بیانات
سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در روز اربعین 1434 در بعلبک
| فارسی | عربی | فیلم | فیلم | صوت |تقسیم، امروز بسیاری از کشورهای عربی را تهدید میکند. از یمن تا عراق -که فتنهی طائفهای در آن در حال احیا شدن است.- تا سوریه -که امروز بیش از همیشه در معرض تهدید است.- تا مصر تا لیبی و حتی تا سعودی ... باید با این نقشههای تقسیم مقابله شود. بله، در هر کشوری میتوان با اهالی کشور دربارهی ادارهی کشورشان، قالب حکومت و مسائل اداری تفاهم کرد ولی با حفظ تمامیت کشور و عدم حرکت به سوی تجزیه و تقسیم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
بسم الله الرحمن الرحيم.
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، السادة النواب، الأخوة والأخوات، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
السلام عليك يا سيدي ومولاي، يا أبا عبدالله الحسين، يا ابن رسول الله، وعلى الأرواح التي حلّت بفنائك وأناخت برحلك، عليكم منا جميعاً سلام الله أبداً ما بقينا وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد منا لزيارتكم.
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين.
إنني في البداية أتوجه بالشكر إليكم جميعاً إلى الرجال والنساء والكبار والصغار الذين جاءوا من مختلف بلدات البقاع ومن مختلف المناطق اللبنانية لإحياء هذا الأمر العظيم وهذه المناسبة الجليلة، وأخص بالشكر أولئك الذين جاءوا من أماكن بعيدة ومشوا لساعات طويلة، وباتوا ليلهم في هذه البلدة او تلك البلدة.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يُحسن جزءاكم وعزاءكم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمصاب حفيده صلوات الله وسلامه عليه سيد الشهداء، وأنتم كنتم دائماً تلبّون نداء رسول الله ونداء حفيد رسول الله سيد الشهداء عليه السلام في كل المراحل في كل الميادين، في كل الساحات، في كل المواجهات، ولم تبخلوا لا بمال ولا بدم ولا بحضور ولا بصوت ولا بصرخة ولا بموقف ولا بتضحية مهما غلت وتعاظمت هذه التضحيات.
اليوم، هذه المسيرة، هذا الحشد، هذا الحضور، في هذا المكان، حيث في سنة 61 للهجرة جاءت السبايا والرؤوس ووُضعت حيث أنتم الآن في موقف صعب ومأساوي ومؤلم ومحزن. اليوم من خلال مسيركم على نفس الدرب ونفس الطريق الجغرافي تقدمون رسالة للعالم على أن هذا الطريق المعنوي والإيماني والروحي والجهادي الذي قام بتضحيات جسام منذ اليوم الأول لبعثة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصولاً إلى بدر وأحد، وصولاً إلى كربلاء، هذا الطريق سوف يبقى حياً قوياً متدفقاً مستمراً قادراً على صنع الأمة، على دفع الأمة إلى مواقع عزّتها وكرامتها ومجدها.
اليوم عندما ننظر اليكم نعرف مَن المنتصر في كربلاء سنة 61 للهجرة، ومَن الغالب، عندما ننظر إلى وجوهكم، إلى إرادتكم، إلى حشودكم، إلى تصميمكم، إلى عزمكم، إلى حضوركم.
عندما ننظر إلى تلك الملايين المجتمعة والمحتشدة حول ضريح أبي عبدالله الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام في مدينة كربلاء اليوم وخلال هذه الساعات نعرف مَن المنتصر في تلك المعركة ومَن كان الغالب وأي منطق هو الذي سجل لنفسه خلوداً، هل منطق "كد كيدك واسعَ سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا" هو الذي انتصر أو منطق "لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل" هو الذي انتصر، يعني منطق زينب أو منطق يزيد، منطق الحسين أم منطق يزيد، منطق الإسلام أم منطق الجاهية، مشروع الإسلام أم مشروع الجاهلية.
اليوم ما نشهده على امتداد العالم وما شهدناه على امتداد القرون يؤكد مَن الغالب الذي تحدث عنه إمامنا زين العابدين عليه السلام قائد موكب الأحزان والإباء والعزم والأرادة والوفاء عندما دخل إلى المدينة وسأله شامت وقال له: من الغالب؟ فقال عليه السلام ما مضمونه: إذا سمعت الأذان عرفت من الغالب، إذا سمعت الأذان يصدح بـ "أشهد ان لا إله الا الله وأشهد أن محمداً رسول الله" صلى الله عليه وآله وسلم عرفتَ من هو الغالب.
واليوم أيضاً نعرف من هو الغالب عندما نسمع اسم محمد رسول الله يُصدح به من على المنابر والمآذن والفضائيات والإذاعات خمس مرات في اليوم على امتداد المعمورة نعرف أن الدم انتصر على السيف في كربلاء، وأن مشروع الحسين حفيد محمد هو الذي انتصر في سنة 61 للهجرة، وأن السبايا وزين العابدين، أن الرؤوس المرفوعة على الرماح والنساء المقيّدات بالسلاسل اللاتي جيء بهنّ على مسافة طويلة إلى بعلبك ومنها إلى دمشق الشام هو الغالب وهو المنتصر وهو الحاضر.
نحن اليوم، من خلال هذا الإحياء، نؤكد هذا المعنى، معنى حياة هذا المشروع، حياة هذه الأمة، حياة هذا الدين، كما نعبر عن وفائنا وشكرنا واعترافنا بالجميل لرسول الله، لأهل بيت رسول الله، لصحابة رسول الله، للشهداء مع الحسين في كربلاء، الذين ـ بتضحياتهم ـ حفظوا لنا هذه الرسالة الإلهية وأوصلوها عبر الأجيال لنكون في هذا الزمن من المؤمنين بها، الملتزمين بها، العاملين بها، والتي نصنع بها انتصاراتنا وأمجادنا وحاضرنا ومستقبلنا ووحدة أمتنا وكرامة شعوبنا.
أيها الأخوة والأخوات: أهمية الإحياء لهذه المناسبة الجليلة والعظيمة، خصوصا هذه الأعوام، لها دلالة خاصة، كما كان يحصل في بعض مراحل التاريخ.
اليوم (فيما يتعلق بـ ) المشي إلى كربلاء، الإنسان يمشي وهو في معرض التهديد والتفجير والعمليات الانتحارية والمجازر والقتل الجماعي من خلال هذا النهج التكفيري التقتيلي الذي تستخدمه اليوم أمريكا لصنع فتنة دامية بين أبناء هذه الأمة ومختلف طوائفها ومذاهبها، ولكن هل استطاعت التفجيرات والعمليات الانتحارية خلال سنوات أن تحول دون أن يعبّر هذا العشق للحسين ولجد الحسين عن نفسه بمسير الملايين مشياً على الأقدام إلى ضريح أبي عبدالله الحسين عليه السلام؟
لا القتل سيوقف الباكستانيين الذين تفجّر حافلاتهم على الحدود في الطريق إلى الزيارة، ولا الاغتيال والقتل والتفجيرات سوف توقف الزوار الإيرانيين أو الزوار العراقيين أو الزوار اللبنانيين أو أي زائر للحسين عليه السلام يأتي من أي مكان في هذا العالم. لن يمنع خطف الزوار من أن تتواصل الزيارةـ هذا أمر هذا الأحياء، وهذا الأمر قدّم من أجل بقائه وخلوده آلاف الشهداء وعشرات آلاف الشهداء طوال التاريخ.
