بسم الله الرحمن الرحیم
و إن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين
جوامع

بیانات

26 بهمن 1392

سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در مراسم سالگرد شهادت سران حزب الله

|فارسی|عربی|فیلم|صوت|
«
به لبنانیان، فلسطینیان، ملت فلسطین، سوریه‌ای‌ها، همه‌ی ملت‌ها و احزاب و نیروهای عرب و همه‌ی افراد شریف جهان و منطقه‌مان که واقعا فلسطین، لبنان، سوریه برایشان ارزش دارد می‌گویم: اگر می‌خواهید فرصت‌ها را از اسرائیل بگیرید و نگذارید این منطقه به فتنه‌ای ده‌ها ساله کشیده شود جنگ علیه سوریه را تمام کنید. جنگ سوریه را تمام کنید. جنگجویان را از سوریه بیرون کنید. به سوری‌ها اجازه دهید همان‌طور که امروز در مناطق بسیاری مصالحه می‌کنند، با هم مصالحه کنند. قطعا آن روز ما نیز در سوریه نخواهیم ماند. ولی اگر بخواهیم مهیا شویم و این فرصت‌ها را از دست ندهیم و این تهدیدها افزایش پیدا نکند باید همه‌مان جنگ علیه سوریه و داخل سوریه را برای پاسداری از فلسطین، لبنان، سوریه و امت پایان دهیم. امیدواریم این فرصت از میان نرود.
عربی:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

بسم الله الرحمن الرحيم.

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا ونبيّنا خاتم النبيين، أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.

إنني في البداية أتوجه بالتحية إلى أرواح القادة الشهداء، إلى أساتذتنا وقادتنا وحملة الراية الأوائل وأصحاب الإنجازات والانتصارات، إلى سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموساوي، إلى شيخ شهدائها الشيخ راغب حرب، إلى القائد الشهيد الحاج عماد مغنية... وكذلك إلى جميع الشهداء، شهداء الجيش والقوى الأمنية، شهداء الشعب، شهداء المقاومة بكل فصائلها، الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين والعرب الذين روت دماؤهم أرض لبنان، فكانت لنا كل هذه الانتصارات.

أتوجه بالتحية إلى عوائل الشهداء القادة، إلى عوائل جميع الشهداء، وإلى الشهداء وعوائلهم الذين يتقدمون أيضا وما زالوا في كل ساحة وفي كل موقع وفي كل جبهة وعند كل واجب جهادي يدافعون فيه عن بلدهم وشعبهم وأمنهم وكرامتهم وسيادة وطنهم ومقدساتهم وقضايا أمتهم.

أتوجه بالتحية إلى شهداء التفجيرات الأخيرة التي ضربت في أكثر من منطقة لبنانية، إلى الشهداء الأطفال والنساء والشيوخ والرجال والكبار والصغار وإلى عائلاتهم الشريفة، وأواسيهم وأعزيهم وأدعوهم إلى الصبر والتحمّل، إلى الجرحى أتوجه بالدعاء لهم بالشفاء العاجل، وإلى كل الصابرين المحتسبين الصامدين الثابتين المقاومين، دفاعاً عن كرامتهم وعن عزتهم ومستقبلهم، أصحاب البصيرة والرؤية الصحيحة والوعي الواسع والاستعداد العالي للتضحية والفداء كما كانوا طوال التاريخ وكما كانوا طوال عقود.

 

أيها الإخوة والأخوات: سأحتاج إلى مزيد من الوقت للحديث، لأنه لدينا العديد من الموضوعات في هذه المناسبة، خصوصاً أنه مرّ مدة ولم أتحدث. حديثي سيتناول ثلاثة عناوين أساسية:

    أولاً: العنوان الإسرائيلي، وما له صلة بالمقاومة والشهداء القادة والتحديات الحالية، ولن أتحدث عن التاريخ بقدر ما سأطل على الحاضر.

    والمقطع الثاني له علاقة بالمواجهة القائمة حالياً في لبنان وسورية والمنطقة والخطر القائم وبالتالي ما يتصل به أيضا من تحديات أمنية وسياسية وما شاكل.

    وفي المقطع الثالث سأتحدث قليلاً عن الحكومة الجديدة وإذا بقي وقت إن شاء الله يكون هناك كلمة أخيرة.

في ذكرى الشهداء القادة أبدأ أولاً من بديهية باتت منسية  للأسف عند كثير من الناس هي إسرائيل. عندما نتحدث عن الشيخ راغب والسيد عباس والحاج عماد وشهداء المقاومة يجب أن نتحدث عن المشروع الذي قاتلوه وواجهوه، عن العدو، وبالتالي عن إسرائيل، عن خطرها وأطماعها وتهديداتها، خطرها على جميع الدول في المنطقة وعلى جميع شعوب المنطقة العربية والإسلامية.

وأيضا نتحدث عن استفادتها القصوى من الفرص القائمة حالياً والمستجدة لها في وضع المنطقة وبمساعدة ودعم كاملين من الإدارة الأمريكية.

طبعا أنا سأقتصر بالكلام عن المخاطر على فلسطين وعلى لبنان لأن الوقت لا يتسع لأتحدث عن  مخاطر المشروع الصهيوني على كل المنطقة، وتحدثنا به كثيراً ولكن فيما يتعلق بفلسطين وفيما يتعلق بلبنان نحن بحاجة إلى بعض التذكير.

هل يجب التذكير بالخطر الإسرائيلي على فلسطين كأرض، كوجود، كتاريخ، ككيان، كمستقبل، على المقدسات الإسلامية والمسيحية، على الشعب الفلسطيني داخل فلسطين، على الشعب الفلسطيني اللاجئ في الشتات. هذه بديهيات يتحدث الناس عنها لعشرات السنين، لكنها اليوم غائبة.

اليوم ينشغل أهل كل بلد ببلدهم، بل أن بعض هذه البلدان تخوض الآن مواجهات دامية ومعارك عسكرية حادة. للأسف الشديد وصلنا إلى مرحلة لا أحد يريد أن يتكلم عن فلسطين ولا أحد يريد أن يتكلم عن العدو، عن إسرائيل.

أنا أتوقع من بعض الناس أن يقولوا: "يا سيد أنت وين والعالم وين؟ وشو قاعد تحكينا؟" هذا تعبير عن الحال الذي وصلنا إليه وهذا بالتحديد ما أرادت أمريكا وإسرائيل أن تصل إليه شعوب المنطقة وحكوماتها ودولها بعد كل الانتصارات والانجازات التي حققها محور المقاومة من فلسطين إلى لبنان إلى سورية إلى إيران.

المطلوب أن نرجع أن ننسى، المطلوب أن تخرج فلسطين والصراع مع العدو الإسرائيلي ليس من دائرة الأولويات، الأميركان وإسرائيل الآن لا يريدون أن تكون فلسطين والصراع مع العدو بالاولويات ولو محلها تحت، وأن تخرج من دائرة الاهتمام أصل الاهتمام، بل أن تخرج من العقل ومن القلب ومن العاطفة، أن نصل إلى مرحلة أنك عندما تقول فلسطين –  الليلة أريد أن أحكي كثيراً من  الأمور بصراحة – سيقول لك الناس  "حلّ عنا انت وفلسطين تبعك"، هذا ما يريدون أن تصل إليه شعوب العالم العربي والإسلامي: لبنان، سوريا، ومصر والعراق والأردن وكل الدول. مطلوب أن نصل إلى موقع، حتى على مستوى القلب والعاطفة، تصبح فيه فلسطين في كرة ارضية أخرى، في قارة أرضية أخرى، في عالم آخر، وحتى في العاطفة والمشاعر، هذا (بين هلالين) تترتب عليه أيضاً مسؤولية فلسطينية. يمكن اذا بقي وقت احكي عنها في سياق الكلام.

يجب الاعتراف أنهم نجحوا في هذا الأمر إلى درجة كبيرة، ولكن لم يفت الأوان بعد للتدارك، ما زال هناك وقت متاح وفرصة عمل متاحة واتخاذ خيارات ما زال متاحاً لتدارك هذا الأمر، ما الذي يفسر لنا ولكم جميعاً هذا الاهتمام الأميركي الاستثنائي والضغط الخاص من وزير الخارجية الاميركية جون كيري أنه الآن، خلال أشهر قليلة يريد تحقيق تسوية نهائية للموضوع  الفلسطيني. لماذا الآن؟ هذا سؤال مطروح أم لا؟

أن يخرج بعض المسؤولين الاسرائيليين ليهاجموا جون كيري فهذه سخافات معتادون عليها ليتبين أنه وسيط نزيه وأنه يُهاجم من كل الأطراف. الآن الإدارة الأميركية تسعى مع الإدارة الصهيونية إلى تصفية القضية الفلسطينية. الآن وقتها لماذا الآن وقتها؟ ببساطة لأنه لا يوجد عالم عربي نهائياً. قبل الآن كان هناك بعض عالم عربي، هناك أحد يستطيع أن يقول عندنا مبادرة السلام العربية وعندنا شروط، عندنا ضوابط وقيود. الآن ليس هناك عالم عربي، ليس هناك عالم اسلامي، لأن كل دولة "مشغولة في حالها، ما حدا فاضي" لفلسطين أبدا، و"لا حدا فاضي" أن يضغط على أميركا لمصلحة الفلسطينيين ولا يضغط على الاسرائيليين.

بالعكس الآن الواقع  في العالم العربي يضغط على الفلسطينيين أنفسهم، لأن كل واحد صار يريد أن يحل مشكلته في بلده على حساب القضية الفلسطينية ويريد أن يقدم تنازلات في القضية الفلسطينية للأميركيين لمصلحة الحفاظ على نظام الحكم أو سدة الحكم أو الوصول إلى الحكم في هذا البلد أو ذلك. للأسف الشديد، حتى الشعوب هي في عالم آخر، للأسف الشديد الفلسطينيين أنفسهم وضعهم صعب، انقساماتهم، ظروفهم، حكومة رام الله، حكومة غزة، يتعرض الفلسطينيون لشتى أنواع الضغوط الدولية والعربية والميدانية من قتل وسجن وحصار. هذا الواقع، هذه التحديات، إسرائيل تعتبرها فرصة، هذه حقيقة. إسرائيل تتحدث مع الأميركيين أن هذه  فرصة لتصفية القضية الفلسطينية، يريدون استغلال هذه الفرصة وفرض الشروط على الفلسطينيين للوصول إلى التسوية التي تناسب المصالح الأميركية والإسرائيلية، "ما عم اقرا عزا لأنه يمكن التدارك". 

يجب التذكير في الإطار الوطني اللبناني أن إسرائيل عدو، للذين نسوا في لبنان، وأن إسرائيل خطر على لبنان، على كل شيء في لبنان، على أرضه وشعبه ومياهه ونفطه وأمنه وسيادته، وهذا الفهم يجب أن ننتبه له جميعاً. نعم، في الماضي، وما زال (الأمر الآن) كانت  المشكلة دائماً في لبنان هي تشخيص هذا الخطر، تسخيف هذا العدو، فهم هذا المشروع .

في العقود الماضية كان الإمام السيد موسى الصدر، أعاده الله ورفيقيه، وقيادات دينية وسياسية ووطنية من كل الطوائف، منذ الخمسينيات وما بعد إلى اليوم، كان لهم صوت مرتفع في التنبيه والتحذير والدعوة إلى الاستعداد والتجهّز للمقاومة والممانعة ومواجهة الأخطار والتهديدات الاسرائيلية. هذه المهمة، بعد الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 كان للشيخ راغب حرب، كان للسيد عباس، كان لكل  إخوانهم في مختلف الحركات والفصائل أيضاً أصوات مرتفعة ودعوات صارخة لإيقاظ الناس وتحمّل المسؤولية والدعوة للمقاومة والقول للناس جميعاً ـ ولبنان كان في حرب أهلية، في فتنة، في صراع داخلي ـ أن هذا هو العدو الذي يجب أن تتوجه اليه العقول والقلوب والسواعد والبنادق. 

للأسف الشديد، انا لا أتحدث في التاريخ فقط، لاننا نعيش نفس الوضع لكن بعنوان آخر. للأسف الشديد، في ذلك الوقت اعتبر كثير من الناس أن مشكلة إسرائيل في اجتياح 82  ليست مع لبنان ولا مع اللبنانيين. إسرائيل ليست لها مشكلة معنا، إسرائيل في 82 - هناك ناس كانوا يعتقدوا ذلك-  إسرائيل في 82 مشكلتها هي مع الفلسطينيين، مع منظمة التحرير الفلسطينية، مع المقاومة الفلسطينية، وهي اجتاحت لبنان من أجل إخراج الفلسطينيين من لبنان، وإلا فالاسرائيليون ليس لهم أطماع في لبنان ولا يريدون أن يحتلوا ويبنوا مستعمرات، وليسوا طامعين في مياهنا، ولايريدون الدخول في قرارنا السياسي وسيادتنا ودولتنا. أبداً، الجماعة نظر إليهم البعض كمنقذ، أليس كذلك؟ وأنه لا  مشكلة، نحن الاسرائيلي بالنسبة لنا كلبنانيين لا يشكل خطراً ولا يشكل تهديداً.

هذا الكلام يجب أن يُقال لان أجيال الشباب الحالية اليوم في لبنان والعالم العربي لم يعايشوا تلك الفترة.

حسناً، ماذا حصل لاحقاً؟ خرجت منظمة التحرير، خرجت فصائل المقاومة الفلسطينية من لبنان  وارتكبت أبشع  المجازر بحق بعض المخيمات الفلسطينية كصبرا وشاتيلا، ولكن بقيت اسرائيل في لبنان. بقي الجيش الاسرائيلي يحتل الأرض، وأراد أن يفرض هيمنة وخيارات  سياسية واتفاقات سياسية على لبنان، يقتل، يعتقل، بنى معتقلات وزج بها الآلاف من الشباب اللبناني والفلسطيني من أبناء المخيمات، وكان يتحضر ـ لو استقر له الأمر ـ لبناء مستعمرات في جنوب لبنان. هذا ما قالوه فيما بعد. 

حسناً، لولا انطلاق المقاومة ـ بكل فصائلها وتلويناتها ـ والصراع الدامي الذي دخله اللبنانيون المقاومون مع قوات الاحتلال، كلنا يعرف، لَمَا خرجت اسرائيل من بيروت ومن الجبل ومن صيدا وصور والنبطية وبنت جبيل وخرجت إلى الشريط الحدودي، وفي تلك المرحلة لم تكن المقاومة تشكل تهديداً استرتيجياً ولا تهديداً وجودياً على كيان العدو أبداً، لماذا كانوا بحاجة للبقاء في الشريط الحدودي؟ طمعاً بالبقاء وبالاحتلال وبتكريس أمر واقع لولا استمرار المقاومة بعد عام 1985.

إذا  لولا المقاومة لبقيت إسرائيل في لبنان ولتأكد الواهمون أنها عدو وأن لديها أطماع وأحلام وأنها تريد الهيمنة والسيطرة ولا تريد بهذا البلد وبشعبه ـ ولا بأي طائفة من طوئفه ولا منطقة من مناطقه ـ خيراً على الاطلاق.

ودائماً اللبنانيون يجب أن يستحضروا التجارب، المسيحيون، الموارنة، الدروز، الشيعة، السنة، الكل كل واحد له تجربة مع الإسرائيلي في الجبل وبيروت وشرق صيدا، وصيدا، والشريط الحدودي وآخرها جيش انطوان لحد. هذه التجارب يجب أن تبقى حاضرة. الآن الاسرائيلي ما زال هو العدو وما زال هو الخطر وما زال هو المشروع وما زال هو التهديد الذي يجب الانتباه إليه.

حسناً، إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية أيضاً ـ في الدائرة اللبنانية ـ حاولت أن تستفيد من الفرص لتشنّ حرباً نفسية قاسية على المقاومة وعلى بيئة المقاومة، ولذلك سمعنا خلال الأسابيع القليلة الماضية تهديداً ووعيداً، وأننا نقصف وندمّر ونمسح ونمحي. طبعاً هناك الكثيرون في لبنان لم يستمعوا إلى هذه التهديدات لأنها خارج دائرة اهتمامهم، لكن الإسرائيلي اعتبر أن هذه فرصة له، الانقسام الحاد في لبنان، القتال والمعارك في سوريا، وهذه فرصة لأن يهجم على المقاومة في لبنان، يستفرد بالمقاومة في لبنان، ويضغط عليها نفسياً، وقد يتم استغلال بعض الفرص ببعض الأعمال العدوانية من هنا أو من هناك. هذا يلجأ إليه الاسرائلي ولكن لا شك ان الاسرائيلي لا زالت عينه على أرضنا، على مياهنا، على نفطنا، وما زال  ينظر ـ كما حصل في المؤتمرات الاخيرة في الكيان التي خطب فيها رئيس حكومة العدو ورؤساء أركان ورؤساء مخابرات سابقين ـ ما زالوا ينظرون إلى حزب الله على أنه الخطر الأكبر في المنطقة، طبعاً ليس بمعزل عن سوريا وإيران، ولكن بالمباشر، ما زالوا يعتبرون المقاومة هي التي تشكل الخطر على مصالحهم وعلى أطماعهم وعلى طموحاتهم وعلى مشاريعهم. 

بالتأكيد، اليوم، في ذكرى الشهداء القادة أود أن أقول للعدو والصديق أن العدو يعرف أنه لا يخيفنا وأنه لا يستطيع المس بإرادتنا ولا بوعينا ولا بعزمنا بعد كل هذه التجارب الطويلة بيننا وبينه والانجازات الكبيرة وما ألحقته المقاومة بهذا العدو من هزائم، وهو يعرف أيضاً أن المقاومة تحافظ على جهوزية عالية في كل وقت وحتى في هذا الوقت بالرغم من كل ما يجري في لبنان وسوريا، وأن العدو يعلم أن كل  ما يخشاه من قوة المقاومة وإمكانياتها هو قائم وجاهز ويتطور أيضاً، وأن المقاومة ـ وإن كان يسقط لها شهداء في سوريا تعتز بهم إلا أنها ـ تزداد خبرة ومعرفة وقدرة وكفاءة على مواجهات أكبر واستحقاقات أهم من كل ما واجهته من تجارب سابقاً في مواجهة العدو.

مع لبنان، من يجب أن يقلق هو العدو الاسرائيلي وحكومة العدو الاسرائيلي. شعب الكيان العدو هو الذي يجب عليه أن يقلق، وكما كان يحسب دائماً لهذه  المقاومة ولرجالها، لمقدراتها، لإمكاناتها، لبيئتها، لشعبها مليون حساب، اليوم أيضاً يجب أن يبقى في هذه الحالة وأن لا يتوهم أو يرتكب أي حسابات خاطئة من خلال قراءته للأوضاع اللبنانية والإقليمية.

اليوم مجدداً أنا أدعو اللبنانيين جميعا  للتنبه إلى ما تمثّله  إسرائيل من تهديد ومخاطر على كل شيء في  لبنان وأن يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية على كل صعيد.

نحن في السابق، أنا في احتفال النصر الالهي في 22ايلول عام ألفين وستة من جملة ما قلت في ذلك الخطاب، نحن  نتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح لدينا فيه دولة قوية قادرة أن تدافع عن لبنان، أن تحمي لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي حتى نرتاح نحن ونذهب إلى بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا وحقولنا.

اليوم في ذكرى الشهداء القادة، الذي تكلمنا عنه في العام ألفين وستة نعيده اليوم أيضاً، نحن ندعو ونتمنى أن ياتي اليوم الذي يصبح فيه الجيش اللبناني، هذه المؤسسة الوطنية هو القوة الوحيدة القادرة على حماية لبنان، والقوة الوحيدة التي تتحمل مسؤولية الدفاع عن لبنان، ونذهب نحن فيه إلى بيوتنا ومدارسنا وحوزاتنا وجامعاتنا وحقولنا، وهذا هو التحدي الحقيقي. نحن مع كل ما يقوي هذا الجيش عدةً وعتاداً وعديداً وامكاناتٍ وسلاحاً نوعياً وسلاحاً متطوراً قادراً على حماية لبنان في مواجهة التحديات الاسرائيلية.

على كل حال التجارب والأيام هي التي ستثبت أنه هل هناك في العالم، في مكان ما من العالم، إرادة بأن يقدم إلى الجيش اللبناني سلاح من هذا النوع أو لا، لو حصلت هذه الإرادة وحصل هذا الدعم سنكون شاكرين لكل من يعطي للبنان عنصراً من عناصر القوة. نحن همّنا وغمّنا، في ذكرى الشهداء القادة وعلى مدى أكثر من ثلاثين عاماً، كان  أن يُدافع عن لبنان، عن شعبه، عن كرامته، عن سيادته، عن عزته، عن مقدراته وخيراته، لا أن يُترك لمصيره. في الماضي تُرك لبنان لمصيره واليوم ما زال متروكاً لمصيره. نحن نأمل أن  تتحقق إرادة وطنية جامعة لأن يكون لدينا دولة حقيقة تفكر بكل شبر من الأراضي اللبنانية، بكل لبناني، بكل منطقة لبنانية وبمصير كل لبنان وتبني جيشاً قوياً ومقدرات وطنية كبيرة لمواجهة هذه الأخطار.

أنتقل إلى المقطع الثاني، أو العنوان الثاني.

لكن بالربط بين العنوانين، هناك أمر آخر في العنوان الأول يجب أن أشير إليه ويساعد على فهم المواجهة في المرحلة الحالية.

أيضاً للتذكير، أتمنى على أجيالنا الجديدة أن تسأل أيضاً عن هذا الموضوع. منذ العام 1982 وحتى 2000 وفي 2006 كان دائما في لبنان أناس يحمّلون المقاومة مسؤولية كل ما كان يقوم به العدو من إعتداءات. أي أن الإسرائيلي يقصف الضيع (القرى)، قبل الانسحاب إلى الشريط الحدودي، عندما تحصل عمليات على الجيش الإسرائيلي - قوات الإحتلال، يأتي الإسرائيلي فيعتقل شباباً على الحواجز، يحاصر ضيعاً، يداهم ضيعاً، يهدم بيوتاً، يعتقل الناس، يقتل الناس. بعد ذلك عندما انسحب إلى الشريط الحدودي،  كان يقصف الضيع - من دون تمييز -  على المدن ويسقط شهداء وجرحى، دائما كان هناك أناس في لبنان يقولون إن الذي يتحمل المسؤولية هو المقاومة، لماذا تقومون بتنفيذ عمليات على الإسرائيلي؟ لماذا تهاجمون مواقع الإسرائيلي؟ لماذا تنفذون عمليات استشهادية في بيروت ضد الاسرائيلي أو في الجبل أو في صيدا أو في صور أو في الأماكن الأخرى؟ اتركوا الاسرائيلي فلا يفعل شيئاً. حتى بعض الناس، إلى 2000 لم يستخدم يوماً كلمة شهيد عن شهداء المقاومة - لا أريد أن أفتح الماضي لكن أريد أن آخذ عبرة - ولم يكن يتحدث عن مقاومة وعدو، وإنما كان يتحدث عن حلقة عنف، دائرة عنف، قتال، ويسلخ عنه صفة الوطنية وصفة المقاومة وصفة القضية الشريفة.

