بسم الله الرحمن الرحیم
و إن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
جوامع

بیانات

8 فروردین 1393

سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در مراسم افتتاح انجمن فرهنگی و ادبی جبل عامل

|فارسی|عربی|فیلم|صوت|
«
ادبیات سخت، خشن، تهدید و فریاد را کم کنیم یا نداشته باشیم و دست به دست هم بدهیم. ما هیچ وقت طرفدار حذف کسی نبوده‌ایم؛ حتی در دولت جناب میقاتی. کسانی بودند که خودشان دوست داشتند نباشند. به ما ربطی نداشت که آن‌ها نبودند. ما دوست داشتیم باشند.
عربی:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبيّنا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.

ومن واجبي أيضاً أن أرحب بكم جميعاً في هذا اللقاء الطيب وفي هذه المناسبة العزيزة التي كما أشار الأخوة بشكل أو بآخر، هي مناسبة منتظرة من الصيف الماضي.

إن شاء الله سبحانه وتعالى أن نوفق في هذا اليوم في إفتتاح هذا المنتدى، هذه المؤسسة، هذا الصرح، لينضم إلى هذه المسيرة المباركة المتواصلة والمتفائلة والمنتصرة إن شاء الله وبحسب إختصاصه ودوره وماهيته.

أنا اليوم أود أن أتحدث في جزئين، الجزء الأول أعود فيه إلى بعض البدايات ومنها أدخل إلى جبل عامل وإلى الشعر والأدب في جبل عامل، ومن الجزء الأول أعبر إلى الجزء الثاني الذي أود أن أتحدث فيه عن بعض المسائل الحاضرة والمسؤوليات المطلوبة إنطلاقاً أيضاً من الجزء الأول.

الجزء الثاني هو الذي سنحكي فيه قليلاً في السياسة، الجزء الأول دعونا نعتبره منسجماً مع المناسبة ومع الوضع القائم.

منذ البداية خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم، جسداً وروحاً، وأعطاه العقل، وأيّ عقل، هذا المخلوق الشريف الذي أعطي الإنسان، لديه قدرات هائلة في اكتساب المعرفة والعلم وفي إنتاج المعرفة والعلم، يعني العقل البشري ليس متلقياً فقط، وإنما هو منتج وصانع أيضاً. ولديه أيضاً قدرة التجوال في الآفاق، في الأرض والسموات، في المُلك والملكوت وفي تجاوز السدود والحدود وخرق الحجب وفي وفي...

ثم أنعم الله تعالى على هذا الإنسان أن أعطاه قدرة البيان وقدرات متعددة لبيان أو لتبيين أو للتعبير عن ما يفكر، عن ما يؤمن، عن ما يعتقد، عن ما يجول في خاطره، عن ما يعيشه من عواطف وأحاسيس وعن ما يختلجه من مشاعر، حتى الخيالات والأوهام عن كل ما يريد. هذا الإنسان زود بهذه القوة، قوة بيان، تبيين، تعبير، نقل هذا المضمون الداخلي إلى الآخر، إلى كل آخر عاقل، يسمع ويفهم، وهذه القدرة على البيان والتبيين هي من أهم أسباب تطور وتقدم الحياة البشرية على جميع الصعد والمستويات، لأن كل الأفكار والمعلومات والإستنتاجات والعبر والدروس والتجارب كانت تنتقل فيما بين الناس في كل جيل، في نفس الجيل - في نفس الزمن، ومن جيل إلى جيل وهكذا إلى قيام الساعة.

ومن خلال وسائل البيان المختلفة والمتنوعة، الله سبحانه وتعالى عندما أعطى الإنسان هذه القدرة لم يحصرها في وسيلة واحدة وإنما أيضاً نوّع وعدّد هذه الوسائل، على سبيل المثال لا الحصر وفي المقدمة وأهمها: اللغة، الكلام - لا أقصد بالكلام التكلم، الكلام، والذي يعبر عنه، هذا الكلام أو هذه اللغة تارة بالنطق وتارة بالكتابة، وعنوان الكتابة إلى ما قبل القلم.

وأعود إلى هذه الوسيلة بعد قليل.

من جملة الوسائل أيضاً الإشارة، الإنسان يستطيع أن يعبر عن ما يجول، عن أفكاره، عن عواطفه، بالإشارة، يإشارة اليد وبحركات الجسد. من جملة هذه الوسائل القدرة على الرسم، وبالتالي الرسم. النحت، الموسيقى أيضاً، الموسيقى أيضاً في بعض جوانبها تعبر عن مكنونات هذا الإنسان، مشاعر هذا الإنسان، فرحه، حزنه، أمله، يأسه، غربته، وحدته، لها تعابير مختلفة. طبعاً، هذه القدرات كانت دائما متاحة ومفعلة منذ القدم إلى العصر الحاضر، لكن في العصر الحاضر ومع التطور العلمي وإستناداً إلى هذه الإمكانات المودعة في الإنسان فتحت آفاقاً هائلة أمام مهمة البيان ومنها ما شاهدناه ونشهده إلى اليوم على مستوى السينما والشاشة والمسرح والإنترنت ووسائل الإتصال المختلفة.

لكن من بين هذه القدرات، أقواها وأهمها وعلى امتداد الزمان وإلى قيام الساعة سيبقى الكلام واللغة. يعني الكلمات والجمل التي تدل على معانٍ يستخدمها الإنسان، يستخدم كلمات وجملاً لتعبر عن معانٍ يقصدها أو يريد إيصالها للآخرين.

إذن الإنسان هنا زوّد بالعقل وزوّد بقدرة البيان، بقوّته العقلية يحدّد المعاني، وبقوّته العقلية يشكل في الذهن الجمل والكلمات التي يريد أن يعبر من خلالها عن معانٍ معيّنة بحنجرته وبلسانه يخرجها صوتاً وبقلمه يكتبها حروفاً.

من آيات الله تعالى في الخلق تنوع وتعدد اللغات والألسنة. منذ بدء البشرية إلى اليوم لدينا آلاف اللغات البشرية، وليس مئات، منها ما انقرض وانتهى ومنها ما زال قائماً ومنها ما يستحدث وقد يستحدث إلى يوم القيامة. ولكل لغة مميزاتها وخصوصياتها ولها جمالياتها، بل إن اللغة، أي لغة - لا أتحدث عن لغة معينة ـ بل إن اللغة هي من جملة الأشياء التي تتجلى فيها آيات الجمال، كما أن آيات الجمال تتجلى في كل وجودات هذا الكون، من جملة وجودات هذا الكون التي تتجلى فيها آيات الجمال هي اللغة البشرية.

واللغات فيما بينها مستويات ودرجات وتتنوع فيها الأساليب من نثر وشعر وغيره، وفي كل لغة يتفاوت أهلها وأصحابها في مقدراتهم الشخصية والذاتية في استخدام هذه اللغة وتوظيف إمكانياتها المتنوعة لإيصال الأفكار والصور المطلوبة.

وهنا تأتي اللغة العربية لتتربع على عرش لغات البشر، لا نقول كذلك لأننا نحن عرب بل غير العرب أيضاً يقرّون بهذه الحقيقة، وهنا تأتي اللغة العربية لتتربع على عرش لغات البشر لما فيها من قوة وغنىً وسعة ومرونة وحلاوة وطلاوة وجمال وقدرة على الاستيعاب والتجدد ويكفي فخراً وشرفاً أن الله تعالى اختار اللغة العربية لينزل بها كتابه السماوي الخالد والخاتم، هذا وحده يكفي. لا يحتاج الأمر إلى الاستدلال، ولانتخاب اللغة العربية لتكون لغة الكتاب السماوي الخاتم حكم بليغة وبالغة لا مجال لذكره الآن.

ما عرف به العرب طوال التاريخ، وحتى من تعرّب فيما بعد، عرفوا بالبلاغة والفصاحة وتفنّنهم بأشكال وفنون الأدب والشعر، بل يمكن القول إن الميّزة الأساسية لتلك الشعوب وإن العنوان الرئيسي لها كان البلاغة والفصاحة، ونخبتها الأولى كانوا هم الشعراء والخطباء وفخر كل قبيلة وعشيرة وقوم كان شاعرها وخطيبها، ومنذ البداية كان الأدب والشعر، كما هو الحال اليوم، بعضه كان سلعة للبيع والشراء، ينظم القصيد لمن يدفع المال ويبذله بسخاء وأحيانا بدون سخاء، وبعضه كان عنواناً للمفاخرة الزائفة والعصبيات الباقية، وبعضه ـ وما يهمني في هذه المناسبة أن أقول والأهم أن بعضه ـ كان طوال التاريخ في خدمة الرسالات والقيم الإنسانية والأخلاقية والحق والعدل ومواجهة الطغاة والدفاع عن كرامة الأمة ووجودها ومقدساتها ومقاومة الغزاة والمحتلين واستنهاض شعوبها واستثارة مشاعرها وحماستها، وهذه هي الوظيفة الأولى والأهم والأعظم والأكثر إنسانية للأدب والشعر الذي يجب أن يكون جزءاً من سلاح الأمة ومقدراتها وشخصيتها وحضارتها وصناع مستقبلها.

وكثيرة هي في التاريخ قصص الشعراء والأدباء الذين ألقي بهم في غياهب السجون أو علقوا على أعواد المشانق أو صلبوا في الساحات بسبب قصيدة شعر هنا أو خطبة بليغة هناك، لما تضمنته من مضمون لا يناسب السجان والجلاد.

هذا النوع من الأدب والشعر كان موجوداً دائماً في جبل عامل وعبر مئات السنين، هذا الجبل معروف بتراثه، بثرائه العلمي والفقهي، ومشهور أيضاً بفقهائه وعلمائه، ومنهم من هو في الصف الأول من فقهاء العالم الإسلامي طوال التاريخ.

ولكن من ميزات هذا الجبل أن فقهائه وعلمائه بالأعم الأغلب، وأقول بالأعم الأغلب على سبيل الإحتياط، كانوا أيضاً شعراء وأدباء، هذه من ميزات فقهاء وعلماء جبل عامل.

في استعراض بسيط لكتاب "أمل الآمل غي علماء جبل عامل" يذكر أسماء العلماء، غالباً ما يقول كان فقيهاً عالماً فاضلاً أديباً شاعراً، وقلّما تجد أنه يتحدث عن عالم أو فقيه دون أن يصفه أنه أديب وشاعر، كما أن الشعر بأشكاله المختلفة، يعني الفصيح والعامي، كان حالة حاضرة بقوة في نخبته الثقافية المتنوعة وفي ناسه العاديين، وعلى المستوى العلمي نجد أن هذه الطاقات الأدبية لدى فقهاء جبل عامل تم توظيفها بشكل رائع حتى في كتابة النصوص العلمية والفقهية والأصولية وتم نظم مسائل هذه العلوم شعراً أيضاً، شعراً جميلاً وجذاباً ويسهل حفظه.

ولذلك أيضاً نجد أن كتب ومؤلفات فقهاء جبل عامل جمعت إلى متانتها العلمية وقوة الاستدلال السلاسة والجمال والحلاوة في التعبير والبيان، ما قدّر لها هذا المستوى من البقاء والخلود والعناية والاهتمام في الحوزات العلمية ومراكز الدراسات والحياة العلمية للمسلمين، وخصوصاً للمسلمين الشيعة.

ولطالما كان الشعر في جبل عامل وكل جهد أدبي ـ نتحدث الآن عن جبل عامل لأن المناسبة إعلان منتدى جبل عامل، مع الاحتفاظ بحق كل الجبال والمناطق أيضا بتراثها وتاريخها ودورها ـ لطالما كان منبراً معبراً عن التزام أهل هذا الجبل وعلمائه وفقهائه ونخبه بقضايا الوطن وقضايا الأمة، أدبياً وثقافياً وسياسياً وجهادياً وعلى كل صعيد.

لو أخذنا من الناحية الزمنية، بدايات القرن الماضي وخصوصاً قبيل وبعد الحرب العالمية الأولى، سنجد هذا الالتزام في أكثر من عنوان، طبعاً لأن الوقت ضيق أنا لن أتحدث عن أسماء ولن أذكر شواهد، إنما أكتفي بالعرض العام.

العنوان الأول : الدفاع عن اللغة العربية. من المهام الكبرى التي ساهم في إنجازها أو أدائها علماء وشعراء وأدباء جبل عامل هو الحفاظ عن اللغة العربية والدفاع عن اللغة العربية، في مرحلة من المراحل في مواجهة التتريك، وبعد الحرب العالمية الأولى في مواجهة التغريب "الفرنسة" وما إلى ذالك. أي لغة بالنسبة لأي شعب، بالنسبة لأي أمة هي جزء من هويتها الحضارية، وضياع هذه اللغة هو ضياع هذه الهوية الحضارية. اللغة العربية هي بالنسبة لنا وبالنسبة لأهل جبل عامل كانت تمثل هذا المعنى وما هو أعمق وأبعد من هذا المعنى لأن هذه اللغة باتت داخلة أيضاً في عقيدتنا وكتابنا المقدس وسنة نبينا (ص) وتاريخنا وقيمنا وأخلاقنا ومصيرنا ومستقبلنا وعلاقاتنا. ولذلك اليوم من جملة المسؤوليات أيها السادة أيها العلماء أيها الكرام هو الحفاظ على هذه اللغة والدفاع عنها.

بعد الآن نحن العرب لم نعد نفهم عربي وبعض مفردات اللغة العربية تحتاج إلى ترجمة وتفسير وإلى شرح، والآن هناك بدعة جديدة في أكثر من مكان في العالم العربي: نصف الحكي عرب ونصفه أجنبي، لن أقول: فرنسي أو انكليزي حتى لا نستهدف لغة محددة. الدفاع عن هذه اللغة والحفاظ عليها من أهم المسؤوليات.

في الماضي علماء جبل عامل حولوا حتى المدارس والحوزات العلمية والبيوت إلى مراكز لتعليم اللغة العربية وعلومها وأدبياتها ليمكّنوا الأجيال من الحفاظ على اللغة في مواجهة الأمية والجهل الذي كان قائماً.

العنوان الآخر: مواجهة الاستعمارالأجنبي وليس في لبنان فقط بل كان لهم موقفهم على امتداد قضايا الامة. اليوم هذه المقاومة، هذه الحالة الموجودة، هي تعبير أصيل وامتداد أصيل لهذا التاريخ ولتلك الأجيال.

اليوم بعض الناس يأتي ويطالبك ويقول إننا نحن اليوم لبنانيون ولدينا في لبنان من المشاكل ما يكفي. نحن ما علاقتنا بأخذ موقف من قضايا المنطقة ومن التهديدات التي تواجه الامة والصراعات الموجودة في المنطقة التي تعنينا بشكل أو بآخر؟

علماء وأدباء وشعراء ونخب وعامة الناس في جبل عامل كما هو في الكثير من المناطق اللبنانية وفي امتداد العالم العربي والاسلامي، ليس فقط في لبنان أو فلسطين أو سوريا أو العراق أو بلاد الشام أو مصر يعني الدول التي تكاد تكون قريبة، حتى في لبيبا عام 1911 عندما غزت إيطاليا ليبيا، أحد فقهاء جبل عامل وهو ابن هذه البلدة الطيبة، ابن بلدة عيناتا، كان فقيهاً وأديباً وشاعراً، أصدر بياناً وألقى كلمات ونظم شعراً في الدعوة لمواجهة الاحتلال الإيطالي لليبيا.