وأنا أقول اليوم لهؤلاء القَتلَة، لمرتكبي المجازر، إن هذا الأسلوب لن يجدي نفعاً، وهذا أسلوب خاطئ، هذا الأسلوب سيؤدي إلى المزيد من التمسك، وإلى المزيد من القناعة وإلى المزيد من الرسوخ في هذا المسار، بل هذا الأسلوب لا يمكن أن يبدّل فكر أحد ولا قناعة أحد ويجب أن يُعاد النظر بهذا الأسلوب، سواء في داخل الدائرة الإسلامية، تجاه من يختلف معهم هؤلاء التكفيريون في الرأي أو الفكرة أو المذهب أو المسلك أو الطريقة، سواء في الدائرة الشيعية أو في الدائرة السنيّة وكذلك أيضاً في الدائرة العامة.
ماذا يعني أن نشهد في الأعوام الأخيرة وخصوصاً في العام الأخير تفجيرات لكنائس في أكثر من بلد إسلامي وعربي، أو ذبح لمسيحيين في كنائس بحجة أنه يُمنع عليهم أن يحيوا أعياد الميلاد أو أعياد رأس السنة. حتى من الناحية الإسلامية والفقهية من يقول إنه يجوز لكم أن تفعلوا ذلك؟
هذا جزء من الشعائر وإحياء الشعائر التي احترمها الإسلام طوال التاريخ، منذ دخول الإسلام إلى كل هذه المناطق هذه الكنائس تحيي أعياد الميلاد وتقيم قداديسها ومناسباتها.
إذاً أنتم تأتون بدين جديد، أنتم تأتون ببدعة جديدة، عندما تريدون أن تفرضوا حتى تفاصيل فكركم بالذبح وبالقتل وبالمجازر وبالتفجيرات، وهذا لن يوصل إلى نتيجة، هذا طريق مسدود ويجب أن يتوقف على كل حال.
أيها الإخوة والأخوات: نحن نعيش، في لبنان وفي المنطقة، واحدة من أهم وأخطر المراحل وأكثرها حساسية، والذي يسيطر على مناخ المنطقة بشكل عام هو أجواء الفتن . وللأسف الشديد بالنسبة لكثيرين ضاعت البوصلة، واختلطت الأولويات وتبدلت، بل ضاعت وتاهت المقاييس والموازين، وغلبت المشاعر والعواطف والضغائن والأحقاد. حتى الخطاب الذي نسمعه من على مختلف المنابر بل للأسف الشديد عندما نستمع للمنابر أو نشاهد الفضائيات والبرامج الحوارية لم نعد نسمع حواراً، لا يوجد حوار، هناك شتائم، يجلس الأثنان يشتمان بعضهما، تجلس ساعة أو ساعة ونصف تسمع للشتائم، إلا ما شذّ وندر.
هذه مرحلة خطيرة جداً، وهذا يعني أن الانسان في مثل هذه المرحلة يجب أن يكون أكثر هدوءاً وأكثر استماعاً وأكثر دقة وأكثر تحملاً للمسؤولية، لأن المرحلة حساسة وتختلط فيها الأمور بشكل كبير.
أخطر ما تواجههه منطقتنا وأمتنا في هذه المرحلة، وخصوصاً في السنوات الأخيرة، هو مشروع إعادة تقسيم المنطقة، تقسيم المقسَّم إلى دويلات صغيرة على أساس طائفي ومذهبي أو عرقي أو جهوي. حتى البلد الذي دينه واحد ومذهبه واحد سيقسمونه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، أو يُقسمونه على أساس قبلي أو ما شاكل.
نحن هنا، في يوم الإسلام وإحياء الإسلام وإحياء الأمة، نؤكد موقفنا المبدئي والعقائدي في رفض أي شكل من أشكال التقسيم، أو دعوات الإنفصال أو التجزئة في أية دولة عربية أو أية دولة إسلامية، وندعو بكل تأكيد وإصرار إلى الحفاظ على وحدة كل بلد، مهما غلت التضحيات ومهما كانت الصعوبات ومهما كانت المظالم، ومهما كانت المطالب محقة. ونحن لا نتحدث عن أوهام أو خيالات، هذا الأمر اليوم يهدد العديد من البلدان العربية، من اليمن، إلى العراق الذي يُعاد إحياء الفتنة الطائفية فيه، إلى سوريا المهددة أكثر من أي وقت مضى، إلى مصر، إلى ليبيا، حتى إلى السعودية، إلى أكثر من بلد عربي ودولة عربية. هناك مشاريع تقسيم ومخططات تقسيم، ويجب أن تُواجه مخططات التقسيم هذه. نعم في كل بلد يستطيع أن يتفاهم أهل البلد على إدارة شؤونهم، وعلى شكل الحكم الإداري، هذه الأمور مفتوحة، ولكن تحت سقف وحدة البلد، وعدم الإندفاع إلى التجزئة وإلى التقسيم، بالتأكيد وصولاً إلى لبنان، الذي يجب أن نؤكد فيه اليوم أكثر من أي زمنٍ مضى، على تمسكنا بوحدة لبنان وطناً وأرضاً وشعباً ودولة ومؤسسات، وإذا أطلت من هنا أو من هناك مشاريع دويلات أو مشاريع إمارات، فيجب أن يرفضها اللبنانيون جميعاً، ولبنان هذا أصغر من أن يُقسّم أو يُجزّأ، إذا كان هذا المشروع له إمكانية حياة في أي بلدٍ آخر، فهذه الإمكانيات غير متوفرة على الإطلاق. اللبنانيون اليوم مدعوون إلى إحياء هذا المنطق، منطق الحفاظ على وحدة هذا الوطن ووحدة هذا الشعب، الأرض والمؤسسات، ورفض أي شكل من أشكال التجزئة أو التقسيم.
ثانياً: أيها الأخوة والأخوات: يجب أن نعترف، ولا نختبىء خلف إصبعنا، بأن لبنان هو أكثر بلد يتأثر بما يجري حوله، وخصوصاً بما يجري في سوريا، بسبب تركيبة لبنان الداخلية، وتعدّد وتنوع الموجود في لبنان، الطائفي والمذهبي والسياسي، بسبب تعارض المصالح الداخلية وبسبب هامش الحريات الجيد المتاح في لبنان، في التعبير عن الرأي أو الموقف أو الممارسة السياسية، وبطبيعة الحال يتأثر بما يجري في سوريا أكثر مما يجري في أي مكان آخر في المنطقة، بسبب الحدود الطويلة، الجار الوحيد، وطبيعة العلاقات وتشابك المصالح، وبالأخص من لبنان الذي يتأثر أكثر البقاع والشمال.