حسناً، يومها لو أصغينا إلى هذا المنطق، حتى وصل إلى أن أصبح له تنظير سياسي وبات هناك حديث عن سياسة سحب الذرائع، فكيف نحمي لبنان بسياسة سحب الذرائع؟ نسحب الذرائع ويبقى لبنان تحت الإحتلال، هذه كانت النتيجة.  لو أصغينا إلى هذا المنطق لكانت إسرائيل ما زالت في بيروت والجبل، وكانت ستكمل على الشمال، على طرابلس وعلى بعلبك الهرمل، ولكانت تقيم مستعمرات ولكانت هي التي تعين الحكومة وهي التي تدير البلد وتفرض خياراتها السياسية وتنهب مياهنا التي نحن اللبنانيين "ما عم نعرف" كيف نستفيد منها، لكن هم كانوا سحبوها على فلسطين المحتلة، وبعد ذلك إذا تبين أنه يوجد نفط لن نتقاتل على وزارة النفط، كان كل شيء عند الإسرائيلي.

لو أصغينا إلى هذا المنطق الذي كان يعتبر أن ما يقوم به العدو الإسرائيلي من اعتداءات على اللبنانيين وقراهم وبلداتهم وبيوتهم ورجالهم ونسائهم هو مجرد رد فعل طبيعي، منطقي، مبرر للعدو الإسرائيلي لأنه أنتم المقاومة تقومون بعمليات ضده. ألم يكن هذا موجوداً في لبنان، وعمل له أدبيات، وعمل له إعلام، وعمل له تنظير سياسي وثقافي وفكري؟ ولكن هذه المقاومة  وأهل هذه المقاومة وكثير من اللبنانيين وجزء كبير من الشعب اللبناني، لم ينضغطوا بهذا المنطق ولم يصغوا إليه وواصلوا الطريق، واصلوا العمل، وبالتضحيات وبالشهداء وبالجراح وبالأسر وبالسجون وبالتحمل وبالتهجير ومرة واثنتين وثلاث وأربع وخمس إلى أن صنعوا هذا التحرير الذي نحتفل به في كل عام وينعم به كل اللبنانيين، من دفع الثمن ومن لم يدفع الثمن.

حسناً، هذه لنتركها بالذهن حتى نعود ونتكلم عن الخطر الثاني لأن هذا أيضاً موجود في المواجهة.

يأتي الخطر الثاني والتهديد الثاني الذي أيضاً طالما تحدثنا عنه خلال الفترة الماضية، الذي يهدد كل دول المنطقة، مثلما إسرائيل خطر تهدد كل دول وحكومات وشعوب المنطقة، اليوم هذا الخطر يهدد كل دول وشعوب المنطقة  وهو خطر الإرهاب التكفيري.

في صراحة، التكفير بحد ذاته وحده لا يشكل خطراً كبيراً، الآن شخص قال لي أنت كافر، "يصطفل"، أنا لا أطلب منه شهادة أن يقول لي إذا أنا كافر أو مؤمن، يكفّر الذي يريده، هذا شأنه، يعني إذا كان الأمر في الدائرة الفكرية القانونية، "يصطفل"، في النهاية بالدنيا ما طالبين شهادة منه، لا أحد طالب شهادة من أحد، لا نحن ولا غيرنا، وفي الآخرة مفتاح الجنة ليس بيده حتى يدخل الذي يريد ويخرج الذي يريد، مفتاح الجنة معروف أين.

المشكلة ليست فقط في التكفير، المشكلة أنهم عندما يكفّرون لا يقبلون هذا الآخر الذي يختلف عقائدياً أو فكرياً أو مذهبياً أو سياسياً معهم،  وإنما يذهبون مباشرة إلى الإستباحة - ليس هناك حل آخر - إستباحة الدماء والأعراض والأموال، إلى الإقصاء، إلى الإلغاء، إلى الشطب، إلى الحذف، وهذا الأمر بات معروفاً، لا يحتاج مني إلى وقت وإلى إستدلال، لا يحتاج، بات معروفاً في كل المنطقة.

طبعاً هذا الإرهاب التكفيري اليوم هو موجود في كل منطقة، يتشكل من مجموعات مسلحة موجودة في أغلب دول المنطقة، بل يمكن في كل دول المنطقة، هذه التيارات أو الجماعات تنتهج منهجاً تكفيرياً، إقصائياً، إلغائياً، تستبيح فيه كل من عداها، حتى - هنا الموضوع ليس موضوع سنة وغير سنة أو مسلمين و مسيحيين  مسيحيين مفهوم، حتى في الدائرة الاسلامية، شيعة، علويين، دروز، إسماعيلية، زيدية، كل من غير السنة محسوم ، عندما نأتي إلى السنة ـ كل من عاداهم من السنة هو أيضاً في دائرة التكفير. وأسهل شيء لديهم أن يقول له "أنت كافر مرتد".

حسناً، ألم تحكم قبل اسابيع داعش على جبهة النصرة؟ وهما فكر واحد، منهج واحد، كانوا تنظيماً واحد، أمير واحد، بيعة واحدة،  نفس واحد، أخلاق واحدة، واحد تماماً في كل شيء، بالزي وبالشكل وبالمنطق وباللغة وبالأدبيات وبالعقل وبالقلب، وعندما اختلفوا بموضوع سياسي، ممكن أن يختلفوا على بئر النفط في سوريا، يمكن على إقتسام الغنائم، حكم عليهم بالكفر والارتداد - بسهولة جداً-  وما يستتبع ذلك من أحكام. هذا الأمر اليوم أصبح واضحاً في كل منطقة،  لو اختلفوا مع الآخر الذي هو منهم على موضوع تنظيمي أو موضوع سياسي أو موضوع مالي، يسارعون إلى الحكم بالكفر وبالإرتداد ويرتّبون الأثر على ذلك.

ما يجري منذ مدة في سوريا من قتال قاسٍ وشديد بين داعش من جهة وبين جبهة النصرة والآخرين من جهة أخرى، هذا مشهد يجب التأمل فيه كثيراً، ليس من جهة الشماتة الذي هو لا يختلف معهم، كلا، جدياً الكل يجب أن يتفرج على هذا المشهد، يأخذ عبرة، نقرأ الحاضر، نتوقع للمستقل.

أنظروا ما الذي حصل إلى الآن - خلال أسابيع قليلة - المرصد السوري المعارض يتحدث عن أكثر من ألفي قتيل خلال أسابيع قليلة بينهما، عدد العمليات الانتحارية بالعشرات خلال أسابيع ضد بعضهم البعض، سيارات مفخخة أرسلوها إلى قرى مليئة بالسكان، فقط لأن هذه "الضيعة" داعش أو هذه "الضيعة" مع النصرة، لكن هناك الكثير من الناس ليست مع داعش ولا مع النصرة ويمكن مع المعارضة في الموقف السياسي. لم يرحموا أحداً، سبي نساء، ذبح الأطفال، تدمير القرى - مع بعضهم، لا أتكلم عن معركتهم مع النظام، دعوا هذا الموضوع جانباً - عمليات إنتحارية ضد بعضهم البعض، قتل المعتقلين والأسرى بدون رحمة، مقابر جماعية، مجازر جماعية، على ماذا اختلفوا؟ أنتم منهج واحد وفكر واحد ومذهب واحد واتجاه واحد وأمير واحد، على ماذا اختلفوا؟ على شأن سياسي أو على شأن تنطيمي له علاقة أنه الأمير فلان أو فلان أو على بئر نفط، أليس على هذه الأشياء اختلفوا وقاموا بذلك. هذا النموذج وهذا المشهد تأملوه جيداً ،هذا يبين لكم العقل الذي يتحكم بقادة وأفراد هذه الجماعات وهذا ليس جديداً وليس مفاجئاً، نحن كنا نتوقع ذلك، ليس لأنه نحن "شايفين" أكثر من غيرنا، كلا، لأن من واكب التجارب السابقة له أن يتوقع هذا.

حسناً، هذه تجربة أفغانستان، الفصائل الجهادية الافغانية قاتلت أحد أقوى الجيشين في العالم، الجيش السوفياتي، وألحقت به الهزيمة في أفغانستان، بعد ذلك خرج السوفيات. مجموعة من الفصائل الجهادية، لأنه في بعض الفصائل الجهادية في أفغانستان كانت تحمل هذا الفكر التكفيري، الإلغائي، الإقصائي، الدموي، الذبح ـ ومخترعين حديث عن النبي "جئتكم بالذبح"، هذا ليس من دين الله وليس من دين رسول الله ولا يمكن أن يكون دين نبي من أنبياء الله عز وجل ـ لأنه يوجد أناس كانوا يحملون هذا الفكر دخلت الفصائل الجهادية الأفغانية في صراع دامٍ فيما بينها. ما دمرته من أحياء ومن مدن ومن قرى وما ألحقته ببعضها من أعداد قتلى وجرحى وما قتلته من قادة جهاديين كبار لم يفعله الجيش السوفياتي. والآن أين أفغانستان؟ من اليوم الذي خرج منها السوفيات إلى اليوم ، أعطوني يوماً في أفغانستان لا يوجد قتل، لا يوجد جراح، لا يوجد تهجير، لا يوجد تدمير، لا يوجد صعوبة عيش، أعطوني يوماُ واحداً فيه سلام، فيه هناءة عيش، بسبب هؤلاء.

حسناً، في الجزائر - هذه أفغانستان ممكن أن تقولوا لي (سكان) جبال و"قاسيين" -  الجماعات المسلحة في الجزائر ماذا صنعت وفعلت في الشعب الجزائري وماذا فعلت ببعضها في قتل أمراء بعض والصراعات التي قامت بين هذه الجماعات ؟

يكفي هذا المقدار من الأمثلة ليتسع وقتنا لبقية المواضيع..... إذاً هذا الذي يحدث الآن أمامنا والذي يجب أن نأخذ جميعاً منه العبرة.

هنا أدخل إلى لبنان في هذا الشق. حسناً، في لبنان صار عندنا تفجيرات في أكثر من منطقة، عمليات إنتحارية استهدفت الناس، أطفال ونساء وأسواق وأناس عاديين وارتكبت جرائم على هذا الصعيد وبعض هؤلاء الذين (نفذوا العمليات)، كنا في الأول نقول كيف ومن؟ 

أحد ما كان يقول النظام السوري، أحد يقول المخابرات السورية، أحد يقول الموساد، أنا كنت واضحاً، نحن لم نتهم أحداً سريعاً بالتفجيرات وكنا نقول "طوّلوا بالكم" سيظهر (المنفّذون)،  ليس لأنه لديهم سرية أو ليس لهم سرية، كلا، هم ذاهبون إلى حرب معلنة ولذلك ينزّل بالفيديو وبالإنترنت ويتبنى ويعلن عن الإنتحاريين ويعمل رسائل ويعلن أهداف، إذاً لم يعد هذا الأمر في دائرة النقاش والجدل، إن من يقف خلف العمليات الإنتحارية والتفجيرات، هي جهات تكفيرية قتالية، ليست جهادية، إذا يوجد أحد بعد في لبنان أو في العالم يريد أن يناقشنا، الإسرائيلي أكيد داخل في هذه الجماعات، الأمر كان أكيداً، يستخدمون هذه الجماعات وهم استخدموها في العراق طويلاً وفي غير العراق، ولكن لا يوجد نقاش أن فلان وفلان بالأسماء، معروفين، هذا لبناني وهذا فلسطيني وهذا سوري وهذا سعودي وهذا مغربي وهذا عراقي، هم الذين يديرون هذه الشبكات وهم الذين يديرون هذه الأعمال الإنتحارية  والتفجيرية في لبنان. هذا عن ماذا يعبر؟ يعبر عن هذا المنهج، عن هذا العقل.  

جرى نقاش في لبنان على ضوء هذه الأعمال التفجيرية والانتحارية بين اللبنانيين. كالعادة ننقسم. هناك ناس خرجوا ليقولوا ما كانت هذه الأعمال لتكون، هذه التفجيرات وهذه العمليات الانتحارية، لولا تدخل حزب الله العسكري في سورية. ومن يومها يسيرون بهذا المنطق التبريري للعمليات، من يومها ومازالوا يسيرون، واليوم نفس المنطق، وهذا المنطق سيبقى حتى لو أصبحنا في حكومة واحدة، هذا منطق سيبقى وهذا جزء من الخصومة والصراع السياسي الموجود في البلد.

نأتي لهذا المنطق قليلاً: قبل أن نذهب نحن إلى سورية ألم تحدث في لبنان حرب فرضها هؤلاء في الشمال وفي بعض المخيمات وفي بعض المناطق واستهدفوا بسيارات مفخخة مناطق مسيحية وجيش؟  (هذا) موجود. لا نود فتح لائحة، يستطيع الإعلام وضع لائحة، هذا قبل الأحداث بسورية أساساً.

حسناً، دعوا هذا جانباً. أمام هذا المنطق هناك فرضيتان لا ثالث لهما: إما أن يكون لا علاقة لهذه التفجيرات بتدخلنا بسورية، أو له علاقة بتدخلنا في سورية. هل هناك فرضية ثالثة؟ واحدة من اثنتين: إما لها علاقة، إما تدخلنا في سورية هو السبب، وإما لا، تدخلنا ليس هو السبب، وعلى كل حال كانوا يودون فتح جبهة لبنان.

هناك هاتان الفرضيتان. حسناً إذا ذهبنا إلى الفرضية التي نعتقد بها نحن، أن هذه الجماعات التكفيرية لبنان هو أحد أهدافها، وهذا معلن في أدبياتهم وفي خطباتهم، ولكن جاءوا وقالوا لبنان الآن هي ساحة نصرة وليست ساحة جهاد، الأولوية أن ننتهي من سورية وثم نأتي إلى لبنان. هذا قيل أم لا؟ هذا موجود على الإنترنت وفي التلفزيونات ووسائل الإعلام  والخ.

حسناً، هم ذهبوا ضمن أولوية ما للسيطرة على المناطق الحدودية مع لبنان، سواء مع الحدود الشمالية أو مع الحدود البقاعية إن صح التعبير، فالمسألة إذاً هي مسألة وقت فقط. معناه أنه من حيث المبدأ بالنسبة لهم هم "جايين جايين"، ونحن نعتقد أنه إذا لم يأتوا اليوم سيأتون غداً، هم أعلنوا ذلك وقالوا ذلك. هذا إذا اعتبرنا أن الموضوع ليس له علاقة كمبدأ.

من حيث المبدأ لبنان هدف للجماعات التكفيرية، لبنان جزء من المشروع، مشروع الجماعات التكفيرية وإذا كان الأمريكي والإسرائيلي اخترقهم قطعاً سيجعل لبنان هدفاً قطعاً، سيجعل لبنان هدفاً لأنه يود تمزيق كل المنطقة، وهناك خصوصية في لبنان كسورية، أنه في لبنان هناك مقاومة ما زالت تشكل أكبر تهديد للمشروع الإسرائيلي في المنطقة.

معنى ذلك برأينا "جايين جايين"، والذي دعاهم إلى الدخول إلى الساحة اللبنانية هو عقليتهم ومشروعهم ومنهجهم، وفتحت الجبهة. لنفترض أن هذا منطق.

هناك منطق  ثانٍ، لو سلّمنا بمنطقكم. اليوم لا أود الدفاع عن المنطق الأول. أود التسليم، سأسلّم جدلا بالمنطق الثاني، لو سلمنا بمنطقكم، أنه يا شباب يا جماعة ويا ناس انتم تدفعون ثمن أن حزب الله أرسل مقاتلين ليقاتلوا في سورية، فهذا السبب، جاء الجماعة ونفذوا تفجيرات وعمليات انتحارية ولجأوا الى هذا الخيار.

لنأخذ مثلاً هذه الفرضية. سيكون كلامنا بوضوح وبصراحة. هذا يترتب عليه سؤال آخر. لو سلّمنا بهذه الفرضية، أنه هل الأمر يستحق هذه التضحية؟ تحمل هذه التبعات؟ هل يستحق الأمر أن نذهب ونقاتل في القصير وأن نذهب ونقاتل في دمشق، لأن هاتين المنطقتين الأساسيتيين اللتين ساهمنا فيهما بشكل أساسي، القصير يعني المنطقة الحدودية، ودمشق يعني المنطقة الحدودية، لأنه لا سمح الله لو سقطت دمشق كل المناطق الحدودية مع لبنان كانت تحت سيطرة هذه الجماعات المسلحة.

هل الأمر يستحق أن نقوم بعمل يؤدي إلى ردات فعل من هذا النوع أو لا يستحق؟ طبعاً هنا أعود وأذكّر بما قلته قبل قليل في الموضوع الإسرائيلي: عندما كانوا يقولون لنا أنتم هاجمتم الإسرائيلي وقاتلتم الإسرائيلي وحواجزه وتواجده وثكناته ومعسكراته (نفّذ هجماته)، طبيعي كان هذا تبريراً للإسرائيلي. اليوم هناك تبرير لهذه الجماعات المسلحة بالاعتداء على لبنان.

مثلما تحدثت قبل قليل، نحن شرحنا طويلاً حيثيات وخلفيات لماذا ذهبنا إلى سورية ولماذا قاتلنا في سورية لما ما زلنا نقاتل في سورية ولماذا سنبقى حيث يجب أن نكون سنكون. يعني ليس هناك أي تعديل على الإطلاق، بل المعطيات تزيد الناس قناعة بصوابية وصحة هذا الخيار. أنا لن أتحدث من البداية، سنتحدث من الآخر (عن)  المعطيات الجديدة الآن في الوضع الإقليمي والدولي، اليوم نجد أن أغلبية الدول في العالم التي موّلت وسهّلت ومنحت تأشيرات دخول وفتحت الحدود وشجّعت ودعمت وأوصلت المقاتلين الأجانب ـ أي غير السوريين ـ إلى سورية، أغلب هذه الدول الآن بدأت تتحدث عن خوفها وقلقها ورعبها من المخاطر الأمنية التي يشكلها انتصار هؤلاء في سورية وبالتالي عودتهم إلى تلك الدول وإلى تلك البلدان، وخصوصا دول الجوار.

بالتالي عودتهم إلى تلك الدول وإلى تلك البلدان وخصوصاً دول الجوار وما ستتعرض له تلك الدول وتلك المجتمعات من مخاطر، هل هذا صحيح أم غير صحيح؟ هل أنا من يخترع هذا المعطى أو أنه موجود الآن؟ الآن يوجد اجتماعات لأجهزة المخابرات الغربية وغير الغربية وبعض الدول الاقليمية ليعرفوا ما الذي سيفعلونه.

إذا هؤلاء ـ لا سمح الله ـ انتصروا، سيصبح لديهم قاعدة كبيرة. سوريا ستصبح أسوأ من افغانستان وسيعودون إلينا، ماذا نفعل؟ أو اذا هٌزموا ـ لحقت بهم الهزيمة ـ وبدأوا ينسحبون ويخرجون من سوريا وعادوا إلينا، ماذا سنفعل؟ هذه المصيبة التي صنعوها بأيديهم، هذه الأفعى التي ربوها هم، الآن هل هذا النقاش موجود بالعالم أم غير موجود؟ هذا معطى.

ثانياً: سنّ عدد من الدول منذ مدة قوانين تحظر على أبنائها ومواطنيها السفر إلى سوريا للمشاركة في القتال، مثلاً تونس تمنع السفر، وتتخذ إجراءات، التونسيون تكلموا عن هذا الموضوع، لماذا اضطرت الحكومة التونسية أن تتخذ هذا الموقف مع أنها في البدايات أيّدت كل ما يجري في سوريا، ودعمت ما يجري في سوريا؟ لأن الذين عادوا إلى تونس أذاقوا المجتمع التونسي والشعب التونسي والمستقبل السياسي التونسي، أذاقوه بعضاً مما تذوقه الآن شعوب المنطقة، من عمليات إرهابية، من قتل، من اغتيال، من تمرد، ومن ومن.. التونسي استيقظ وقال إذا هؤلاء الجماعة استمروا بهذه الطريقة أين تصبح تونس، كانوا يملكون العقل والشجاعة ليتخذوا إجراءات مبكرة من هذا النوع.

ثالثاً: ربما يأتي بعض اللبنانيين ليقول لك تونس بعيدة، السعودية تهمهم أكثر. في الأسابيع الأخيرة ما هي الإجراءات التي أخذتها السعودية؟

بدأت حملة إعلامية وثقافية وتبليغية ضد المشايخ في السعودية الذين يحرّضون الشباب السعودي على الذهاب الى سوريا، هل هذه مبادرة شخصية من فلان الصحفي أو فلان الأستاذ أو فلان الشيخ؟ كلا، هذه سياسة رسمية، الآن يوجد هجوم كبير وبالأسماء على فلان وفلان ـ وسمّوهم دعاة أو ما شاكل ـ الذين كانوا يحرّضون الشباب السعودي للذهاب إلى سوريا، صار لهم ثلاث سنوات وهم يحرضون الشباب السعودي ليذهب إلى سوريا، لماذا الآن هذا الإجراء؟

تم اتخاذ إجراء قانوني بأنه من يذهب ويقاتل خارج البلد، ومن جملتها الساحة المفتوحة أمام الشباب السعودي هي سوريا، إذا كان مدنياً يُحبس من 3 إلى 20 سنة، واذا كان عسكرياً من 5 إلى 30 سنة، لماذا الآن هذا الامر؟ هل لأن السعودية غيّرت موقفها واستراتيجيتها من سوريا؟ كلا، هي ما زالت تقدم المال والسلاح، وتدعم بالسياسة، وبالإعلام، وبمجلس الأمن الآن "رافعين دعوى جديدة"، وتحارب على كل الجبهات في سوريا، ولكن لديها "تدبير" اسمه: ممنوع على الشباب السعودي القتال في سوريا. وأيضاً من ضمن الاجراءات أن السفارات السعودية في دول الجوار، في تركيا، في الأردن، في لبنان.. وجهت دعوات للشباب السعودي في سوريا: تفضلوا، نحن جاهزون لاستقبالكم، وأن نسوّي لكم أوضاعكم، ونعيدكم إلى البلد.

لماذا؟ تستطيعون أن تسألوا لماذا؟ تستطيعون أن تجيبوا لماذا؟ مع العلم أنه خلال ثلاث سنوات كان الاعلام السعودي، الاعلام الرسمي وغير الرسمي، المشايخ، الفتاوى، الانترنت، وأيضاً المخابرات السعودية، كانت تموّل، وتجنّد، وترسل الشباب السعودي إلى سوريا للقتال، "ما عدا مما بدا؟"  ببساطة أدركت الحكومة السعودية أن هؤلاء عندما يعودون ستكون مصيبة في السعودية، كما حصل بعد أفغانستان، هل ننسى ما الذي حصل في السعودية بعد أفغانستان عندما عاد الشباب السعودي المجاهد من أفغانستان ومن باكستان؟ وماذا جرى في السعودية من أعمال قتل، من تفجيرات، من عمليات انتحارية، ومن مواجهات قاسية بين جماعات القاعدة والجيش السعودي والأجهزة الأمنية السعودية، هل ننسى كل هذا؟ أدركت الحكومة السعودية أن الاستمرار في هذه السياسة يعني أن المزيد من الشباب السعودي الذي يقاتل في سوريا يحمل هذا الفكر ويكتسب الخبرة والكفاءة، ويعود إلى السعودية ليخوض معركة وقتالاً ويسبب مصيبةً في السعودية، فمن أجل حماية السلطة في السعودية، هم لجأوا إلى هذا الخيار، ممنوع على الشباب السعودي (أن يقاتل في الخارج)، وهذا ليس من أجل وقف الفتنة والحرب والصراع والدمار وحقناً للدماء في سوريا، كلا، حرصاً على الوضع في السعودية. جيد، هذا جيد، كلما قلل الناس (صبّ) وقود وزيت وبنزين على النار يكون هذا جيداً.