هنا لا نتكلم عن دولة جوار، مواقف فقهاء وعلماء جبل عامل موجودة ومسجلة وإن شاء الله من وظائف هذا المنتدى أن يتمكن من عرض هذا التاريخ وهذه المستندات وهذه الوثائق وأن يضيء على تلك المرحلة التاريخية وما كان فيها من مواقف ومن معاناة .

ثالثا: الموقف بالتحديد من فلسطين والواجهة الحاسمة والمبكرة للمشروع الصهيوني والاطماع الاسرائيلية ولقيام دولة غاصبة لهذا المشروع الصهيوني في فلسطين. في مواقفهم، في أشعارهم، في فتاواهم وبياناتهم، في أدبهم، في تحريضهم، في تحريكهم هذا موجود، وياتي الكلام عندما أصل إلى المقاومة، سأعود إلى هذه النقطة.

فيما يعني أيضا بقية قضايا الأمة، الحفاظ على وحدة الأمة، رفض شرذمتها وتقسيمها وتجزئتها، موقف علماء وفقهاء وشعراء جبل عامل أيضا معروف، لكن بعد أن أصبح هناك واقع جديد، وقسّمت بلاد العالم العربي الاسلامي إلى أقطار وكيانات، آمنوا بهذا الوطن وأخلصوا له أيضاً ودافعوا عنه. ويمكن العودة أيضاً إلى أدبياتهم وإلى كلماتهم وإلى أشعارهم التي تتحدث عن لبنان كوطن وعن حب هذا الوطن وعن التعلق بهذا الوطن وعن الاستعداد للدفاع عن هذا الوطن.

موقف هذا الجبل وأهل هذا الجبل ونخب هذا الجبل كانت دائماً إلى جانب الوحدة والتعاون والتكامل ورفض الفتن وتجنب الفتن وتنظيم الأولويات. نحن نرث عن هؤلاء الكبار وعن تلك الأجيال هذه الثقافة والعقلية وهذا الفهم، وإلا لو أن أهل جبل عامل أرادوا أن يحتكموا في مواقفهم تجاه فلسطين أو ما يجري على مستوى الأمة أو في الموقف من عدم تجزئة وتقسيم هذا العالم العربي والاسلامي إلى ما عانوه هم من ظلم وقهر وحرمان ومن ظلامات لحقت بهم من قبل السلطات العثمانية التي كانت تحكم باسم الخلافة الاسلامية في ذلك الوقت لكان عليهم أن يكونوا انعزاليين تقسيميين تجزيئيين منطوين على أنفسهم، تعنيهم سلامتهم وسلامة أهلهم وجبلهم. ولكن هذا الجبل، ومنذ البداية أيضاً، كان مع كل الطلائع الوطنية والقومية ومع كل طلائع هذه الأمة في الدفاع عن المقدسات وفي الدفاع عن فلسطين وفي مواجهة المشروع الصهيوني وفي مواجهة التفتيت والتجزئة والتقسيم، وفي مواجهة الفتن، واليوم عندما ننتمي إلى هذا الفكر ولهذه المقاومة نحن لا ننتمي إلى فكر مستورد. هذا هو الأصيل في وطننا وفي أرضنا وفي بيئتنا وفي مجتمعنا وفي تاريخنا. هذا هو الأصيل إن لم نكن كما كانوا نحن الغرباء لأننا نحاول أن نكون كما كانوا نحن المنتمون بحق إلى هذه الأرض وإلى هذا التاريخ وإلى هذه القيم.

ما نتوقعه ـ قبل الدخول إلى الجزء الثاني ـ من هذا المنتدى، منتدى جبل عامل للثقافة والأدب إن شاء الله أن يحمل هذا الإرث العظيم للآباء والأجداد، أن يحفظه، أن ينمّيه، أن يقدّمه، أن يساهم في تقديمه لأهلنا في الجبل، للأجيال الحاضرة والمستقبلية التي لا تعرف الكثير حتى عن الماضي القريب.

وللأسف الشديد، ليس فقط جيل الشباب لا يعرفون الكثير من النخب السياسية والإعلامية والثقافية في لبنان، ولكن لا يعرفون أيضاً الكثير عن الماضي القريب.

آمل إن شاء الله أن يتمكنوا من مواصلة طريقهم وخصوصاً أننا امام تحديات ثقافية وحضارية وسياسية ووجودية خطيرة جداً. هنا أدخل الى الجزء الثاني

في الجزء الثاني أريد أن أتكلم في عنوانين: الأول يتعلق بلبنان والثاني له علاقة بسورية ومن ثم أختم بلبنان.

دائما هناك تحدٍّ كبير اسمه المشروع الصهيوني، تهديد كبير منذ بدايات القرن الماضي وصولاً لعام 1948م عندما أسس كيان غاصب لهذا المشروع، وهذا التحدي ما زال قائماً.

البعض يحاول أن يتجاهل هذا التهديد، أن يعتبره غير موجود، هذا طبعا ليس خطأ، بل خطيئة كبرى.

الخيار الوحيد الذي كان متاحا وما زال متاحاً أمام شعوب أمتنا ـ ومن جملتها الشعب اللبناني ـ هو المقاومة، المقاومة بكل أبعادها الثقافية والسياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.

في العمق، في حقيقة المقاومة، أصل المقاومة، عمق المقاومة، هي ثقافة. العمل الجهادي العسكري المباشر أو الصمود، صمود أهل الأرض في الأرض البقاء الصبر على التبعات، بذل التضحيات، هذه كلها تعبير عن هذه الثقافة، تجسيد لهذه الثقافة. لو لم تكن هذه الثقافة موجودة لما كانت كل هذه الوجودات قائمة. كل أشكال المقاومة هي تجلٍّ لثقافة المقاومة. بالعمق المقاومة هي ثقافة، البعض في لبنان يناقش، وفي العالم العربي أيضاً نقاش، دعونا نحكي عن لبنان، البعض يناقش في المقاومة. ليس الآن، السجال حول النقاومة ليس له علاقة بالدخول إلى سورية أو 2006 أو ال1982 يعني اذا رجعنا "القهقرى" أو 1978 أو ببداية السبعينات عندما هاجرت إلينا فصائل المقاومة الفلسطينية. كلا، منذ بداية نشوء الكيان الصهيوني في المنطقة، في فلسطين، هناك جدل حول المقاومة، وهناك خلاف حول فهم العدو، تشخيص العدو، وخيارات مواجهة العدو. وهذا ليس نقاشاً جديداً وهذا لا يرتبط، لا بحزب ولا بحركة ولا بزعيم ولا بشخص ولا بقائد ولا بتنظيم ولا بطائفة ولا بفئة ولا بمنطقة. أبداً، هذا النقاش كان قبل الإمام موسى الصدر، وبعد الإمام موسى الصدر، قبل مقاومة أمل وحزب الله وبعدهما، عندما كانت القوى الوطنية العلمانية العنوان الأساسي في المقاومة كان هذا النقاش والجدل في المقاومة قائماً. إذاً فلا يغالط أحد، ويقول إنه صار نقاش وطني في لبنان بسبب أداء المقاومة الحقيقية. كلا، هذا النقاش موجود منذ البداية، منذ عام 1948م، لذلك أنا كنت دائما أقول لبعض الذين يواجهوننا في السجالات، يقولون لقد خسرت المقاومة الإجماع الوطني حولها، وأنا دائماً أقول: لم يكن هناك إجماع وطني على المقاومة في لبنان في يوم من الأيام، حتى عشية 25 أو 26 أيار 2000، حتى في عز الانتصار، والمقاومة تهدي انتصارها من بنت جبيل إلى كل اللبنانيين، لم يكن هناك إجماع وطني على المقاومة. هذا تضليل، ليس صحيحاً. ولذلك بعض الناس يقول اليوم: لدينا مشكلة مع المقاومة لأن عنوانها إسلامي ولأن المقاومين شيعة، هل كنتم مع المقاومة عندما كان كل المقاومين من كل الطوائف؟ هل كنتم مع المقاومة عندما كان عنوانها احزاب وطنية وعلامانية؟

هذه مغالطة كبيرة موجودة اليوم، ولكن أجيال الشباب التي لم تعاصر ولم تواكب تلك المرحلة قد تخدع بهذا الخطاب، ويصلون إلى نتيجة بأنه بذهابكم إلى سورية أو موقفكم السياسي في عام كذا أو عام كذا أو في القضية الفلانية أسقط وأنهى الإجماع الوطني حول المقاومة.

أنا اليوم أريد أن أؤكد بأن الذين ناقشوا ويناقشون في خيار المقاومة، بعضهم يعرف والآخر لا يعرف. البعض الذي يعرف يتجاهل، أنه ـ حقيقةً ـ المقاومة ليست تنظيماً معيناً، ليست حزباً، ليست حركة، ليست تياراً معيناً، ليس مجموعة معينة أو طائفة معينة، هي هذه الثقافة، هذا الخط الفكري السياسي، الذي يستطيع أن يحتضن وجودات متنوعة، وقد تكون متناقضة عقائدياً وإيديولوجياً، قد تستطيع أن تحتضن مشاعر وطوائف وشعوباً وأمماً، لأن منطلقات المقاومة هي فطرية في الإنسان، وأهداف المقاومة هي مصلحة مشتركة على المستوى الوطني والقومي.

بعض الناس لا يعرفون أنه منذ عام 1948 يوجد مقاومة في لبنان، لا يعرفون ، لانهم لا يعرفون ما معنى المقاومة، البعض يجعل تاريخها بداية السبعينات أو في عام 78 أو 82 أو ما بعد ذلك. المقاومة في لبنان، المقاومة اللبنانية، موجودة في لبنان منذ 1948، منذ اللحظة الأولى لوجود الاحتلال، واكتسبت شرعيتها منذ تلك اللحظة، ومارست حقها منذ تلك اللحظة، ولكن بالإمكانيات المتوفرة. هؤلاء يجهلون أنه منذ 1948 الجنوب كان يُعتدى عليه، لا يعرفون شيئاً عن المجازر التي ارتكبت في العديد من القرى الحدودية، لا يعرفون ماذا لحق بسكان المناطق الحدودية على اختلاف طوائفهم، وهنا أنا لا اتكلم فقط عن الشيعة، لا يعرفون شيئا عما كانت تتعرض له مخافر قوى الأمن في المناطق الحدودية، والأذى الذي كان يلحق بمؤسسات الدولة وقواها الأمنية، لا يعرفون شيئاً عن انتهاك السيادة في الجو والبر والبحر. وفي يوم من الأيام حتى على طاولة الحوار، عندما كنا نجتمع في مجلس النواب، بعض الحضور، وليس واحداً منهم، ليس واحداً فقط، عدد منهم قالوا كلا، قبل أن يأتي الفلسطينيون إلى لبنان لم يكن هناك مشكلة، أصلاً لم يكن هناك مشكلة مع إسرائيل. أنا لا أتجنى على أحد، هذا كلّه مسجل في المجلس النيابي، (قالوا إنه) لم يكن هناك مشكلة، ما قام به الاسرائيلي في لبنان في أواخر الستينات وبداية السبعينات هو رد فعل على المقاومة الفلسطينية والعمل العسكري الفلسطيني. كيف يمكن لشخص أن يأتي ويقول أنا قائد سياسي لبناني وأنا أريد أن أكون حاضراً في صنع حاضر ومستقبل اللبنانيين وهو يجهل تاريخ منطقة أساسية من لبنان، تاريخ قبل سنوات، لا يعرف شيئاً، وأنا أذكر أن أحد الإخوان النواب اضطر أن يغادر الجلسة ليأتي بكتاب وثائقي، وأذكر أن من انتجه هي جريدة السفير، وجاء وقال للجميع إن يتعلموا، وبدأ منذ العام 1948 م، البعض تغيرت وجوههم ومع ذلك قالوا أنه "يمكن يمكن يمكن" !!!! يعني يوجد وثائق تاريخية، يعني ماذا تريدنا أن نفعل لأجلك، أتريد أن نأخذك لتزور المقابر، أن نأتي لك بالذين ما زالوا على قيد الحياة من الختيارية ليشهدوا لك؟

هذه المقاومة كما نؤمن فيها نحن هي بدأت منذ تلك اللحظة طبعاً بالامكانات المتوفرة، أهل هذا الجبل، شكل من أشكال مقاومتهم كان أن يبقوا في الأرض فبقوا في الارض، أن يحرثوا حقولهم فحرثوها، أن يُقتلوا تحت سقف منازلهم ولا يغادروا أرضهم فقُتلوا تحت أسقف المنازل، هذه المقاومة التي كانت متاحة في ذلك الوقت، مقاومة الموقف، مقاومة الرفض ومقاومة الإمام موسى الصدر الذي حرّم أن يشتري مريضنا دواءً من الجدار الذي سمي بالطيب، المقاومة التي فضلت الموت مرضاً عن الصحة والدواء والاستشفاء من إسرائيل، هذه المقاومة كانت قبل أي حركة وأي حزب، هذه مقاومة الناس، المقاومة هي كل بيت في هذه القرى والمناطق الحدودية وكل الجنوب، هي كل مسجد بقي وكل كنسية عامرة، هي كل شجرة زيتون وشتلة تبغ، "وإن كانت عادة شتلات التبغ من اختصاص الرئيس بري ولكن نستعيرها قليلاً الآن"، هي كل شجرة زيتون وشتلة تبغ، هي كل حي في الجنوب ما زال يمشي على قدميه وكل قبر ما زالت آثاره ظاهرة، هي كل قصيدة ونشيدة ودمعة وابتسامة وجرح وقطرة دم وكلمة ورصاصة وآهة وقبضة، هي هذا الصبر وهذا الثبات وهذا العزم، هي في جبل عالٍ كل شيء، هي الهواء والماء والأرض والسماء والتلال والوديان، هي ناسها الذين ما تركوها نهباً للاحتلال ولم يتركوها في يوم من الأيام.

هذه هي المقاومة في لبنان، كل من آمن بها وساندها ودعمها وصبر معها ودفع إلى جانبها دماً كأهلنا في البقاع وفي كل المناطق اللبنانية وما كل أحزاب المقاومة وأجيال المقاومة إلا تعبير ظاهري عن هذه الحقيقة وهذا الجو.

وبالتالي من يخوض اليوم معركة ما، وكل يوم تلاحظون، كل يوم خطاب، رغم أنه تشكلت حكومة ونحن نجلس مع بعضنا ونرى بعضنا وعاد المجلس ليعمل الحمد لله، واللجان النيابية المشتركة واللجان الفرعية ونواب يرون بعضهم ويمزحون مع بعضهم ويضحكون مع بعضهم ويتحدثون مع بعضهم. ومع ذلك وسائل الإعلام في ذلك الفريق وصحفهم، تلفزيوناتهم، خطباؤهم، كأننا ما زلنا في المرحلة السابقة، والتركيز على موضوعات المقاومة. لكَ مشكلة مع الحزب تحدث عن الحزب، لك مشكلة مع الحركة تحدث عن الحركة، لك مشكلة مع تنظيم معين تحدث عن هذا التنظيم.

موضوع المقاومة هو أعلى وأكبر وأقدس وأوسع وأعمق من مشكلة مع حزب أو مشكلة.

طبعاً البعض يعرف هو أين يرمي وأين يريد أن يصيب، لأن في العمق مشكلته مع المقاومة وليس مع هذا الحزب أو تلك الحركة أو ذلك التنظيم، وإنما يستغل هذه الأمور للتصويب. المقاومة هي هذا كله، ولذلك أن كل طعن بالمقاومة أو توصيف مسيء لها هو طعن وإساءة إلى كل من هو وما هو المقاومة وليس لمجموعة محددة. طبعاً هذا التوصيف له منا تبعات، تبعات ستظهر خلال أيام.