البقاع والشمال بسبب الحدود وبسبب التواصل الجغرافي والتواصل الأهلي والتواصل الشعبي التاريخي بين أهل الشمال وسوريا وبين أهل البقاع وسوريا. قد لا تشعر بقية المناطق بنفس التأثيرات التي يشعر بها أهل البقاع وأهل الشمال، هذا واقع موجود اليوم في سوريا، يوجد حرب حقيقية على أكثر من صعيد، لبنان في جوار سوريا، ويتأثر بهذه الحرب.
منذ الأيام الأولى كان يوجد في لبنان نهجان، للتعاطي مع هذا الموضوع، لنضع حكاية النأي عن النفس جانباً، لنتكلم بالجد، يوجد نهجان:
النهج الأول يقول: نحن كلبنانيين لنختلف حول موضوع سوريا، لا توجد مشكلة، كل واحد له رأيه وله قناعاته وله قراءته وله رؤيته وله موقفه، يُعبر عن هذا الموقف بأشكال مختلفة، وبوسائل الإعلام، ممكن أن نتناقض، وبالموقف السياسي نتناقض، ولكن تعالوا حتى لا نتقاتل في لبنان، أن لا ننقل القتال إلى لبنان، هذا نهج.
النهج الثاني: هو الذي كان يريد منذ اليوم الأول وما زال يريد إلى الآن، ومستعجل على نقل القتال إلى لبنان، ويحاول أن ينقل القتال إلى أكثر من ساحة، وتوجد بعض الساحات قد تأثرت بهذا المنهج، أنا لا أريد أن أدخل في الأسماء، وإذا عجز عن أن ينقل القتال إلى هذه الساحات يُهدد بالقتال في وقت قريب، بناءً على رؤية أو استنتاجات لها علاقة بخواتيم الأمور في سوريا.
هذا نهج خاطىء، نحن منذ البداية كنا مع النهج الأول، وقلنا: جيد، فلنختلف حتى في الحكومة اللبنانية، فمن عمل هذه "التخريجة"، طيب ما هي المشكلة؟، يوجد أناس في الحكومة اللبنانية لديهم موقف من سوريا، ويوجد أناس آخرون لديهم موقف مختلف مئة وثمانين درجة، مختلف بالرؤية وبالموقف وبالجوهر وبالمضمون وبالشكل وبالأدبيات وباللغة،هذا لا يعني أن نتصارع وأن نتقاتل، وأن يقتل أحدنا الآخر في لبنان.
هذا كان موقفنا، وبالمقابل هناك أناس إشتغلوا من خلال التحريض الطائفي والتحريض المذهبي والإستفزاز الميداني والشتائم، من أجل جر أطراف أخرى إلى القتال في الشارع، ولم يُوفى كل ذلك، هنا يجب أن أُسجل أولاً وأن أؤكد ثانياً، يجب أن أسجل أولاً أن موقف فريقنا السياسي وأن موقفنا وموقف الحكومة اللبنانية الحالية هو الذي يعود إليه الفضل بالدرجة الأولى بعد الله سبحانه وتعالى، في أنه منع إنتقال القتال إلى الساحة اللبنانية، ولو كان الفريق الآخر هو الذي يدير البلد في هذه المرحلة الحساسة جداً، لورّط البلد ليس فقط في قتال داخلي، بل في قتال مع سوريا أيضاً، وكلنا يعرف هذا المعنى، وثانياً: هو التأكيد على الإلتزام بهذا المنهج. أنا أدعوكم، خصوصاً في منطقة البقاع التي تتأثر بما يجري حولها، وكل اللبنانيين وفي الشمال بالتحديد أيضاً، إلى مزيد من الصبر، وإلى الثبات وإلى الهدوء، وإلى عدم التأثر بالإستفزازات وإلى عدم الإنجرار إلى أي تصادم.
اليوم نحن مدعوون، كل الطوائف وكل المذاهب وكل القوى السياسية، إلى مزيد من الإصرار على التمسك بالعيش الواحد في مناطقنا المختلفة وفي مدننا وفي قرانا وفي بلداتنا، وفي مرحلة الأزمة لا يجوز للعالم أن تبعد عن بعضها البعض، بالعكس الآن مطلوب أكثر من أي وقت مضى، من العلماء ورجال الدين من كل المذاهب والطوائف، سياسيين ومثقفين، والنخب والناس والوجهاء وأهل البلد وأهل الضيعة والجيران والضيع مع بعضها البعض، مزيداً من التواصل لمحاصرة أي مسعى للفتنة، ولتنفيس أي إحتقان، ولمنع أي تراكم يمكن أن يؤدي إلى نتائج خطرة.
هذه المسؤولية هي مسؤولية الجميع، مسؤولية الجميع من دون أي استثناء، لنحافظ على بلدنا وعلى سلمنا الأهلي، وعلى عيشنا الواحد وعلى أمن واستقرار بلدنا يجب أن نعمل ضمن هذه المنهجية.
طبعاً لطالما دعونا إلى تحمل المسؤوليات تجاه أولئك الذين يُحرّضون ويشتمون في الليل وفي النهار، ولم يحرك أحد ساكناً، نحن علينا أن ندعو وعلينا أن نلتزم نحن، علينا أن نلتزم وهذا ما أدعوكم إليه، هذه هي قوة الموقف اليوم وليس الضعف، لا أحد يفهم أن هذا ضعف على الإطلاق، القوة اليوم هي أن يسيطر عقلك على أعصابك، وأن تسيطر إرادتك على موقفك، وأن تُعمل بصيرتك، وأن تتصرف بمسؤولية، وهذا هو المطلوب من الجميع.
ثالثاً: موضوع النازحين إلى لبنان: أول نتائج وتأثيرات هذا الوضع المستجد، عندما نتكلم عن النازحين، سواء العائلات السورية أو العائلات الفلسطينية أو العائلات اللبنانية التي كانت تعيش في سوريا وتقيم وتعمل في سوريا، هؤلاء كلهم نازحون إلى لبنان في هذه المرحلة، الآن نسمي هؤلاء نازحين وهؤلاء لاجئين وهؤلاء مهجرين، هذا تفصيل. بالمضمون لا يوجد فرق كثير، هؤلاء النازحون اليوم هم ملف وحالة إنسانية كبيرة جداً، طبعاً لا أحد يملك تقديراً واضحاً بالأعداد، آخر كلام اليوم صدر عن وزير الداخلية، يتكلم عن 200 ألف نازح إلى لبنان، قد تكون الأرقام أكبر من هذا أيضأً.
في هذا الملف نحن ندعو أولاً: إلى التعاطي مع قضية النازحين ومع ملف النازحين من زاوية إنسانية بحتة، وعدم تسييس هذا الملف من قريبٍ ولا من بعيد، وبالتالي العائلات النازحة اللائذة بلبنان وبحكومة لبنان وبشعب لبنان، يجب أن تحظى بالعناية، سواء كانت موالية للنظام في سوريا أو معارضة للنظام في سوريا، أو من المنطقة الرمادية، يعني ليس لها موقف لا مع ولا ضد.
هذا موضوع إنساني، لا يجوز أن يُسيّسه أحد، وإذا كان هناك أية ملاحظات حول تسييس هذا الملف، يجب أن يُصغى إليها وتُعالج.