لكن هذا معطى، هنا آتي إلى اللبنانين وأسألهم لماذا يحق لأميركا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وكندا وكل دول العالم، لماذا يحق للسعودية، لماذا يحق لتونس، لماذا يحق لكل هذه الدول البعيدة عن سوريا أن تقلق من وجود شبابها في هذه الجماعات المسلحة على الأراضي السورية، ولا يحق لنا نحن اللبنانيين ـ الذين نحن جيران سوريا وعلى الحدود مع سوريا ومستقبلنا ومصيرنا وأمننا وسلامنا وأكلنا وشربنا وحياتنا مرتبط بما يجري في سوريا ـ لماذا لا يحق لنا أن نقلق؟ لماذا لا يحق لنا أن نأخذ إجراءات؟ لماذا لا يحق لنا أن نأخذ اجراءات واحتراز و(نقوم بـ) حرب استباقية وسمّوها كما تريدون، ماذا فعلت الحكومة اللبنانية التي كنا نحن جزءاً منها؟ ماذا فعلت الدولة اللبنانية إزاء هذا التهديد، سوى النأي بالنفس، يعني دس الرأس بالتراب.

الآن كثير من الناس يخرجون ليقولوا لك: "كلا أنت ما هي علاقتك؟ الدولة، الدولة هي التي يجب أن تأخذ قراراً". بقينا عدة سنوات، يوجد 30 ألف لبناني في القصير، مسيحيين ومسلمين، اعتدي عليهم، احتلت بعض قراهم، خُطف ناس منهم، قُتل ناس منهم، اغتصبت نساء لبنانيات! مش عيب؟ أتريدون أن آتي إليكم بالأسماء؟ مش عيب؟ ماذا فعلتم في لبنان؟ الدولة اللبنانية ماذا فعلت؟ الحكومة اللبنانية ماذا فعلت؟ لا شيء، النأي بالنفس.

ألا يحق لنا أن نتدخل لندفع خطر القتل والتهجير والاغتصاب والنهب عن 30 ألف لبناني موجودين في منطقة القصير؟ ألا يحق لنا؟ ألا يستحق هذا الأمر؟ تحمل ردات الفعل بحسب منطقكم؟ اليوم إذا جاء هؤلاء التكفيريون الذين هزمناهم في منطقة القصير وولوا الأدبار بعد ما كانوا طبعا قد صنعوا معركة إعلامية وسياسية وعسكرية، وأقاموا الدنيا في الدنيا ولم يقعدوها، وأخذوها إلى أبعاد هي ليست صحيحة، لم يتركوا شيئاً من التجييش والتحريض والاستنفار والاتهام.. في معركة القصير إلا واستخدموها.

من أجل الدفع عن أهل القصير ـ 30 ألف لبناني أهل المنطقة ـ أنه لو افترضنا جاء هؤلاء الذين يريدون أن يرسلوا إلينا السيارات المفخخة وأرسلوا انتحاريين، هذا جزء من معركة. هل نسيتم أنتم أيها الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية وبقية اللبنانيين عندما خرج أناس في البقاع ليهددوا، وموجود تسجيل في التلفزيونات يعني، أنه نحن في نصف ساعة نستطيع أن نسيطر على المنطقة من بعلبك الى الهرمل، على ماذا كانوا يستندون؟ كانوا مستندين على أن الجماعات المسلحة ستسيطر على كل المنطقة الحدودية وتشكل سنداً لهم ودعماً لهم، وتدخل إلى لبنان، ويحتلوا بعلبك ـ الهرمل خلال نصف ساعة، هذا لم تسمعوه! هذا لم تشاهدوه! ماذا فعلتم له؟  بالعكس استقبلتوهم وذهبتم إليهم، وأرسلتم لهم وفوداً، وحييتموهم، وما زلتم تحيّونهم، هل حدث هذا أم لم يحدث؟

من أجل أن ندفع الخطر عن أهل بعلبك ـ الهرمل، أن نتحمل بعض التبعات، يستحق او لا يستحق؟

اليوم أريد أن أسأل في هذه النقطة أيضاً قبل أن ننقل إلى الملف الأخير، أريد أن أسأل في هذه النقطة، لو سيطرت الجماعات المسلحة لا سمح الله على كل سوريا، ما هو مشهد سوريا اليوم؟ كان مشهده الذي يحدث في الرقة، وبدير الزور، وبأدلب، وبشمال أدلب، وبشمال حلب. هذا كان المشهد، كان سيتعمم على كل سوريا، مثل افغانستان بعد خروج الجيش السوفياتي، مثل الجزائر.

الذي لديه كلام آخر فليتفضل، من الذي كان سيمسك بسوريا؟ رئيس الائتلاف المعارض؟ أو المجلس الوطني بإسطنبول؟ من؟

هذا كان المستقبل في سوريا، هذا الآن من أهم المعطيات، يعني هذا الانقلاب بالرأي العام حتى السوري، هذه المظاهرات التي ترونها، هذه ليست المخابرات السورية هي التي تدفعها، كلا، كثير من هؤلاء الناس أدركوا أنهم لديهم ملاحظات على النظام، لديهم موقف من النظام، قيّموا كيفما شئتم، لكن كانوا يعتبرون أن هناك بديلاً سيأتي لهم باعتقادهم بالديموقراطية، والحرية، وحرية التعبير.. الآن إذا تكلم أحدهم "كلام عابر" يُحاكم في الشارع ويُقتل أمام أمه ويتهم بالكفر، هذا هو البديل الذي قُدّم للشعب السوري، لذلك لماذا هم خائفون من الانتخابات المقبلة؟ تفضلوا وأقيموا انتخابات في سوريا.

أمس أحد المحللين السياسيين قال كلاماً جميلاً عندما خرج الأميركان ليردوا على بوتين لتأييده لترشيح المشير السيسي في مصر، أي في مصر رئيس مصر يختاره شعب مصر، إذاً رئيس سوريا يختاره شعب سوريا، لماذا هم خائفون من الانتخابات في سوريا؟ لماذا؟ لأنهم يعرفون أين اصبح المزاج الشعبي، وأين أصبح الرأي العام الشعبي.

اليوم أنا أريد أن اسأل اللبنانيين لو سيطرت هذه الجماعات المسلحة ـ لا سمح الله ـ على سوريا أو على كامل المناطق الحدودية مع لبنان، أي لم تسيطر على دمشق أو على بقية المناطق بل على المناطق الحدودية كلها، كل حدودنا باتت مفتوحة على أماكن تواجدهم ومعسكراتهم وثكناتهم، وبالتالي جاء الوقت الذي رأو فيه أنه الآن أصبح الوقت الذي يجب أن يصبح لبنان فيه ساحة جهاد وليس ساحة نصرة، ونحن في هذا الوقت لم نكن قد فعلنا شيئاً، وبدأوا العمل في لبنان، يومها ما أنتم فاعلون؟ هل تقاتلون على كل الحدود؟ تقاتلون على كل الجبهات؟ إذا جاءت سيارتان ثلاث أو عشر سيارات ـ الحمدلله كُشف نصفهم ـ حتى الآن، وقتها كيف ستواجهوهم؟ كل المعابر باتت مفتوحة، كل الحدود مفتوحة، "لحّقوا على سيارات" على كل المناطق، أين مستقبل لبنان؟ لماذا تختبئون وراء أصابعكم؟ لماذا نخادع الناس؟

أريد أن أسأل المسيحيين قبل المسلمين، أنتم ترون ما الذي يحصل في سوريا ـ أنا لا أُحرض طائفياً، سيخرج أحدهم ويقول: "السيد عم يحرض"، أبداً ـ أين كنائسكم؟ أين مطارنتكم؟ أين راهباتكم؟ أين صلبانكم؟ أين تماثيل السيدة العذراء عليها السلام؟ أين مقدساتكم؟ أين هي؟ ماذا فعل العالم لها؟ سابقاً ماذا فعل لها في العراق؟ أليست هذه الجماعات هي التي تفعل هكذا؟ وفي كل المناطق، الآن يأتون ليقولوا لك هذه داعش أو غير داعش، كلهم مثل بعضهم، ثبت حتى الآن أنهم كلهم مثل بعضهم. اختلفت الأسماء، أما العقلية والجوهر والفكر الموجود على الأرض تقريباً واحد، إذا تسنى لهم السيطرة على كل هذه المناطق الحدودية، وهم يريدون أن يكون لبنان جزءاً من الدولة الإسلامية في العراق والشام، ماذا ستفعلون؟ ماذا فعلتم؟ ما الذي فعلتموه حتى الان؟ هذا سؤال، يعجبكم أم لم يعجبكم هذا سؤال موجود ومطروح.

المسلمون في نفس الوضع، الآن ما هو وضع الدروز في منطقة السويداء ـ أنا وعدتكم في البداية أنني سأتكلم بصراحة ـ اسألوا أيضاً الدروز الذين هم مع المعارضة، هل هم قادرون ليحموا الدروز في منطقة السويداء؟ ليس ليحموهم من السنّة، كلا، ليحموهم من هذه الجماعات التكفيرية، التي تهدّد السنة، والدروز، والمسيحيين، والكل. هذا في منطقة السويداء.

يعني ما هو الفرق بين دروز سوريا ودروز لبنان؟ هل يشفع لكم موقفكم السياسي بأنكم مع المعارضة السورية عند هؤلاء؟ ألا تعرفون فكرهم، وفقههم، وعقلياتهم، وأدبياتهم؟ العلويون مفهوم، الشيعة مفهوم، حتى إخواننا السنة، يعني اذا انتصرت هذه الجماعات المسلحة، هل يوجد مستقبل لتيار المستقبل في لبنان؟ هل يوجد مستقبل لبيوت وزعامات سياسية ووطنية في لبنان؟ هل يوجد مستقبل للجماعة الإسلامية في لبنان؟ هل يوجد مستقبل للاتجاه الاسلامي غير التكفيري في لبنان؟ بالنسبة لهم كلنا مثل بعض أحبائي! والدليل سوريا، والدليل أفغانستان، والدليل العراق، والدليل باكستان، والدليل الصومال.. ماذا تريدون أدلة أكثر؟ 

نقضي ساعة ونحن نتكلم عن الأدلة.

هذا الخطر هو أولاً خطر يتهدد اللبنانيين جميعاً في حال اقتنعوا أم لم يقتنعوا، قبلوا أو لم يقبلوا، الخطر الاسرائيلي.

يعني عندما يوجد سم وبعض الناس يقول لك إن هذا سم، وبعضهم يقول لك إن هذا كوكتيل! حسنا "اصطفل"، أنت مقتنع أن هذا كوكتيل ولكن هذا سم، وفي النهاية إذا شربته سوف تموت، وأنا ادفع عنك السم الذي تظنه كوكتيل.

مع اسرائيل هكذا القضية كانت وما زالت، ومع هذا الارهاب التكفيري القضية هكذا كانت وما زالت أيضاً، ولذلك في مواجهة هذا الخطر، هذه المعركة المفتوحة منذ سنوات في أكثر من بلد عربي واسلامي وذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الجزائريين والعراقيين والأفغان والبكستانيين والصوماليين (مئات الآلاف وليس عشرات الآلاف) ومن السوريين وغيرهم.

حسناً، الآن ما العمل، هذا البلاء موجود في كل المنطقة ووصل إلى منطقتنا. نحن معنيون بالمواجهة، في سياق المواجهة اسمحوا لي أن أقول ، أولاً وثانياً وثالثاً أيضاً بالسرعة اللازمة.

أولاً: من الواجب في هذه الليلة وفي ذكرى الشهادة والتضحية والتحدي والإباء  الذي مثله السيد عباس والحاج عماد الشيخ راغب، يجب الإشادة بصبر الناس وتحملهم ووعيهم وإرادتهم، خصوصاً عوائل الشهداء والجرحى ومن لحقت بهم أضرار نفسية أو مادية من خلال التفجيرات.

ثانياً: يجب التنويه بانضباطية هؤلاء الناس وقدرتهم العالية على ضبط الأعصاب،  وعدم الانسياق في ردات فعل. واقعاً، هذا شيء عظيم جداً وكبير جداً وحضاري جداً. حتى الآن هذا الذي حصل وهو عظيم جداً، إذا تأملناه بقيمته الإنسانية والأخلاقية والوطنية والدينية، هو يعبّر عن عمق ومدى هذا الالتزام بهذه القيم، وهو يحتاج إلى تقدير عالٍ.

ثالثاً: هذه المواجهة يجب أن نعرف أنها تستحق الصبر والتحمل والتضحية وتحمل التبعات. إذا كان هذا ردة فعل لأن الشهداء الذين سقطوا في هذه التفجيرات من النساء والأطفال والكبار والصغار هم تماماً مثل شبابنا الذين استشهدوا أو الذين  يستشهدون في سوريا، هؤلاء شهداء مع هؤلاء في نفس المعركة، مثل ما كان يسقط في الضيع شهداء جراء القصف الاسرائيلي، هؤلاء الشهداء من الناس هم مثلهم مثل شهداء المقاومة، هذه الدماء وهذه الشهادة وهذه التضحيات وهذا الصبر هو الذي صنع انتصار المقاومة، وأيضاً هنا هذه الشهادات وهذه الدماء وهذه الجراح وهذا الصبر وهذه اللهفة وهذا التحمل وأحياناً هذا التهجير من بعض البيوت هو جزء من هذه المعركة، هل يستأهل ؟ نعم يستأهل. لماذا؟ لأننا مثل ما كنا نتكلم في المقاومة، حتى لا تذهب كل أرضنا، حتى لا تهدم كل بيوتنا، حتى لا تُسبى كل نسائنا، حتى لا يذبح كل أطفالنا،  حتى لا تسرق كل أرزاقنا، حتى لا يذّل كل شعبنا. نعم من الطبيعي سقوط بعض الشهداء من المقاومة والناس، وأن يذهب بعض الضحايا وأن نتضرر اقتصادياً وأن نجوع وأن نتهجر أو نشعر بالخوف أو القلق أو الاضطراب أو... هنا أنا أتكلم عن الناس العاديين، هذا جزء من المعركة أيها الناس الشرفاء، وإلا هؤلاء ماذا يريدون منكم؟ هؤلاء يقولون لكم كذبا، انسحبوا من سوريا وليس لدينا معكم علاقة في لبنان، هذا كذب، لانهم إذا سيطروا على الحدود، فعندها احصوا سيارات مفخخة في لبنان في كل المناطق، لأن هؤلاء عقلهم هكذا، لا يستطيعون أن يكونوا إلا هكذا. بالعكس هذا يعتبرونه واجبهم الديني والشرعي بأن يذبحوا الناس من كل الطوائف، فهذا ليس له ضمانة، ومع ذلك هم قالوا ـ وهذا برسم قوى 14 آذار وشركائنا في الحكومة غداً ووزير العدل ووزير الداخلية والخ ـ ماذا قال هؤلاء الانتحاريين، إنهم لن يوقفوا العمليات الانتحارية إلا في حالتين، الأول هو بعد انسحاب حزب الله من سوريا والثاني إطلاق سراح من أسموهم أسراهم في السجون اللبنانية وسجن رومية، يعني الذين قاتلوا في مخيم نهر البارد وقتلوا ضباط وجنود الجيش اللبناني الذين هم من كل الطوائف، لأن هذا جيش وطني، إذا لم تطلقوا سراحهم سوف نكمل بالعمليات الانتحارية، إذاً السبب ليس فقط ذهابنا الى سورية، فثالثاً الانتباه أنه ـ نعم ـ هذا يستحق التضحية كما كانت مقاومة الاحتلال الاسرائيلي تستحق التضحية.

رابعاً: أن يكون لدى الناس جميعاً قناعة بأننا في هذه المعركة سننتصر إن شاء الله كما انتصرنا في المقاومة، المسألة إذاً هي مسألة وقت، ولكن في هذه المعركة وما تحتاجه هذه المعركة من عقول وإرادات وعزائم وتخطيط وإمكانات واستعداد.. على المستوى الرسمي وعلى مستوى المقاومة وعلى المستوى الشعبي هو موجود وقائم. ولكن المسألة بطبيعة الحال تحتاج إلى وقت، هذه معركة مصيرية وتاريخية وتحتاج إلى وقت، ولكن أفقها هو أفق انتصار وليس أفق هزيمة.

خامساً: وجوب العمل على منع تحقيق أي من الاهداف، أهداف العدوان التكفيري، ومن جملة هذه الأهداف، صدقوني هذه واحدة من أهدافهم، من أهدافهم هو القتال الطائفي وهذا الأمر فعلوه في العراق، كل خطابهم كان الشيعة والروافض وبالتالي تحريض السنّة على الشيعة، وتحريض الشيعة على السنة، من أجل أن يكون هناك قتال سني شيعي. الآن خطابهم في سورية كله طائفي، وفي لبنان أيضاً خطابهم كله طائفي. إذاً هم يريدون فتنة، ويريدون أن نندفع نحن الشيعة ـ عندما تفجر نساؤنا وأطفالنا... ـ بردّ فعل على إخواننا السنة. هذا ما يريدونه وهذا ما لم يحصل ولن يحصل إن شاء الله بوعيكم وأخلاقكم وأدبكم والتزامكم بنبيكم وأهل بيت نبيكم (صلوات الله عليه وعلى آله أجمعين).

هذا يجب الانتباه له، أي رد فعل يخدم الفتنة الطائفية هو يخدم الانتحاريين ويحقق أهداف هؤلاء التكفيريين وهذه الجماعات المسلحة. إن الحفاظ على دماء هؤلاء الشهداء الذين سقطوا في الهرمل والضاحية وغيرها، وعلى أمانة وكرامة هذه الدماء الزكية هو الصبر والتحمل وعدم الاندفاع إلى أي فتنة مع أي طائفة في لبنان.

وأيضاً من جملة الأهداف هو إيجاد صراع بين المخيمات ومحيطها، وهذا هدف إسرائيلي تخدمه الجماعات التكفيرية. عندما يحاولون أن يعملوا، لماذا الاصرار أن بعض مسؤولي الشبكات يجب أن يكونوا فلسطينيين؟ لماذا الكلام دائماً أن هذه السيارة خرجت من المخيّم؟ من أجل إيجاد جو توتر عاطفي ونفسي شديد بين محيط المخيمات والمخيمات والذهاب إلى صراع بين المخيمات ومحيطها، وتكرار تجارب سابقة، وهذا أمر يجب التنبه إليه. طبعا هنا مسؤوليات على الجميع، يجب أن يتحملها الجميع.

سادساً: المواجهة هي مسؤولية الكل، لأن الكل مستهدف، بدأوا عندنا، بدأوا فينا، ولكن الكل مستهدف والشواهد تؤكد على ذلك، وبالتالي يجب أن تكون المواجهة وطنية. المواجهة الوطنية يكون جزء منها ثقافي تعبوي يوجد فيه توعية وهذا مسؤولية رجال الدين والعلماء ـ واسمحوا لي أن أقول خصوصاً العلماء ورجال الدين من إخواننا أهل السنة ـ والمساجد والمنابر. الكل يتحمل مسؤوليته في هذا الأمر. وسائل الاعلام يجب أن تكون منتبهة وحذرة.

والجزء الآخر سياسي، عبر الكف عن تبرير هذه التفجيرات، والذهاب جدياً إلى مشروع الدولة وعدم استخدام هذه المعركة في الصراعات الداخلية السياسية. جزء منها أمني، يعني اتخاذ إجراءات الحماية المطلوبة وهذا يحصل بنسبة كبيرة والأهم معرفة الجناة ومجموعاتهم وشبكاتهم وتوقيفها وتفكيكها قبل أن تصل النوبة إلى وصول السيارات وإلى تفجيرها. وعلى هذا الصعيد أيضاً حصلت إنجازات مهمة خصوصاً في الأيام الماضية، واليوم أيضاً حصل هذا الأمر، المسؤولية قطعاً هي مسؤولية الدولة والأجهزة الأمنية في الدولة.

نحن في أدبياتنا ـ ويكنكم أن تعودوا إلى  الفترة من 1982 إلى اليوم ـ نحن لم نقل في أي يوم أن الأمن مسؤوليتنا أبداً، كنا نقول نحن شركاء في المقاومة وعندما يصبح باستطاعة الدولة أن تقاوم نحن نبتعد.

بالنسبة للأمن، نحن دائماً كنّا نقول بأنه مسؤولية الدولة والجيش والأجهزة الأمنية، وهي التي يجب أن تتحمل المسؤولية، ونحن من طرفنا يأتينا معلومات فنعطي أجهزة الدولة، وعندما نقدر على المساعدة نساعد.

كل اللبنانيين مطلوب في هذا الامر أن يساعدوا ويتعاونوا ويكشفوا ويقدموا معلومات ويسهلوا ويدعموا أيضاً الجيش اللبناني والقوى الأمنية الرسمية في كل إجراءاتها، وأن لا يدافع أحد وأن لا يبرر أحد، وأن "تطوّلوا بالكم" وأن لا تتسرّعوا في الحكم على الناس.

نحن لسنا مع الإدانة وليس مع التبرئة، من يعتقل فلتنتظروا التحقيق معه، يوجد قضاء، ويكون في النتيجة انه من ليس له دخل يعود إلى بيته والذي لديه علاقة يبقى في السجن. الضغط على القضاء وعلى الجيش اللبناني، وعلى الأجهزة الأمنية مع كل اعتقال هو أمر خاطىء وله تداعيات غير مناسبة.

في هذا السياق أيضاً يجب الإشادة بالجيش اللبناني، بمخابرات الجيش اللبناني وبجهودهم وبإنجازاتهم، وخصوصاً الإنجازات الاخيرة، ونضرب لهم التحية والسلام ونحن أصدرنا بياناً يعبّر عن موقفنا السياسي والعاطفي أيضاً تجاه هذه الانجازات ونتمنى أن تتعاون كل القوى الأمنية والأجهزة الأمنية لحماية البلد.

في هذه المواجهة نحتاج إلى هذا التعاون من الجميع وهذا التكاتف من الجميع وإن شاء الله بالوعي وبالصبر والتحمل نستطيع ان نتجاوز هذه المعركة بنصر ومرفوعي الرأس كلبنانيين جميعاً إن شاء الله، ونحافظ على بلدنا وعلى علاقاتنا اللبنانية وعلى المخيمات الفلسطينية وعلى مستقبل البلد والخ...