في الحديث عن فشل المعادلة الثلاثية، ممكن لبعض الأشخاص أن يطلقوا استنتاجات، ولكن ما هي أدلتكم؟ تحدثوا عن وقائع. أين فشلت المعادلة الثلاثية؟ طبعاً هنا نحن لسنا متمسكين بتعابير وجمل، هذه من إيجابيات اللغة العربية، اللغة العربية أنقذت الحكومة اللبنانية ببيانها الوزاري عندما نتحدث عن قوة ومتانة وترابط اللغة العربية لكن بالعمق وبمعزل عن التعابير والمصطلحات، أين فشلت المعادلة الثلاثية، وأين نجحت المعادلة الثلاثية، واسمحوا لي أن أقول أين نجحتم أنتم الذين تتحدثون عن فشل المعادلة الثلاثية.

المعادلة الثلاثية نجحت في تحرير الأرض حيث فشل العالم كله ومنه الدبلوماسية، والدولة المقاومة نجحت في استعادة الأسرى، المقاومة إلى جانب الجيش والشعب نجحت حتى الآن في حماية لبنان وحماية الجنوب وحماية الحدود وحماية القرى الأمامية.

المعادلة الثلاثية فرضت لبنان حاضراً قوياً في المعادلة الإقليمية. لا يستطيع أحد عندما يفكر بالمنطقة أن يتجاهل لبنان، لأن في لبنان ذهبا قبل النفط والغاز، لأن في لبنان ذهباً. هذا إنجاز ناصع وحاسم للمعادلة الثلاثية ولضلعها ولضلعها الصلب الذي لم ينكسر ولن ينكسر بإذن الله عز وجل. هذه انجازاتها أين إنجازاتكم؟

أين إنجازاتكم؟ سأكتفي فقط بهذا السؤال؟

لأننا في النهاية سندعو للتهدئة، حتى لا نفتح مشكل لكن عندما نتحدث عن بناء الدولة والديون والمشاريع ولما نتحدث ليقولوا لنا أين إنجازاتكم.

في هذا السياق أود أيضا أن أؤكد لكم من خلال هذه المناسبة وأمام كل ما طرح في الأسابيع الأخيرة والأشهر الأخيرة في موضوع المقاومة والموضوع الإسرائيلي والحديث عن حرب ومخاطر واستغلال فرص وما شاكل.

ستبقى هذه المقاومة مقاومة صلبة هي الآن صلبة وستبقى صلبة وشامخة تحمي وطنها وشعبها وأهلها وستحافظ على كل الإنجازات السابقة، ومنها قواعد الاشتباك الناتجة من تفاهم نيسان 1996 إلى مكتسبات حرب تموز وبفضل قوة الردع ستبقى قرانا آمنة وحقولنا تزرع وراياتنا خفاقة. هذا الموضوع أنا أؤكد لكم هو ليس موضع قلق على الإطلاق.

والحسابات الإسرائيلية، إن كان أحد يسعى للتهويل على البلد نتيجة أن هناك قتالاً في سورية وجزء من أهل هذا المحور منشغل بالقتال في سورية وأن هذا قد يفتح الأبواب والآفاق أمام الإسرائيليين لتصفية حساب مع لبنان أو لشن حرب مع لبنان، هذه ليست حسابات صحيحة.

الإسرائيلي عندما يقرر حربا هناك مجموعة حسابات سيأخذها بعين الاعتبار، وكل هذه الحسابات الآن لا توصله إلى خيار الحرب، ومن أهم هذه الحسابات معرفة الإسرائيلي جيداً أن هذه المقاومة قوية وأصبحت أقوى حالاً.

في الظاهر بعض الناس يقول لك هنا سقط لكم شهداء، هنا شهداء، هنا يوجد استنزاف.

دائماً المقاومة كانت هكذا، والمقاومة كانت تقوى مع الوقت، مع التضحيات، مع العطاء. هذا ليس عامل ضعف، في بعض جوانبه هو عامل قوة.

أريد أن أعلن اليوم من بلدة عيناتا، من الشريط الحدودي المحرر، من جوار الحدود مع فلسطين المحتلة العزيزة، أريد أن أؤكد لكم: المقاومة اليوم ليس فقط قوية، المقاومة اليوم نسبة لما كانت عليه في تموز 2006 هي أقوى وأقدر على كل الصعد بشرياً ومادياً وعسكرياً وقدرة مواجهة واستعداداً لصنع الانتصار إن شاء الله.

نحن لا نريد الحرب ولا نبحث عن الحرب وليست استراتيجيتنا كمقاومة هي حرب مفتوحة وهذا معروف، ولكن لو فكر أحد من هؤلاء الصهاينة أن يشن حرباً على لبنان إذا كان في مكان، ما في عقل، ما في قلب، ما في بيت، ما في قرية، ما قلق على المصير، أنا أقول لكم المسألة ليست كذلك والعدو للأسف الشديد أن العدو أعرف من اللبنانيين بمدى تطور قدرة وقوة المقاومة على أكثر من صعيد وهذا يدخل في حساباته.

طيب هذا نؤكد عليه، وقبل أن أنتقل إلى العنوان الأخير اسمحوا لي، لأنني أتحدث للمرة الأولى منذ شهر ونصف أريد أن أقول: سيبقى الذهب ذهباً، سيبقى الذهب ذهباً.

إذا كان هناك ذهب أمامك وهناك واحد غيّر رأيه وقال هذا "تنك"، هل أصبح الذهب "تنك" ؟ قال هذا حديد، صار الذهب حديداً؟ قال هذا خشب صار الذهب خشباً؟

لا. يبقى ذهباً. توصيف الآخرين للأشياء لا يبدل من حقائق الأشياء. هذه قاعدة ثابتة. "بالوجود هيك، بالفلسفة هيك".

بل أكثر من ذلك، الغريب اليوم بسبب الأوضاع الاقتصادية في العالم إذا كان أحد لديه مال يحوله لذهب. الذهب يغلى يوماً بعد يوم. الذهب يرتفع. الآن أي دولة في العالم، قبل أيام إحدى الدول الغنية جداً، دولة نفطية ولديها فائض بالعملة الصعبة ضخم، وربما ليس عليها ديون أو ما شاكل، اشترت بمليارات الدولارات ذهباً.

إذا واحد اليوم يحتاج لضمانة للورق لديه، للنقد، لم تعد الضمانة لا الدولار ولا اليورو ولا أي استناد إلى اي عملة صعبة أخرى. الضمانة الحقيقية اليوم هي الذهب. وفي لبنان هناك ذهب لا يوجد مثيل له في العالم كله.

كيف يسمح بعض الناس لأنفسهم أن يفرّطوا بهذا الذهب؟ أما الخشب فقد صنع اللبنانيون منه توابيت لضباط وجنود الاحتلال الذين دخلوا إلى لبنان عامودياً وعادوا إليه أفقياً "سطيح"، وهذا الخشب سيبقى موجوداً لتوابيت كل غاز وكل محتل لهذه الأرض المقدسة والمباركة.

أبداً نحن ليس لدينا مشكلة مع الخشب، ما عندنا مشكلة مع الخشب، لكل قيمته وقدره ودوره ووظيفته.

الشيء الأخير الذي أود أن أختم به

طبعاً هذا التوصيف بشكل أو بآخر سينعكس على موقفنا من الحضور في طاولة الحوار يوم الإثنين، أنا الآن لا أريد أن أُعلن موقفاً نهائياُ وحاسماً، ولكن بالتأكيد هذا الفهم وهذه الذهنية وهذا الجو سيكون مؤثراً جداً على القرار الذي سيتخذه حزب الله لجهة المشاركة أو عدم المشاركة في طاولة الحوار، ولحلفائنا وأصدقائنا وأحبائنا الآخرين كامل الحرية أن يتخذوا الموقف الذي يرونه مناسباً، يعني موقفنا مهما كان ليس محرجاً ولا ملزماً ومن الطبيعي أن تتفاوت أحياناً المواقف في بعض المسائل بحسب تفاوت المواقع أو الاستهدافات.

الأمر الأخير الذي أريد أن أذكره وأختم به بخاتمة، أنه اليوم كل الهجمة على موضوع المقاومة في لبنان تركز على نقطة أساسية، هي الدخول إلى سوريا، يأتي (أحدهم) ليقول لك: لقد دخلتم إلى سوريا فسقط الإجماع الوطني. "هذه المقولة خلصنا منها"، دخلتم إلى سوريا فتغيرت وظيفة السلاح، هذا لم يعد سلاحاً مقاوماً، هل هذا كان قبل ذلك يعتبر عندك سلاح مقاوم؟!

على كل حال، هذا الآن كله يُقال، ويعتبر هذا الدخول وهذا الموقف هو الآن إشكالية أساسية يتم طرحها بشكل دائم، منذ مدة إلى اليوم وتُطرح في كل يوم، الآن هذا الموضوع لأنه طبعاً شاغل البلد وشاغلنا كلنا معاً، أيضاً أحب أن أعقب عليه قليلا بالمقطع الأخير من كلمتي، منذ البداية أيضاً أنظروا إلى أن المشكلة معنا كانت من قبل الفريق الآخر في لبنان ومن قبل حكومات وأنظمة في العالم العربي والإسلامي، وحكومات وأنظمة في العالم، في مسألة سوريا هو موقفنا السياسي، وليس دخولنا العسكري، نحن دخولنا العسكري جاء متأخراً، وكما يُقال جاء بعد أن تدخل الجميع، وجاء الجميع وقاتل الجميع، نحن جئنا متأخرين كثيراً، المشكلة كانت في موقفنا السياسي، أننا نحن منذ أول يوم قلنا: نحن لسنا مع هذا الصراع في سوريا، ونحن لسنا مع إسقاط النظام ولسنا مع إسقاط الدولة، نحن مع الإصلاحات، ومع الحل السياسي ومع الحوار السياسي، ومع تحقيق وإنجاز المطالب المشروعة التي يُطالب بها الناس، لكن نحن لسنا مع أن يذهب أحد بسوريا إلى كسرها، إلى إسقاطها، وإلى تدميرها وإلى تخريبها، وإلى .. وإلى.. فرض خيارات إستراتيجية كبرى عليها، والموضوع هو هنا، قبل الإصلاح وقبل المطالب، الموضوع هو الخيارات الإستراتيجية الكبرى.

نحن أخذنا هذا الموقف، كان هناك عالم كبير يسير في الموقف الآخر، كان المطلوب منا أن نمشي في ذاك الموقف، أن نكون جزءاً منه. لأننا لم نكن جزءاً منه، أصبحت الحرب علينا أيضاً، إذاً الموضوع في العمق له علاقة أولاً بالموقف السياسي، وليس بالتدخل العسكري، هناك شيء كبير يحدث في المنطقة، (يقولون) تفضل وكُن جزءاً من هذا الشيء الكبير وإلا فهيئ نفسك للإعدام.

هذه هي العاصفة التي كانت آتية إلى المنطقة، كان المطلوب أن نركع لها جميعاً، أو أن ننساق معها جميعاً، أو أن ننحني لها جميعاً، يعني أنه أضعف الإيمان أن تنحني لهذه العاصفة.

نحن لم نصبح جزءاً منها، ولم نماشيها ولن ننحنِ لها، لأننا اعتبرنا أن هذه العاصفة تُشكل تهديدات إستراتيجية ووجودية كبرى، فيما يعني سوريا ولبنان وفلسطين والمنطقة كلها، وهذا شرحناه فيما مضى بما يكفي ولا نُعيد، فأخذنا موقفاً سياسياً.

مع الوقت تدحرج موقفنا، ذهبنا إلى الميدان،وكل اللبنانيين يعرفون ذلك وهذا تكلمنا عنه في الإعلام، والبعض انتقدنا أيضاً بشدة بسبب هذا التفصيل. أول تدخل عسكري محدود، يعني بعشرات الأفراد من حزب الله كان عندما ذهب الأُخوة إلى الغوطة الغربية إلى بلدة السيدة زينب (عليها السلام)، يعني قبل سنة ونصف أو أكثر قليلاً، عندما تم السيطرة على أغلب منطقة الغوطة الغربية من قبل المجموعات المسلحة، ليس كلها بل أغلبها، وأصبحت الجماعات المسلحة على بُعد مئتي متر عن مقام السيدة زينب (عليها السلام)، وكان تشخيصنا هذا المقام أولاً لأهميته الدينية عند المسلمين جميعاً، وثانياً لأن تدمير هذا المقام سيؤسس أو يُشعل فتنة مذهبية في أكثر من مكان من العالم الإسلامي، حسناً لنذهب إلى هناك لنساعد، هناك كان يوجد جيش سوري، ويوجد دفاع وطني، وأهل البلدة وسكانها كانوا يدافعون، نحن أرسلنا عشرات الأفراد ليساعدوا في الدفاع، إلى هذا الحد، حسناً أُنتقد هذا الموقف.

اليوم يوجد دولة عظيمة جداً، تعتبر نفسها عظيمة جداً، دولة بالحلف الأطلسي، تناضل من أجل أن تُصبح جزءاً من الإتحاد الأوروبي، البعض يعتبرها نموذجاً، يعني تركيا، "شو الحرف الأول من أسمها؟ هو تركيا"، اليوم الحكومة التركية تقعد لتناقش أنه يوجد قبر أو ضريح للجد الأكبر لبني عثمان، الذي الآن إذا سألت كل الشعوب الإسلامية ما إسمه؟ أنا والله لا أعرف إسمه، لا أخفيكم قرأته ونسيته ولم أقدر أن أحفظه، ولم أتمكن أن أجيء لكم بالإسم معي، فمن ذاك الذي يعرفه في العالم الإسلامي؟ وماذا يعني بالنسبة للمسلمين؟، وماذا يعني في وجدان المسلمين ومشاعر المسلمين، سواء كانوا شيعة أو سنة؟، ومع ذلك (معلش) تركيا من حقها أن تُفكر أن تتدخل عسكرياً وتخرق سيادة دولة، هي الدولة السورية، وتخطط و.. و.. و..، لأنه هناك إحتمال أن داعش تأتي إلى هذا الضريح وتقوم بنسفه، طيب" لماذا باؤكم تجر"،طالما نحكي أدب وشعر ونحو، "باؤكم تجر وباؤنا لا تجر"، نحن ذهبنا لندافع عن مقام يحترمه كل المسلمين، وعن شخصيةٍ محترمة ومقدسة عند كل المسلمين، لأنها حفيدة نبي الإسلام محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم)، من هو الذي تأتون لتسببوا بحرب إقليمية من أجله أنتم؟

تأتون لتطلقوا حرباً إقليمية، وهناك كان يوجد خطر فعلي وهنا لا يوجد خطر فعلي، وأكثر من ذلك، نحن لم نخرق السيادة السورية، طبعاً هذا ليس جديداً، الرئيس بشار تكلم عن هذا الموضوع منذ مدة، لأن هناك أناس سألوه قال لهم: كلا، المقاومة دخلت إلى سوريا بموافقة الحكومة السورية، الآن يأتي أحد ليقول لي: أنتم خرقتم السيادة اللبنانية، هذا يوجد فيه نقاش، لكن بالحد الأدنى نحن لم نخرق السيادة السورية. حسناً اليوم دولة بالحلف الأطلسي ومرشحة للاتحاد الأوروبي تحضر لحرب وتدخل إقليمي في سوريا مباشر، بحجة أنه يوجد ضريح الجد الأول لبني عثمان أي للدولة العثمانية، مهدد من داعش وربما يمكن هم يطلبون من داعش أن تذهب لهدمه، والله العالم يعني.