أيضاً نحن لا نستطيع كلبنان ـ لأي إعتبار ـ أن نُغلق الحدود مع سوريا، لا نقدر، مع تفهّمنا وتقديرنا للمخاطر السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية المترتبة على هذا النزوح الكبير والكثيف، ولكن لنفس الاسباب التي ذكرتها في البداية، لا نستطيع أن نأتي ونقول: تفضلوا لنأخذ قراراً بإغلاق الحدود لأي سبب من الأسباب. يجب أن نتقبّل هذه النتيجة الإنسانية ونعمل على معالجة تداعياتها الإقتصادية أو الأمنية أو السياسية، لا أن نذهب إلى الخيار السلبي، فمخاطره أكبر بكثير من أي خيارٍ آخر.
إستيعاب ملف النازحين يحتاج إلى موقف رسمي كبير وواضح، وأعتقد أن الحكومة ستناقش اليوم أو في وقت قريب خطة كاملة على هذا الصعيد، وإلى تعاون شعبي أيضاً، وأنا اليوم أدعوكم وأدعو اللبنانيين جميعاً، كما كنا ندعو في السابق، إلى احتضان هذه العائلات في مختلف المناطق، في بيوتنا وفي أماكننا العامة وفي مؤسساتنا، أن نحتضن هذه العائلات، ومن موقع إنساني وأخلاقي ومسؤول، بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها الكثير من العائلات اللبنانية، ولكن هذه المسؤولية مفترض أن لا نتخلى عنها. نحن من جهتنا نبذل جهدنا وطاقتنا، ولكن على الجميع أن يبذلوا جهودهم، رسمياً وشعبياً.
طبعاً الحل الحقيقي لملف النازحين ليس إغلاق الحدود، الحل الحقيقي لملف النازحين هو معالجة السبب، يعني العمل من أجل أن يكون هناك تسوية سياسية في سوريا، توقف نزف الدماء وتوقف القتال وتوقف الحرب الدائرة، حتى يعود هؤلاء الأهل إلى بيوتهم، إلى ديارهم وإلى أرضهم، وهذا هو المطلوب اليوم، فالذي يتحمل مسؤولية إستمرار النزوح هو نفسه الذي يتحمل مسؤولية إستمرار نزف الدم، هو ذلك الذي يعيق ويمنع السوريين من الذهاب إلى حوار سياسي وإلى تسوية سياسية، سواء كان داخل سوريا أو على مستوى دول الإقليم، أو على مستوى المجتمع الدولي، هؤلاء لا يُفكرون إلا بمشاريعهم ومصالحهم، ولديهم تقديرات خاطئة تحدثت عنها سابقاً، منذ بداية الأحداث في سوريا، قالوا شهرين، رجعوا شهرين، رجعوا شهرين، الآن صرنا سنتين، وكل المعطيات تؤكد أن هذه المعركة إذا إستمرت فيها الخيارات العسكرية، هي معركة طويلة ودامية ومدمرة، وهناك أفق للحل السياسي مفتوح، ولكن هناك من يُعطّل الحل السياسي. مجدداً اليوم نريد أن نقول أن الظالم وأن المجرم، وأن الذي يتحمل مسؤولية سفك الدماء في سوريا، ومسؤولية المأساة الإنسانية للنازحين الذين خرجوا إلى لبنان أو إلى تركيا أو إلى الأردن أو العراق أو غيرها، هم أولئك الذين يمنعون الحوار السياسي والحل السياسي والتسوية السياسية في سوريا.
وهنا أيضاً، في إطار هذه النقطة، أدعو الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية إلى تطوير موقفها السياسي، وهذا لا يتنافى مع مسألة النأي عن النفس، بمعنى أن الدولة اللبنانية معنية اليوم أن تقول للأمريكيين، للأوربيين، للأمم المتحدة، لجامعة الدول العربية: يا جماعة، أنتم بهذه الطريقة تحمّلون لبنان ما لا يطيق اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، لا يكفي أن نقف في لبنان ونخطب ونعقّب على آثار هذه الأحداث على لبنان، يجب أن يكون هناك حركة سياسية جادة، يعني أن يطوّر لبنان موقفه السياسي باتجاه الضغط أو المساعدة إلى جانب كل أولئك الذين يضغطون من أجل أن يكون هناك حل سياسي وحوار سياسي وتسوية سياسية، وأن لا نبقى على النأي عن النفس ونجلس مكتوفي الأيدي ونتحمل آثار وتداعيات هذه الأحداث.
رابعاً: المخطوفون اللبنانيون في سوريا، أيضا من التداعيات.
خلال كل الفترة السابقة، لاحظتم أنني وإخواني في حزب الله كنا دائما نحاول أن نبتعد عن مقاربة هذا الملف، حتى لا يساء استخدام أي تعبير أو موقف أو كلام. لكن ـ للأسف الشديد ـ اليوم، وبعد كل هذه المدة الزمنية اتضح ويتضح أنه يتم إستغلال هذه القضية وهذا الملف بشكل سياسي وأخلاقي وإعلامي سيء وكريه، ويُستغل للتحريض على دول، وللتحريض على قوى سياسية، ولإحداث شروخات في مجتمعنا اللبناني ومحاولات الإيقاع بين اللبنانيين ومحاولات الإيقاع بين الناس.
نحن منذ اليوم الأول قلنا لأهل المخطوفين: حمّلوا الدولة المسؤولية، والدولة هي المعنية، والدولة معنية بتحمّل المسؤولية، وطالبناهم بأن لا يقطعوا الطرقات، وطالبناهم بأن لا يلجأوا إلى السلبية، وكان هذا موقفاً وطنياً عاماً.
اليوم، بعد مضي كل هذا الزمن الذي لم يتم التوصل فيه إلى نتيجة مطلوبة، عندما يتحرك الأهالي تأتي بعض الجهات لتفسر الموضوع سياسياً. هذا حقهم الطبيعي، لم ينسّقوا مع حزب الله، ولا مع حركة أمل، ولم يسألو،ا وهذا خيارهم الطبيعي.
لكن عندما يلمس الأهالي من المسؤولين في الدولة أن الدولة تتحرك بشكل جدي وحقيقي فهم ليسوا بحاجة للجوء إلى الشارع.
أنا شخصيا أعتبر أن حركة الدولة وكل الدولة ـ وليس الحكومة فقط ـ في هذا الملف غير مقنعة وغير مرضية، مع احترامي لكل الجهود التي بُذلت، رؤساء وبعض الرؤساء وبعض المسؤولين وبعض الوزراء يقولون إننا هاتفنا، اتصلنا، وذهبنا وجئنا وعقدنا جلسة، هذا لا يحلّ الموضوع.
اليوم، الدولة التي تقول إنها دولة تتحمل مسؤولية مواطنيها، يجب أن تبذل جهداً مختلفاً.
هنا يوجد نقطتان:
النقطة الأولى: أنا أدعو، بكل وضوح، الدولة اللبنانية أو الحكومة اللبنانية إلى التفاوض المباشر مع الخاطفين. أين المشكلة؟ وهذا يحصل في كل العالم، وأكبر دول في العالم تقوم بذلك، الدول التي تقول إنها ترفض أن تتفاوض مع الإرهابيين تتفاوض، ولا يضع لنا أحد إعتبارات سياسية ليس لها قيمة.