 

المقطع الأخير ما يتصل بالحكومة. والذي يعيش هذا الجو كله الذي تحدثت عنه قبل قليل، هذه الاهتمامات وهذه الأولويات وهذه المخاطر وهذه التهديدات وهذه التحديات يستطيع مباشرة أن يفهم خلفيتنا وسلوكنا في موضوع تشكيل الحكومة  اللبنانية الجديدة، لكن مع ذلك أريد أن أتوقف عند بعض النقاط وأيضاً سريعاً، وهذا المقطع الأخير بكلامي:

أولاً: كل إنسان يستطيع أن يقيّم نتيجة الحكومة كما يحب. لا يوجد مشكلة وكل واحد يستطيع أن يعبّر عن رأيه، إيجاباً أو سلباً، وأنا أؤكد لكم، أنا شخصياً، ونحن في حزب الله لا ننزعج من هذا، وبالعكس نحن نحترم كل الآراء ونحترم أيضاً كل المشاعر، وكل واحد يمكن أن يكون له تقييمه ورأيه.

ثانياً: من الطبيعي أن يختلف الناس في التقييم، لماذا؟ لأنه بحسب الزاوية التي تنظر منها أنت، يعني مرة هذه الحكومة تنظر إليها من فوق فتراها شيئاً، دعكم من الحكومة، فلنعطِ مثالا في شخص، حتى لو كان... لا أريد أن أقول إنه جميل، يعني مقبول، تنظر إلى هذا الشخص من الأعلى فتراه بشكل وفي مرة أخرى من اليمين أو الشمال أو من أمامه على وجهه أو من الخلف أو من الأسفل.. على كل الأحوال، فالزاوية التي تنظر منها طبعا تؤثر على رأيك وعلى تقييمك، لأنك أنت ماذا ترى؟ من أي زاوية أنت ترى؟ من أي منظار أنت ترى المسائل والأمور؟ 

ولذلك من الطبيعي أن يختلف التقييم بين الحلفاء والأصدقاء والخصوم في هذه الجهة وفي تلك الجهة. يعني مثل ما يوجد هنا تقيمات مختلفة وآراء مختلفة، وأحيانا تكون هناك بعض المشاعر الغاضبة، أيضاً في الجهة الأخرى، أيضاً نفس الأمر، لأنه له علاقة بالزاوية التي تؤثر على التقييم.

ثالثاً: نحن دائماً، وفي خطابنا السياسي دائماً، وعندما أقول دائماً فيعني هذا أنه ليس مستجداً، لستا في كل يوم نحن نغيّر رأينا،  كنّا دائما نتحدث أنه في لبنان المطلوب شراكة، نحن مع الدولة ومع الشراكة الوطنية، حتى لو كانت هذه الاطراف على خصومة بل حتى على عداوة، نحن ولا يوم من الأيام على مدار السنين الماضية كلها ـ وخصوصا خلال  الأشهر العشرة الماضية ـ ولا يوم من الأيام نحن قلنا إننا نرفض أن تشكل حكومة يشارك فيها تيار المستقبل أو حزب الكتائب أو القوات اللبنانية أو أحد من 14 آذار،  هل قلنا ذلك؟ لم نقل ذلك، ولم نقل في يوم من الأيام نحن نرفض أن يتمثل هؤلاء في الحكومة وأن يشاركوا في الحكومة، ولم نقل في يوم من الأيام نحن لن نجلس ولا نجلس على طاولة حكومة أو على طاولة حوار مع تيار المستقبل أو الكتائب أو القوات أو 14 آذار، أبداً.

بل كنا دائماً نقول: نحن ندعو إلى الشراكة الوطنية، إلى حكومة شراكة وطنية وإلى حكومة  وحدة وطنية وإلى الحوار وإلى طاولة الحوار وإلى التلاقي وإلى النقاش. نعم هذا لا يعني أن يفرض أحدنا رأيه على الآخر، أبداً، وإنما  نحاول، نسعى.  ولذلك نحن لا نشعر بأي حرج من هذه الحكومة من هذه الزاوية. لأننا لم نقل في يوم من الأيام: لن، ولا نقبل، ونرفض. من لديه مشكلة في هذا الموضوع هو الجهة الأخرى. الذي عطّل تشكيل الحكومة عشرة  أشهر، ليس الحقائب، ليس المداورة، أبداً، هذا موضوع إشكالي، صحيح، لكن الذي عطّل عشرة أشهر هو الذي كان يرفض تشكيل حكومة سياسية في لبنان، والذي دعا خلال عشرة أشهر إلى تشكيل حكومة حيادية في لبنان، هو الذي دعا إلى عزل حزب الله من أي حكومة سياسية إذا أراد أن يتنازل ويجعلها سياسية. خرجوا منذ اليوم الأول وقالوا حكومة سياسية من غير سياسيين من غير حزبيين، غير استفزازيين، هذا الذي عطّل. ليست قصة الحقائب، وحقيبة النفط والمداورة. لا، هذا لاحقاً، عندما حلّت العقدة السياسية، كم استهلك من وقت؟ لم يأخذ وقتاً وتمت معالجته وكان يمكن أن يُعالج. لو من أول يوم، لم تكن هناك مشكلة سياسية، وبقيت المشكلة هي المداورة والحقائب، كان الأمر  عولج خلال أسبوعين أو ثلاثة كما حصل الآن.

للأسف الشديد أن الفريق الذي يعطّل يتهمك بالتعطيل، وعندما تناقش يقول هناك قرار من إيران بالتعطيل، فأولاً نحن ليس لدينا أي حرج، ثم لاحقاً صدر الكلام عن الانجازات الوطنية.

الذي فتح باب هذا الانجاز الوطني، مع احترامي للجميع، هو حركة أمل وحزب الله، حزب الله وحركة أمل، نحن الذين فتحنا الباب.

في "ساعة سمّاعة" أدركنا أنه واضح ، نحن وضعنا ممتاز وقوي، نحن لسنا ضعافاً، لا في لبنان نحن ضعاف، لا في سوريا ضعاف، ولا في المنطقة ضعاف. على العكس، الأميركيون يعترفون اليوم بفشل سياساتهم وبهزيمتهم، وبعض الدول العربية انسحبت، وهناك حكام تغيروا، وإذا أردت أن أجري الآن قراءة إقليمية، أقول : نحن الآن ظرفنا السياسي الداخلي والإقليمي والدولي أفضل من أي وقت خلال السنوات الثلاث التي مضت، لكن الوقت ضيق للاستحقاق الرئاسي، إذا بقينا على هذه الحالة، الاستحقاق الرئاسي في خطر، هذا أولاً.

ثانياً، نحن ذاهبون إلى "مشاكل"، البلد ذاهب إلى مشاكل، لأنه إذا شُكلت حكومة حيادية ستحصل مشاكل كبيرة في البلد، وإذا شكلت حكومة أمر واقع سياسية كان سيحصل مشاكل كبيرة في البلد. نحن لا نريد مشاكل في البلد، لا نريد أن نصل إلى هذه النقطة. إذاً، هل هناك شيء ما يمكن أن نقوم به ونفتح من خلاله باباً؟ فوجدنا من خلال التشاور بين حزب الله وحركة أمل. وهنا من حق بقية حلفائنا أن يعتبوا، لأن هذا الأمر كنا معنيين به في الدرجة الأولى.

على كل حال، نحن عندما كنا نتحدث عن تسعة ، يعني في التقسيمات اللبنانية خمسة للشيعة وأربعة لتكل الإصلاح والتغيير.

حسناً، هؤلاء الخمسة نحن نتنازل عن واحد، والضمانات التي نرجوها ونأمل بها يمكن الحصول عليها بطريق آخر، أو بطرق أخرى، فجئنا وأبلغنا الآخرين أننا نسير بهذا الموضوع.

نحن من فتح الباب، ولذلك قوبلنا وفي لحظة سياسية إقليمية دولية تحتاج إلى تأمل أنه بعد عشرة أشهر رفض ونداءات عزل وقسم أيمان أننا لا نقبل أن نجلس معكم على طاولة واحدة ونشارككم حكومة واحدة، قبلوا.

هذا أمر جيد، هذا يجب أن يكون مدعاة للإيجابية لا لأن يشمت أحدنا بالآخر. أنا عندما أقدم تنازلاً ما، هذا ليس من أجل أن يشمت أحد بنا، وعندما غيري يقدم تنازلاً ما لا يجب أن يشمت به أحد أيضاً. على العكس، يجب تقدير هذا الأمر وأن الأطراف فتحت أبواباً، جيد، ذهبنا إلى تفتيح الأبواب.

المشكلة السياسية الأساسية حُلت، بقيت المداورة وموضوع الحقائب، حصل هناك جدل، حصل هناك تضامن، من حق كل جهة أن تطالب بأي حقيبة تريد، نحن لا نتوقف عند هذا الموضوع، تضامنا مع حلفائنا في هذا الموقف إلى أن تم الوصول إلى نتيجة. إذاً نحن الذين فتحنا الباب. لو بقينا نحن مصرين على 9 9 6 ولا أحد يريد أن يتنازل، هل كان الآن هناك حكومة؟ هل كانت تشكلت حكومة أصلاً قبل الاستحقاق الرئاسي؟ هل كان سيحصل استحقاق رئاسي؟ إلى أين كان يمكن أن يذهب البلد؟ نحن لا نعرف.

في هذا الموضوع، نعم، يستطيع كل طرف أن يقول أنا قدمت تنازلات. طبعاً هناك أطراف لم تقدم شيئاً. قدمنا تنازلات، هناك أطراف قدمت تضحيات، هناك أطراف قدمت تضحيات أكثر من غيرها. لكن اسمحوا لي بالقول: نحن الجهة التي قدمت تضحيات أكثر من الجميع في هذا الموضوع. نحن ليس لدينا أي مكسب خاص. نحن حتى آخر لحظة لم نناقش في الحقائب. أنا أعلم أن بعض قواعدنا قد لا  يعجبهم هذا الأمر. لكن، هكذا نحن. في الأولويات لدينا في الاهتمامات لم نناقش في الحقائب ولم نسأل عن حقائب حتى آخر ساعة. آخر ساعة، سألناهم ماذا قررتم أن تعطونا من حقائب، لأنه كان همنا أن تتشكل الحكومة، ويصبح هناك حكومة في البلد، لأن مصلحة البلد في الحكومة. ولذلك إذا أراد أحد أن يقيّم الموضوع من زاوية ما هي الحقائب التي أخذها حزب الله؟ هذه زاوية خاطئة، لا تجري تقييماً لا في الحقيبة ولا في العدد. المهم الناتج، العملية السياسية الوطنية الكبيرة التي نريدها نحن. ماذا يعني التي نريدها؟ نحن وجدنا البلد أمام خيارات: إما استمرار الفراغ وهذا كان خطيراً، أبداً لم نكن نريد الفراغ ولا في يوم من الأيام، لا تهتموا لاتهاماتهم، هذا كذب وافتراء وتضليل، وهذا لن ينتهي، يمكن أن يخف، لأننا سنكون في حكومة واحدة معاً. استمرار الفراغ هذا غير صحيح، لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا مالياً ولا أمنياً. ثانياً، تشكيل حكومة حيادية أمر خطير على البلد. وحكومة أمر واقع سياسية كان خطيراً أيضاً على البلد، إذاً لم يبقَ سوى خيار وحيد، حكومة تسوية، سموها ما شئتم، حكومة ربط نزاع، حكومة تسوية، حكومة متخاصمين، حكومة أعداء، حكومة مصلحة وطنية، ممكن، أحسن تسمية حكومة مصلحة وطنية. طبعاً، أنا لا أسميها وأتمنى أيضاً أن يعاد النظر بالتسمية، هذه ليست حكومة جامعة، لأن هناك قوى سياسية لم يتح مجال التفاوض والأعداد والتركيبة أن تكون شريكة في هذه الحكومة كانت موجودة في الحكومة السابقة من قوى وطنية وإسلامية في أكثر من طائفة من حلفائنا وأصدقائنا الذين نحترمهم ونعزّهم ونفتخر بالعلاقة معهم. أنا لا أعتبر هذه الحكومة حكومة جامعة ولا أعتبرها حكومة وحدة وطنية، لأن هناك قوى وازنة هي خارج الحكومة، نعم هي حكومة تسوية، هي حكومة مصلحة وطنية، هذا صحيح. ولذلك نحن نتطلع إلى هذه الحكومة، نريد لها أن تكون حكومة تلاقي.

انتبهوا، نحن لسنا ذاهبين لأن نقيم متاريساً، نحن بكل جدية، الليلة أنا في ذكرى الشهداء القادة أحب أن أقول لكل اللبنانيين: نحن ذاهبون إلى هذه الحكومة، لا بنيّة إقامة متاريس ولا بنيّة عداوات ولا بنيّة خصومات مع ما بيننا من خصومات وحتى حواجز نفسية، يمكن لهذه الحكومة أن تكسر هذه الحواجز النفسية، وأن تفتح الأبواب بيننا. نحن نأمل أن نذهب إلى حكومة تلاقي، تفاهم، حوار، نقل المشاكل من الشارع، تخفيف التوتر في البلد، تخفيف حدة الخطاب السياسي والإعلامي في البلد، وهذا مصلحة الجميع. فبمقدار ما يخف التوتر في البلد وتهدأ النفوس وتجلس الناس وتتحدث مع بعضها البعض، هذا الذي أمضينا وقتاً في الحديث عنه والمطالبة به، هذا يمكن أن يتحقق من خلال الحكومة، نأمل ذلك.

نحن بهذه الروحية الإيجابية ذاهبون إلى الحكومة. يمكن أن يأتي أحد ويقول، كما فعلت بعض وسائل الإعلام وقالت أنتم قلتم عن فلان وفلان كيت وكيت، طبيعي، هم قالوا عنا الشيء نفسه. وكل طرف يمكن أن يستفز بشخصيات من الطرف الآخر، لكن عندما تقول شراكة، فإن الطراف الآخر سيأتي بما لديه من شخصيات، تعجبك أو لا تعجبك، يمكن أن تجادل في بعض التفاصيل، لكن هذه من تبعات ولوازم أننا نريد شراكة ونريد لقاءً بين اللبنانيين، ونريد تخفيف توتر، ونريد تحصين الوضع الداخلي اللبناني في مواجهة موجات الفتن.

الأمر الأخير، نقول: هذه الحكومة كما أعلن رئيس الحكومة نفسه أن أولوياتها تحقيق الاستحقاقات الدستورية القادمة، وأهمها وفي مقدمها الاستحقاق الرئاسي، الذي يجب أن نتعاون جميعاً على تحقيقه، وعلى العكس أنا أعتقد أن هذا التشكيل الذي يوجد فيه محلات مزعجة ونافرة قد يشكل واحداً من المشجعات للكل أن تعالوا ننتخب رئيساً حتى يصبح لدينا حكومة جديدة في البلد وتتشكل حكومة جديدة بعيداً عن الضغط، وبالتالي كل طرف يجلس ويتحدث بما لديه ويناقش وليس تحت ضغط الظروف، ضغط الاستحقاقات، هذا يشجع أن لا يذهب أحد إلى الفراغ في الموضوع الرئاسي، وإنما نذهب إلى انتخاب رئيس.

فأولاً الاستحقاقات الدستورية، ثانياً، بحسب تعبير دولة الرئيس نفسه، التصدي لكل أنواع الإرهاب. هذا ما نأمل أن تقوم به الحكومة، وهذا طبعاً سيحمّل من تولى مسؤوليات أساسية خصوصاً الداخلية والدفاع والعدل والاتصالات، تفضلوا، اليوم، هذه هي مسؤولياتكم. نتمنى أن تتحمل هذه الحكومة وعلى رأسها رئيس الحكومة وبإشراف فخامة رئيس الجمهورية أن يكون هذا الملف، التصدي للإرهاب، ملفاً جديّاً وحقيقيّاَ، ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية بكل صدق.. هذه هي الأولويات. يعني هذا هو المقدار الذي تتحمله هذه الحكومة خلال الأشهر المتبقية بيننا وبين الاستحقاق الرئاسي.

يبقى في الشأن الحكومي، قبل الكلمة الأخيرة، هناك بعض الحلفاء، بعض الأصدقاء، بعض الناس لديهم مشاعر ومخاوف وقلق، أنا أحب أن أتابع هذه التفاصيل وأفهمها، أنه غداً قد يطلقون سراح عمر الأطرش، يعني إذا كان هناك شخص اعترف وهو مدان وهو نقل سيارات مفخخة وانتحاريين أياً كان وزير العدل هل يستطيع أن يطلقه؟ أو ربما غداً قد يطلقون سراح نعيم عباس مثلاً!؟. أما في موضوع النساء الثلاث فهناك من يقول أن اثنتين منهن لا دخل لهما وواحدة هي (المذنبة)، ممكن، لكن لو أطلقوا سراح النساء الثلاثة، أكيد هناك مشكلة كبيرة في البلد. يعني هذا الموضوع، ليس موضوع وزير هنا أو وزير هناك والناس تقلق وتخاف، لا.

أحب في هذه النقطة عموماً بما يثار من مخاوف ومن قلق نحن موجودون وحلفاؤنا موجودون ومنتبهون وواعون ونعرف ماذا نعمل وننظر من فوق ومن كل الجهات  فلا يخاف أحد ولا يقلق أحد. 

هذه مرحلة نريد أن "نلمّ بها" بلدنا ونتجاوزها ونتحمل بعضنا البعض، يجب أن نتحمل هنا شخصية استفزازية، هناك شخصية استفزازية، ماذا يقول هذا أو ماذا يفعل ذاك، هذا كله ينبغي أن يعالج ويتجمع. ولذلك لاحظتم أني لم آت اليوم لأضع خطب من سبقني وأناقشها وأجاوب عليها مع أنه حصلت إساءات كبيرة بحقنا. دعوا هذا الأمر جانباً، نحن ذاهبون إلى وضع جديد.

مصلحة البلد، المصلحة الوطنية، المصلحة الأمنية، مصلحة لمّ البلد تقتضي أنه كم نستطيع تدوير الزوايا، نحن معروفون نحن أناس نتحمل ونضحي ونصبر، هذا فكرنا وهذا عقلنا، وهذه تجربتنا، وجمهورنا طالما تحمل معنا وقبل منا ذلك.

في مكان ما يكون المرء متألماً أو منزعجاً، ليس كل ما تطلبه يحصل، هذا بلد الناس موجودة فيه ويجب أن تتعاون الناس مع بعضها من أجل ما هو أهم ومن أجل ما هو أكبر.

في الكلمة ألأخيرة أود أن أوجه تحية كبيرة، تحية إجلال وتقدير للشعب البحريني المظلوم بعد انتهاء ثلاث سنوات من حركته وقيامه وثورته الأخلاقية الوطنية السلمية الراقية ومواصلته ـ شاهدنا مسيرات بالأمس ـ لهذه الحركة السلمية بالرغم من القمع والتهشيم والتشويه والاعتقالات والسجون وكل ما يتعرض له هذا الشعب المظلوم من قبل حكومة مفروضة عليه من خلال واقع إقليمي معين وقوة الحديد والنار.

والأخير في الكلمة الأخيرة، الذي قلت إنني سأعود في الآخر إليه، عندما أقول فلسطين وإسرائيل، نحن مختلفون في هذه النقطة، لكن أقول للبنانيين، وأقول للفلسطينيين، لشعبنا الفلسطيني الذي طبعاً يحمل مسؤوليات كبيرة حتى الآن في المخيمات، أنا أقول لإخواننا في الفصائل والعلماء واللجان الشعبية: لا يكفي أن تصدر فقط بيانات الإدانة، عليكم أن تشدوا همّتكم، وتتحدثوا مع الناس وتراقبوا، لأن هناك من هو مصر على توظيف الشخص الفلسطيني والإنسان الفلسطيني من أجل الوصول إلى هذه النتيجة التي تحدثت عنها في سياق الكلمة، فلا أعيد.

أقول للبنانيين والفلسطينيين والسوريين ولكل الشعوب العربية، لكل الأحزاب والقوى العربية، لكل الشرفاء في هذا العالم وفي منطقتنا، الذين تعني لهم حقاً فلسطين، ويعنيهم لبنان ويعنيهم سوريا، إذا أردتم أن تضيع الفرص من إسرائيل، هذه الفرصة التي تحدثنا عنها قبل قليل، إذا أردتم أن تمنعوا ذهاب هذه المنطقة إلى فتنة لا تنتهي بعشرات السنين، أوقفوا الحرب على سوريا، أوقفوا الحرب على سوريا، أخرجوا المقاتلين من سوريا، اسمحوا للسوريين أن يتصالحوا كما يتصالحون الآن في أكثر من منطقة. بالتأكيد يومها لن نبقى نحن في سوريا أيضاً. لكن إذا أردنا أن نتدارك وأن لا تزداد هذه الفرص وأن لا تكبر هذه التهديدات يجب علينا جميعاً، يجب وقف الحرب على سوريا وفي سوريا حفاظاً على فلسطين، على لبنان، على سوريا، على الأمة. هذه الفرصة نرجو أن لا تضيع.

في ذكرى الشهداء القادة، نحن نعاهد هؤلاء الشهداء الكبار والعظام أن نحمل عقلهم، فكرهم، تدبيرهم، إخلاصهم، صدقهم، ودماءهم وتضحياتهم وصبرهم وآلامهم وآمالهم كما كل الشهداء، وأن نواصل طريقهم ليكون هذا البلد وهذا الشعب وهذه الأمة دائماً إن شاء الله في موقع العزيز والكريم والمقتدر. رحم الله شهداءنا وشهداءكم جميعاً.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.        
 

فارسی:

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم.

بسم الله الرحمن الرحیم.

الحمدلله رب العالمین و الصلات و السلام علی سیدنا و نبیینا خاتم النبیین ابی القاسم محمد بن عبدالله و علی آله الطیبین الطاهرین و صحبه الاخیار المنتجبین و علی جمیع الانبیاء و المرسلین.

سلام علیکم جمیعا و رحمت الله و برکاته.

در ابتدا به روح سران شهید درود می‌فرستم؛ اساتید و فرماندهان‌مان، اولین پرچمداران، صاحبان دستاوردها و پیروزی‌ها، سید الشهدای مقاومت اسلامی سید عباس موسوی، شیخ شهیدان مقاومت شیخ راغب حرب، فرمانده شهید حاج عماد مغنیه و همچنین همه‌ی شهدا، شهیدان ارتش، نیروهای امنیتی، ملت و گروه‌های مختلف مقاومت، شهیدان لبنانی، فلسطینی، سوریه‌ای و عربی که خون‌هایشان خاک لبنان را سیراب کرد و همه‌ی این پیروزی‌ها را برای ما آفرید.

و همچنین درود می‌فرستم به خانواده‌های شهید، خانواده‌ی سران شهید، خانواده‌ی تمام شهدا؛ شهیدان و خانواده‌هایشان که همچنان پیشتاز همه‌ی عرصه‌ها، موضع‌گیری‌ها، جبهه‌ها و وظایف جهادی‌اند و از ملت، کشور، امنیت، کرامت، استقلال کشور، مقدسات و قضایای امت‌شان دفاع می‌کنند.