حسناً، تدحرجت الأمور إلى القصير وما بعد القصير، وهذا تعرفونه جميعاً، إلى أن وصلنا إلى مرحلة صار واضحاً فيها أن المعركة في سوريا وصلت إلى مرحلة نتيجة حجم التدخل الدولي والإقليمي، والاستنفار الذي جاء بعشرات آلاف المقاتلين من كل أنحاء العالم إلى سوريا. الموضوع لم يعد ـ هذا بكل صراحة وسبق أن قلناه سابقاً وأريد أن أرجع أعيده ـ لم يعد الموضوع هو موضوع مقام السيدة زينب أو اللبنانيين المقيمين على الأراضي السورية، من ذاك الوقت صار الموضوع هو موضوع المقاومة ومحور المقاومة ومستقبل المقاومة والهوية السياسية للمنطقة وإلى أين نحن ذاهبون؟ وهذا كله تكلمنا عنه، لماذا أعيده الآن؟ ليس لتعبئة الوقت، لنقول بالخواتيم وبالنتائج في هذه اللحظة، حسناً الآن أين صرنا؟ وأين أصبحنا؟، منذ البداية نحن قلنا بالحل السياسي، قامت جامعة الدول العربية تريد أن تحسم وأن تُسقط النظام، ولا تقبل بحوار سياسي قبل رحيل الرئيس الأسد ونظامه، حسناً بعد مرور ثلاث سنين رأيتم مقررات القمة العربية الأخيرة، يعني كنتم محتاجين لهذه السنين الثلاث من حرب وقتل وقتال ودمار وخراب وفتن ومحن، ليحكوا العرب الكلام الذي كان ينبغي التكلم به منذ البداية؟! ليمشي العرب بالذي كان يجب أن يمشوا فيه منذ البداية؟

يعني الآن المطلوب عندهم: أذهبوا لتروا كيف يمكن أن نضغط على النظام في سوريا وعلى الرئيس بشار الأسد، نريد أن نعمل حل سياسي، ونريد أن نقيم حواراً سياسياً جدياً، هذه جنيف 2 "مش ماشي الحال الآن"، أنتم منذ الأشهر الأولى عندما أتى (الرئيس الأسد) وقال لكم تفضلوا على الحوار، والقيادة السورية حاضرة لتقدم وتعمل إصلاحات جذرية وأساسية، لم يكن أحد منكم حاضراً أن يُناقش فكرة حل سياسي أو حوار سياسي بسوريا والمنطقة، قلنا لكم الحل السياسي ذهبتم الى الحل العسكري، الآن وصلتم إلى ما كان يقال منذ البداية.

طبعاً هذا الكلام للعرب، للفريق الآخر بلبنان وللدول التي ما زالت تتدخل في هذا الصراع، قلنا في البداية إن ما يجري في سوريا سيعرّض كل المنطقة لخطر الإرهاب والتكفير، وقلتم أنتم: لا، ليس هكذا، القصة في سوريا هي مسألة إصلاحات وتغيير وديمقراطية وحقوق إنسان. الآن ما هو الواقع الذي أنتم تتحدثون عنه؟ أنتم بعد ثلاث سنين تتحدثون عن سوريا الأرض التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة كتهديد لدول الإقليم وكتهديد لدول العالم. الآن بعد ثلاث سنين من تمويلكم وتسليحكم وتحريضكم ودفعكم باتجاه الحلول العسكرية وتعطيلكم للحلول السياسية وحمايتكم للجماعات المسلحة أتيتم لتشكلوا لائحة إرهاب ولتضعوا أغلب هذه الجماعات المسلحة على لائحة الارهاب. ماذا بقي بعد؟

يعني بـمعزل عن موقفنا من هذه اللائحة، لما تأتي وتقول بسوريا إن داعش والنصرة والإخوان المسلمون، تقول هؤلاء إرهابيون، يعني من الذي بقي؟ بكل صراحة ..

حسناً، هل احتاج الأمر إلى 3 سنين ليكتشف الإقليم وليكتشف العالم أن ما يجري في سوريا سيؤدي إلى هذه النتيجة، وطبعاً لغاية الآن هناك بعض اللبنانيين لم يكتشفوا بأن ما يجري في سوريا هو تهديد للبنان. "يا عمي" الامريكان الذين في آخر الدنيا والفرنسيون والأوروبيون وبعض دول الخليج ودول شمال أفريقيا تعتبر سوريا الأرض التي يسيطر عليها الجماعة المسلحة مصدراً للتهديد لدولها ولأمنها، وفعلا هكذا، حتى في ساحات هادئة لم يكن هناك دعوات إلى القتال وإلى الصدام وإلى الجهاد المقدس والآن بدأت، هذه تونس. للأسف هناك أحد في لبنان يقول لا، الذي يجري في سوريا ليس تهديداً للبنان.

قلنا لكم منذ البداية: ما يجري في سوريا هو تجاوز مرحلة مطالب الإصلاح والديمقراطية. إذا سيطر التيار التكفيري المقاتل ـ الذي لا يقبل معه أحداً ـ حتى من داخل التيار التكفيري المقاتل، كما يجري بين داعش والنصرة حيث ينتميان إلى فكر واحد ومذهب واحد ومدرسة واحدة وقيادة واحدة وأمير واحد ومشروع سياسي واحد والخلاف بينهما تنظيمي إداري مثلما يحصل بأي حزب وتنظيم أنه فلان المسؤول أو فلان المسؤول ؟! كل المعركة هي من القائد هو أبو محمد الجولاني أو أبو بكر البغدادي، من دفع الثمن؟ آلاف الضحايا، دمار هائل، معارك قاسية على خلاف إداري تنظيمي، كيف سيتعايش هؤلاء مع كل اللبنانيين، مع بقية اللبنانيين، مع بقية السوريين، مع بقية دول وشعوب الجوار، إذا كان إخوانكم وأحباؤكم وأعزاؤكم وحلفاؤكم "ولا نقول سادتكم"، اكتشفوا الآن أنه هذا هو واقع الحال أنتم لماذا ما زلتم متأخرين.

العناد جيد إن لم يكن على حساب لبنان ومصير لبنان ومستقبل لبنان. دائما كان يقال لنا، منذ سنة ونصف، وكل يوم هذا يقال لنا من بعض الكتل، من بعض الجهات السياسية، دعوة حزب الله إلى الخروج من سوريا. أنا لا أريد أن أدافع، اليوم أنا أريد أن أطالب: تفضلوا، غيّروا موقفكم، أعيدوا النظر في موقفكم، اعملوا مراجعة للموقف، اعملوا قراءة جديدة.

لن أقول لكم: هيا الى القتال معنا في سوريا، لا، لا، ليس مطلوباً، وحقيقة هناك أناس، هناك مجموعات، هناك جماعات لبنانية من طوائف مختلفة ومتعددة عرضت علينا أن يلتحقوا بنا للقتال حيث نحن نقاتل، لكن نحن قلنا لهم "ما فيه داعي"، لا تحملوا هذا العبء السياسي ولا العبء الاجتماعي، "نحنا خلص" حملنا هذا العبء وماضون فيه.

هؤلاء الذين يصرّون في كل يوم، يقولون إن المشكلة في لبنان أن حزب الله ذهب لسوريا. أنا أقول إن المشكلة في لبنان تأخر الذهاب إلى سوريا، وأن المشكلة في لبنان هي أنكم ما زلتم في أماكنكم، ولم تذهبوا إلى سوريا، بل إذا ذهب بعضكم الى المكان الخطأ، الآن لا أقول لكم اذهبوا إلى سوريا ولا قاتلوا معنا ولا شيء، فقط أعيدوا النظر بهذا الموضوع. يوماً بعد يوم تثبت صوابية وصحة وسلامة الخيارات التي اتخذناها، وأيضاً أحب أن أقول، يمكن للمرة الأولى بهذه الصراحة، لو انتصر الإرهاب التكفيري في سوريا، أقول لكل اللبنانيين ولكل التيارات السياسية والأحزاب السياسية 14 و 8 اذار ومن هم في الوسط و"عالشمال وعاليمين"، لو انتصر الإرهاب التكفيري في سوريا سنلغى جميعاً، لا الحزب ولا المقاومة، سنلغى جميعاً، سنشطب جميعا، ألا ترَون ما يجري في حلب وإدلب والرقة ودير الزور وفي الفلوجة وفي الأنبار؟ إسألوا.. ليس العلمانيين.. إسألوا الاسلاميين، إسألوا الاحزاب الاسلامية في تلك المناطق ماذا جرى عليها؟

وأما لو هُزم التيار التكفيري الإرهابي في سوريا، فأنا أقول لكم سنبقى جميعاً. إذا انتصر هذا المحور في سوريا سيحفظ اللبنانيون جميعاً.

هذا المحور لا يبحث عن الانتقام، يبحث عن السلامة، يبحث عن الانسجام، يبحث عن القوة، لا يبحث عن الثأر، هنا لدينا خيارات وطنية كبرى، دعونا نأتي ونختار.

بناءً على كل ما تقدم ، الآن نحن أدلينا بدلونا، كذلك الاخوان طبعاً. نحن خففنا. رأينا مقابلات صحفية وتلفزيونية قليلة نادرة إخواننا ايضا يخطبون في العديد من المناسبات. نرغب أن لا نخوض كثيراً بهذا السجال. اليوم لبنان أمام فرصة، تشكلت هذه الحكومة بمعزل عن ظروف تشكيلها وأوضاع تشكيلها. تكلمنا سابقا، لكن هذه فرصة، نحن ندعو إلى تفعيل العمل الحكومي. سنكون إيجابيين ومتعاونين، ونساهم في تفعيل العمل الحكومي والاهتمام بملفات الناس والوضع الأمني الذي هو أولوية في كل المناطق وخصوصاً في الشمال والبقاع بشكل أساسي.

يجب التعاون لمعالجة المشاكل الأمنية. طبعا لا يكفي العلاج الأمني يجب مقاربة المشاكل الأمنية في العديد من المناطق، وخصوصاً في طرابلس والبقاع الشمالي، مقاربة سياسية واجتماعية وانمائية واقتصادية إضافة إلى المقاربة الأمنية.

تعالوا لنحضر بجد لانجاز الاستحقاق الرئاسي بعيداً عن الاتهامات بأن هذا يريد أن "يعمل فراغ" وذاك يؤيد أن "يعمل فراغ".

كل الأطراف السياسية في لبنان، وهذا من حقها الطبيعي، تحرص على أن تاتي على أن يؤدي الاستحقاق الرئاسي إلى مجيء رئيس من صفوفها ومن حقها أن تمارس اللعبة الديمقراطية القانونية على هذا الأساس، حسناً هذا أيضا يلزمه جهد وعمل.

اليوم هذه الفرصة متاحة، لبنان يستطيع جدياً أن ينأى بنفسه عما يجري في سوريا، الفريق الآخر أصبح غير قادر على أن يفعل شيئاً في سوريا. يعني "ما يعذبوا حالهم"، زمن البطانيات وعلب الحليب وإرسال المقاتلين، هذا لم يعد له أفق، وأنتم ترون التبدل في الوضع الداخلي في سوريا، الوضع الاقليمي والوضع الدولي، إذاً تعالوا على ضوء هذه التبدلات وهذه التحولات وهذه المستجدات نأتي ونقول: نحن وأنتم دعوا سوريا على جنب..

نسأل الله سبحانه وتعالى للجميع العافية في سوريا نسأل الله سبحانه وتعالى حقن الدماء بسوريا ووقف النزيف في سوريا ودفع سوريا باتجاه الحل السياسي. وتعالوا نحن لنخفف من الخطابات القاسية والشديدة والتحريض والصراخ أو نلغيها و"نروح نشبك أيدينا بأيدي بعضنا".

نحن ما كنا مع إلغاء أحد أبداً. حتى بحكومة نجيب ميقاتي هناك فريق هو أراد ان يغيب، نحن لم نكن نرغب أن يغيب، بل كنا راغبين أن يحضر.

لا أحد يقدر أن يلغي أحداً في لبنان، و"ما حدا يقدر أن يشطب أحداً بلبنان".

بالحد الادنى ما أعرفه عن فريقنا أنه ليس لديه أهداف أو نوايا إقصائية أو إلغائية، نحن نعترف بالآخر ونريد مشاركة الآخر.

نعم قد نختلف على موضوعات تتعلق بمصير البلد وهذا أمر طبيعي. هذه فرصة الآن متاحة أمام اللبنانيين أن يهدأوا و"أن ياخذوا نفس ويعملوا قصيدة شعر شوي محترمة ومقطوعة ادبية ويضعوا راسهم براس مشاكل البلد ويعالجوها" ولا ينتظرون الأوضاع في المنطقة. لا تنتظروا تحولات الأوضاع في المنطقة. تعالوا لنعالج مسائلنا الآن ولا ننتظر إلى الغد.

وبالاستحقاق الرئاسي أحب أن أؤكد بهذه النقطة: نحن من أكثر الناس المصرّين وإذا يُعمل على انتخابات رئاسية مبكرة نؤيد هذه الدعوة، نحن بهذا الموضوع لا نسعى إلى أي فراغ على الإطلاق، ونؤيد الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، إذا كانت الأطراف الأخرى هذا الخيار ممكن طبعا ما عاد مبكر لأننا أصبحنا داخل المدة القانونية، المقصود في أقرب وقت ممكن ليتأسس ويضع لبنان في مرحلة جديدة. على ضوء هذه المرحلة الجديدة نذهب ونكمل الحوار بالاستراتيجية الدفاعية، ونكمل السعي والجهد والتعاون المشترك ونرفع البلد مما هو فيه.

موفقين الله يعطيكم العافية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فارسی:

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم.

بسم الله الرحمن الرحیم.

والحمدلله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سیدنا و نبیینا خاتم النبیین ابی القاسم محمد بن عبدالله و علی آله الطیبین و اصحابه المنتجبین و علی جمیع الانبیاء والمرسلین.

السلام علیکم جمیعا و رحمت الله و برکاته.

وظیفه‌ی بنده نیز هست که حضور همگی شما را در این دیدار مبارک و موعد عزیز تبریک بگویم. موعدی که -همچنان که برادران به صورت مستقیم و غیر مستقیم اشاره کردند.- از تابستان گذشته منتظر آن بودیم تا این که خداوند (سبحانه و تعالی) خواست امروز توفیق یافتیم این انجمن، سازمان و بنا را تأسیس کنیم تا متناسب با تخصص، نقش و ماهیتش به این کارنامه‌ی مسیر پیوسته‌ی بلنداقبال پیروز بپیوندد ان شاءالله.

بنده امروز می‌خواهم در دو بخش صحبت کنم. در بخش اول به برخی مبانی اشاره خواهم کرد و از آن‌جا وارد جبل عامل و سپس شعر و ادبیات جبل عامل خواهم شد. بعد از آن سراغ بخش دوم خواهم رفت و قصد دارم از برخی مسائل روز و مسئولیت‌های لازم صحبت کنم. البته برخاسته از بخش اول. در بخش دوم کمی از سیاست سخن خواهیم گفت اما بگذارید بخش اول را متناسب با این موعد تلقی کنیم و پلی برای رسیدن به شرایط روز قرار دهیم.