إذا بقيت أماطل، أنا أتكلم ـ أي اللبناني يتكلم ـ مع التركي، والتركي قد يفهم عليّ عربي أو يتحرك قليلاً، لا نعلم أين نصبح بهذه الطريقة، لا نصل إلى أي نتيجة. انا أدعو أولاً إلى تفاوض مباشر، والحكومة اللبنانية تكلف أحد المسؤولين اللبنانيين الرسميين أن يذهب إلى تركيا ويلتقي مع أحد الخاطفين ويتفاوض معه، بالنهاية هذا طريق وهذا أحد الطرق المتبعة، العقلاء يتبعونه وكل الدول تتبعها
ثانيا: إن الحكومة اللبنانية تبذل جهداً خاصاً في اتجاه الدول المؤثرة على الجهة الخاطفة، ولا نضحك على بعضنا البعض، هل هناك مجموعات في سوريا لا أحد يؤثر عليها؟ هذا ليس صحيحاً، هناك دول تموّل، ودول تسلّح، ودول تفتح الحدود. يعني ـ بعبارة واضحة ـ هناك ثلاث دول مؤثرة وقادرة أن تحسم هذا الملف، هي تركيا والسعودية وقطر. لماذا نجلس ونمغمغ (نضيّع) الأمور؟ هذه الدول الثلاث هي التي تدفع فلوس، وهي التي تمول، وهي التي تسلح، وهي التي تتواصل مع المجموعات المقاتلة، وتركيا هي تعطي كافة التسهيلات على الحدود. تتفضل الدولة اللبنانية، لها علاقاتها، هي عضو في جامعة الدول العربية، هي عضو في منظمة المؤتمر الاسلامي، لم يعد مقبولاً أن يقول المسؤول الفلاني اتصلنا وتكلمنا، هذا لا يعني أنه هناك متابعة جدية من قبل الدولة في ملف المخطوفين.
أنا ما زلت أدعو الأهالي إلى الرهان على الدولة وسعي الدولة، ولكن في نهاية المطاف، يا دولتنا الكريمة: إذا وجدتِ نفسك عاجزة، اذا وجدت الدولة نفسها عاجزة، قولوا لأهل المخطوفين، قولوا للقوى السياسية في لبنان، وليقولوا لنا نحن أيضاً، نحن الدولة اللبنانية عاجزون.
في تلك الساعة يذهب الناس ليعرفوا كيفية معالجة هذا الموضوع وهذا الملف، وكيف يتصرفون وماذا يفعلون؟ في النهاية الخيارات ليست معدومة.
إذاً في هذه النقطة أنا أدعو الدولة اللبنانية إلى تصرف مسؤول جاد حقيقي، وأن لا تكتفي بلوم الأهالي، أو أن تأتي وتعلّق على تحذيرات الأهالي أو غضب الأهالي، وهم محقّون في غضبهم وفي انفعالهم وفي سخطهم، لأنهم لم يجدوا من هذه الدولة التصرف والممارسة الجدية في هذا الملف.
خامساً ومنه نصل للختام: اليوم لدينا ملف كبير تعلق عليه آمال كبيرة في معالجة أو مساعدة لبنان في معالجة أزماته الإقتصادية والمعيشية والحياتية والإجتماعية، وهو ملف النفط والغاز.
طبعاً نحن دائما نصرّ أن هذا الملف معالجته هو مسؤولية الدولة، الدولة وحدها قادرة من خلال مسؤوليتها ومؤسساتها وسلطاتها على معالجة الملف المعيشي، والحكومات المتعاقبة هي التي تتحمل مسؤولية ما وصل إليه لبنان على المستوى الإقتصادي والمعيشي والحياتي والإجتماعي.
والآن حتى لا نهاجم بعضنا البعض لنقُل إن هناك باب أمل ـ باب الأمل هو ثروة النفط الغاز الواعدة التي يتكلم عنها المسؤولون اللبنانيون كافةً ـ وإن شاء الله تكون هذه النعمة (نعمة ولا تتحول إلى نقمة لأن هناك كلاماً في بعض الوثائق وفي بعض التقرير الصحفية وبعض الدراسات تقول إن أحد أسباب ما يجري في بعض دول الجوار له علاقة بالنفط والغاز، أي أنه قد تدمر دول من أجل أن تأتي جهات دولية ما لتضع يدها على هذه الثروات الوطنية. )
اليوم لدينا أمل، إذا لبنان استطاع أن يستفيد بشكل جدي من هذه الثروة فهذا سوف يوفر أمكانات مالية معقولة وكبيرة للبنان لسدّ ديونه ومعالجة الأزمة الاجتماعية، وأن لا نبقى نتقاتل على سلسلة الرتب والرواتب، وعلى تفريغ أساتذة الجامعات وعلى إغناء المناطق المحرومة، لأن الفقر هو الذي يأتي بالمشاكل، لكن أيضا المال والغنى مع ظلم، مع طائفية، مع عدم إخلاص، من الممكن أن يسبب نقمات ومصائب من نوع أخر.
الحكومة الحالية أنجزت المراحل الأساسية في هذا الملف، وهذا يسجّل لها، وهذا ملف ليس سهلاً، هذا ملف معقد – معقد لأكثر من سبب.
نذهب الان لمراحل أساسية أخرى. يجب أن نسجل هنا أسفاً كبيراً أن عدوّنا المغتصب المحتل السارق والناهب لثروات الشعب الفلسطيني أنجز كافة المراحل، وخلال ثلاثة أشهر ـ كما قيل في وسائل الإعلام ـ سوف يبدأ بالاستخراج وبالبيع والتصدير. ونحن اللبنانيين، كنّا ما نزال منشغلين بالمقدمات.
المرحلة الثانية كم من الوقت سوف تستغرق؟ الله أعلم. هذا طبعا يتطلب تصرفاً جدياً ووطنياً ومختلفاً ومسؤولاً من جميع القيادات والمسؤولين في هذه الدولة، والتعاطي مع ملف النفط (يجب أن يكون مختلفاً)، هو ليس ملفاً حزبياً ولا ملفاً شخصياً ولا ملفاً طائفياً ولا ملفاً مذهبياً ولا مناطقياً، وإذا كان هناك من ثروة نفطية في بحر لبنان، سواء كانت قبالة الجنوب أو قبالة الشمال، هي ثروة نفطية لكل لبنان، ولكل الشعب اللبناني، ويجب أن نتصرف مع هذا الملف على أنه فرصة تاريخية وطنية لإخراج لبنان مما هو فيه. هذه الخلفية تفترض تصرفاً مختلفاً.
هناك سؤال آخر ومهم يجب الإجابة عليه في هذا الملف، وهو أن هذه الثروة قد تستقدم تهديدات أو مخاطر إسرائيلية وخصوصاً فيما يعني المناطق أو الآبار التي يمكن أن تتداخل تحت الأرض أو تحت البحر، ولكن حتى شركات التنقيب أو الشركات التي ستلزم قد توجه لها تهديدات من هنا أو من هناك، من قبل الإسرائيليين أو أسياد الإسرائيليين لمنع لبنان من الاستفادة من هذه الثروة. كيف ستعالج الدولة اللبنانية هذا الموضوع؟
هنا ندعو إلى استراتيجية وطنية، إذا أرادت أن تترك الموضوع علينا فنحن جاهزون.