و درود می‌فرستم بر شهیدان انفجارهای اخیر مناطق مختلف لبنان؛ بچه‌ها، زنان، پیرمردان، مردان، بزرگسالان و خردسالان شهید و خانواده‌هایشان؛ با آن‌ها همدردی می‌کنم، به آن‌ها تسلیت عرض می‌کنم و آنان را به صبر و بردباری فرا می‌خوانم.

برای مجروحان دعا می‌کنم که خداوند به ایشان شفای عاجل عنایت کند. و همچنین برای همه‌ی صابران حسابگر پایمرد ثابت‌قدم ایستاده در میدان دفاع از کرامت، عزت و آینده‌شان؛ مردان بصیرت، بینش صحیح و افق گسترده که همچون همه‌ی تاریخ و همه‌ی دهه‌ها توانایی بالایی برای جان‌فشانی و فداکاری دارند.

برادران و خواهران، برای صحبت نیاز به زمان بیش‌تری خواهم داشت چون در این مناسبت موضوعات بسیاری داریم. مخصوصا که مدتی است بنده سخنرانی نداشته‌ام. صحبتم سه بخش اصلی خواهد داشت. اول مسئله‌ی اسرائیل که به مقاومت، سران شهید و چالش‌های امروز مربوط می‌شود. آن‌قدر که قصد دارم درباره‌ی حال صحبت کنم درباره‌ی گذشته سخن نخواهم گفت. بخش دوم مربوط به رویارویی فعلی داخل لبنان، سوریه و منطقه، خطر فعلی و همچنین خطرات امنیتی، سیاسی و… است که به دنبال دارد. در بخش سوم هم کمی درباره‌ی کابینه‌ی جدید صحبت خواهم کرد. و ان شاءالله اگر فرصتی ماند یک سخن پایانی.

در سالگرد سران شهید از مسئله‌ای بدیهی که متأسفانه بسیاری از مردم آن را به فراموشی سپرده‌اند آغاز می‌کنم؛ یعنی اسرائیل. وقتی صحبت از شیخ راغب، سید عباس، حاج عماد و شهیدان مقاومت است باید از پروژه‌ای که با آن جنگیدند و مواجهه کردند، از خطر، طمع‌ها و تهدیدهای دشمن یا به عبارتی اسرائیل سخن بگوییم؛ از خطر دشمن برای همه‌ی کشورها و ملت‌های عرب و مسلمان منطقه و استفاده‌ی حداکثری دشمن از فرصت امروز که با کمک و پشتیبانی کامل دولت آمریکا برایش پیش آمده است. البته بنده می‌خواهم به صحبت درباره‌ی خطرات اسرائیل برای فلسطین و لبنان بسنده کنم. چون وقت اجازه‌ی صحبت درباره‌ی خطرات پروژه‌ی صهیونیسم برای همه‌ی منطقه را نمی‌دهد. حرف در این باره زیاد است. ولی در زمینه‌های مربوط به فلسطین و لبنان ما به چند یادآوری نیاز داریم. آیا نیازی به یادآوری خطر اسرائیل برای خاک، موجودیت، تاریخ، رژیم، آینده، مقدسات اسلامی و مسیحی، ملت داخل و پناهنده به جای جای جهان فلسطین هست؟ این‌ها بدیهیاتی است که مردم ده‌ها سال از آن صحبت می‌کردند ولی امروز دیگر نه. امروز اهالی هر کشوری به کشور خود مشغولند. بلکه حتی برخی از این کشورها امروز درگیر نبردهای خونین و حاد نظامی هستند. متأسفانه به مرحله‌ای رسیده‌ایم که هیچ کس نمی‌خواهد از فلسطین و دشمن یعنی اسرائیل صحبت کند. بنده توقع دارم الآن برخی مردم بگویند سید تو کجایی و جهان کجاست؟ این‌ها چیست که درباره‌اش با ما صحبت می‌کنی؟ این‌ها نشان‌دهنده‌ی وضعیتی است که به آن رسیده‌ایم. پس از تمام پیروزی‌ها و موفقیت‌هایی که خط مقاومت از فلسطین تا لبنان، سوریه و ایران رقم زد این دقیقا همان جایی است که آمریکا و اسرائیل می‌خواهند ملت‌ها، دولت‌ها و حکومت‌های منطقه به آن برسند. می‌خواهند بازگردیم و فراموش کنیم. می‌خواهند فلسطین و نبرد با دشمن اسرائیلی نه فقط از دایره‌ی اولویت‌ها بلکه اصولا از دایره‌ی توجهات، عقول، قلوب و احساسات خارج شوند. می‌خواهند به جایی برسیم که وقتی گفته می‌شود فلسطین -امشب می‌خواهم صراحتا از خیلی چیزها صحبت کنم.- مردم بگویند خودت برو با فلسطینت هر کار می‌خواهی بکن. می‌خواهند ملت‌های جهان عرب و اسلام، لبنان، سوریه، مصر، عراق، اردن و… حتی در مرتبه‌ی قلب و عواطف به این‌جا برسند. می‌خواهند فلسطین حتی در عواطف و احساسات، نه مربوط به یک قاره‌ی دیگر حتی مربوط به کره و جهانی دیگر پنداشته شود! البته این‌جا داخل پرانتز عرض کنم که فلسطینیان نیز در این زمینه مسئولیت‌هایی دارند که شاید اگر وقتی ماند در ضمن کلام درباره‌شان صحبت کنم. باید اعتراف کرد در این زمینه تا حد زیادی به موفقیت دست پیدا کرده‌اند اما هنوز فرصت جبران از دست نرفته است. هنوز وقت، فرصت و گزینه‌هایی برای جبران این وضعیت وجود دارد.

دلیل این اهتمام ویژه‌ی آمریکا و فشار خاص وزیر امور خارجه‌ی آمریکا، جان کری، چیست که می‌گوید می‌خواهد هم‌اکنون و طی چند ماه برای همیشه به مسئله‌ی فلسطین خاتمه دهد. چرا امروز؟ اصلا چنین سؤالی وجود دارد یا ندارد؟! این که برخی مسئولان اسرائیلی به جان کری حمله می‌کنند و… حرف‌هایی پوچ است. همیشه این کار را می‌کنند که بگویند آمریکا یک میانجی بی‌غرض است که از هر سو مورد حمله قرار می‌گیرد! نه، امروز دولت آمریکا و دولت صهیونیستی در حال کوشش برای خاتمه بخشیدن به مسئله‌ی فلسطین هستند. امروز وقتش است. چرا؟ خیلی ساده. چون امروز دیگر هیچ جهان عربی وجود ندارد. در گذشته اندکی جهان عرب وجود داشت. کسانی بودند که از روند صلح، روند عربی صلح، برخی شرط‌ها، قوانین و قیدها صحبت می‌کردند. اما امروز دیگر جهان عرب و اسلامی وجود ندارد. هر کشوری درگیر مسائل خود است. هیچ کس به هیچ وجه برای فلسطین و فشار آوردن به آمریکا و اسرائیل به نفع فلسطینیان وقت اضافه ندارد. بلکه برعکس، وضعیت امروز عرب بر فلسطینیان فشار می‌آورد. چون هر کس می‌خواهد مشکل کشور خود را از جیب مسئله‌ی فلسطین حل کند و به نفع یا برای محافظت از نظام یا قدرت حاکم یا برای رسیدن به قدرت در فلان کشور، به آمریکایی در مسئله‌ی فلسطین امتیاز بدهد. متأسفانه حتی ملت‌ها نیز [متوجه] جای دیگری هستند و اوضاع خود فلسطینیان نیز دشوار است؛ همین شکاف‌ها، شرایط، دولت رام الله، دولت غزه… فلسطینیان گرفتار انواع فشارهای بین المللی، عربی و میدانی در قالب کشتار، زندانی شدن و محاصره هستند. خب، اسرائیل این واقعیت‌ها و چالش‌ها را فرصت می‌داند. روضه نمی‌خوانم دارم می‌گویم واقعیت این است. اسرائیل و آمریکا این موقعیت را فرصتی برای پایان بخشیدن به قضیه‌ی فلسطین می‌دانند و می‌خواهند از آن برای تحمیل شرط‌هایشان بر فلسطینیان تا رسیدن به سازشی متناسب با منافع آمریکا و اسرائیل بهره ببرند. این که عرض کردم روضه نمی‌خوانم چون هنوز امکان جبران وجود دارد. و در پایان صحبت به این مسئله خواهم پرداخت.

در زمینه‌ی لبنان نیز باید به آن‌ها که فراموش کرده‌اند یادآوری کرد اسرائیل یک دشمن است، خطری است برای لبنان و همه چیز این کشور، خاکش، ملتش، آب‌هایش، نفتش -دیگر درباره‌ی نفت هم صحبت می‌کنیم.-، امنیتش و استقلالش. همه باید از این هشیاری و درک برخوردار باشیم. بله، همیشه از گذشته تا امروز مشکل لبنان تشخیص این خطر و دشمن و درک این پروژه بوده است. در دهه‌های گذشته امام سید موسی صدر (اعاده الله بخیر و رفیقیه) و از دهه‌ی پنجاه تا امروز رهبران دینی، سیاسی و ملی همه‌ی فرقه‌ها با صدای رسا هشدار می‌دادند و به کسب آمادگی و مقاومت، بازدارندگی و مقابله با خطرات و تهدیدهای اسرائیل دعوت می‌نمودند. این وظیفه پس از هجوم نظامی اسرائیل به لبنان در سال 1982 بر عهده‌ی شیخ راغب حرب، سید عباس و همه‌ی برادرانشان در جنبش‌ها و گروه‌های مختلف قرار گرفت و در بحبوحه‌ی جنگ داخلی، فتنه و نبردهای داخلی، همه‌ی مردم را با صدای رسا و فریاد به نجات مردم، پذیرش مسئولیت و مقاومت فرا می‌خواندند و می‌گفتند دشمنی که عقل‌ها، قلب‌ها، بازوان و اسلحه‌ها باید متوجه آن شود اسرائیل است. متأسفانه -بنده فقط تاریخ نمی‌گویم چون امروز نیز در همان شرایط به سر می‌بریم. فقط در لباسی دیگر.- آن روز بسیاری از مردم فکر می‌کردند مشکل اسرائیل در هجوم نظامی 82، لبنان و لبنانیان نیست. بعضی از مردم معتقد بودند: اسرائیل با ما مشکلی ندارد. مشکل اسرائیل در 82 با فلسطینیان، سازمان آزادی‌بخش و مقاومت فلسطین است و لبنان را فقط به خاطر اخراج فلسطینیان از این کشور اشغال کرده است. اگر نه اسرائیل به لبنان چشم طمع ندارد، نمی‌خواهد اشغال کند، نمی‌خواهد این‌جا شهرک بسازد، به آب‌های ما چشم ندوخته است، الحمدلله نفت هم که کشف نشده بود، نمی‌خواهد در تصمیم‌گیری‌های سیاسی، استقلال، حکومت و نظام ما دخالت کند، به هیچ وجه! حتی بعضی‌ها آن‌ها را ناجی می‌دیدند. آیا این طور نیست؟ می‌گفتند ما مشکلی نداریم و اسرائیل برای ما لبنانیان خطر و تهدید به حساب نمی‌آید. این حرف‌ها باید زده شود. چون نسل‌های جوان امروز لبنان و جهان عرب آن برهه را درک نکردند. خب، بعد چه شد؟ سازمان آزادی بخش و گروه‌های مقاومت فلسطینی از لبنان خارج شدند و وحشیانه‌ترین جنایت‌ها بر سر بعضی از اردوگاه‌های فلسطینی مثل صبرا و شتیلا آمد ولی ارتش اسرائیل در لبنان ماند، خاک را اشغال کرد، خواست سلطه، گزینه‌ها و توافق‌هایی سیاسی را به لبنان تحمیل کند، می‌کشت، بازداشت می‌کرد، بازداشتگاه‌هایی ساخت و هزاران نفر از جوانان لبنانی و فلسطینی ساکن اردوگاه‌ها را زندانی کرد و آماده بود و اگر کارش سامان می‌یافت در جنوب لبنان شهرک می‌ساخت. این‌ها را بعدها گفتند. خب، اگر مقاومت -شامل همه‌ی گروه‌ها و گرایش‌هایش- و نبردهای خونین مقاومان لبنانی با نیروهای اشغالگر شکل نگرفته بود همه می‌دانیم اسرائیل از بیروت، جبل، صیدا، صور، نبطیه و بنت جبیل خارج نشده بود. با این که آن روز مقاومت به هیچ وجه یک تهدید استراتژیک علیه موجودیت رژیم دشمن محسوب نمی‌شد اسرائیل تا کمربند امنیتی [جنوب] عقب‌نشینی کرد. چرا به ماندن در کمربند امنیتی نیاز داشتند؟ چون اگر مقاومت پس از 1985 ادامه نمی‌یافت می‌خواستند بمانند، اشغال کنند و کشور را در کار انجام شده قرار دهند. پس اگر مقاومت نبود اسرائیل در لبنان مانده بود و آن وقت کسانی که در توهم به سر می‌برند یقین می‌کردند که اسرائیل دشمن است، چشم طمع دوخته و خواب‌هایی دیده، خواستار هیمنه و سلطه است و به هیچ وجه خیر این کشور، ملت و هیچ کدام از فرقه‌ها و منطقه‌هایش را نمی‌خواهد. لبنانیان مسیحی، مارونی، درزی، شیعه، سنی و همه باید مدام این تجربه‌ها را در نظر بیاورند. همه اسرائیل را در جبل، بیروت، شرق صیدا، صیدا، کمربند امنیتی و در پایان در ارتش آنتوان لحد تجربه کرده‌اند. این تجربه‌ها باید در ذهن زنده بماند. امروز اسرائیل همچنان دشمن، خطر، پروژه و دشمنی است که باید متوجه آن بود.

خب، اسرائیل در هفته‌های گذشته کوشید در لبنان نیز از این فرصت‌ها برای ایجاد جنگ روانی شدید علیه مقاومت و محیط مقاومت بهره ببرد. به همین خاطر در چند هفته‌ی گذشته شاهد تهدید و کشیدن خط و نشان و… بودیم و این که می‌زنیم، نابود می‌کنیم، با خاک یکسان می‌کنیم و از بین می‌بریم. البته بسیاری افراد در لبنان به این تهدیدها گوش ندادند چون وقت ندارند یا خارج از حوزه‌ی اهتمامشان است. ولی اسرائیل این را یک فرصت می‌داند. [می‌گوید] شکاف حاد در لبنان، کشتار و نبرد در سوریه و شرایط منطقه فرصتی است تا به مقاومت لبنان حمله کنیم، تنها گیرش بیاوریم، فشار روانی بر او وارد کنیم و از برخی فرصت‌ها برای برخی اقدامات خصومت‌جویانه در اطراف و اکناف استفاده ببریم. -می‌کوشم سریع‌تر صحبت کنم.- اسرائیل امروز به این اقدامات پناه می‌برد. ولی بدون شک اسرائیل همچنان به خاک، آب‌ها و نفت ما چشم طمع دوخته و -چنان که در کنفرانس‌های اخیر داخل رژیم [صهیونیستی] با حضور نخست وزیر، رؤسای ستادهای مشترک و رؤسای سابق سازمان‌های اطلاعاتی مطرح شد.- همچنان حزب الله را بزرگ‌ترین خطر منطقه می‌بینند. قاعدتا جدا از سوریه و ایران نه. ولی مستقیما این مقاومت را خطری برای منافع، طمع‌ها، افق‌ها و پروژه‌هایشان می‌بینند. قطعا امروز در سالگرد سران شهید می‌خواهم به دشمن و دوست بگویم: دشمن پس از همه‌ی این تجربه‌های طولانی و موفقیت‌های بزرگ و شکست‌هایی که مقاومت بر دشمن تحمیل کرده است، می‌داند که ما را نمی‌ترساند و نمی‌تواند به اراده، بصیرت و عزم ما ضربه‌ای بزند. همچنین می‌داند مقاومت آمادگی بالای خود را هر لحظه -حتی امروز و با وجود همه‌ی حوادث لبنان و سوریه- حفظ می‌کند. دشمن می‌داند همه‌ی توان و ظرفیت‌های مقاومت که وی را به هراس می‌اندازد پابرجا، آماده و همچنین در حال پیشرفت است. تأکید می‌کنم در حال پیشرفت است. و آگاه است که مقاومت گرچه در سوریه شهید می‌دهد و به آن شهیدان افتخار می‌کند اما همین مسئله تجربه، آگاهی، توان و لیاقتش را برای رویارویی‌های بزرگ‌تر و امور مهم‌تر از مواجهه‌های پیشین با دشمن افزایش می‌دهد. با وجود لبنان، دشمن اسرائیلی و کابینه و ملت رژیم دشمن باید نگران باشند. و همان‌گونه که همیشه برای مقابله با این مقاومت و مردان، توانایی‌ها، ظرفیت‌ها، محیط و ملتش میلیون‌ها محاسبه می‌کردند امروز نیز باید همان‌طور رفتار کنند. و به واسطه‌ی خوانششان از شرایط لبنان یا منطقه دچار توهم یا هرگونه محاسبه‌ی غلط نشوند.

امروز بار دیگر بنده لبنانیان را به هشیاری نسبت به تهدیدات و خطرات اسرائیل برای همه چیز لبنان فرا می‌خوانم و از ایشان می‌خواهم مسئولیت‌های ملی خود را در همه‌ی سطوح بر عهده بگیرند. یکی از مسائلی که بنده در جشن پیروزی الهی 22 سپتامبر 2006 گفتم این بود که امیدواریم روزی برسد که حکومتی قدرتمند و توانا داشته باشیم که در برابر دشمن اسرائیلی از لبنان دفاع کند تا ما بیاساییم و به خانه‌ها، مدارس، دانشگاه‌ها و زمین‌های کشاورزی‌مان برویم. امروز در سالگرد سران شهید آن‌چه را در سال 2006 گفتیم بار دیگر تکرار می‌کنیم و همچنین می‌گوییم: امیدواریم روزی برسد که ارتش لبنان، این سازمان ملی، تنها نیروی توانا در حفظ و پذیرای مسئولیت دفاع از لبنان باشد تا ما آن روز به خانه‌ها، حوزه‌های علمیه، مدارس، دانشگاه‌ها و زمین‌های کشاورزی‌مان برویم. چالش اصلی این است. ما طرفدار هر چیزی هستیم که از لحاظ توان، تسلیحات، نفرات، ظرفیت‌ها و سلاح‌های مخصوص و پیشرفته‌ی توانمند در حفظ کیان لبنان در برابر هماوردطلبی‌های اسرائیل، به این ارتش قدرت ببخشد. در هر صورت تجربه‌ها و گذر روزها ثابت خواهد کرد آیا در جهان اراده‌ای برای مجهز کردن ارتش لبنان به چنین سلاحی وجود دارد یا نه؟ اگر این اراده و پشتیبانی شکل بگیرد ما از همه‌ی کسانی که به لبنان عوامل قدرت را ارزانی می‌دارند تشکر خواهیم کرد.

بیش از سی سال است که هم و غم ما این است که از لبنان و ملت، کرامت، استقلال، عزت، توانایی‌ها و منابعش دفاع شود و به خود وا گذاشته نشود. در گذشته لبنان به حال خود واگذاشته شده بود و امروز نیز به خود واگذشته شده است. امیدواریم اراده‌ی ملی جامعی در کشور شکل بگیرد تا حکومتی داشته باشیم که واقعا به هر وجب از خاک لبنان، به همه‌ی لبنانیان، همه‌ی مناطق لبنان و سرنوشت این کشور فکر کند و ارتشی قدرتمند و توانایی‌هایی مستحکم برای مقابله با این خطرات ایجاد کند.

می‌روم سراغ بخش یا مسئله‌ی دوم. ولی برای ایجاد ارتباط میان دو عنوان، مسئله‌ی دیگری هم ذیل بخش اول وجود دارد که باید به آن اشاره شود و به درک رویارویی این برهه کمک می‌کند. -باز هم برای یادآوری. خواهش می‌کنم نسل‌های جدیدمان در زمینه‌ی این‌گونه موارد پرس و جو کنند.- از 1982 تا 2000 و تا 2006 مسئولیت همه‌ی تجاوزهای دشمن را به گردن مقاومت می‌انداختند. یعنی پیش از عقب‌نشینی اسرائیل به کمربند مرزی وقتی عملیاتی علیه ارتش اسرائیل و نیروهای اشغالگر انجام می‌شد، اسرائیل جوانان را در ایست‌های بازرسی بازداشت، قریه‌ها را پاکسازی، خانه‌ها را ویران و مردم را بازداشت می‌کرد و بعضی را می‌کشت. بعد از این که به کمربند مرزی عقب‌نشینی کرد بدون هیچ ملاکی روستاها و شهرها را بمباران می‌کرد و عده‌ای شهید و مجروح می‌شدند. همیشه در لبنان کسانی می‌گفتند مقاومت مقصر است. چرا علیه اسرائیل عملیات می‌کنید؟ چرا به پایگاه‌های اسرائیل حمله می‌کنید؟ چرا در بیروت، جبل، صیدا، صور یا… علیه اسرائیل عملیات استشهادی انجام می‌دهید؟ شما به اسرائیل کاری نداشته باشید او هم به شما کاری ندارد. حتی برخی افراد تا سال 2000 برای شهیدان مقاومت از لفظ شهید استفاده نمی‌کردند. -چرا دارم در مورد گذشته صحبت می‌کنم؟ برای این که پند بگیریم.- نمی‌گفتند مقاومت و دشمن بلکه از چرخه و حوزه‌ی خشونت و کشتار صحبت می‌کردند و صفت ملی، مقاومتی و شریف بودن را از آن می‌زدودند. خب، اگر آن روز ما به این منطق -که حتی به جایی رسید که برای آن به لحاظ سیاسی نظریه‌پردازی شد و سیاست پس‌کشی بهانه‌ها نام گرفت. گفتند چطور لبنان را حفظ کنیم؟ با سیاست پس‌کشی بهانه‌ها. بهانه‌ها را پس‌کشی می‌کنیم و لبنان هم تحت اشغال می‌ماند! نتیجه‌ی نظریه این بود!- گوش سپرده بودیم اسرائیل امروز در بیروت و جبل بود و شاید تا شمال، طرابلس و بعلبک هرمل پیشروی کرده بود، در حال شهرک‌سازی بود، دولت تعیین می‌کرد، کشور را می‌گرداند، گزینه‌های سیاسی را تحمیل می‌نمود، آب‌هایمان را -که ما لبنانیان نمی‌دانیم چطور از آن‌ها استفاده کنیم.- به سوی فلسطین اشغالی هدایت می‌کردند و بعد اگر نفتی کشف می‌شد دیگر سر وزارت نفت نمی‌جنگیدیم، همه‌اش دست اسرائیل بود! اگر به این منطق گوش سپرده بودیم که تجاوزهای دشمن اسرائیلی به روستاها، شهرک‌ها، خانه‌ها، مردان و زنان لبنان تنها واکنش طبیعی، منطقی و موجه دشمن اسرائیلی است چون شما به عنوان مقاومت علیه او عملیات می‌کنید… آیا چنین چیزی در لبنان وجود نداشت؟ برای آن ادبیات ساختند، رسانه ساختند، نظریه‌ی سیاسی، فرهنگی و فکری ساختند… ولی این مقاومت و اهالی آن و بسیاری از لبنانیان و ملت لبنان با این منطق تحت فشار قرار نگرفتند و به آن گوش نسپردند بلکه با جان‌فشانی، شهیدان، مجروحان، اسیران، زندانی‌شدن، تحمل و یک، دو، سه، چهار و پنج‌بار مهاجرت به راه و تلاش ادامه دادند تا این پیروزی را رقم زدند؛ این پیروزی که هر سال آن را جشن می‌گیریم و همه‌ی لبنانیان -چه آن‌ها که هزینه دادند و چه آن‌ها که ندادند.- از نعمت آن بهره‌مند هستند. خب، این را در ذهن داشته باشید. چون این مسئله امروز نیز در نبرد وجود دارد.