خداوند (سبحانه و تعالی) انسان را در «نیکوترین ساختار (تین/۴)» جسمی و روحی آفرید و به او عقل عطا فرمود. کدام عقل؟ این مخلوق شریف که به انسان عطا شد از توانایی‌های عظیمی در کسب و ایجاد معرفت و علم برخوردار بود. یعنی عقل بشر تنها پذیرا نیست بلکه سازنده و صانع نیز هست. همچنین قدرت جولان در آفاق، زمین، آسمان‌ها، ملک و ملکوت و عبور از موانع و مرزها، رفع حجب و… را دارد. سپس خداوند متعال به انسان نعمت داد و به او قدرت بیان بخشید. همچنین توانایی‌های متعدد بیان، تبیین و ابراز تفکرات، باورها، اعتقادات، اندیشه‌ها، احساسات و عواطف درونی‌اش حتی خیالات و اوهام. انسان به توانایی ابراز هر آن‌چه می‌خواهد و انتقال این محتوای درونی به دیگرانی که عقل دارند، می‌شنوند و می‌فهمند مجهز شد. و این توانایی بیان و تبیین از مهم‌ترین دلایل تغییر و تحول زندگی بشری در همه‌ی زمینه‌ها و سطوح است. چون همه‌ی تفکرات، اطلاعات، استدلال‌ها، عبرت‌ها، درس‌ها و تجربه‌ها در میان مردم یک نسل و در میان نسل‌ها تا روز قیامت از طریق روش‌های بیان مختلف و متنوعی منتقل می‌شود. وقتی خداوند (سبحانه و تعالی) به انسان این قدرت را داد آن را در یک روش منحصر نساخت بلکه این روش‌ها را نیز تنوع و تکثر بخشید. به عنوان مثال، اولین و مهم‌ترین شاهد بر عدم انحصار این روش‌ها زبان‌ها و سخن‌ها هستند. -منظورم سخن گفتن نیست.- سخنانی که گاهی با زبان ابراز می‌شوند و گاهی به وسیله‌ی نوشتن. عبارت نوشتن به پیش از ماشین‌تایپ و قلم بر می‌گردد. کمی بعد به این روش خواهم پرداخت اما یکی دیگر از روش‌ها نیز اشاره است. انسان می‌تواند درونیات، تفکرات و احساساتش را با اشاره و حرکات دست و بدن ابراز کند. یکی دیگر از این وسیله‌ها توانایی نگارگری و در نتیجه نقاشی‌ها هستند. تراشیدن و موسیقی نیز همچنین. بعضی از جنبه‌های موسیقی نیز پنهان و احساس این انسان، شادی، غم، امید، یأس، غربت و تنهایی او را ظاهر می‌کند و چیزهای متفاوتی را نشان می‌دهد.

این نیروها همیشه، از گذشته تا امروز، موجود و مورد استفاده بوده‌اند. ولی در دوران کنونی با تکیه به این امکانات به ودیعت گذاشته‌شده در انسان، افق‌های وسیعی در برابر وظیفه‌ی بیان گشوده شد. از جمله سینما، تلویزیون، تئاتر، اینترنت و وسائل ارتباطی مختلف که شاهد آن هستیم. ولی قدرتمندترین و مهم‌ترین این توانایی‌ها در طول تاریخ و تا قیام قیامت سخن و زبان بوده‌اند. یعنی کلمات و جملاتی که به معانی دلالت می‌کنند و انسان آن‌ها را برای بیان معانی مورد نظرش که می‌خواهد به دیگران منتقل کند به خدمت می‌گیرد. پس انسان به عقل و قدرت بیان مجهز می‌شود، با قدرت عقل خود معانی را مشخص می‌کند، جملات و عبارت‌هایی را که می‌خواهد از طریق آن‌ها آن معانی مشخص را افاده کند تنظیم می‌کند و با حلق و زبان خود آن‌ها را به صورت صدا در می‌آورد و با قلمش آن‌ها را می‌نویسد. یکی از آیات خداوند در میان آفریدگان، تنوع و تعدد زبان‌ها و لسان‌هاست. از آغاز تاریخ بشر تا امروز نه صدها بلکه هزاران زبان داشته‌ایم. بعضی از آن‌ها منقرض شده و پایان یافته‌اند، برخی از آن‌ها هنوز وجود دارند و تعدادی از آن‌ها در حال شکل‌گیری‌اند و تا روز قیامت همچنان زبان‌هایی ایجاد خواهند شد. هر زبانی ویژگی‌ها، شاخصه‌ها و زیبایی‌های خود را دارد. زبان یکی از چیزهایی است که آیات جمال خداوند در آن متجلی می‌شود. البته آیات جمال در همه‌ی موجودات کائنات تجلی دارد و یکی از آن‌ها زبان بشری است. حال آن‌که زبان‌ها نیز در درون خود سطوح و درجاتی دارند که در قالب‌های مختلف نثر، شعر و… نیز بروز می‌یابد. اهالی هر زبان در به خدمت در آوردن آن و به کار گرفتن ظرفیت‌هایش برای رساندن تفکرات و تصویرهای مطلوب با یکدیگر تفاوت‌های درونی و شخصی دارند. در این میان زبان عربی با توانایی‌ها، ظرفیت‌ها، گستردگی، نرمش، حلاوت، دل‌انگیزی، زیبایی و قدرت افاده‌ی کامل معنا و نوشدن، گل سر سبد زبان‌های بشری است. این را به خاطر این که عرب هستیم نمی‌گوییم، غیر عرب‌ها نیز به این حقیقت ایمان دارند. و همین شرف و فخر بس که خداوند متعال زبان عربی را برای نازل کردن کتاب آسمانی جاودانه و خاتمش انتخاب نمود. همین به تنهایی کافی است و مسئله نیاز به استدلال ندارد. البته در این انتخاب حکمت‌های بلند و رسایی هست که اکنون فرصت اشاره به آن‌ها وجود ندارد. عرب‌ها و حتی آنان که عربی را بعدها آموختند در طول تاریخ به بلاغت، فصاحت و گوناگونی قالب‌های ادبی و شعری شناخته شدند. حتی می‌توان گفت شاخصه‌ی اصلی و صفت برجسته‌ی آن ملت‌ها بلاغت و فصاحت بود. ملت‌هایی که برجسته‌ترین نخبگانشان شاعران و خطیبان بودند. و مایه‌ی فخر هر قبیله، خاندان و قومی شاعر و خطیب آن بود. همچنین از ابتدا همچون امروز ادبیات و شعر گاهی کالایی برای خرید و فروش بوده است. قصیده‌ برای کسانی سروده می‌شد که سخاوتمندانه یا احیانا بدون سخاوت پول بدهند. و گاهی برای تفاخرهای پوچ بر عصبیت‌های باطل بوده است. اما آن‌چه در این مناسبت برای من اهمیت دارد این است که بخش‌هایی از ادبیات در طول تاریخ در خدمت رسالت‌های آسمانی، ارزش‌های بشری، حق، عدل، مبارزه با طاغوت، دفاع از کرامت، وجود و مقدسات امت، مقاومت در برابر مهاجمان و اشغالگران، بیدارکردن ملت‌ها و برانگیختن احساسات و نیروی حماسه در آن‌ها بوده است. این اولین، مهم‌ترین، بزرگ‌ترین و بشری‌ترین کارکرد ادبیات و شعر است. این دو باید بخشی از سلاح، توانایی‌ها، هویت، تمدن و آینده‌سازان امت باشند. تاریخ مملو از سرگذشت شعرا و ادیبانی است که به خاطر یک قصیده یا یک خطابه‌ی بلیغ با محتوایی ناخوشایند برای زندان‌بان و جلاد به زندان افکنده، به چوبه‌ی دار آویخته یا در میدان شهر حلق‌آویز شده‌اند. این‌گونه از شعر و ادب همیشه در جبل عامل وجود داشته است و پیشینه‌ی صدها ساله دارد. این جبل به غنای علمی و فقهی و همچنین فقیهان و عالمانش مشهور است. فقیهان و عالمانی که در طول تاریخ در زمره‌ی پیشتازان جهان اسلام بوده‌اند. ولی ویژگی این جبل آن است که -برای احتیاط می‌گویم.- اکثریت قاطع فقیهان و عالمانش شاعر و ادیب نیز بوده‌اند. این از ویژگی‌های فقها و علمای جبل عامل است. با بررسی اجمالی کتاب «أمل الآمل في علماء جبل عامل» [اثر شیخ حر عاملی] در می‌یابیم وقتی اسامی علما را ذکر می‌کند معمولا می‌گوید: وی فقیه، عالم، ادیب و شاعر بود. و کم‌تر خواهید دید از عالم یا فقیهی نام ببرد بدون این که وی را ادیب و شاعر نیز بخواند. همچنان که قالب‌های مختلف شعر فصیح و عامی در میان نخبگان فرهنگی و مردم عادی پدیده‌ای به شدت شایع بوده است در زمینه‌ی علمی نیز شاهد هستیم این ظرفیت‌های ادبی فقیهان جبل عامل به طرز جالب توجهی حتی در نگارش متون علمی، فقهی و اصولی به کار گرفته شده و مسائل این علوم نیز به صورت شعرهای زیبا و جذاب به نظم در آمده‌اند و حفظ آن را آسان ساخته‌اند. به همین خاطر می‌بینیم کتاب‌ها و تألیفات فقیهان جبل عامل در کنار استحکام علمی و قدرت استدلال از سهولت، زیبایی و شیرینی بیان برخوردارند و این‌چنین در حوزه‌های علمیه، مراکز پژوهشی، زندگی علمی مسلمانان و مخصوصا مسلمانان شیعه از بقا، جاودانگی، عنایت و توجه برخوردار شده‌اند.

شعر و همه‌ی تلاش‌های ادبی جبل عامل -درباره‌ی جبل عامل صحبت می‌کنم چون انجمن جبل عامل است. با حفظ احترام همه‌ی جبل‌ها و مناطق و میراث، تاریخ و نقششان متناسب با این مراسم صحبت می‌کنم.- همیشه منبر و گویای پایبندی ادبی، سیاسی، فرهنگی، جهادی و… اهالی، علما، فقها و نخبگان این خطه به مسائل کشور و امت بوده است. اگر به ابتدای قرن گذشته[ی میلادی] و مشخصا اندکی پیش و پس از جنگ جهانی اول نگاهی بیاندازیم مکرر شاهد این پایبندی خواهیم بود. البته چون وقت تنگ است بنده اسم و مثال ذکر نمی‌کنم و تنها به ذکر کلیات بسنده می‌کنم.

مسئله‌ی اول: دفاع از زبان عربی. یکی از دستاوردها و وظایف بزرگی که علما، شاعران و ادیبان جبل عامل در آن یا ادای آن مشارکت کردند محافظت و دفاع از زبان عربی بود. در برهه‌ای در مقابل ترکی‌سازی و پس از جنگ جهانی اول در مقابل غرب، فرانسوی‌سازی یا… . هر زبان برای هر ملت و امتی بخشی از هویت تمدنی آن است و نابودی آن زبان یعنی نابودی آن هویت تمدنی. زبان عربی برای ما و اهالی جبل عامل این‌چنین و بلکه بیش از این است. چون این زبان با عقاید، کتاب مقدس، سنت پیامبرمان (صلی الله علیه و آله و سلم)، تاریخ، ارزش‌ها، اخلاق، سرنوشت، آینده و روابطمان نیز درآمیخته. به همین خاطر سروران، دانشمندان و بزرگواران، امروز یکی از مسئولیت‌ها حفظ این زبان و دفاع از آن است. به نظر می‌رسد در آینده خود ما عرب‌ها هم باید تلاش کنیم عربی را بفهمیم و برخی از متون عربی نیاز به ترجمه، تفسیر و شرح خواهند داشت. امروز بدعت تازه‌ای در بسیاری مناطق جهان عرب رایج شده است که نیمی از سخنرانی را به عربی انجام می‌دهند و نیمی از آن را به زبان‌های خارجی. نمی‌گویم انگلیسی یا فرانسوی تا به زبان مشخصی حمله نکرده باشم. یکی از مهم‌ترین مسئولیت‌ها دفاع از این زبان و حفظ آن است. در گذشته علمای جبل عامل حتی مدرسه‌ها، حوزه‌های علمیه و خانه‌ها را به مراکز آموزش زبان عربی و علوم و ادبیات زبان عربی تبدیل کرده بودند تا نسل‌ها بتوانند از این زبان در برابر بی‌سوادی و جهل رایج آن روز حراست کنند.

مسئله‌ی دوم: مقابله با استعمار بیگانگان. آن هم نه فقط استعمار لبنان. بلکه اهالی جبل عامل در زمینه‌ی همه‌ی مسائل امت موضع داشته‌اند. امروز این مقاومت و این پدیده نمود و امتداد اصیل آن تاریخ و آن نسل‌هاست. امروز بعضی از مردم خطاب به ما می‌گویند ما لبنانی هستیم و به اندازه‌ی کافی در لبنان مشکل داریم. به ما چه ربطی دارد درباره‌ی مسائل منطقه، خطراتی که امت را تهدید می‌کند و نبردهای روز منطقه -که به صورت مستقیم یا غیر مستقیم به ما مربوط می‌شود.- موضع‌گیری کنیم؟ عالمان، ادیبان، شاعران، نخبگان و عموم مردم جبل عامل مانند اهالی بسیاری از مناطق لبنان در گذشته با وجود ظلم، محرومیت، انزوا و خشونتی که گرفتار آن بودند خود را کنار نکشیدند. به هیچ وجه خود را از آن‌چه امت را در سرتاسر جهان عرب و اسلام تهدید می‌کرد کنار نکشیدند. نه فقط در لبنان، فلسطین، سوریه، عراق، شام یا مصر -یعنی کشورهای نزدیک‌تر-. حتی در سال 1911 به مسائل لیبی واکنش نشان دادند. وقتی ایتالیا لیبی را اشغال کرد یکی از فقیهان ادیب و شاعر جبل عامل که فرزند همین روستای مبارک، عیناثا، بود برای دعوت به مقابله با اشغال لیبی توسط ایتالیا بیانیه داد، سخنرانی کرد و شعر سرود. درباره‌ی یک کشور همسایه صحبت نمی‌کنیم. مواضع علما و فقهای جبل عامل موجود است و ثبت شده. ان شاءالله یکی از وظایف این انجمن ارائه‌ی این تاریخ، مستندات و اسناد و معرفی آن برهه‌ی تاریخی و موضع‌گیری‌ها و رنج‌های آن برهه است.

مسئله‌ی سوم: موضع در برابر تهدیدات متوجه فلسطین و مقابله‌ی قاطعانه و زودهنگام با پروژه‌ی صهیونیسم و آزمندی‌های اسرائیل برای برپایی یک رژیم اشغالگر برای این پروژه در خاک فلسطین. این در موضع‌گیری‌ها، فتاوی، بیانیه‌ها، اشعار، ادبیات، انگیزش‌ها و تحرکاتشان موجود است. به همین خاطر وقتی به مقاومت برسم به این بخش باز می‌گردم.

