماس، مذاکره و پاسخگویی هستند.
دوم: همگی باید در این روزها و در زیر برخی فشارها از صبر، نظم و پایبندی اخلاقی ساکنین لبنان که به واسطهی احساس مسئولیت شدید آنان است و موضع محترمانه و اصیل آنها تقدیر کنیم، که میکنیم. که همیشه چنین انتظاری از ایشان و مانند ایشان میرود.
سوم: بنده به ادامهی آرامش، خویشتنداری، صبر، تحمل و دادن فرصت بیشتر به حکومت برای به دستگرفتن، پیگیری و به نتیجه رسیدن در این مسئله فرا میخوانم.
باید از برادر و استاد بزرگ جناب شیخ احمد الزین برای موضعگیری، لطف و محبتشان نسبت به بنده و مقاومت تشکر کنم.
و در پایان صحبتی با آدمربایان دارم. شما دیروز گفتید با هیچ طائفهای مشکل ندارید. خب، باید این را ثابت کنید. اینها زائر و بیگناهند و باید برگردند پیش خانوادههایشان. اگر با من مشکل دارید، وسایل، راهها، روشها و سطوح بسیاری هست که با هم حلش کنیم. حالا نمیخواهیم وارد جزئیات شویم. میخواهید با جنگ حلش کنیم، بکنیم. میخواهید با صلح حلش کنیم، بکنیم. میخواهید با دوستی حلش کنیم، بکنیم. هر طور شما میخواهید. ولی اگر مشکل با من یا حزب الله، حزب الله و جنبش امل یا یک طرف سیاسی لبنانی به خاطر مواضعش دربارهی حوادث سوریه است، موضوع بیگناهان را کنار بگذارید و بیایید مشکلتان را با ما حل کنید. اما این که بیگناهان را، فارغ از ماهیت و واقعیت این مشکل برای حل آن، گروگان بگیرید، ظلم بزرگی است که باید از آن دست بردارید. این چیزی بود که دوست داشتم بگویم. و در هر صورت گفتهایم و میگوییم ما دربارهی آنچه در سوریه میگذرد دیدگاه و موضع خود را داریم و به آرامش، گفت و گو، صلح، اصلاحات، رسیدگی به زخمها، محافظت از وحدت سوریه، ملت و خونهای ارتش، مردم و ساکنان آن فرا میخوانیم.
ما مانند هر سوریهای، دلسوز سوریه، کرامت، جایگاه، قدرت، رفاه، امنیت و ثبات این کشور هستیم. بله، در لبنان و غیر لبنان با دیگران بر سر نگاه، فهم و مطالعهمان نسبت به آنچه رخ میدهد و زمینهها، هدفها و دخالتها اختلاف داریم. و این حق ماست که هر روز از آن استفاده میکنیم.
بنده امیدوارم و از خداوند (سبحانه و تعالی) میخواهم بر این ربودهشدگان بیگناه با آزادی و بازگشتشان با سلامت و کرامت، منت بگذارد. و در مواجهه با حوادثی از این قبیل به همهی ما عقل و حکمت عطا کند.
خداوند امام بزرگ ما، همهی شهدای امت و بزرگان آن را رحمت کند.
والسلام علیکم و رحمت الله و برکاته.
جستجو
دغدغههای امت
-...
-
لبیک یا حسینگفتارهای عاشورایی سالهای ۱۴۳۲ تا ۱۴۳۵ قمریانتشارات خیمه
-
چرا سوریه؟سخنرانیها و مصاحبهها دربارهی سوریه از سال 2008 تا 2016 میلادیانتشارات جمکران
-
امام مهدی(عج) و اخبار غیبسخنرانی شبهای پنجم و هفتم و نهم محرم 2014 میلادیانتشارات جمکران