حالا می‌رویم سراغ خطر و تهدید دوم که در برهه‌ی گذشته بسیار درباره‌ی آن صحبت کردیم و همه‌ی کشورهای منطقه را تهدید می‌کند. همان طور که اسرائیل تهدیدی برای همه‌ی کشورها، دولت‌ها و ملت‌های منطقه است امروز این خطر نیز همه‌ی کشورها و ملت‌های منطقه را تهدید می‌کند. این خطر، همان تروریسم تکفیری است. صراحتا بگویم تکفیر به خودی خود و به تنهایی خطر بزرگی محسوب نمی‌شود. اگر یک نفر می‌خواهد به من بگوید تو کافری مختار است. بنده از او شهادت نخواسته‌ام که به من بگوید کافرم یا مؤمن؟ هر کس را می‌خواهد کافر بداند خودش می‌داند. یعنی اگر مسئله در حوزه‌ی فکر و نظر بماند به خود افراد مربوط است. در هر صورت در دنیا کسی از شما، هیچ کس دیگر یا من و شما شهادت نمی‌خواهد. در آخرت هم که کلید بهشت دست آن‌ها نیست که هر کس را خواست بفرستد داخل و هر که را خواست بیرون کند. کلید بهشت در جای مشخص خودش است. معضل فقط در تکفیر نیست، معضل این است که این افراد وقتی تکفیر می‌کنند وجود طرف مقابل را که به لحاظ عقیدتی، فکری، مذهبی یا حتی سیاسی با آن‌ها اختلاف دارد نمی‌پذیرند بلکه مستقیم می‌روند سراغ حلال شمردن خون، ناموس و اموال وی و راندن، لغو کردن، دور ریختن و حذف افراد. این مسئله در همه‌ی منطقه مشخص شده است و نیاز به صرف وقت و استدلال از جانب بنده ندارد. حالا در خلال صحبت برخی نمونه‌ها روشن خواهد شد. خب، این تروریسم تکفیری که امروز در تمام منطقه حضور دارد از گروه‌های مسلح موجود در بسیاری و بلکه همه‌ی کشورهای منطقه تشکیل شده است. این جریان‌ها یا گروه‌ها در مسیر تکفیر، راندن و حذف کردن و هتک حرمت هر کس غیر از خود گام بر می‌دارند. حتی مسئله‌ی اهل سنت و غیر اهل سنت یا مسلمانان و مسیحیان نیست. مسئله‌ی مسیحیان و حتی شیعیان، علویان، درزی‌ها، اسماعیلیان، زیدی‌ها و هر غیر اهل سنتی درون دایره‌ی اسلام مشخص است ولی در میان اهل سنت هم هر اهل سنتی که مانند آن‌ها نباشد هدف تکفیر است. ساده‌ترین چیز هم برایشان این است که بگویند تو یک کافر مرتد هستی. خب، آیا چند هفته پیش داعش درباره‌ی جبهه‌ی النصره قضاوت نکرد؟ داعش و جبهه‌ی النصره‌ای که یک تفکر و روش دارند، یک تشکیلات بوده‌اند، امیرشان، بیعتشان، نفسشان و اخلاقشان یکی است، در همه چیز، زیست، قالب، منطق، زبان، ادبیات، عقل و قلب کاملا واحد هستند. اما چون بر سر یک مسئله‌ی سیاسی یا شاید یک چاه نفت در سوریه یا تقسیم غنایم به اختلاف خورده‌اند خیلی راحت حکم کفر و ارتداد یکدیگر و سپس احکامی را که در پی حکم اول می‌آید صادر کرده‌اند. این مسئله امروز در سرتاسر منطقه روشن شده است که: وقتی با دیگری که از خودشان است در یک مسئله‌ی تشکیلاتی، سیاسی یا مالی به اختلاف خوردند به سرعت سراغ حکم کفر و ارتداد می‌روند و آن را ترتیب اثر می‌دهند. باید در این کشتار وحشتناک و شدیدی که مدتی است میان داعش از یک سو و جبهه‌ی النصره و دیگران از سوی دیگر در سوریه رخ می‌دهد بسیار تأمل شود. نه از باب سرزنش کسانی که با آن‌ها اختلاف داریم. نه، واقعا باید همه بنشینند این صحنه را تماشا کنند و عبرت بگیرند. حال را مطالعه کنیم و برای آینده از آن استفاده ببریم. به آن‌چه در همین چند هفته رخ داده است نگاه کنید. آمار خود مخالفان سوریه حاکی از بیش از 2000 کشته و ده‌ها عملیات انتحاری علیه طرف مقابل، طی چند هفته است. به روستاهای مملو از اهالی فقط به خاطر این که این روستا طرفدار داعش و دیگری طرفدار النصره است خودروهای بمب‌گذاری‌شده فرستادند. در حالی که بسیاری از مردم روستا نه با داعشند و نه با النصره؛ شاید تنها به لحاظ سیاسی طرفدار اپوزوسیون باشند. به هیچ کس رحم نکردند. زنان را به اسارت بردند، کودکان را سر بریدند و روستاها را نابود کردند. این‌ها را علیه یکدیگر انجام دادند. در مورد نبردشان با نظام صحبت نمی‌کنم؛ این مسئله به کنار. علیه یکدیگر عملیات انتحاری انجام دادند. بازداشت‌شدگان و اسیران را بی‌رحمانه کشتند. گورهای دسته‌جمعی و جنایت‌های جمعی آفریدند. چرا؟ اختلافشان سر چه چیزی بوده است؟ مگر شما یک روش، یک تفکر، یک مذهب، یک رویکرد و یک امیر ندارید؟ اختلافشان سر چه چیزی بوده؟ بر سر مسائل سیاسی یا تشکیلاتی که چه کسی امیر باشد یا چاه نفت مال چه کسی باشد؟ مگر غیر از این است که اختلافشان سر این چیزها بوده است و به خاطر این‌ها چنین رفتارهایی کرده‌اند؟ این الگو و این صحنه را ببینید و خوب تأمل کنید. تأمل روی این صحنه عقلانیت آن‌ها را برای شما تبیین می‌کند؛ عقلانیتی که بر فرماندهان و افراد این گروه‌ها حاکم است. در هر صورت این جدید و شگرف نیست. ما توقع چنین رفتارهایی را داشتیم. نه به خاطر این که ما چیزهایی را می‌بینیم که دیگران نمی‌بینند! به خاطر این که هر کس از تجربه‌های پیشین استفاده کند می‌تواند توقع چنین رفتارهایی را داشته باشد. حتی توقع نداشتن چنین چیزی واقعا عجیب است. خب، همین تجربه‌ی افغانستان. گروه‌های جهادی افغانی با یکی از دو ارتش قدرتمند جهان، ارتش شوروی، جنگیدند و آن را در افغانستان شکست دادند. سپس وقتی شوروی خارج شد بعضی از گروه‌های جهادی افغانستان با این تفکرات تکفیری، حذفی و خونبار رو آوردند به قتل و به نام پیامبر حدیثی جعل کردند که: ذبح را برای شما آوردم. در حالی که این دین خدا و رسول الله نیست و نمی‌تواند دین هیچ کدام از پیامبران خداوند(عز وجل) باشد. وارد جنگی خونبار میان خود شدند و بیش از ارتش شوروی حومه‌ها، شهرها و روستاها را نابود کردند، کشته و مجروح بر جا گذاشتند و فرماندهان جهادی بزرگ را کشتند. و امروز افغانستان کجاست؟ از روزی که شوروی از این کشور خارج شده است تا امروز یک روز را بیاورید که در آن کشتار، جراحت، انفجار، تخریب و زندگی دشوار نبوده باشد. یک روز را بیاورید که صلح و آسایش برقرار بوده باشد. به خاطر همین گروه‌هاست. خب، اگر بگویید افغانستان کوهستانی است و شرایطش سخت است، می‌گویم الجزایر. گروه‌های مسلح الجزایر با ملت این کشور چه کردند؟ بر سر مردمشان چه آوردند؟ سپس با هم چه کردند؟ چقدر امیران یکدیگر را کشتند؟ میان این گروه‌ها چه درگیری‌ها که رخ نداد. مثال زیاد است ولی به همین مقدار بسنده می‌کنم تا وقت برای دیگر مسائل هم بماند. پس این حوادث دارد مقابل چشمان ما رخ می‌دهد و همه باید از آن‌ها عبرت بگیریم.

از این‌جا ذیل این بخش وارد مسائل مربوط به لبنان می‌شوم. خب، در لبنان در مناطق مختلف انفجارهایی رخ داد و چندین عملیات انتحاری مردم، زنان، کودکان، بازارها و مردم معمولی را آماج حمله قرار دادند و مرتکب این دست جنایات شدند. ولی برخی از افراد ابتدا منکر می‌شدند و می‌گفتند کار نظام سوریه، سازمان اطلاعاتی سوریه یا موساد است. بنده صراحتا گفتم ما در بدو امر کسی را متهم به بمب‌گذاری نکردیم و گفتیم آرام باشید مسائل روشن خواهد شد؛ البته نه از این بابت که بنده رازهایی می‌دانم که آن‌ها نمی‌دانند، نه. آن‌ها رفته‌اند سراغ یک جنگ علنی. به همین خاطر فیلم می‌گیرند، روی اینترنت می‌گذارند، مسئولیت انفجارها را بر عهده می‌گیرند، افراد انتحاری را نشان می‌دهند، پیام می‌دهند و هدف‌هایشان را اعلام می‌کنند. پس این که گروه‌های تکفیری و خون‌ریز -نه جهادی- پشت عملیات‌های انتحاری و بمب‌گذاری‌ها هستند چیزی نیست که جای بحث و جدل داشته باشد. هنوز کسی در لبنان و جهان هست که بخواهد با ما بحث کند؟ قطعا اسرائیل در این گروه‌ها دست دارد. قطعا آمریکایی‌ها این گروه‌ها را اجیر می‌کنند؛ چه این که سالیان متمادی در عراق و غیر عراق کردند. ولی جای بحث نیست که شخص فلانی و فلانی که مشخص شده است لبنانی، فلسطینی، سوریه‌ای، سعودی، مراکشی و عراقی هستند و اسامی‌شان کم کم روشن می‌شود این شبکه‌ها را مدیریت می‌کردند و این عملیات‌های انتحاری و این انفجارها را در لبنان ترتیب می‌دادند. این‌ها نشان‌دهنده‌ی چیست؟ نشان دهنده‌ی این روش و این عقلانیت است. خب، در پی این انفجارها و عملیات‌های انتحاری مثل همیشه لبنانیان چند دسته شدند و در لبنان بحثی شکل گرفت که اگر دخالت نظامی حزب الله نبود این انفجارها و این عملیات‌های انتحاری رخ نمی‌داد. از همان روز با این منطق توجیه‌گر این گونه عملیات‌ها پیش رفتند، هنوز منطقشان همان است، امروز هم همان است و همان هم خواهد ماند. حتی اگر با هم در یک دولت حضور داشته باشیم این منطق باقی خواهد ماند چون این بخشی از خصومت و نبرد سیاسی فعلی کشور است. خب، کمی به این منطق می‌پردازیم. یعنی پیش از این که ما به سوریه برویم آنان در شمال، برخی اردوگاه‌ها و برخی مناطق چنین مسائلی را تحمیل نمی‌کردند؟ خودروهای بمب‌گذاری شده را به مناطق مسیحی‌نشین و سراغ ارتش و… نمی‌فرستادند؟ اخبارش هست. باید حتما برگردیم بشماریم؟ رسانه‌ها می‌توانند بروند لیستش را در بیاورند. این‌ها اصولا پیش از حوادث سوریه بود. خب، این را کنار بگذارید. در مقابل این منطق دو فرضیه وجود دارد و فرض دیگری قابل تصور نیست. یا این انفجارها به دخالت ما در سوریه ربطی نداشته است یا داشته. فرضیه‌ی دیگری هم هست؟ یکی از این دوست دیگر. یا ورود ما به سوریه دلیل این مسئله بوده است یا نبوده. دخالت ما دلیل آن نبوده و آنان همیشه می‌خواسته‌اند جبهه‌ی لبنان را نیز بگشایند. این از این دو فرضیه.

اما برویم سراغ فرضیه‌ای که ما به آن معتقدیم: لبنان یکی از اهداف این گروه‌های تکفیری است و این از ادبیات و سخنرانی‌هایشان مشخص است. ولی گفته‌اند لبنان امروز جبهه‌ی پشتیبان است نه جبهه‌ی جهاد. اولویت سوریه است، سپس سراغ لبنان خواهیم آمد. این را گفتند یا نگفتند؟ این در اینترنت، شبکه‌های تلویزیونی، رسانه‌ها و… هست. خب، طبق برخی اولویت‌ها رفتند سراغ سلطه بر مناطق هم‌مرز با لبنان چه مرزهای شمالی و چه مرزهای بقاعی -اگر استعمالی صحیح باشد.-. پس مسئله تنها زمان است. یعنی از منظر اعتقادی آن‌ها خواهند آمد و ما معتقدیم اگر امروز نیایند فردا خواهند آمد. چه این که خودشان هم این را اعلام کردند و گفتند. این مربوط به وقتی است که مسئله را اصولا به حضور حزب الله در سوریه مرتبط ندانیم. لبنان اصولا از اهداف گروه‌های تکفیری و بخشی از پروژه‌ی این گروه‌هاست. و به دلیل این که آمریکا و اسرائیل در این گروه‌ها دست دارند قطعا لبنان را هدف قرار خواهند داد. چون می‌خواهند منطقه را به بن‌بست بکشانند و ویژگی لبنان همچون سوریه این است که مقاومتی دارد که تهدید پروژه‌ی اسرائیل در منطقه محسوب می‌شود. خب، معنایش این است که این‌ها بالاخره خواهند آمد. و آن‌چه آنان را به ورود به عرصه‌ی لبنان وا داشته است عقلانیت، پروژه و روش خودشان بوده است. این گونه این جبهه گشوده شده. این یک منطق.

یک منطق. یک منطق دیگر هم وجود دارد. اگر ما نگاه شما را پذیرفتیم -امروز بنده نمی‌خواهم از منطق اول دفاع کنم. می‌خواهم در قالب جدل منطق دوم را بپذیرم.- که: ای مردم، شما دارید برای حضور رزمندگان حزب الله در سوریه هزینه می‌دهید. به این دلیل است که این گروه‌ها وارد کشور شدند و این انفجارها و عملیات‌های انتحاری را ترتیب دادند و به این گزینه رسیدند. بگذارید این فرضیه را بپذیریم. اگر این فرضیه را پذیرفتیم -این‌جا هم می‌خواهم روشن و صریح صحبت کنم.- سؤال دیگری به وجود می‌آید: آیا دادن این مقدار هزینه و تحمل این پیامدها منطقی است؟ آیا ارزشش را دارد که به قصیر و دمشق برویم و بجنگیم؟ دو منطقه‌ی عمده‌ای که در آن‌ها مشارکت داشتیم. قصیر و دمشق هر دو مناطق مرزی محسوب می‌شوند. چون اگر خدای ناکرده دمشق سقوط کند همه‌ی مناطق مرزی به دست گروه‌های مسلح می‌افتد. آیا ارزشش را دارد دست به کاری بزنیم که چنین واکنش‌هایی در پی دارد؟ خب، این‌جا باز می‌گردم به آن‌چه کمی پیش درباره‌ی اسرائیل عرض کردم که به ما می‌گفتند: چون شما به اسرائیل حمله کردید و با آن‌ها، ایست‌های بازرسی، حضور، محل‌های اسکان و مقرهایشان جنگیدید این واکنش‌ها طبیعی است. یعنی کار اسرائیل را توجیه می‌کردند. امروز نیز تجاوز گروه‌های مسلح را به لبنان توجیه می‌کنند. همانند صحبت‌های گذشته نمی‌خواهم مشخصات و انگیزه‌های حضور و نبردمان در سوریه را توضیح دهم و این که چرا هنوز در سوریه می‌جنگیم و چرا هر جا که لازم باشد باشیم باقی خواهیم ماند؟ به عبارتی هیچ تغییری صورت نگرفته است. بلکه اطلاعات جدید مردم را بیش از پیش به راستی و درستی این گزینه قانع می‌نماید. بنده نمی‌خواهم از ابتدا آغاز کنم بگذارید -به قول معروف- آخرش را بگوییم. بر اساس اطلاعات جدید از وضعیت منطقه و جهان می‌بینیم اکثر کشورهای جهان که حمایت مالی و تسهیل کردند یعنی ویزا دادند و مرزها را باز کردند، تشویق و پشتیبانی نمودند و جنگجویان خارجی یعنی غیر سوری را به سوریه رساندند، از هراس، نگرانی و وحشتشان از خطرات امنیتی پیروزی این گروه‌ها در سوریه و بازگشتشان به آن کشورها، مخصوصا برای کشورهای همسایه و خطراتی که آن کشورها و جوامع را تهدید خواهد کرد صحبت می‌کنند. درست است یا نه؟ این اطلاعات را من اختراع کرده‌ام یا واقعا وجود دارد؟ امروز دستگاه‌های اطلاعاتی غربی و غیر غربی و برخی کشورهای منطقه‌ای جلسه می‌گذارند تا ببینند باید چه کار کنیم؟! خب، [می‌گویند:] اگر -خدای ناکرده- این‌ها پیروز شوند پایگاه بسیار عظیمی خواهند یافت. سوریه بدتر از افغانستان خواهد شد. سپس سراغ ما خواهند آمد. آن موقع چه کنیم؟ یا اگر شکست بخورند و کم کم عقب‌نشینی کنند و از سوریه خارج شوند و سپس بازگردند چه کنیم؟ این بلایی است که خودشان سر خودشان آورده‌اند و مار در آستینشان پرورش داده‌اند. امروز این بحث در جهان وجود دارد یا نه؟ این یکی از اطلاعات.

دوم: مدتی است تعدادی از کشورها قوانینی تنظیم کرده‌اند که مانع سفر و مشارکت اهالی و شهروندان در جنگ سوریه می‌شود. مثلا تونس جلوی سفر به سوریه را گرفته و اقدامات لازم را انجام داده است. تونسی‌ها در این باره صحبت کرده‌اند. خب، چرا تونسی‌ها و دولت تونس مجبور شده‌اند چنین موضعی بگیرند در حالی که در ابتدا همه‌ی حوادث سوریه را تأیید و از آن پشتیبانی کردند؟ چون کسانی که به تونس برگشتند، بخشی از بلاهایی را که امروز بر سر ملت‌های منطقه می‌آید بر سر جامعه، ملت و آینده‌ی سیاسی تونس آوردند. از جمله عملیات‌های تروریستی، کشتار، ترور، سرپیچی و الخ. خب، تونسی‌ها به خود آمدند و دیدند که اگر قرار باشد این‌ها همین طور ادامه دهند تونسی باقی نخواهد ماند و این عقلانیت و شهامت را داشتند که خیلی زود چنین اقداماتی را عملی کنند. خب این هم دوم.

سوم: شاید برخی لبنانیان بگویند تونس دور است و سعودی بیش‌تر برایشان اهمیت داشته باشد! خیلی خب، در هفته‌های اخیر سعودی چه کاری کرده؟ اول: یک هجوم رسانه‌ای، فرهنگی و تبلیغی علیه شیخ‌های سعودی که جوانان سعودی را به رفتن به سوریه تحریک می‌کنند آغاز کرده است. آیا واقعا این یک رفتار فردی از فلان روزنامه‌نگار، فلان استاد یا فلان شیخ است؟ نه، یک سیاست رسمی است. امروز هجمه‌ای شدید با ذکر نام‌ها و نسبت دادن لقب “فعالان [توییتر]” که جوانان سعودی را به جنگ در سوریه فرا می‌خوانند، در جریان است. در حالی که خودشان سه سال بود جوانان سعودی را به جنگ در سوریه فرا می‌خواندند. چرا امروز این اقدامات صورت می‌گیرد؟

دوم: تمهیدی قانونی اندیشیده شد که هر کس به خارج از کشور رفت و جنگید -از جمله عرصه‌ی گسترده‌ی پیش روی جوانان سعودی یعنی: سوریه- اگر شهروند باشد به سه تا بیست سال و اگر نظامی باشد به پنج تا سی سال زندان محکوم می‌شود. خب، چرا امروز؟ چون سعودی موضع و استراتژی‌اش را درباره‌ی سوریه تغییر داده است؟ نه، هنوز پول و سلاح می‌فرستد و پشتیبانی سیاسی و رسانه‌ای می‌کند. این روزها مسئله‌ی جدیدی را در شورای امنیت مطرح کرده‌اند و در سوریه در همه‌ی جبهه‌ها می‌جنگند. بلکه به خاطر این است که جوانان سعودی نباید برای جنگ به سوریه بروند. همچنین یکی از اقدامات دیگر این است که سفارت‌های سعودی در کشورهای همسایه[ی سوریه] یعنی ترکیه، اردن، لبنان و… به جوانان سعودی در سوریه فراخوان داده‌اند که تشریف بیاورید شما را پذیرش کنیم و ترتیب بازگشتتان را به کشور بدهیم. چرا؟ بگویید چرا؟ اگر گفتید چرا؟ خیلی ساده است. پیش از این که پاسخ بدهم: در ضمن می‌دانیم در این سه سال سازمان اطلاعات سعودی پول خرج می‌کرد و از طریق رسانه‌های رسمی و غیر رسمی سعودی، شیخ‌ها، فتاوی، اینترنت و… سرباز می‌گرفت و جوانان سعودی را برای جنگ به سوریه می‌فرستاد. چه شد که این طور شد؟ خیلی ساده است. دولت سعودی متوجه شد این افراد وقتی بر می‌گردند بلای جان کشور می‌شوند، چنان که پس از [جنگ] افغانستان رخ داد. آیا فراموش کردیم وقتی جوانان سعودی از افغانستان و پاکستان باز گشتند در این کشور چه قتل‌ها، انفجارها، عملیات‌های انتحاری و فجایع دردناکی میان گروه‌های القاعده و ارتش و دستگاه‌های امنیتی سعودی رخ داد؟ همه‌ی این‌ها را فراموش کرده‌ایم؟ حکومت سعودی پی برد تداوم این سیاست یعنی حضور تعداد بیش‌تری از جوانان سعودی در جنگ سوریه، کسب این تفکر و تجربه و لیاقت و سپس بازگشت به سعودی برای ایجاد نبرد، کشتار و مصیبت در سعودی. پس برای حفظ قدرت حاکم به این گزینه پناه آوردند و گفتند جوانان سعودی نباید بروند. برای پایان دادن به فتنه، جنگ، درگیری، تخریب و خونریزی در سوریه نبود. به خاطر شرایط سعودی بود. خیلی خوب است، همین مقدار هم خوب است. هر قدر هیزم، گازوئیل و بنزینی را که روی این آتش می‌ریزند کم کنند خوب است. این‌ها از زبان اطلاعات بود.