همچنین موضع علما، فقیهان، شاعران و ادیبان جبل عامل درباره‌ی دیگر مسائل امت، حفظ وحدت امت و رد پاره پاره کردن، تقسیم و تجزیه‌ی امت شناخته‌شده است. ولی وقتی موقعیت جدید شکل گرفت و بلاد جهان عرب و اسلام به کشورها و رژیم‌ها تقسیم شدند به این وطن ایمان آوردند، خود را برای آن خالص کردند و از آن دفاع نمودند. در این بخش نیز می‌توان به ادبیات، سخنان و اشعار ایشان که از لبنان با عنوان وطن یاد می‌کنند و از عشق و وابستگی به آن و آمادگی دفاع از آن سخن می‌گویند مراجعه کرد. موضع این جبل و اهالی و نخبگان آن همیشه همپای وحدت، همکاری، تکامل، رد و کناره‌گیری از فتنه‌ها و اولویت‌بندی صحیح بوده است. ما وارث آن بزرگان، نسل‌ها، فرهنگ، عقلانیت و درک هستیم. اگر اهل جبل عامل می‌خواستند در موضع‌گیری‌هایشان در قبال فلسطین یا مسائل روز امت یا عدم تجزیه و تقسیم جهان عرب و اسلام به دردها، ظلم، ستم و محرومیتی که از جانب حاکمان عثمانی -که آن روز به نام خلافت اسلامی حکومت می‌کردند.- به آن‌ها روا داشته شده بود نگاه کنند باید منزوی، طرفدار تقسیم و تجزیه و گوشه‌گیر می‌شدند و به سلامت خود، خانواده و جبل خود می‌اندیشیدند. ولی این جبل از همان ابتدا در کنار همه‌ی درخشندگی ملی و نژادی‌اش در زمینه‌ی امت به دفاع از مقدسات، فلسطین و مقابله با پروژه‌ی صهیونیسم و مقابله با چندپارگی، تجزیه، تقسیم و فتنه‌ها برخاست. امروز وابستگی ما به این تفکر و این مقاومت یک اندیشه‌ی وارداتی نیست. این اندیشه ریشه در کشور، محیط، جامعه و تاریخ ما دارد. اگر مانند آن‌ها نبودیم غریبه بودیم و چون می‌کوشیم مانند آن‌ها باشیم به حق به این خاک، تاریخ و ارزش‌ها تعلق داریم. -پیش از ورود به بخش دوم- توقع ما از انجمن فرهنگی و ادبی جبل عامل ان شاءالله بر دوش گرفتن، حفاظت، رشد دادن، معرفی و همکاری در عرضه‌ی میراث عظیم آن پدران به عزیزانمان در جبل و نسل‌های امروز و فرداست که حتی درباره‌ی گذشته‌ی نزدیک نیز چیز زیادی نمی‌دانند. متأسفانه نه تنها نسل جوان نمی‌دانند بلکه بسیاری از نخبگان سیاسی، رسانه‌ای و فرهنگی لبنان نیز چیز زیادی از گذشته‌ی نزدیک خود نمی‌دانند. هنگام صحبت درباره‌ی مقاومت شاهدش را ذکر خواهم کرد. امیدواریم ان شاءالله بتوانیم راهشان را ادامه بدهیم. مخصوصا که در برابر چالش‌های فرهنگی، تمدنی، سیاسی و وجودی بسیار خطرناکی قرار داریم.

وارد بخش دوم می‌شوم. در بخش دوم می‌خواهم ذیل دو عنوان صحبت کنم. اولی مربوط به لبنان است و دیگری مربوط به سوریه. و با سخنی درباره‌ی لبنان سخنم را به پایان خواهم برد.

از اوایل قرن گذشته[ی میلادی] همیشه چالش و تهدید بزرگی به نام پروژه‌ی صهیونیسم وجود داشته است. تا می‌رسیم به 1948 که دژ اشغالگر این پروژه بنا شد و این چالش همچنان وجود دارد. بعضی می‌کوشند خود را در برابر این تهدید به نادانی بزنند و آن را نادیده بگیرند. البته این یک اشتباه معمولی نیست، یک اشتباه بزرگ است. تنها گزینه‌ی موجود در گذشته و امروز در برابر ملت‌های منطقه‌مان و از جمله ملت لبنان، مقاومت است. مقاومت در همه‌ی ابعاد فرهنگی، اقتصادی، سیاسی، امنیتی و نظامی‌اش. ژرفا، حقیقت، اصل و گوهر مقاومت، فرهنگ است. جهاد و کار نظامی مستقیم، ایستادگی اهالی یک زمین در سرزمین خود، پایداری، صبر بر پیامدها و قربانی‌دادن، نمود و تجسم این فرهنگ هستند. اگر این فرهنگ وجود نداشت هیچ کدام از این‌ها وجود نداشت. همه‌ی گونه‌های مقاومت تجلیات فرهنگ مقاومت هستند. گوهر مقاومت از جنس فرهنگ است. در لبنان برخی درباره‌ی مقاومت بحث می‌کنند. در جهان عرب هم بحث هست ولی بگذارید از لبنان صحبت کنیم. بحث درباره‌ی مقاومت ربطی به ورود به سوریه، 2006، 82، -اگر به عقب برگردیم.- 78 یا اوایل دهه‌ی 70 [میلادی] که گروه‌های مقاومت فلسطین به سوی ما مهاجرت کردند ندارد. نه، از ابتدای شکل‌گیری رژیم صهیونیستی در فلسطین درباره‌ی مقاومت بحث وجود داشت. همچنین بر سر تشخیص دشمن و گزینه‌های مقابله با آن اختلاف بود. این یک بحث جدید نیست و هیچ ربطی هم به یک حزب، جنبش، رئیس، شخص، رهبر، تشکیلات، فرقه، گروه و منطقه ندارد. این بحث پیش از امام سید موسی صدر و پس از ایشان وجود داشت. پیش از مقاومت امل و حزب الله و پس از آن وجود داشت. وقتی نیروهای برجسته‌ی مقاومت نیروهای ملی‌گرای سکولار بودند هم این بحث و جدل وجود داشت. پس کسی مغالطه نکند و نگوید به دلیل رفتار مقاومت فعلی لبنان بر سر مسئله‌ی مقاومت بحث به وجود آمده است. به هیچ وجه. این بحث از ابتدا و از 1948 وجود داشته است. به همین خاطر بنده همیشه به برخی از کسانی که در این زمینه‌ها در مقابل ما می‌ایستادند و می‌گفتند مقاومت اجماع ملی را از دست داد می‌گفتم: هیچ گاه در لبنان اجماع ملی بر سر مقاومت وجود نداشته است. حتی شب 25 یا 26 مه 2000 و اوج پیروزی در حالی که شما و مقاومت، پیروزی را از بنت جبیل به همه‌ی لبنانیان هدیه می‌کردید بر سر این مسئله اجماع ملی وجود نداشت! این حرف‌ها گمراه‌سازی است و درست نیست. امروز بعضی از مردم می‌گویند ما به این دلیل با مقاومت مشکل داریم که برچسب اسلامی دارد یا مقاومان شیعه هستند. مگر وقتی مقاومان از همه‌ی فرقه‌ها بودند شما در کنار مقاومت بودید؟ وقتی مقاومت از احزاب ملی‌گرا و سکولار بودند شما با مقاومت بودید؟ این یک مغالطه‌ی بسیار بزرگ است که امروز مطرح می‌شود. ولی نسل جوانی که آن برهه را درک نکرده‌اند با این ادبیات فریب می‌خورند و می‌گویند رفتن شما به سوریه یا موضع سیاسی شما در فلان سال و فلان سال و فلان قضیه اجماع ملی پیرامون مقاومت را از میان برد. بنده می‌خواهم امروز خطاب به تمام کسانی که درباره‌ی گزینه‌ی مقاومت بحث کرده‌اند و می‌کنند -بعضی می‌دانند و بعضی نمی‌دانند. آن‌ها که می‌دانند خود را به ندانستن می‌زنند.- تأکید کنم مقاومت یک تشکیلات، حزب، جنبش، جریان، مجموعه یا فرقه‌ی معین نیست. مقاومت یک فرهنگ و یک خط فکری سیاسی است که می‌تواند چیزهای گوناگون و احیانا متناقضی به لحاظ عقیدتی و ایدئولوژیک را در بر بگیرد. می‌تواند احساسات، فرقه‌ها، ملت‌ها و امت‌ها را در خود جای دهد. چون خاستگاه مقاومت فطرت بشری و هدف‌های آن منافع مشترک ملی و نژادی است.

بعضی از مردم نمی‌دانند از 48 [میلادی] در لبنان مقاومت وجود داشته است. چون نمی‌دانند مقاومت یعنی چه. تاریخ آن را از اوایل دهه‌ی 70 [میلادی] ، 78، 82 یا پس از آن روایت می‌کنند. نه، مقاومت لبنان از 1948 و لحظه‌ی اول شکل‌گیری رژیم اشغالگر وجود داشته است. و از همان لحظه نیز مشروعیت خود را به دست آورد و در طلب حق خود برآمد. البته با ظرفیت‌های موجود آن روز. آنان نمی‌دانند در 48 به جنوب تجاوز می‌شد. از جنایت‌هایی که در بسیاری روستاهای مرزی اتفاق افتاد بی‌خبرند. نمی‌دانند چه بر سر اهالی مناطق مرزی -با خاستگاه‌های مختلف فرقه‌ای- آمد. فقط درباره‌ی شیعیان صحبت نمی‌کنم. از آن‌چه بر سر ایستگاه‌های نیروهای امنیتی در مناطق مرزی می‌آمد و توهین‌هایی که به سازمان‌های دولتی و نیروهای امنیتی‌اش می‌شد هیچ اطلاعی ندارند. از تجاوز به حریم‌های هوایی، زمینی و دریایی هیچ اطلاعی ندارند. یک روز حتی در پشت میز گفت و گوهای ملی وقتی همه در پارلمان دور هم نشسته بودیم بعضی از حاضران و نه فقط یکی از آن‌ها گفتند پیش از آن‌که فلسطینیان به لبنان بیایند مشکلی وجود نداشت! اصلا مشکلی با اسرائیل نداشتیم! بنده به کسی اتهام نمی‌زنم. همه‌اش ضبط شده است و در پارلمان هست. می‌گفتند مشکلی وجود نداشت. آن‌چه اسرائیل در اواخر دهه‌ی 60 و اوایل دهه‌ی 70 [میلادی] در لبنان انجام داد واکنش به مقاومت فلسطینی و تحرکات نظامی فلسطینیان بود! چطور ممکن است کسی ادعا کند من یک رهبر سیاسی لبنانی‌ام و می‌خواهم در ساختن حال و آینده‌ی لبنانیان شریک باشم ولی از تاریخ چند سال پیش یک منطقه‌ی اصلی در لبنان بی‌اطلاع باشد؟! خبر ندارند. به خاطر دارم یکی از برادران نماینده مجبور شد از جلسه بیرون برود و یک کتاب مستند بیاورد که یادم هست کار روزنامه‌ی السفیر بود و بیاید به آن‌ها بگوید این حرف‌ها نیست، از 48 آغاز شده است. بعضی از آن‌ها شگفت‌زده شدند ولی با این حال فقط گفتند احتمالش هست، احتمالش هست. مستند تاریخی بود. دیگر چه می‌خواهید؟ برویم قبرستان و نسل پاکشان را بیاوریم شهادت بدهند؟! این مقاومت آن‌گونه که ما به آن باور داریم و به آن می‌نگریم از همان لحظه و البته با امکانات موجود آغاز شد. یکی از روش‌های مقاومت این جبل همین بود که در سرزمین خود بمانند و ماندند، این بود که از زمین‌های کشاورزی خود دفاع کنند که کردند و این بود که زیر سقف خانه‌هایشان کشته شوند ولی خاکشان را ترک نکنند و کشته شدند. این آن مقاومتی است که آن زمان ممکن بود. مقاومت موضع‌گیری، مقاومت عدم پذیرش، مقاومت امام موسی صدری که خرید دارو توسط بیماران را از آن سوی دیوار به اصطلاح همجواری حرام دانست، مقاومتی که مرگ در حال بیماری را بر سلامت، دوا و درمان به دست اسرائیل ترجیح داد. این مقاومت پیش از هر جنبش و حزبی وجود داشت. این مقاومت مردم است. مقاومت یعنی تک تک خانه‌های این روستاها و مناطق مرزی و تمام جنوب، یعنی همه‌ی مساجد باقی‌مانده و تمام کلیساهای آباد، یعنی هر درخت زیتون و هر نهال توتون -گرچه نهال‌های آن مخصوص جناب بری بود ولی فعلا کمی آن را قرض می‌گیریم!-، یعنی هر جنبنده‌ای که هنوز روی دوپایش راه می‌رود و هر قبری که هنوز اثری از آن باقی است، یعنی هر قصیده، سروده، اشک، لبخند، زخم، قطره‌ی خون، کلمه، گلوله، آه، مشت، صبر، ایستادگی و عزمی. مقاومت در جبل عامل یعنی هوا، آب، خاک، آسمان، تپه‌ها، دشت‌ها و مردمش که آن را ترک نگفتند و به اشغالگران نسپردند و ترک نیز نخواهند گفت. مقاومت یعنی این. مقاومتی که در لبنان تمام کسانی که به آن ایمان آوردند، از آن پشتیبانی و حمایت کردند، پای آن صبر کردند و برای آن خون دادند -مانند عزیزانمان در بقاع و همه‌ی مناطق لبنان- همراه آن هستند. اما حزب‌ها و نسل‌های مقاومت چیزی جز نمود ظاهری این حقیقت و گوهر نیستند.

با وجود این که کابینه تشکیل شده است، با هم می‌نشینیم، یکدیگر را می‌بینیم و با وجود این که الحمدلله پارلمان آغاز به کار کرده است، کمیسیون‌های مشترک پارلمانی و کمیسیون‌های فرعی تشکیل شده‌اند و نمایندگان همدیگر را می‌بینند و با هم شوخی و صحبت می‌کنند رسانه‌ها، روزنامه‌ها، شبکه‌های تلویزیونی و سخنرانان آن گروه به گونه‌ای هستند که گویی در مرحله‌ی قبل هستیم. روی مقاومت تمرکز کرده‌اند. با حزب مشکل دارید؟ بیایید درباره‌ی حزب صحبت کنیم. با جنبش مشکل دارید؟ بیایید درباره‌ی جنبش صحبت کنیم. با یک تشکیلات مشخص مشکل دارید؟ بیایید درباره‌ی آن تشکیلات صحبت کنیم. ولی مسئله‌ی مقاومت والاتر، بزرگ‌تر، پاک‌تر، وسیع‌تر و عمیق‌تر از اختلاف با یک حزب یا… است. البته بعضی می‌دانند کجا را می‌زنند و می‌خواهند به کجا بخورد. چون اصل مشکلشان با مقاومت است نه این حزب و آن تشکیلات. بلکه از آن‌ها برای طراحی استفاده می‌کنند. مقاومت همه‌ی این‌هاست. به همین خاطر هر ضربه‌ای به مقاومت یا توصیف زشتی از آن، ضربه و توهینی به همه‌ی کسان و چیزهایی است که مقاومت نام دارند، نه فقط ضربه و توهین به یک گروه مشخص. البته ارائه‌ی این تعریف از جانب ما پیامدهایی دارد که در روزهای آینده روشن خواهد شد!