بكل صراحة، في الماضي تركت الدولة تحرير الأرض على الشعب اللبناني، وكانت غائبة، بل كانت سلبية. الشعب اللبناني من خلال فصائل وحركات وأحزاب مختلفة قام وقاتل وصنع تحريراً سنة 1985 وصنع تحريراً آخر في عام 2000 ، وأثبتت المقاومة الشعبية في لبنان أنها قادرة على حماية البلد، تحبون أن تتركوا هذا الموضوع للشعب اللبناني، حينئذ الشعب اللبناني وفئات الشعب اللبناني تنظر ما هي خياراتها، خياراتها واضحة، أو تحبون أن تضعوا استراتيجية وطنية لحماية الثروة النفطية؟
إسرائيل لديها استراتيجية واضحة، إسرائيل، يا إخوتي وأخواتي، واللبنانيون جميعاً يجب أن يعرفوا، إسرائيل فقط لأنه استجد عندها شيء اسمه آبار نفط وغاز في البحر، ذهبت ونفذت تعديلات في القوة البحرية وفي القوة الصاروخية وفي القوة الجوية وحركة المناورات، وما يستلزمه الحفاظ وحماية الثروة النفطية عسكرياً وأمنياً على المستوى التقني والمعلوماتي والتكنولوجي والتسليحي قامت به إسرائيل في نفس الوقت الذي كانت تبني فيه منصات وتقوم بأعمال التنقيب.
ماذا فعلنا نحن في لبنان ؟ "لدينا بارودتين أو صاروخين" نستطيع أن ندافع بهم عن البلد، نستيقظ في الصباح وننام في المساء (ونجدهم يتحدثون عن) سلاح المقاومة وسلاح المقاومة! بهذه الطريقة تريدون أن تحموا الثروة النفطية ، (وهي) الفرصة التاريخية للبنان ولإخراج لبنان (من أزمته)؟
إذا أردتم أن لا يتحمل الشعب المسؤولية لوحده فتفضلوا كدولة وابنوا استراتيجية. غير قادرين على وضع استراتيجية دفاع وطني شاملة لأن هناك اناس يضعون شروطاً وشروطاً تعجيزية ليعودوا إلى طاولة الحوار، في الحد الأدنى إما طاولة الحوار أو الحكومة اللبنانية أو مجلس الدفاع الأعلى، فليجلسوا ويقولوا هذه استراتيجيتنا لحماية الثروة النفطية الوطنية، وما هو المطلوب منا كمقاومة في هذه الاستراتيجية الوطنية نحن جاهزون (لأن نقوم به) ولطالما تحملنا الغرم، تحملنا التبعات ولم نكن شركاء في الغنم وأنتم تعرفون ذلك، وحاضرون أن نحمل المسؤولية من جديد لأن بركات هذا الأمر ستعود على وطننا كله وعلى شعبنا كله، ونحن لا نبحث لا عن حصة ولا على سهمية ولا على "لحسة أصبع"، ولكن يعنينا كثيراً أن يتمكن لبنان كوطن وشعب ودولة من استخراج هذه الثروة ومن الاستفادة منها للصالح العام.
في هذا السياق، يجب أن أؤكد في يوم أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام)، في يوم الوفاء والموقف الصلب والثبات الذي عبّرت عنه زينب (ع) وزين العابدين (ع) حتى الأطفال الصغار الذين كانوا في هذا الموكب، نحن أيضاً نعبّر عن نفس الموقف ونعرف أننا في العام المقبل، في مسألة المقاومة، نحن أمام تحديات كبيرة ومهمة جداً، وأن الإسرائيليين والأميركيين يعملون على محاصرتنا في كل العالم وفي الإقليم، وهناك جهود من أجل وضع حزب الله على لائحة الإرهاب الأوروبية، وهناك قرارات أميركية لمنع أي نشاط أو حركة في أمريكا اللاتينية، وهناك عمل في العالم العربي والإسلامي على شيطنة المقاومة في لبنان وعلى الثأر من هذه المقاومة التي هزمت إسرائيل وأحرجت الحكام والأنظمة العربية، بل أحرجت الكثير من القوى التي تدعي المقاومة في هذه الأمة، ولكن أنا أقول لكم في أربعين أبي عبد الله الحسين (ع): كل هذه الجهود سوف تذهب هباءً. اليوم بدأوا يناقشون في أمريكا وإسرائيل ما هي تأثيرات الأحداث في سوريا على مستوى التسليح لدى حزب الله ولدى المقاومة في لبنان، يقومون بالتدقيق: هل لا زال هناك نقل للسلاح أو توقف؟ هذا المخزون بدأ يتراجع أم لم يبدأ بالتراجع؟ ما هو أفق هذا المخزون في المستقبل؟ وطبعاً هناك أناس يقومون بمساعدتهم؟ يعني هم شغلهم الشاغل أن في لبنان توجد هذه الإمكانية للقوة، يجب أن نحاصرها وأن نعزلها وأن نحاربها وأن ننهيها. ولكن اليوم، في يوم زينب سلام الله عليها، نحن نقول لأمريكا ولإسرائيل ولكل من يقف معهم ويتآمر معهم: كد كيدك ، واسعى سعيك، وناصب جهدك، فو الله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحيَنا.
اليوم في أربعين الحسين (ع)، نستعيد موقف العاشر من المحرم ونقول لكل هذا العالم الذي يفكر ويراهن أنه يمكن أن ينال منا نقول له: في سنة 85 ماذا كانت تملك المقاومة من سلاح ومن عدّة ومن عديد، ولكنها هزمت إسرائيل أقوى جيش في المنطقة. وفي سنة 2000 ماذا كانت تملك المقاومة من سلاح وعديد وعدة ، ولكنها هزمت إسرائيل في الـ 2000. وحتى في الـ 2006، صحيح أن الإمكانات كانت أفضل ولكنها لا تقاس بإمكانات إسرائيل ومقدرات إسرائيل. أنتم تخطئون عندما تقرأون قوتنا بمعادلة العدد والسلاح والصاروخ ، إن قوتنا الحقيقية تكمن في إيماننا، في إرادتنا، في عزمنا، في عشقنا لله ولرسول الله ولسيد الشهداء، في إرادتنا وطلبنا للحياة الكريمة، في ثقافتنا التي تقول : الحياة في موتكم قاهرين، والموت في حياتكم مقهورين. أنتم تخطئون عندما تقرأون حقيقة القوة في موقفنا التي نستمدها من كربلاء والتي نرددها في كل يوم وفي كل ساعة، بالموقف وبالممارسة ومن جديد : ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين، وعلى طوال التاريخ، قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة.