حالا از لبنانیان می‌پرسم چرا آمریکا، فرانسه، بریتانیا، بلژیک، کانادا، همه‌ی کشورهای جهان، سعودی، تونس و همه‌ی این کشورهای دور از سوریه حق دارند از حضور جوانانشان در میان این گروه‌های مسلح مستقر در خاک سوریه نگران باشند ولی ما لبنانیان که همسایه و همجوار سوریه هستیم و آینده، سرنوشت، امنیت، صلح، خورد و خوراک و زندگی‌مان به حوادث سوریه ربط دارد حق نداریم نگران باشیم؟ چرا ما حق نداریم تمهیداتی بیاندیشیم، جلوگیری کنیم و تک بزنیم یا هر چه شما اسمش را می‌گذارید؟ دولت لبنان -که ما بخشی از آن بودیم.- چه کرد؟ حکومت لبنان در مقابل این تهدید جز عدم دخالت -یعنی کردن سر زیر برف- چه کاری کرد؟ حالا خیلی‌ها پیدا می‌شوند می‌گویند: این چه حرفی است که می‌زنید؟ حکومت باید تصمیم بگیرد. [در پاسخ می‌گوییم:] مگر چند سال صبر نکردیم؟ 30.000 لبنانی مسیحی و مسلمان در القصیر حضور دارند که به آنان تعدی شد، برخی روستاهایشان اشغال شد، بعضی‌هایشان ربوده شدند، تعدادی کشته شدند و به زنان لبنانی تجاوز شد. ننگ نیست؟ برایتان نام‌هایشان را بیاورم؟ مایه‌ی ننگ نیست؟ شما در لبنان چه کردید؟ حکومت لبنان چه کرد؟ دولت لبنان چه کرد؟ هیچ، عدم دخالت! آیا حق نداریم دخالت کنیم تا خطر کشتار، مهاجرت، تجاوز و غارت را از 30.000 لبنانی ساکن منطقه‌ی القصیر دور کنیم؟ حق نداریم؟ طبق منطق شما ارزش تحمل این واکنش‌ها را نداشت که مثلا چند خودروی بمب‌گذاری‌شده یا چند انتحاری بفرستند؟ این بخشی از نبرد است.

آیا شما دولت و حکومت لبنان و دیگر لبنانیان فراموش کردید عده‌ای در بقاع پیدا شدند که تهدید می‌کردند -نوارش در شبکه‌های تلویزیونی موجود است.- ما در عرض نیم ساعت از بعلبک تا هرمل را می‌گیریم؟ پشتشان به چه گرم بود؟ به این که به زودی گروه‌های مسلح بر تمام مناطق مرزی تسلط خواهند یافت و آنان را پشتیبانی و حمایت خواهند کرد، وارد لبنان خواهند شد و بعلبک هرمل را در نیم ساعت اشغال خواهند کرد. این‌ها را ندیدید؟ نشنیدید؟ برایش چه کار کردید؟ برعکس استقبال کردید، به دیدارشان رفتید، هیئت به دیدارشان اعزام کردید، خوشامد گفتید و هنوز هم دارید خوشامد می‌گویید. این‌ها رخ داد یا رخ نداد؟ تحمل برخی پیامدها برای دورکردن خطر از اهالی بعلبک هرمل می‌ارزد یا نمی‌ارزد؟

خب، امروز بنده پیش از این که برویم سراغ موضوع آخر یک سؤال دیگر دارم. اگر خدای ناکرده گروه‌های مسلح بر سرتاسر سوریه تسلط پیدا کردند چه پیش خواهد آمد؟ وضعیت سوریه امروز چگونه است؟ صحنه‌های رقه، دیر الزور، ادلب، شمال حلب و شمال ادلب می‌خواهد در تمام سوریه تسری یابد. مثل افغانستان پس از خروج ارتش شوروی و مثل الجزایر. هر کس نظر دیگری دارد بسم الله. چه کسی زمام امور سوریه را به دست خواهد گرفت؟ رئیس ائتلاف مخالفان؟ مجلس ملی استانبول؟ چه کسی؟ آینده‌ی سوریه این است. این یکی از مهم‌ترین اطلاعات است. این دگرگونی افکار عمومی حتی در سوریه و این تظاهراتی که انجام می‌گیرد. این طور نیست که سازمان اطلاعات سوریه آن تظاهرات‌ها را به راه انداخته باشد، نه. بسیاری از این مردم درک کردند گرچه به نظام انتقاداتی دارند یا حتی در برابرش موضع دارند -هر طور می‌خواهید ارزیابی کنید.- ولی جایگزین آن به قول خودشان دموکراسی، آزادی و آزادی بیان نیست. اگر کسی حرف بی‌دلیلی بزند در خیابان محاکمه، جلوی چشم مادرش کشته و به کفر متهم می‌شود. جایگزینی که به مردم سوریه ارائه شده این است. به همین دلیل امروز از انتخابات پیش رو می‌ترسند. چرا؟ بیایید در سوریه انتخابات برگزار کنید. دیروز یکی از تحلیل‌گران سیاسی وقتی آمریکایی‌ها به حمایت پوتین از نامزد شدن مارشال سیسی در مصر واکنش نشان دادند و گفتند رئیس جمهور مصر را باید ملت این کشور انتخاب کنند، حرف خوبی زد: خب، رئیس جمهور سوریه را هم ملت سوریه انتخاب کنند. چرا از انتخابات در سوریه می‌ترسید؟ چرا؟ چون آن‌ها می‌دانند سلیقه و افکار عمومی مردم به چه سمتی متمایل شده است. امروز می‌خواهم از لبنانیان این را بپرسم. اگر خدای ناکرده این گروه‌های مسلح بر سوریه یا تمامی مناطق هم‌مرز با لبنان نه دمشق و دیگر مناطق سوریه تسلط پیدا کردند و همه‌ی مرزهای ما به محل‌های اسکان، مقرها و پادگان‌های آن‌ها باز می‌شد آن وقت خواهید دید می‌گویند حالا وقت آن رسیده است که لبنان میدان جهاد باشد و نه میدان پشتیبانی. بعد تصور کنید ما آن روز هنوز هیچ کاری نکرده باشیم! خب، وقتی فعالیتشان را در لبنان آغاز کنند آن روز چه کاری می‌توانید بکنید؟ می‌خواهید در همه‌ی مرزها و خطوط بجنگید؟ اگر امروز دو، سه یا ده خودروی بمب‌گذاری‌شده می‌آید که الحمدلله تا امروز نصفش کشف شده است آن روز چند تا خواهد آمد؟ آن روز که همه‌ی گذرگاه‌ها و مرزها باز است… به همه‌ی مناطق خودرو می‌فرستند. در آن صورت چه آینده‌ای برای لبنان متصور خواهد بود؟ چرا سرتان را زیر برف می‌کنید؟ چرا مردم را فریب می‌دهید؟ می‌خواهم پیش از مسلمانان از مسیحیان سؤال کنم: دارید سوریه را می‌بینید -بنده تحریک فرقه‌ای نمی‌کنم. کسی نگوید سید دارد تحریک می‌کند، اصلا.- آن روز وضعیت کلیساها، کشیش‌ها، راهبه‌ها، صلیب‌های شما، تصویرهای حضرت عذراء(علیها السلام) و مقدساتتان چگونه خواهد بود؟ جهان برای شما چه خواهد کرد؟ در گذشته در عراق چه کردند؟ مگر همین گروه‌ها نبودند که در همه جا آن طور عمل کردند؟ نگویید این داعش بوده و فلان کس نبوده است. همه‌شان شبیه هم هستند. تا این لحظه ثابت کرده‌اند همه مثل هم هستند. نام‌هایشان متفاوت است اگر نه عقلانیت، جوهره و تفکر واقعی‌شان تقریبا یکی است. خب، اگر به همه‌ی این مناطق مرزی تسلط پیدا کردند و لبنان را هم به عنوان بخشی از حکومت اسلامی عراق و شام خواستند چه می‌کنید؟ چه کرده‌اید؟ تا این لحظه چه کرده‌اید؟ این یک سؤال است. خوشتان بیاید یا نیاید این یک سؤال موجود و مطرح است. خب، مسلمانان هم همین‌طور. امروز وضعیت درزی‌ها در منطقه‌ی سویدا چگونه است؟ -بنده در ابتدا به شما وعده دادم می‌خواهم صریح صحبت کنم.- حتی درزی‌های طرفدار مخالفان. درزی‌های منطقه‌ی سویدا می‌توانند از خودشان نه در برابر اهل سنت بلکه در برابر این گروه‌های تکفیری که اهل سنت، درزی‌ها، مسیحیان و همه را تهدید می‌کنند دفاع کنند؟ وضعیت منطقه‌ی سویدا را که دارید می‌بینید. خب، میان درزی‌های سوریه و لبنان چه تفاوتی هست؟ موضع سیاسی‌تان نسبت به مخالفان سوریه شما را از دست این افراد نجات خواهد داد؟! تفکر، فقه، عقل و ادبیاتشان را نمی‌شناسید؟! تکلیف علویان و شیعیان هم که مشخص است؛ حتی برادران اهل سنت ما. به عبارتی اگر این گروه‌های مسلح پیروز شوند آینده‌ای برای جریان المستقبل در لبنان متصور است؟ برای خاندان‌ها و سران سیاسی میهن‌پرست لبنان آینده‌ای متصور است؟ برای جماعت اسلامی لبنان آینده‌ای متصور است؟ برای رویکردهای اسلامی غیر تکفیری لبنان آینده‌ای متصور است؟ یا نه عزیزان، سر همه‌مان یک بلا خواهد آمد؟ دلیل می‌خواهید؟ سوریه. دلیل می‌خواهید؟ افغانستان. دلیل می‌خواهید؟ عراق. دلیل می‌خواهید؟ پاکستان. دلیل می‌خواهید؟ سومالی. دلیل می‌خواهید؟ اصلا دلیل لازم دارد؟ یک ساعت است داریم دلیل می‌آوریم. این خطر، اولا خطر اسرائیل، همه‌ی لبنانیان را تهدید می‌کند، باور بکنند یا نکنند، بپذیرند یا نپذیرند. فرض کنید چیزی سمی است. یک نفر می‌گوید این سم است. می‌گویند نه، آبمیوه است. خب، اشکالی ندارد. شما اگر دلت می‌خواهد فکر کن آبمیوه است ولی سم است! نهایتا هم اگر بنوشی خواهی مرد. بنده هم دارم سمی را که فکر می‌کنید آبمیوه است از شما دور می‌کنم. ماجرای اسرائیل این بوده و هست و مسئله‌ی این تروریسم تکفیری نیز همین بوده و هست. پس برای مقابله با این خطر و این جنگ بدون مرز که سال‌هاست در کشورهای مختلف عربی و اسلامی در جریان است و در الجزایر، عراق، افغانستان، پاکستان، سومالی، سوریه و… صدها هزار قربانی گرفته است، چه باید بکنیم؟ امروز بلای موجود در سرتاسر منطقه به منطقه‌ی ما رسیده است. این ماییم که باید به مقابله بپردازیم. در زمینه‌ی مقابله اجازه دهید خیلی سریع به چند مورد اشاره کنم:

اولا: امشب و در سالگرد شهادت، فداکاری، هماوردطلبی و عزت سید عباس، حاج عماد و شیخ راغب باید از صبر، تحمل، بصیرت و اراده‌ی مردم مخصوصا خانواده‌های شهید و جانباز و کسانی که در انفجارها صدمات جانی و مالی به آن‌ها وارد شده است قدردانی کنیم.

ثانیا: باید به توانایی بالای این مردم در زمینه‌ی خویشتن‌داری، کنترل اعصاب و در نیافتادن به ورطه‌ی مقابله به مثل تبریک گفت. واقعا اگر به ارزش بشری، اخلاقی، ملی و دینی آن‌چه تا این لحظه رخ داده فکر کنیم در خواهیم یافت امری عظیم و متمدنانه است. این خویشتن‌داری نشان‌دهنده‌ی عمق پایبندی به این ارزش‌هاست و واقعا به قدردانی نیاز دارد.

ثالثا: باید بدانیم این نبرد به صبر، تحمل، فداکاری و پذیرش نتایج واکنش‌های احتمالی نیاز دارد. زنان، کودکان و بزرگ و کوچکی که در این انفجارها شهید شدند درست مانند جوانان ما که در سوریه به شهادت رسیدند و می‌رسند شهید شدند. آن‌ها و این‌ها شهیدان یک نبردند. مثل هنگامی که با بمباران اسرائیل کسانی در روستاها شهید می‌شوند و بخشی از شهیدان مقاومت هستند. این خون‌ها، شهادت، فداکاری‌ها و صبر است که پیروزی‌های مقاومت را رقم زد. این‌جا نیز این شهادت‌ها، خون‌ها، زخم‌ها، صبر، آه، تحمل و گاهی مهاجرت از برخی خانه‌ها بخشی از این نبرد هستند. می‌ارزد؟ بله، می‌ارزد. چرا؟ به خاطر این که -همان طور که درباره‌ی مقاومت گفتیم.- تمام خاکمان اشغال نشود، همه‌ی خانه‌هایمان ویران نشود، همه‌ی زنانمان اسیر نشوند، همه‌ی کودکانمان ذبح نشوند، همه‌ی منابعمان به یغما نروند و همه‌ی مردممان ذلیل نشوند. بله، طبیعی است که برخی از مقاومان و مردم به شهادت برسند و قربانی شوند، خسارت مالی بدهیم، گرسنگی بکشیم، مهاجرت کنیم، احساس هراس، نگرانی و اضطراب داشته باشیم -درباره‌ی مردم معمولی صحبت می‌کنم.-. ای مردم شریف، این‌ها بخشی از نبرد است. آن‌ها از شما چه می‌خواهند؟ به دروغ به شما می‌گویند: از سوریه عقب‌نشینی کنید، ما با شما در لبنان کاری نداریم. این دروغ است. چون اگر به مرزها تسلط پیدا کنند، خودروهای بمب‌گذاری شده به لبنان، به تمام مناطق سرازیر می‌شوند. چون عقلانیت آن‌ها این‌گونه است. نمی‌توانند غیر از این باشند. برعکس این را، این که همه را از همه‌ی فرقه‌ها ذبح کنند، وظیفه‌ی دینی و شرعی خود می‌دانند. ضمن این که خود این انتحاری‌ها چه گفته‌اند؟ -به نظر 14مارسی‌ها و شریکان فردایمان در کابینه، وزارت دادگستری، وزارت کشور و الخ.- گفته‌اند ما جز در دو صورت از عملیات‌های انتحاری دست بر نخواهیم داشت. یک: عقب‌نشینی حزب الله از سوریه. دو: آزادای به قول خودشان اسرایشان در زندان‌های لبنان و زندان رومیه. یعنی کسانی که در اردوگاه نهر البارد جنگیدند و افسران و سربازان ارتش لبنان را -که از تمام فرقه‌ها هستند. چون ارتش ملی است.- کشتند. گفته‌اند اگر آن‌ها را آزاد نکنید ما به عملیات‌های انتحاری ادامه خواهیم داد. پس دلیلش رفتن ما به سوریه نیست. پس سوم این که این مسئله جان‌فشانی می‌طلبد. چنان که مقاومت در برابر اشغال اسرائیل جان‌فشانی می‌طلبد.

رابعا: همه‌ی مردم اعتقاد داشته باشند ما در این نبرد نیز همان طور که در مقاومت پیروز شدیم، پیروز خواهیم شد ان شاءالله. مسئله، مسئله‌ی زمان است. چون عقل‌ها، اراده‌ها، عزم‌ها، برنامه‌ها، ظرفیت‌ها، توانایی‌ها و… که این نبرد در سطح رسمی، مقاومت و مردمی می‌طلبد، موجود و در جریان است. ولی طبیعتا نیاز دارد به زمان. این یک نبرد سرنوشت‌ساز و تاریخی است که نیاز به وقت دارد، ولی افق آن پیروزی است نه شکست.

-نمی‌دانم شماره‌ی چند شد.- خامسا: تلاش برای جلوگیری از تحقق هدف‌های جنگ‌افروزی تکفیریان. که یکی از آن هدف‌ها این است: -باور کنید این یکی از هدف‌های آن‌هاست.- جنگ فرقه‌ای. روی این کار کردند. در عراق تمام ادبیاتشان بر تحریک اهل سنت علیه شیعیان و رافضی‌ها و تحریک شیعیان علیه اهل سنت متمرکز بود تا جنگ شیعه و سنی آغاز شود. امروز نیز تمام ادبیاتشان در سوریه فرقه‌ایست، در لبنان فرقه‌ایست. پس در پی فتنه‌اند و وقتی زنان، کودکان و عزیزان ما شیعیان را در انفجارها می‌کشند می‌خواهند ما شیعیان را به جنگ با برادران اهل سنت‌مان وا دارند. این آن چیزی است که می‌خواهند و همان چیزی هم هست که رخ نداده و ان شاءالله به واسطه‌ی بصیرت، ادب، اخلاق و پایبندی شما به پیامبر و اهل بیت پیامبرتان(صلوات الله علیهم اجمعین) رخ نخواهد داد. هر مقابله به مثلی که به فتنه‌ی فرقه‌ای کمک کند به انتحاری‌ها و تحقق هدف‌های این انتحاری‌ها و این گروه‌های مسلح کمک کرده است. پاسداری و ادای امانت خون شهدای ضاحیه، هرمل و… یعنی صبر، تحمل و در نغلتیدن به فتنه با هر کدام از فرقه‌های لبنان.

همچنین یکی دیگر از هدف‌ها، ایجاد درگیری میان اردوگاه‌ها و محیط پیرامون آن‌هاست؛ هدفی اسرائیلی که گروه‌های تکفیری به آن کمک می‌کنند. چرا اصرار دارند برخی سرتیم‌ها باید فلسطینی باشند؟ چرا مدام می‌گویند فلان خودرو از این اردوگاه خارج شد و فلان خودرو از بهمان اردوگاه؟ برای ایجاد فضای سنگین عاطفی و روانی و سپس جنگ میان اردوگاه‌ها و پیرامونشان و تکرار تجربه‌های پیشین. باید حواسمان جمع باشد. قاعدتا این‌جا همه مسئولیت‌هایی دارند که باید بر عهده بگیرند.

سادسا: مقابله. که مسئولیت همه است. چون همه هدف حمله‌اند. از ما آغاز شده است ولی همه هدف حمله هستند. شواهد هم بر این مسئله صحه می‌گذارد به همین خاطر مقابله باید ملی باشد. بخشی از این مقابله‌ی ملی، فرهنگی، تربیتی و… مسئولیت روحانیان و علما است و اجازه دهید بگویم مخصوصا برادران روحانی اهل سنت. همه‌ی مساجد و منابر در قبال این مسئله مسئولیت دارند. رسانه‌ها باید هشیار و مراقب باشند. بخشی از آن هم سیاسی است: پایان دادن به توجیه این انفجارها، کار جدی برای [سامان‌بخشی] حکومت و استفاده نکردن از این مسئله در نبردهای سیاسی داخلی. بخش دیگر آن امنیتی است: یعنی انجام اقدامات لازم -که تا حد زیادی در حال انجام است.-. مهم‌ترین کار، شناسایی، توقیف و خنثی کردن محل‌ها، مجموعه‌ها و شبکه‌های آن‌ها پیش از رسیدن خودروها و انفجارشان است. در این زمینه نیز، مخصوصا در روزهای اخیر و امروز، دستاوردهای بسیار مهمی رقم خورده. قطعا مسئولیت بر عهده‌ی حکومت و دستگاه‌های حکومتی است. می‌توانید به ادبیات ما از 1982 مراجعه کنید، حتی یک روز هم نیامدیم بگوییم مسئولیت امنیت بر عهده‌ی ماست. هرگز. تنها گفته‌ایم ما در مقاومت سهیم هستیم و وقتی حکومت بتواند مقاومت کند ما کناره خواهیم گرفت. همیشه گفته‌ایم امنیت مسئولیتی است بر عهده‌ی حکومت، ارتش و دستگاه‌های امنیتی و باید مسئولیت خود را بپذیرند. ما وقتی اطلاعاتی به دست می‌آوریم به دستگاه‌های حکومتی می‌دهیم، اگر توانستیم کمکی کنیم می‌کنیم، همه‌ی لبنانیان باید در این مسئله کمک و همکاری کنند، اطلاعات بدهند، تسهیل کنند، ارتش لبنان و دستگاه‌های رسمی امنیتی را در همه‌ی اقداماتشان پشتیبانی کنند و کسی هم از فعالیت‌های تکفیریان دفاع و این فعالیت‌ها را توجیه نکند. آرام باشید، سریع مردم را محکوم نکنید. ما نه طرفدار محکوم کردنیم، نه طرفدار بی‌گناه دانستن. بازداشت می‌شوند، در انتظار تحقیقات می‌مانند، دادگاه وجود دارد. این نتیجه است که مشخص می‌کند به او ربطی نداشته و آزاد می‌شود یا ربط داشته و در زندان می‌ماند. فشار بر دستگاه قضایی، ارتش لبنان و دستگاه‌های امنیتی به خاطر هر بازداشتی کار نادرستی است که پیامدهای نامناسبی دارد. همین‌جا باید از تلاش‌ها و دستاوردهای ارتش لبنان و سازمان اطلاعاتش مخصوصا دستاوردهای اخیرشان قدردانی و به آن‌ها ادای احترام کنیم. چه این که بیانیه‌ای صادر کردیم و موضع سیاسی و عاطفی‌مان را درباره‌ی این دستاوردها اعلام نمودیم. امیدواریم ان شاءالله همه‌ی نیروها و دستگاه‌های امنیتی برای حفظ کیان کشور دست به دست هم بدهند. این هم درباره‌ی مقابله. که در این زمینه به همکاری و همیاری همه نیاز داریم. و ان شاءالله ما لبنانیان می‌توانیم با بصیرت، صبر و تحمل، پیروزمندانه از این نبرد خارج شویم و کشور، روابط داخلی‌مان، اردوگاه‌های فلسطینی و امنیت و آینده‌ی کشور و… را حفظ کنیم.