اما صحبت درباره‌ی شکست معادله‌ی سه‌گانه. شاید برخی استدلال‌هایی بیاورند ولی شواهدتان چیست؟ ناظر به واقعیت صحبت کنید. معادله‌ی سه‌گانه کجا شکست خورده است؟ ما روی عبارات و جملات اصراری نداریم. این از نقاط قوت زبان عربی است. زبان عربی بود که دولت لبنان را به وسیله‌ی بیانیه‌ی کابینه نجات داد. البته منظورمان قدرت، استحکام، شادابی و… زبان عربی است. ولی نهایتا و گذشته از تعابیر و اصطلاحات بالاخره معادله‌ی سه‌گانه کجا شکست خورد؟ کجا پیروز شد؟ و اجازه دهید بگویم: شما، شمایی که از شکست معادله‌ی سه‌گانه صحبت می‌کنید، کجا پیروز شدید؟ معادله‌ی سه‌گانه موفق به آزادسازی زمینی شد که همه -از جمله دیپلماسی و حکومت- در آزادسازی آن شکست خوردند. معادله موفق شد اسیران را باز گرداند. مقاومت در کنار ارتش و ملت تا امروز در حفظ کیان لبنان و حفاظت از جنوب، مرزها و روستاهای مرزی موفق بوده است. معادله‌ی سه‌گانه لبنان را به عنوان یک عنصر قدرتمند وارد معادلات منطقه‌ای کرد. هیچ کس نمی‌تواند وقتی به منطقه فکر می‌کند لبنان را نادیده بگیرد چون در لبنان پیش از نفت و گاز، طلایی هست. این دستاورد مخصوصا و کاملا مربوط به معادله‌ی سه‌گانه و ضلع مستحکم آن است که نشکست و به اذن خداوند (عز و جل) نخواهد شکست. این از دستاوردهای معادله. دستاوردهای شما کجاست؟ دیگر چیزی نمی‌گویم. فقط به همین سؤال بسنده می‌کنم. -می‌خواهیم آرامش درست کنیم دوباره می‌زنیم مشکل درست می‌کنیم!- ولی بگویید دستاوردهای شما در زمینه‌ی حکومت‌سازی، بدهی‌ها، پروژه‌ها و… چه بوده است؟

در همین زمینه می‌خواهم در این مناسبت و در پاسخ به همه‌ی چیزهایی که در هفته‌ها و ماه‌های گذشته در زمینه‌ی مقاومت، اسرائیل، جنگ، خطرات، تهدیدات، استفاده از فرصت‌ها و… مطرح شد، به شما تأکید کنم: این مقاومت مستحکم باقی خواهد ماند. امروز مستحکم است و مستحکم و سربلند باقی خواهد ماند، از کشور، ملت و اهالی‌اش دفاع خواهد کرد و از همه‌ی دستاوردهای گذشته‌اش محافظت خواهد نمود. از جمله قواعد درگیری شامل تفاهم آوریل 1996 تا دستاوردهای جنگ جولای. و به میمنت قدرت بازدارندگی روستاهایمان امن، زمین‌هایمان ثمرده و پرچم‌هایمان در اهتزاز خواهند بود. بنده به شما اطمینان می‌دهم از بابت این مسئله هیچ جای نگرانی نیست. و اگر کسی تلاش می‌کند با توجه به نبردهای سوریه و این که بخشی از اهالی این خط در سوریه هستند و این مسائل فرصت تسویه حساب با لبنان را به اسرائیل می‌دهد، در کشور هراس ایجاد کند باید بگویم این‌ها محاسبات درستی نیست. اسرائیل برای آغاز جنگ مجموعه‌ای از محاسبات دارد که باید انجام دهد و امروز هیچ کدام از این محاسبات او را به گزینه‌ی جنگ نمی‌رسانند. یکی از مهم‌ترین این محاسبات این است که اسرائیل به خوبی بداند این مقاومت قدرتمند است و قدرتمندتر شده است. در ظاهر بعضی می‌گویند شما شهید داده‌اید و از شما خون رفته است. در حالی که مقاومت همیشه این‌گونه بوده است. مقاومت با گذشت زمان، فداکاری و بخشش قدرتمندتر می‌شود. این‌ها نقطه ضعف نیست. از بعضی لحاظ‌ها عامل قدرت است. امروز می‌خواهم از روستای عیناثا، نوار مرزی آزادشده و همسایگی فلسطین عزیز اشغالی به شما تأکید کنم مقاومت امروز نه تنها قدرتمند بلکه به نسبت جولای 2006 در تمام سطوح انسانی، مادی، نظامی، توان نبرد و آمادگی آفرینش پیروزی تواناتر و قدرتمندتر است. ما جنگ‌طلب و به دنبال جنگ نیستیم. استراتژی ما در مقاومت، جنگ بدون مرز نیست. این مسئله علنی هم هست. ولی اگر هر کدام از این صهیونیست‌ها فکر کرده است اگر جنگی علیه لبنان به راه بیاندازد در جایی، در عقلی، در قلبی، در خانه‌ای یا در روستایی اندکی نگرانی درباره‌ی سرنوشت جنگ وجود دارد بنده به شما می‌گویم این طور نیست. و متأسفانه دشمن از لبنانیان نسبت به میزان پیشرفت توانایی و قدرت مقاومت در سطوح مختلف آگاه‌تر است و این در محاسباتش وارد می‌شود. خب، این چیزی بود که می‌خواستیم رویش تأکید کنیم.

اما پیش از این که به بخش نهایی وارد شوم -مشکلی نیست. چون یک ماه و نیم است که سخنرانی نکرده‌ام.- می‌خواهم بگویم: طلا، طلا خواهد ماند. اگر طلایی در مقابل ما قرار داشته باشد ولی کسی نظرش را تغییر دهد و بگوید این قلع است طلا تبدیل به قلع می‌شود؟ بگوید این آهن است طلا تبدیل به آهن می‌شود؟ بگوید این چوب است طلا تبدیل به چوب می‌شود؟ نه نمی‌شود. توصیف دیگران از چیزی حقیقت آن چیز را تغییر نمی‌دهد. این یک قاعده‌ی ثابت در وجود و فلسفه است. بلکه بیش از این، امروز و در این شرایط اقتصادی جهان اگر کسی پولی داشته باشد چه می‌کند؟ طلا می‌خرد. طلا در حال گران شدن است. طلا هر روز گران‌تر می‌شود. آن روز یکی از کشورهای بسیار ثروتمند جهان که ارز مازاد بسیار زیادی هم دارد و شاید هیچ بدهی هم نداشته باشد رفت و میلیاردها دلار طلا خرید. اگر امروز کسی برای اسکناس و پول نقد همراهش پشتوانه بخواهد دیگر نه دلار، نه یورو و نه هیچ ارز دیگری پشتوانه‌اش نیست. امروز تنها پشتوانه‌ی حقیقی، طلاست. و در لبنان [معادله‌ی] طلایی هست که در جهان یافت نمی‌شود. چگونه بعضی از مردم به خودشان اجازه می‌دهند این طلا را رها کنند؟ و اما چوب. چوب چیزی است که لبنانیان با آن برای سربازان اشغالگری که عمودی وارد لبنان شدند و افقی خارج شدند، تابوت ساختند. و این چوب همچنان برای ساختن تابوت مهاجمان و اشغالگرانی که به این سرزمین پاک و پربرکت تعرض کنند وجود دارد. ما به هیچ وجه با چوب مشکلی نداریم. هر کدام ارزش، جایگاه، نقش و وظیفه‌ی خود را دارند. خب، آخرین چیزی که می‌خواهم با آن به این بخش پایان دهم -مزاحم شما هم شدم.- این است: این توصیف به صورت مستقیم یا غیر مستقیم به موضع ما در زمینه‌ی حضور پای میز گفت و گوهای ملی در روز دوشنبه تأثیر خواهد گذاشت. الآن بنده نمی‌خواهم یک موضع نهایی و قطعی اعلام کنم. ولی این درک، ذهنیت و اندیشه بسیار بر تصمیمی که حزب الله در زمینه‌ی مشارکت یا عدم مشارکت در گفت و گوهای ملی خواهد گرفت تأثیر خواهد داشت. و دیگر همپیمانان، دوستان و عزیزانمان آزادی کامل دارند موضعی را که مناسبت می‌بینند اتخاذ کنند. یعنی موضع ما -هر چه باشد.- الزام‌آور و مایه‌ی زحمت کسی نیست. و طبیعی است که احیانا موضع‌ها درباره‌ی بعضی مسائل به واسطه‌ی اختلاف موقعیت‌ها و هدف‌ها متفاوت باشند.

###سوریه|سلاح مقاومت###

آخرین موضوعی که می‌خواهم یادآور شوم و سخنانم را به پایان ببرم این است که امروز تمام هجمه علیه مقاومت لبنان بر یک نقطه‌ی اساسی متمرکز شده است و آن ورود به سوریه است. می‌گویند شما وارد سوریه شدید و اجماع ملی از بین رفت. که توضیحش را دادیم. وارد سوریه شدید و نقش سلاحتان تغییر کرد، دیگر سلاح مقاومت نیست. گویی قبل از ورود ما به سوریه آن را به عنوان سلاح مقاومت قبول داشته‌اند! در هر صورت همه‌ی این حرف‌ها هست و این ورود و این موضع‌گیری آن اختلاف اصلی است که مدتی‌است به صورت مداوم و هر روز مطرح می‌شود. چون این موضوع، کشور و همه‌ی ما را درگیر کرده است می‌خواهم در بخش پایانی صحبتم کمی به آن بپردازم. نگاه کنید، اختلاف طرف مقابل، دولت‌ها و نظام‌های جهان عرب و اسلام و دولت‌ها و نظام‌های جهان با ما در مسئله‌ی سوریه، بر سر موضع سیاسی‌مان است نه ورود نظامی‌مان. ورود نظامی ما بسیار دیر صورت گرفت. به قول معروف ما پس از این که همه وارد شدند، آمدند و جنگیدند وارد شدیم. ما بسیار دیر وارد شدیم. مشکل موضع سیاسی ما بود. این که از روز اول گفتیم ما با این نبرد در سوریه موافق نیستیم، با سرنگونی نظام و حکومت موافق نیستیم، طرفدار اصلاحات، حل سیاسی، گفت و گوی ملی و تحقق و موفقیت مطالبات مشروع مردم هستیم ولی موافق نیستیم کسانی برای شکستن، سرنگون کردن، نابود و تخریب کردن و تحمیل گزینه‌های استراتژیک بزرگ وارد سوریه شوند. ولی موضوع همین بود. پیش از اصلاحات و مطالبات، مسئله، مسئله‌ی گزینه‌ی‌های استراتژیک بزرگ بود. خب، ما این موضع را در حالی اتخاذ کردیم که بقیه‌ی جهان موضع مخالف را پذیرفته بودند و از ما هم می‌خواستند با آن‌ها همراه شویم و بخشی از آن باشیم. و به خاطر این که بخشی از آن نبودیم جنگ علیه ما نیز آغاز شد. پس اصل مسئله موضع سیاسی است نه دخالت نظامی. گفتند دارد در منطقه اتفاق بزرگی می‌افتد و شما هم بفرمایید بخشی از آن باشید و اگر نه خود را آماده‌ی اعدام کنید. طوفانی بود که داشت به سوی منطقه می‌آمد. باید همه به زانو در می‌آمدیم، هماهنگ می‌شدیم و تعظیم می‌کردیم. کم‌ترینش این بود که در برابرش تعظیم کنیم. ما نه بخشی از آن شدیم، نه با آن همراه شدیم و نه در برابرش تعظیم کردیم. چون به نظرمان این طوفان تهدیدات استراتژیک و وجودی عظیمی برای سوریه، لبنان، فلسطین و منطقه در پی دارد. که پیش‌تر به اندازه‌ی کافی توضیح داده‌ایم و باز نمی‌گردیم. پس موضع سیاسی گرفتیم. بله، با گذشت زمان موضعمان تغییر کرد. وارد کارزار شدیم. -می‌خواهم چند دقیقه بیش‌تر وقتتان را بگیرم.- خب، همه‌ی لبنانیان خبر دارند. در رسانه‌ها اعلام کردیم. و برخی به شدت به خاطر همین مسئله‌ی کوچک به ما انتقاد کردند. اولین دخالت نظامی محدود ما که با ده‌ها نفر از اعضای حزب الله صورت گرفت وقتی بود که برادران به باغ‌های غربی و منطقه‌ی سیده زینب (علیها السلام) رفتند. یعنی حدود یک سال و نیم پیش یا کمی بیش‌تر. زمانی بود که اکثر -نه تمام- باغ‌های غربی به دست گروه‌های مسلح افتاده بود و این گروه‌ها تنها صدها متر با مرقد حضرت زینب (علیها السلام) فاصله داشتند. تشخیص ما این بود که اولا به واسطه‌ی اهمیت دینی این مرقد برای همه‌ی مسلمانان و ثانیا به واسطه‌ی این که تخریب این مرقد موجب شعله‌ور شدن فتنه‌ی مذهبی در بسیاری از مناطق جهان می‌شد برویم کمک کنیم. ارتش سوریه، نیروهای دفاع ملی و اهالی و ساکنان منطقه در حال دفاع بودند و ما ده‌ها نفر فرستادیم تا در دفاع کمک کنند. همین مقدار. خب، به این موضع‌گیری انتقاد شد. امروز یک کشور بزرگ -که خودش را بزرگ می‌داند.- و عضو ناتوست و در حال مبارزه برای پیوستن به اتحادیه‌ی اروپاست و برخی آن را الگوی خود می‌دانند -یعنی ترکیه! حرف اول اسمش ترکیه است!- در سطح وزیران جلسه می‌گذارد و بحث می‌کند که یک قبر یا ضریح مربوط به جد بزرگ عثمانیان وجود دارد -که اگر همین الآن از همه‌ی ملت‌های مسلمان بپرسید اسمش چیست نمی‌دانند. بنده هم به خدا نمی‌دانم اسمش چیست. از شما چه پنهان خواندم یادم نماند. نتوانستم حفظ کنم. پی‌اش هم نرفتم پیدا کنم اسم را با خودم بیاورم. چه کسی در جهان اسلام او را می‌شناسد؟ به مسلمانان چه ربطی دارد؟ به احساسات و عواطف مسلمانان شیعه و سنی چه ربطی دارد؟ ولی چه اشکالی دارد. این حق ترکیه است.- و ترکیه باید دخالت نظامی کند، حریم کشور سوریه را نقض کند و نقشه بکشد چون احتمال دارد داعش سراغ این ضریح برود و تخریبش کند. خب، صحبت از ادبیات، شعر و نحو است. «مگر خون شما از ما رنگین‌تر است؟» ما برای دفاع از مرقدی رفتیم که مورد احترام همه‌ی مسلمانان است، برای دفاع از شخصیتی رفتیم که نزد همه‌ی مسلمانان محترم و مقدس است. چون نوه‌ی پیامبر اسلام محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) است. آن کسی که شما می‌خواهید به خاطر او جنگ منطقه‌ای راه بیاندازید کیست؟ دارید جنگ منطقه‌ای راه می‌اندازید. ضمن این که این‌جا واقعا خطر وجود داشت آن‌جا ندارد. و بیش‌تر از این: ما به حریم سوریه تجاوز نکردیم. خب، این جدید نیست. جناب بشار مدتی پیش این مسئله را بیان کرد. از او پرسیدند و گفت نه، مقاومت با موافقت دولت سوریه وارد سوریه شد. حالا یک نفر پیدا می‌شود می‌گوید شما به حریم لبنان تجاوز کرده‌اید، این جای بحث دارد! اما حد اقلش این است که ما به حریم سوریه تجاوز نکردیم. خب، امروز یک کشور عضو ناتو و کاندیدای پیوستن به اتحادیه‌ی اروپا در حال آماده شدن برای جنگ و دخالت مستقیم منطقه‌ای به سوریه است به بهانه‌ی این که ضریح جد اول عثمانیان از طرف داعش تهدید می‌شود. ممکن است حتی خودشان از داعش خواسته باشند مسئله‌ی تخریب آن را مطرح کند. الله اعلم.