اليوم نستعيد موقف إمامنا زين العابدين( ع)، وهو مكبّل بالسلاسل في موكب السبي، الذي له آثاره النفسية والطبيعية القاهرة، ولكن عندما يهدد بالقتل من قبل ابن زياد، يقول كلمته المعروفة " أبِالموت تهددني يا بن الطلقاء"، وهذا ما نقوله لكل من يهددنا، نقول كلمة إمامنا وهو المقيّد بالسلاسل، أما نحن نقول اليوم كلمة إمامنا ونحن كنّا وما زلنا ننتقل من قوة إلى قوة ومن نصر إلى نصر: أبِالموت تهددنا يا بن الطلقاء، إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة". أليست هذه هي ثقافتنا،هذا فكرنا، هذا إيماننا، وأثبتنا ذلك خلال ثلاثين عاماً؟
لذلك أقول للعدو كما أقول للصديق، لكل المحبين القلقين، واليوم هم كثر في لبنان وفي العالم العربي والإسلامي، أقول لهم : لا تخافوا على هذه المقاومة لأن إرادتها ومنشأ قوتها من مكان آخر.
نحن اليوم في ساحة مرجة رأس العين، بالقرب من مشهد رأس الحسين ومأوى السبايا، من ساحة وقف فيها إمام المقاومة الإمام موسى الصدر خطيباً ومستنهضاً ومثيراً للهمم، من ساحة سيد شهداء المقاومة الإسلامية السيد عباس الموسوي، من ساحة الإنطلاقة الأولى لنهضة المقاومة الإسلامية في لبنان، نقول ونجدد عهدنا لنبينا (ص)، لأنبياء الله (ع)، لأئمتنا (ع)، لسيد شهدائنا، للشهداء جميعاً، ولكل الأحرار، ولكل الشرفاء، ولكل المقدسات، ولكل رافضي الظلم والذل والاحتلال: نحن هنا باقون في ساحة كربلاء الحسين (ع) لا يحول بيننا وبينه لا برد قارس ولا حر قاس ولا موت ولا قتل ولا تهديد ولا فداء ولا تضحيات مهما بلغت التضحيات، ويبقى النداء النداء: لبيك يا حسين.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا اباعبد الله الحسين (ع) وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين (ع)، وعلى علي بن الحسين (ع) ، وعلى أولاد الحسين (ع) وعلى أصحاب الحسين (ع)، وعظّم الله أجوركم من جديد، وشكر الله سعيكم، وبارك الله فيكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اعوذ بالله من الشیطان الرجیم.
بسم الله الرحمن الرحیم.
و الحمدلله رب العالمین و الصلاة و السلام علی سیدنا و نبیینا خاتم النبیین ابی القاسم محمد بن عبدالله و علی آله الطیبین الطاهرین و صحبه الاخیار المنتجبین و علی جمیع الانبیاء و المرسلین.
آقایان دانشمندان، نمایندگان، برادران و خواهران، السلام علیکم جمیعا و رحمت الله و برکاته.
السلام علیک یا سیدی و مولای یا اباعبدالله الحسین یا بن رسول الله و علی الارواح التی حلت بفنائک و اناخت برحلک علیکم منا جمیعا سلام الله ابدا ما بقینا و بقی اللیل و النهار و لا جعله الله آخر العهد منا لزیارتکم السلام علی الحسین و علی علی بن الحسین و علی اولاد الحسین و علی اصحاب الحسین.
در ابتدا از همهی شما، مردان، زنان، بزرگ و کوچک که از روستاهای مختلف بقاع و مناطق متفاوت لبنان برای بزرگداشت این امر عظیم و این مناسبت بزرگ تشریف آوردند تشکر میکنم. مخصوصا آنان که از راههای دور آمدند، ساعتهایی طولانی را پیادهروی کردند و شب را در روستاهای مختلف گذراندند. از خداوند (سبحانه و تعالی) میخواهم اجر عزاداری شما برای رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) در غم نوهاش سیدالشهداء را نیکو گرداند.
شما همیشه ندای رسول الله و نوهاش (علیه السلام) را در همهی دورانها، عرصهها، میدانها و رویاروییها لبیک گفتهاید و از مال، خون، حضور، ندا، فریاد، موضعگیری و فداکاری دریغ نورزیدهاید. هر قدر این قربانی گران و بزرگ بوده باشد.
امروز این راهپیمایی، جمعیت و حضور در این مکانی است که در سال 61 هجری در شرایطی دشوار، تأسفبار، دردآور و غمانگیز اسیران و سرها آورده و در محلی که شما حضور دارید قرار داده شدند. امروز از طریق راهپیماییتان بر همان راه جغرافیایی پیامی به جهان ارائه میکنید. و آن پیام این است که این سرگذشت روحانی، ایمانی، معنوی و جهادی که از اولین روز بعثت رسول الله (صلی الله علیه و آله و سلم) تا بدر و احد و کربلا دست به فداکاریهای عظیم زد، همچنان زنده، قدرتمند، جوشان، ادامهدار و توانا در ایجاد امت و قراردادن امت در جایگاه عزت، کرامت و بزرگیاش است. امروز وقتی در چهرههای شما مینگریم پی میبریم که سال 61 در کربلا چه کسی پیروز شد و غلبه کرد. وقتی به چهرهها، اراده، جمعیت، پایبندی، عزم و حضور شما و جمعیت میلیونی گردآمده در اطراف ضریح اباعبدالله الحسین (علیه السلام) و برادرش ابی الفضل العباس (علیه السلام) در شهر کربلا و در این ساعتها مینگریم پی میبریم که در آن نبرد چه کسی پیروز شد و فائق آمد و کدام منطق خود را جاودانه ساخت. آیا منطق «كد كيدك وإسعی سعيك و ناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا» بود که پیروز شد یا منطق "لعبت هاشم بالملك فلا/ خبر جاء ولا وحي نزل؟" پیروز شد؟ یعنی منطق زینب یا منطق یزید؟ منطق حسین یا منطق یزید؟ منطق اسلام یا منطق جاهلیت؟ پروژهی اسلام یا پروژهی جاهلیت؟ آنچه امروز در عرض جهان و طول تاریخ میبینیم تأکید میکند پیروز چه کسی است. اماممان زین العابدین (علیه السلام)، رهبر کاروان غمها، بزرگمنشیها، عزم، اراده و وفا در این باره برایمان صحبت کرده. وقتی ایشان وارد مدینه میشود و یکی از افرادی که از غم ایشان شاد بوده میپرسد: چه کسی پیروز شد؟ و ایشان (علیه السلام) به این مضمون میفرماید که: اذان را که بشنوی، خواهی فهمید چه کسی پیروز شد. ندای اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمد رسول الله اذان را که بشنوی، خواهی فهمید پیروز چه کسی است. امروز نیز وقتی نام محمد پیامبر خدا را روزی پنج بار در پهنهی زمین از منبرها، منارهها، شبکههای ماهوارهای و رادیوها میشنویم میفهمیم چه کسی پیروز شد. میفهمیم در کربلا خون بود که بر شمشیر پیروز شد و پروژهی حسین، نوهی محمد و اسیران، زین العابدین، سرهای به نیزه رفته و زنان زنجیر شده که این مسافت طولانی را تا بعلبک و سپس دمشق شام آورده شدند بود که در سال 61 هجری پیروز شد، غالب آمد و باقی ماند.