بخش آخر مربوط است به دولت. کسی که تمام این فضایی را که ترسیم کردم، این توجه‌ها، اولویت‌ها، خطرات، تهدیدها و چالش‌ها را درک کند بلافاصله می‌تواند انگیزه‌ها و رفتار ما را در مسئله‌ی تشکیل کابینه‌ی جدید لبنان بفهمد. در عین حال می‌خواهم خیلی سریع به برخی نکات بپردازم. این آخرین بخش از سخنانم خواهد بود.

اولا: هر کسی می‌تواند تشکیل کابینه را هرگونه که دوست دارد ارزیابی کند. مشکلی نیست. هر کس می‌تواند نظر مثبت یا منفی خود را بگوید. بنده شخصا تأکید می‌کنم ما در حزب الله از این نظرات ناراحت نمی‌شویم که هیچ، به همه‌ی نظرات و احساسات احترام می‌گذاریم و هر کس می‌تواند ارزیابی و نظر خود را داشته باشد.

ثانیا: طبیعی است که ارزیابی‌های مردم متفاوت باشد. چرا؟ به واسطه‌ی جهت نگاهتان. اگر این کابینه یا مثلا یک انسان نمی‌خواهم بگویم زیبا ولی معمولی باشد گاهی شما از بالا نگاهش می‌کنی و آن را چیزی می‌بینی و گاهی از راست، چپ، رو به رو، پشت و شاید پایین نگاهش می‌کنی و در همه‌ی حالات زاویه و عینک نگاه شما روی نظر و ارزیابی شما از مسائل و امور تأثیر می‌گذارد. چون چیز متفاوتی می‌بینی. به همین خاطر طبیعی است که ارزیابی همپینانان، دوستان و دشمنان این گروه و آن گروه متفاوت باشد. یعنی مثل همین مسئله که نظرات و ارزیابی‌های مختلفی درباره‌اش وجود دارد و بعضی‌هایش عبارت است از خشم. در طرف مقابل هم همین است. چون به زاویه‌ی دید ربط دارد و زاویه‌ی دید روی ارزیابی تأثیر می‌گذارد.

ثالثا: ما همیشه در ادبیات سیاسی‌مان -همیشه یعنی همیشه. اصلا تازه نیست. این طور نیست که هر روز نظرمان را تغییر دهیم.- می‌گوییم در لبنان باید مشارکت صورت بگیرد. ما طرفدار مفهوم حکومت و مشارکت ملی هستیم. حتی اگر طرف‌های مشارکت مخالف یا حتی دشمن یکدیگر باشند. ما در طول سال‌های گذشته و مخصوصا در ده ماه گذشته هیچ وقت نگفتیم ما تشکیل کابینه‌ای با حضور جریان المستقبل، حزب کتائب، نیروهای لبنانی یا هر کدام از بخش‌های 14 مارس را نمی‌پذیریم. چنین چیزی گفتیم؟ نگفتیم. هیچ وقت نگفتیم ما حضور و مشارکت آن‌ها را در کابینه نمی‌پذیریم، به هیچ وجه. هیچ وقت نگفتیم ما با حضور جریان المستقبل، کتائب، نیروهای لبنانی یا 14مارسی‌ها در کابینه یا پشت میز گفت و گوهای ملی حضور نیافته‌ایم و نخواهیم یافت. به هیچ وجه. بلکه همیشه به مشارکت ملی، دولت مشارکت و وحدت ملی، گفت و گو، گفت و گوهای ملی، ملاقات و بحث فرا می‌خوانده‌ایم و فقط هم حرف نبوده است. بله، معنای ملاقات به هیچ وجه این نیست که نظرمان را به طرف مقابل تحمیل کنیم، بلکه [برای رسیدن به توافق] تلاشمان را می‌کنیم. خب، به همین خاطر ما از این منظر از این دولت اصلا ناراحت نیستیم. چون هیچ وقت نگفته‌آیم: به هیچ وجه، نمی‌پذیریم و بر نمی‌تابیم. کسی که با این مسئله مشکل دارد طرف مقابل است. چیزی که تشکل کابینه را ده ماه عقب انداخت تعداد کرسی‌ها و جلسه‌های مشورتی نبود. بله سر این مسائل مشکل وجود داشت ولی آن‌چه موجب تأخیر ده‌ماهه شد لبنانیانی بودند که تشکیل کابینه‌ی سیاسی را نمی‌پذیرفتند و در این ده ماه شعار تشکیل کابینه‌ی بی‌طرف و اخراج حزب الله از هرگونه‌ی کابینه را -در فرض کوتاه آمدن و تشکیل دولت سیاسی- می‌دادند. از روز اول گفتند کابینه‌ای سیاسی خالی از اهالی سیاست، اعضای احزاب و افراد تحریک‌کننده. این‌ها بود که تشکیل کابینه را عقب انداخت. مسئله‌ی صندلی‌های وزارت، وزارت نفت و مشورت در این باره نبود. همین مسائل وقتی این گره سیاسی باز شد چقدر وقت گرفت؟ طولی نکشید، درمان شد. امکانش وجود داشت که پیش از این هم درمان شود. اگر از روز اول مسئله‌ی سیاسی وجود نداشت و مشکل فقط مشورت و صندلی‌های وزارت بود مسئله -مثل آن‌چه این روزها رخ داد.- در دو سه هفته حل می‌شد. اما متأسفانه گروهی که جلوی تشکیل کابینه را گرفتند شما را به این مسئله متهم می‌کنند و وقتی با آن‌ها بحث می‌کنی می‌گویند تصمیم ایران بوده است که جلوی تشکیل کابینه گرفته شود. اولا ما اصلا ناراحت نمی‌شویم. ثانیا -حالا که صحبت از دستاوردهای ملی شده است، اشکالی ندارد بگویم.- با احترامی که برای همه قائلم کسی که باب این دستاورد ملی را باز کرد جنبش امل و حزب الله بودند. -بنده عادت دارم دیگران را اول نام می‌برم.- حزب الله و جنبش امل بودند. ما بودیم که باب تفاهم را باز کردیم. -در نکات بعدی خواهد آمد.- ما شرایطمان خوب است و قدرتمندیم. ضعیف نیستیم. در لبنان، سوریه و منطقه ضعیف نیستیم. برعکس، آمریکایی‌ها در منطقه به ناکامی و شکست سیاست‌هایشان اذعان می‌کنند. برخی کشورهای عربی عقب‌نشینی کردند. حاکمان تغییر کردند. اگر بنشینم خوانشی از شرایط منطقه داشته باشم خواهید دید: نه، امروز شرایط سیاسی داخلی، منطقه‌ای و بین المللی ما در بهترین موقعیت در سه سال گذشته است. ولی فرصت برای مسئله‌ی ریاست جمهوری کم بود. اگر وضع همین طوری می‌ماند موعد انتخاب ریاست جمهوری در معرض خطر قرار می‌گرفت. این یک. دوم: شرایط به سمت یک معضل پیش می‌رفت. چون چه کابینه‌ی بی‌طرف تشکیل می‌شد و چه کابینه‌ی یک‌سویه‌ی سیاسی شکل می‌گرفت کشور دچار معضل بزرگی شده بود. خب ما نمی‌خواهیم در کشور مشکل ایجاد شود. نخواستیم به آن‌جا برسیم. آیا می‌توانستیم کاری بکنیم که این باب باز شود؟ در مشورت‌های حزب الله و جنبش امل -دیگر همپیمانان ما حق دارند گله کنند. دلیلش این بود که این مسئله در درجه‌ی اول به ما مربوط می‌شد.- مشخص شد که ما در هر صورت اگر 9 هم باشیم در تقسیمات لبنان یعنی 5 شیعه و 4 برای فراکسیون اصلاحات و تغییر. خب، ما از یکی از این 5 تا چشم‌پوشی می‌کنیم. می‌شد از راه یا راه‌های دیگری به ضمانت‌هایی هم که امید و توقع کسب آن‌ها را داشتیم دست پیدا کنیم. پس آمدیم و به همه اعلام کردیم مشکلی نیست، ما راه می‌آییم. ما بودیم که باب را باز کردیم. سپس پذیرفته شدیم و در یک لحظه‌ی سیاسی منطقه‌ای و بین المللی -که نیاز به فکر دارد چطور پس از 10 ماه رد و صحبت درباره‌ی اخراج و قسم خوردن بر سر این که با شما پشت یک میز نخواهیم نشست و در یک کابینه مشارکت نخواهیم کرد، پذیرفتند! خیلی خوب، عالی، این باید مایه‌ی مثبت‌نگری باشد نه شماتت یکدیگر. وقتی بنده امتیازی می‌دهم کسی حق ندارد سرزنشم کند و وقتی طرف مقابل هم امتیازی می‌دهد نباید… برعکس باید از او تقدیر شود.- همه باب‌ها را باز کردند. مسئله‌ی اصلی سیاسی حل شد. ماند مشورت‌ها و مسئله‌ی صندلی‌های وزارت. بحث صورت گرفت، همیاری شد، هر کس حق دارد هر وزارتی را که می‌خواهد درخواست کند و ما روی این مسئله تکیه نمی‌کنیم. در این زمینه با همپیمانانمان همیاری کردیم تا این که به نتیجه رسیدیم. ما بودیم که باب را گشودیم. اگر همچنان اصرار می‌کردیم که 9-9-6 و هیچ کس حاضر نمی‌شد کوتاه بیاید الآن کابینه داشتیم؟ اصلا تا پیش از موعد انتخاب رئیس جمهور کابینه‌ای تشکیل می‌شد؟ اصلا انتخاب رئیس جمهور در موعدش برگزار می‌شد؟ کشور به کجا کشیده می‌شد؟ نمی‌دانیم. در این مسئله هر کس می‌تواند ادعا کند ما امتیاز دادیم. البته بعضی‌ها هم چیزی ندادند. ما امتیاز دادیم. برخی بیش از دیگران فداکاری کردند. ولی اجازه دهید بگویم در این زمینه ما بیش‌ترین فداکاری را کردیم. ما دستاورد خاصی نداشتیم. تا آخرین لحظه درباره‌ی صندلی‌های وزارت بحث نکردیم. بنده می‌دانم برخی از هواداران ما از این مسئله خوششان نمی‌آید. ولی چه چاره؟ ما همینیم. اولویت‌ها و اهتمام‌های ما باعث شد اصلا درباره‌ی صندلی‌های وزارت بحث نکردیم و هیچ کدام را درخواست نکردیم. آخرین لحظه گفتیم حالا ببینیم چه وزارتخانه‌هایی به ما می‌رسد؟ چون اهتمام ما تشکیل و فعال شدن کابینه بود و این که کشور کابینه داشته باشد. چون مصلحت کشور در این است که دولت داشته باشد. باز هم روی این مسئله تأکید خواهم کرد. به همین دلیل اگر کسی بخواهد مسئله را از منظر صندلی‌های وزارتی که حزب الله به دست آورده است برسی کند، زاویه‌ی اشتباهی خواهد بود. نه با وزارتخانه بسنجید نه با تعداد. مهم نتیجه است: [به جریان افتادن] روند عظیم سیاسی کشور که ما خواستار ان بودیم. یعنی چه ما خواستار آن بودیم؟ گفتیم ما در برابر کشوری هستیم که منابعی دارد. تداوم فقدان دولت خطرناک است. ما به هیچ وجه خواستار فقدان دولت نبودیم. هیچ روزی چنین نبوده است. به تهمت‌ها کاری نداشته باشید. دروغ، تهمت و تحریف است. هنوز هم تمام نشده البته شاید کم شده باشد! چون با هم در یک کابینه حضور خواهیم داشت. تداوم فقدان دولت به لحاظ سیاسی، اقتصادی، پولی و امنیتی نادرست است. دوم: کابینه‌ی سیاسی برای کشور خطرناک است. کابینه‌ی سیاسی یک‌سویه برای کشور خطرناک است. پس باید چه کرد؟ یک گزینه می‌ماند. دولت سازش. هر چه می‌خواهید بنامیدش. دولت پایان جنگ، دولت سازش، دولت مخالفان، دولت دشمنان، دولت مصالح ملی… شاید همین بهترین اسم باشد: دولت مصالح ملی. البته بنده نامی روی آن نمی‌گذارم و خواهش می‌کنم در نام‌گذاری‌اش تجدید نظر شود. ولی این یک کابینه‌ی جامع نیست. چون فرصت گفت و گو، آماده‌سازی و ترکیب بندی برای برخی نیروهای سیاسی ملی‌گرا و اسلام‌گرای فرقه‌های مختلف فراهم نشد تا مانند دولت پیشین در این دولت مشارکت داشته باشند. ما به این نیروها و رابطه با آن‌ها افتخار می‌کنیم. بنده این کابینه را یک کابینه‌ی جامع و کابینه‌ی وحدت ملی نمی‌دانم. چون نیروهای قابل اعتنایی وجود دارند که داخل کابینه حضور ندارند. بله، این کابینه کابینه‌ی سازش و کابینه‌ی مصالح ملی است. این درست است. به همین خاطر ما امیدواریم این دولت، دولت دیدار -دقت کنید. ما سراغ سنگربندی نمی‌رویم بلکه با جدیت تمام امشب بنده در سالگرد سران شهید دوست دارم به همه‌ی لبنانیان بگویم: ما هر قدر هم اختلاف و موانع روانی داشته باشیم برای سنگربندی، دشمنی، خصومت و… در این کابینه شرکت نکردیم. شاید کابینه بتواند این موانع روانی را بشکند و میان ما فتح باب کند.-، تفاهم، گفت و گو، جمع‌کردن معضلات از کف خیابان‌ها، کاهش آشفتگی کشور و کاهش تیزی ادبیات سیاسی و رسانه‌ای کشور باشد. و این به مصلحت همه است. هر چقدر آشفتگی کشور کم شود، جان‌ها آرام بگیرند، مردم بنشینند و با هم صحبت کنند -این مسئله که ما بسیار به آن فرا خواندیم شاید از طریق کابینه محقق شود. امیدواریم.- به نفع همه است. ما با این روحیه‌ی مثبت به کابینه پا می‌گذاریم. ممکن است کسی -مانند کاری که برخی رسانه‌ها کردند.- بگوید شما درباره‌ی فلانی و فلانی این حرف‌ها را زدید. طبیعی است. آن‌ها هم درباره‌ی ما همین حرف‌ها را زدند. هر طرفی ممکن است از جانب شخصیت‌های طرف مقابل تحریک شود. ولی وقتی می‌گوییم مشارکت یعنی طرف مقابل -حال هر شخصیتی می‌خواهد داشته باشد و خوشمان بیاید یا نیاید.- می‌خواهد بیاید و شاید شما روی برخی جزئیات حرف داشته باشید. ولی این از نتایج و لازمه‌های مشارکت، دیدار لبنانیان، کاهش آشفتگی و بهبود وضع داخلی لبنان در برابر امواج فتنه است.

خب، به عنوان آخرین نکته عرض می‌کنم که اولویت این دولت -چنان که خود نخست وزیر اعلام کرد. البته هنوز نخست وزیر منتخب نشده است…- اجرای موعدهای قانونی پیش رو و مهم‌ترین و اولین آن‌ها موعد انتخاب ریاست جمهوری است که همه باید برای اجرای آن مشارکت کنیم. برعکس، بنده معتقدم این ترکیب که گاهی دلخوری و نفرت را هم در خود دارد خود مشوقی خواهد شد که هر کس به فکر انتخاب رئیس جمهوری بیافتد که کابینه‌ای جدید و دور از فشار تشکیل دهد. پس همه دور از فشار موعدهای مقرر می‌روند سراغ این که ببیند چه کسی را دارند و می‌نشینند و صحبت و بحث می‌کنند. این باعث می‌شود کسی در مسئله‌ی ریاست جمهوری به دنبال فقدان نباشد بلکه برویم سراغ انتخاب رئیس جمهور. پس اول: موعدهای قانونی.

دوم: به اصطلاح خود جناب نخست وزیر: مقابله با گونه‌های مختلف تروریسم. این چیزی است که امیدواریم دولت آن را به انجام برساند. قاعدتا امروز این امر مسئولیتی است بر عهده‌ی کسانی که پست‌های بنیادی را بر عهده می‌گیرند مخصوصا وزیر کشور، دفاع، دادگستری و ارتباطات. خواهش می‌کنیم پرونده‌ی مقابله با تروریسم برای این دولت و پیش از همه نخست وزیر، تحت اشراف رئیس جمهور محترم یک پرونده‌ی جدی و واقعی باشد.

سوم: درمان پرونده‌های اقتصادی و اجتماعی با کمال صدق و…

این‌ها اولویت‌های کابینه بود. یعنی این دولت در این چند ماهی که تا موعد انتخاب ریاست جمهور داریم همین مقدار مسئولیت را بر عهده گرفته است.

پیش از پایان در موضوع دولت یک مسئله باقی می‌ماند. و آن این که برخی همپیمانان، دوستان و مردم احساسات، هراس‌ها و دردهایی دارند. اشکالی ندارد بنده می‌خواهم کمی بیش‌تر به این جزئیات اشاره کنم تا منظورم را برسانم. می‌گویند فردا عمر الاطرش را آزاد می‌کنند. چطور وزیر دادگستری می‌تواند کسی را که اعتراف کرده است، محکوم است و خودروهای بمب‌گذاری شده و انتحاری‌ها را جا به جا می‌کرده آزاد کند؟ یا فردا نعیم عباس را آزاد می‌کنند. حالا در مسئله‌ی آن سه زن می‌گویند دوتایشان بی‌گناه بوده‌اند و سومی شاید تقصیرکار بوده است. بله، اگر آن سه زن را آزاد کنند قطعا در کشور معضل بزرگی ایجاد خواهد شد. این مسائل به این وزیر و آن وزیر ربطی ندارد که مردم نگران باشند یا بترسند، نه. می‌خواهم به طور کلی درباره‌ی این مسائلی که نگرانی و ترس مردم را بر می‌انگیزد عرض کنم ما هستیم، همپیمانانمان هستند، بیداریم، هشیاریم، می‌دانیم داریم چه می‌کنیم، از بالا و از همه جهت حواسمان هست. کسی نترسد و نگران نباشد. در این مرحله قصد کرده‌ایم کشور را التیام ببخشیم، از این مرحله عبور کنیم و یکدیگر را تحمل کنیم. این حرف‌ها که فلان کس تحریک می‌کند و فلان کس چه می‌گوید و چه می‌کند باید درمان شوند و جمع شوند. به همین خاطر دیدید بنده امروز نیامدم سخنرانی‌های افراد قبلی را بیاورم و بنشینم بحث کنم و جواب بدهم. چه این که توهین‌های بزرگی به ما صورت گرفته بود. همه را گذاشتیم کنار. مشکلی نیست. در حال ورود به مرحله‌ای جدید هستیم؛ مرحله‌ای که به نفع کشور، وطن، امنیت و التیام کشور است. این مرحله می‌طلبد که ببینیم سهم ما در نرم‌کردن فضا چقدر است؟ ما شناخته‌شده هستیم. تحمل، فداکاری و صبر می‌کنیم. تفکر، عقلانیت و تجربه‌ی ما و هوادران ما -تا وقتی که همراه ما تحمل بورزند و این رفتار را از ما بپذیرند.- این است. حالا این که جایی کسی ناراحت و دردمند است… بالاخره هر چیزی که انسان بخواهد رخ نمی‌دهد. در این کشور مردم زیادی زندگی می‌کنند که باید با هم برای آن‌چه پراهمیت‌تر و بزرگ‌تر است همکاری کنند.

قاعدتا در پایان صحبت دوست دارم به ملت مظلوم بحرین تبریکی پر شکوه و بزرگ عرض کنم. تبریکی به مناسبت سومین سال جنبش، قیام و انقلاب زلال اخلاقی، ملی و مسالمت‌آمیزش و پی‌گیری این جنبش مسالمت‌آمیز با وجود سرکوب، خرابکاری، کج‌نمایی، بازداشت‌ها، زندانی‌کردن‌ها و همه‌ی آن‌چه از سوی دولتی تحمیل‌شده با آتش و گلوله از سوی قدرت‌های مشخص منطقه‌ای بر سر وی می‌آید.

و آخرین بخش از مؤخره. می‌خواهم پس از صحبت پیرامون همه‌ی آن‌چه گفتم، فلسطین، اسرائیل و… -که مشکلی نیست. ما در این زمینه نیز اختلاف داریم.- به لبنانیان، فلسطینیان، ملت فلسطین -که قاعدتا حتی امروز در اردوگاه‌ها مسئولیت‌های بزرگی بر عهده دارند. بنده به برادرانمان در گروه‌ها، روحانیان و تجمعات مردمی می‌گویم: صدور بیانیه‌ی محکومیت به تنهایی کافی نیست. باید همت کنید، با مردم صحبت کنید و مراقب باشید. چون کسانی هستند که اصرار دارند از افراد فلسطینی برای رسیدن به آن هدفی که عرض کردم استفاده کنند.-، سوریه‌ای‌ها، همه‌ی ملت‌ها و احزاب و نیروهای عرب و همه‌ی افراد شریف جهان و منطقه‌مان که واقعا فلسطین، لبنان، سوریه برایشان ارزش دارد می‌گویم: اگر می‌خواهید فرصت‌ها را از اسرائیل بگیرید -این فرصت‌ها که کمی قبل عرض کردم.- و نگذارید این منطقه به فتنه‌ای ده‌ها ساله کشیده شود جنگ علیه سوریه را تمام کنید. جنگ سوریه را تمام کنید. جنگجویان را از سوریه بیرون کنید. به سوری‌ها اجازه دهید همان‌طور که امروز در مناطق بسیاری مصالحه می‌کنند، با هم مصالحه کنند. قطعا آن روز ما نیز در سوریه نخواهیم ماند. ولی اگر بخواهیم مهیا شویم و این فرصت‌ها را از دست ندهیم و این تهدیدها افزایش پیدا نکند باید همه‌مان جنگ علیه سوریه و داخل سوریه را برای پاسداری از فلسطین، لبنان، سوریه و امت پایان دهیم. امیدواریم این فرصت از میان نرود.

در سالگرد سران شهید وقتتان را خیلی گرفتم ولی قضای تمام مدت گذشته بود! با این شهیدان بزرگ و همه‌ی شهیدان عهد می‌بندیم عهده‌دار عقلانیت، تفکر، تدبیر، اخلاص، صدق، خون‌ها، فداکاری‌ها، صبر، دردها و آرزوهایشان باشیم و راهشان را ادامه دهیم تا این ملت، کشور و امت همیشه در جایگاه عزت، کرامت و اقتدار باشند.

خداوند تمامی شهدای ما و شما را رحمت کند.

والسلام علیکم و رحمت الله و برکاته.


 

دغدغه‌های امت

دغدغه‌های امت

صدر عراق/ به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر
شماره ۲۶۲ هفته نامه پنجره به مناسبت سالگرد شهادت آیت الله سید محمدباقر صدر، در پرونده ویژه‌ای به بررسی شخصیت و آرا این اندیشمند مجاهد پرداخته است. در این پرونده می‌خوانید:

-...

رادیو اینترنتی

نمایه

صفحه ویژه جنگ ۳۳ روزه
بخش کوتاهی از مصاحبه سید حسن نصرالله با شبکه المیادین به روایت دوربین دوم

نماهنگ

کتاب


سید حسن نصرالله