خب، مسائل تا قصیر و پس از قصیر ادامه یافت. که همه خبر دارید. تا رسیدیم به جایی که مشخص شد نبرد سوریه به جایی رسیده است که به واسطه‌ی حجم دخالت‌های بین المللی و منطقه‌ای و فراخوان نیرو از همه‌جای جهان به سوریه -این را پیش‌تر گفته‌ایم و می‌خواهم بار دیگر بگویم.- مسئله دیگر مسئله‌ی مرقد حضرت زینب یا لبنانیان ساکن خاک سوریه نیست. از آن لحظه موضوع تبدیل شد به موضوع مقاومت، خط مقاومت، آینده‌ی مقاومت و هویت سیاسی منطقه و این که داریم به کجا می‌رویم و…؟ که همه را گفتیم. چرا الآن تکرار می‌کنم؟ به خاطر سپری کردن زمان نمی‌گویم. به خاطر این که از سرانجام و نتایج آن صحبت کنیم. خب، امروز به کجا رسیده‌ایم؟ کجا واقع شده‌ایم؟ ما از ابتدا گفتیم: راه حل سیاسی. اتحادیه‌ی عرب جلسه گذاشت و می‌خواست کار را تمام و نظام را سرنگون کند! گفت و گوی سیاسی را پیش از خروج جناب اسد و نظامش نمی‌پذیرفت. خب، بعد از سه سال تصمیمات نشست اخیر عرب را شاهد بودید. حتما می‌خواستید این سه سال جنگ، قتل، کشتار، نابودی، ویرانی، فتنه‌ها و محنت‌ها واقع شود تا عرب‌ها همان حرفی را بزنند که لازم بود از ابتدا بزنند؟ تا عرب‌ها آن‌جا را که لازم بود از ابتدا راه بیایند، راه بیایند؟ تازه می‌خواهید ببینید چطور باید به نظام سوریه و جناب بشار اسد فشار بیاورید که ما خواهان درمان سیاسی و گفت و گوی سیاسی جدی هستیم؟ حالا که ژنو 2 جواب نداد؟ در حالی که وقتی روزهای اول به شما گفته شد بیایید گفت و گو کنیم و سران سوریه حاضرند اصلاحات بنیادی و اساسی انجام دهند هیچ کدام از شما حاضر نبود روی درمان یا گفت و گوی سیاسی بحث کند. [چرا؟] بر این اساس که طی دو سه ماه همه چیز در سوریه و منطقه تغییر خواهد کرد. به شما گفتیم درمان سیاسی، رفتید سراغ راه حل نظامی. الآن رسیده‌اید به همان چیزی که از ابتدا به شما گفته می‌شد. البته این صحبت خطاب به عرب‌ها، گروه مقابل در لبنان و کشورهایی است که همچنان در این نبرد دست دارند.

همان ابتدا گفتیم حوادث سوریه همه‌ی منطقه را در معرض تروریسم و تکفیر قرار خواهد داد. ولی شما گفتید نه، این طور نیست. مسئله‌ی سوریه مسئله‌ی اصلاحات، تغییر، دموکراسی و حقوق بشر است. الآن آن واقعیت خارجی که خود شما پس از سه سال از آن سخن می‌گویید چیست؟ آن بخش‌هایی از خاک سوریه را که تحت سلطه‌ی گروه‌های مسلح است تهدیدی برای کشورهای منطقه و جهان می‌نامید. امروز و پس از سه سال از حمایت مالی و تسلیحاتی، تحریک به سمت راه حل‌های نظامی، جلوگیری از راه حل‌های سیاسی و حفاظت از گروه‌های مسلح آمده‌اید لیست سازمان‌های تروریستی تشکیل می‌دهید و اکثر همین گروه‌های مسلح را در آن جای می‌دهید. اصلا دیگر چه کسی مانده است؟ فارغ از موضع ما درباره‌ی این لیست. وقتی از داعش، النصره و اخوان المسلمین در سوریه صحبت می‌کنید و آن‌ها را تروریست می‌نامید -با کمال صراحت- دیگر چه کسی مانده است؟ آیا مسئله به سه سال وقت نیاز داشت تا منطقه و جهان به این نتیجه برسند؟ البته بعضی از لبنانیان هنوز به این نتیجه نرسیده‌اند. هنوز به این نتیجه نرسیده‌اند که آن‌چه در سوریه رخ می‌دهد تهدیدی علیه لبنان است. برادر، آمریکایی‌هایی که در آخر دنیا هستند، فرانسوی‌ها، اروپایی‌ها، برخی کشورهای خلیج و کشورهای شمال آفریقا سوریه‌ی تحت سلطه‌ی گروه‌های مسلح را خاستگاه تهدید علیه کشورها و امنیتشان می‌دانند. و واقعا هم همین طور است. حتی در مکان‌های آرامی که حرفی از کشتار، درگیری و جهاد مقدس نبود امروز تحرکاتی آغاز شده است؛ الآن همین تونس. ولی متأسفانه می‌بینید یک نفر در لبنان پیدا می‌شود و می‌گوید: نه، آن‌چه در سوریه رخ می‌دهد لبنان را تهدید نمی‌کند.

از ابتدا به شما گفتیم حوادث سوریه از مرحله‌ی مطالبه‌ی اصلاحات و دموکراسی گذشته و به مرحله‌ی سلطه‌ی جریان تکفیری جنگ‌جویی رسیده که هیچ کس را حتی از داخل همان جریان کنار خود تحمل نمی‌کند. چه این که میان داعش و النصره درگیری رخ داد. داعش و النصره‌ای که به تفکر، مذهب، مکتب، رهبری، امیر و پروژه‌ی سیاسی یکسانی تعلق دارند. اختلافشان تشکیلاتی و مدیریتی است. همان اختلافاتی که در هر حزب و تشکیلاتی رخ می‌دهد. این که فلانی مسئول باشد یا دیگری. همه‌ی این جنگ برای این است که ابو محمد جولانی رهبر باشد یا ابوبکر بغدادی. چه کسی هزینه‌اش را پرداخت؟ هزاران قربانی، ویرانی وسیع، نبردهای سنگین، همه به خاطر یک اختلاف مدیریتی و تشکیلاتی. این‌ها با دیگر لبنانیان، دیگر سوری‌ها و کشورها و ملت‌های همسایه چطور رفتار خواهند کرد؟ اگر برادران، عزیزان و همپیمانان شما -نمی‌گوییم سروران شما- پی برده‌اند که واقعیت این است، شما منتظر چه هستید؟ خصومت [سیاسی] خوب است به شرطی که به ضرر لبنان و سرنوشت و آینده‌ی لبنان تمام نشود.

از یک سال و نیم پیش و حالا هم هر روز از جانب برخی فراکسیون‌ها و طرف‌های سیاسی، حزب الله را به خروج از سوریه دعوت می‌کنند. بنده نمی‌خواهم بنشینم دفاع کنم. بنده می‌خواهم امروز از شما خواهش کنم. لطف کنید موضعتان را تغییر دهید. در موضعتان تجدید نظر کنید. در موضعتان بازنگری کنید و خوانش جدیدی انجام دهید. نمی‌گویم بلند شوید بیایید در سوریه در کنار هم بجنگیم. این را نمی‌خواهیم. واقعا گروه‌های لبنانی وابسته به فرقه‌های مختلف و متفاوتی هستند که به ما پیشنهاد دادند -شاید اولین بار است می‌گویم.- بیایند در کنار ما بجنگند. ولی ما گفتیم نه، دلیلی ندارد. زیر این بار سیاسی و اجتماعی نروید. ما بار را برداشته‌ایم و داریم ادامه می‌دهیم. بنده به کسانی که هر روز اصرار دارند و می‌گویند مشکل لبنان این است که حزب الله به سوریه رفته است می‌گویم مشکل لبنان این است که حزب الله در رفتن به سوریه تأخیر کرد. و مشکل لبنان این است که شما هنوز در خانه‌هایتان نشسته‌اید و به سوریه نمی‌روید. البته اگر برخی از شما به جای اشتباه نرفته باشند. حالا به شما نمی‌گویم بروید در سوریه بجنگید یا در کنار ما بجنگید یا… . می‌گویم در این مسئله تجدید نظر کنید. درستی، سلامت و صحت گزینه‌های ما هر روز بیش‌تر ثابت می‌شود. و همچنین دوست دارم به همه‌ی لبنانیان و همه‌ی گروه‌ها و جریان‌های سیاسی، 8، 14 و میانه‌روها و راستی‌ها و چپی‌ها بگویم -شاید اولین بار با این صراحت- اگر تروریسم تکفیری در سوریه پیروز شود همه‌ی ما حذف خواهیم شد. فقط حزب الله و مقاومت نه، همه حذف و طرد خواهیم شد. آیا حوادث حلب، ادلب، رقه، دیر الزور، فلوجه و الانبار را نمی‌بینید؟ از سکولارها نه، از اسلام‌گراهای آن مناطق بپرسید چه بر سرشان آمد. اما اگر جریان تکفیری تروریستی در سوریه شکست بخورد بنده به شما می‌گویم: همه باقی خواهیم ماند. اگر این خط در سوریه پیروز شود همه‌ی لبنانیان حفظ خواهند شد. این خط به دنبال انتقام نیست، به دنبال صلح، انسجام و قدرت است. این‌جاست که چند گزینه‌ی بزرگ ملی به وجود می‌آید. به ما فرصت انتخاب بدهید.

بر اساس آن‌چه گذشت، ما و برادران هر کمکی از دستمان بر آمده انجام داده‌ایم. گرچه نادیده گرفته می‌شویم. مصاحبه‌های مطبوعاتی و تلویزیونی کمی اشاره کردند. برادران نیز در بسیاری از مناسبت‌ها سخنرانی می‌کنند ولی دوست دارند زیاد به این پرونده نپردازند. امروز لبنان از یک فرصت بهره‌مند است. این دولت فارغ از شرایط و طریقه‌ی شکل‌گیری‌اش بالاخره تشکیل شده و این یک فرصت است. ما خواستار فعال‌شدن دولت هستیم. رویکردمان مثبت خواهد بود و همکاری خواهیم کرد. در فعال شدن دولت، توجه به پرونده‌های مردم و وضعیت امنیتی -که در همه‌ی مناطق مخصوصا در شمال و بقاع در اولویت قرار دارد.- مشارکت خواهیم کرد. باید در درمان مشکلات امنیتی همکاری صورت بگیرد. البته درمان امنیتی کافی نیست. مشکلات امنیتی بسیاری از مناطق مخصوصا طرابلس و بقاع شمالی باید در کنار روش امنیتی از طریق سیاست، جامعه، توسعه و اقتصاد پی‌گیری شود. بیایید همگی با جدیت و بدون اتهام زنی که فلان گروه یا فلان گروه به دنبال فقدان حکومت است، برای موفقیت موعد انتخاب رئیس جمهور تلاش کنیم. همه‌مان، همه‌ی طرف‌های سیاسی لبنان -که حق طبیعی‌شان هم هست.- می‌خواهند موعد انتخاب رئیس جمهور به آمدن رئیس جمهوری از میان خودشان بیانجامد و حق دارند بر این مبنا دست به تحرکات دموکراتیک قانونی بزنند. خب، این هم نیاز به تلاش و کوشش دارد. امروز این فرصت وجود دارد. لبنان می‌تواند نسبت به حوادث سوریه بی‌طرفی مثبت اتخاذ کند. گروه مقابل دیگر نمی‌تواند در سوریه هیچ کاری بکند. یعنی خودشان را اذیت نکنند. دوران پتو و کارتن شیر و ارسال جنگ‌جو دیگر گذشته و بی‌فایده است. خودتان شاهد تغییرات شرایط داخلی، منطقه‌ای و بین المللی هستید. پس بیایید ذیل این تغییرات، تحولات و شرایط جدید بنشینیم و سوریه را کنار بگذاریم -از خداوند (سبحانه و تعالی) برای همه‌ی سوری‌ها عافیت مسألت می‌کنیم. از خداوند (سبحانه و تعالی) می‌خواهیم خونریزی‌ها در سوریه پایان بپذیرد و سوریه به سمت درمان سیاسی برود.- و ادبیات سخت، خشن، تهدید و فریاد را کم کنیم یا نداشته باشیم و دست به دست هم بدهیم. ما هیچ وقت طرفدار حذف کسی نبوده‌ایم؛ حتی در دولت جناب میقاتی. کسانی بودند که خودشان دوست داشتند نباشند. به ما ربطی نداشت که آن‌ها نبودند. ما دوست داشتیم باشند. هیچ کس در لبنان نمی‌تواند دیگری را حذف کند و براند. حد اقل تا آن‌جا که ما از گروه خودمان خبر داریم کسی نیت و هدف طرد و حذف ندارد. ما به وجود طرف مقابل اذعان داریم و خواستار همکاری آن‌ها هستیم. بله در زمینه‌ی مسائلی که به سرنوشت کشور ارتباط دارد اختلاف داریم و این طبیعی است. این فرصت اکنون در اختیار لبنانیان است که آرام باشند، نفسی تازه کنند، قصیده‌ی محترمانه‌ای در حقشان سروده شود، بنشینند روی مشکلات کشور فکر کنند و درمانشان کنند و منتظر شرایط منطقه نباشند. منتظر تغییرات و شرایط منطقه نباشید. بیایید مسائل فعلی‌مان را حل کنیم. منتظر فردا نباشید.

در زمینه‌ی موعد انتخاب ریاست جمهوری می‌خواهم به نکته‌ای اشاره کنم. ما بیش‌ترین اصرار را روی انجام این موعد داریم و اگر انتخابات ریاست جمهوری زودهنگام هم صورت بگیرد از آن حمایت می‌کنیم. ما در این زمینه به هیچ وجه برای خلأ سیاسی تلاش نمی‌کنیم. بلکه از فراخوان انتخابات زودهنگام ریاست جمهوری حمایت می‌نماییم. اگر طرف‌های دیگر هم بتوانند موافقت کنند [که خوب است]. البته دیگر زودهنگام نیست چون وارد مهلت قانونی شده‌ایم ولی منظور در زودترین زمان ممکن است. تا مرحله‌ی جدیدی در لبنان آغاز شود. پس از آن می‌رویم سراغ ادامه‌ی گفت و گوها بر سر استراتژی دفاعی و تلاش، کوشش و همکاری تا کشور را از این شرایط عبور دهیم.

موفق باشید، خداوند عافیتتان دهد.

و السلام علیکم جمیعا و رحمت الله و برکاته.


 

دغدغه‌های امت

دغدغه‌های امت

صدر عراق/ به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر
شماره ۲۶۲ هفته نامه پنجره به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر، در پرونده ویژه‌ای به بررسی شخصیت و آرا این اندیشمند مجاهد پرداخته است. در این پرونده می‌خوانید:

-...

رادیو اینترنتی

نمایه

صفحه ویژه جنگ ۳۳ روزه
بخش کوتاهی از مصاحبه سید حسن نصرالله با شبکه المیادین به روایت دوربین دوم

نماهنگ

کتاب


سید حسن نصرالله