ما امروز از طریق این بزرگداشت بر این مسأله تأکید میکنیم. مسألهی حیات این پروژه، امت و دین. همچنان که مراتب وفاداری، تشکر و قدردانیمان را از پیامبر خدا و اهل بیت و صحابهی ایشان و شهیدان همراه حسین در کربلا اعلام میکنیم. کسانی که با فداکاریهایشان این رسالت الهی را برای ما حفظ کردند و آن را از دل نسلها به ما رساندند تا در این دوران به آن باورمند، پایبند و عامل باشیم و با آن پیروزیهایمان، بزرگیمان، امروز و فردایمان، وحدت امت و کرامت ملتهایمان را بنا کنیم.
###فتنه های داخلی و منطقه ای|جریان های تکفیری|فقه اولویت ها###
برادران و خواهران، بزرگداشت این مناسبت بزرگ -مخصوصا این سالها و مانند برخی مراحل تاریخ- معنای خاصی دارد. امروز کسی که پیاده به کربلا میرود از طریق این تفکر تکفیری کشتارگر در معرض تهدید، انفجار، عملیات انتحاری، جنایت و کشتار دستهجمعی است. تفکری که از طرف آمریکا برای ایجاد فتنهی میان امت و طائفهها و مذاهب مختلف آن به کار گرفته میشود. ولی آیا انفجارها و عملیاتهای انتحاری این سالها توانستهاند نگذارند این عشق به حسین و به جد حسین در قالب پیادهروی میلیونها نفر به سمت ضریح ابا عبدالله الحسین (علیه السلام) خود را بروز دهد؟ کشتار نه پاکستانیانی را که اتوبوسهایشان در مرز و در راه زیارت منفجر میشود متوقف میکند. نه ترور، کشتار و انفجار زائران ایرانی، عراقی، لبنانی یا هر کدام از زائران حسین (علیه السلام) از هر کجای این جهان را متوقف میکند. نه دزدیدن زائران جلوی ادامهی زیارت را میگیرد. برای باقیماندن و جاودانه شدن این احیا و این مسأله هزاران و دهها هزار نفر در طول تاریخ فدا شدهاند. و بنده امروز به این قاتلان و جنایتکاران میگویم این روش اثر بخش نخواهد بود. این روش غلط است و منجر به تمسک، اعتقاد و نفوذ بیشتر این روش میشود. روش شما نمیتواند تفکر یا اعتقاد کسی را عوض کند. باید در این زمینه در داخل دایرهی اسلام و در مقابل شیعیان یا سنیهایی یا مسلمانانی که این تکفیرگران با آنها در نظر، تفکر، مذهب، مسلک یا طریقت اختلاف دارند، تجدید نظر شود. چه معنا دارد این که در سالهای اخیر و مخصوصا سال گذشته در چندین کشور اسلامی و عربی شاهد انفجار در کلیساها یا کشتار مسیحیان در کلیساها به دلیل جلوگیری از بزرگداشت سالگرد میلاد یا سال نو هستیم. حتی از نظر اسلامی و فقهی چه کسی میگوید یا به شما اجازه میدهد چنین کاری انجام دهید؟ این یکی و یکی از بخشهای شعائری است که اسلام در طول تاریخ از ابتدای ورود اسلام به همهی این منطقهها برای آن احترام قائل بوده. این کلیساها عید میلاد را برگزار و آئینها و مناسبتهایشان را به جا میآورند. این شما هستید که دین جدید و بدعت آوردهاید و میخواهید حتی جزئیات تفکر خود را با ذبح، کشتار، جنایت و انفجار به دیگران تحمیل کنید. و این به نتیجه نخواهد رسید. این راه بنبست است و باید برای همیشه مسدود شود.
برادران و خواهران، ما در لبنان و منطقه در یکی از مهمترین، خطرناکترین و حساسترین مرحلهها زندگی میکنیم. و جو عمومی حاکم بر منطقه، جو فتنهها است. و متأسفانه قطبنما از دست بسیاری خارج شده، اولویتها جابجا شدهاند، مقیاس و معیارها تغییر کردهاند یا کاملا از بین رفتهاند و احساسات، عواطف، خصومتها و کینهها حتی بر سخنرانیهایی که از تریبونهای مختلف میشنویم چیره شدهاند. بلکه متأسفانه وقتی پای منبرها مینشینیم یا حتی شبکههای ماهوارهای و برنامههای گفت و گو را نگاه میکنیم دیگر گفت و گویی نمیشنویم. گفت و گویی نیست. توهین است. دو نفر مینشینند به یکدیگر توهین میکنند. یک ساعت، یک ساعت و نیم مینشینی پای برنامه فقط توهین میشنوی! مگر استثناهایی بسیار کمشمار. این برهه بسیار خطرناک است. و این یعنی انسان در چنین برههای باید آرامتر، شنوندهتر، دقیقتر و مسئولیتپذیرتر باشد. چون برهه حساس است و مسائل بسیار جابجا میشوند.
###خاورمیانه جدید|عراق|یمن|سوریه|مصر|لیبی|عربستان سعودی|لبنان###
خطرناکترین چیزی که منطقه و امت ما در این برهه و مشخصا در سالهای اخیر با آن مواجه هستند پروژهی بازتقسیم منطقه -یعنی تقسیم دوبارهی چیزی که تقسیم شده.- به حکومتهای کوچک طائفهای، مذهبی، نژادی یا متعلق به طرفهای سیاسی خاص است. یعنی حتی میخواهند کشوری را که یک دین و مذهب دارد به شمال و جنوب و شرق و غرب تقسیم کنند. یا این که میخواهند آن را بر اساس قبیله یا… تقسیم کنند.
ما اینجا و در روز اسلام، احیای اسلام و امت بر موضع اعتقادی و دینی خود بر عدم پذیرش هرگونه تقسیم، جداییطلبی یا تجزیه در هر کشور عربی یا اسلامی تأکید میکنیم و کاملا مصرانه به محافظت از تمامیت تمام کشورها فرا میخوانیم. هر قدر فداکاری لازم داشته باشد و هر قدر شرایط سخت باشد و ظلم وجود داشته باشد و مطالبات محقانه باشند. ما از وهم و خیال صحبت نمیکنیم. این مسئله امروز بسیاری از کشورهای عربی را تهدید میکند. از یمن تا عراق -که فتنهی طائفهای در آن در حال احیا شدن است.- تا سوریه -که امروز بیش از همیشه در معرض تهدید است.- تا مصر تا لیبی و حتی تا سعودی. پروژههای تقسیم دربارهی چندین کشور و حکومت عربی وجود دارد. و باید با این نقشههای تقسیم مقابله شود. بله در هر کشوری میتوان با اهالی کشور دربارهی ادارهی کشورشان، قالب حکومت و مسائل اداری تفاهم کرد ولی با حفظ تمامیت کشور و عدم حرکت به سوی تجزیه و تقسیم.
###لبنان|سوریه###
و قطعا در لبنان. باید امروز بیش از همیشه بر پایبندی خود به یکپارچگی میهن، خاک، ملت، حکومت و سازمانهای لبنان تأکید کنیم. و اگر پروژههای حکومتها و امارات کوچک از اینجا و آنجا سر برآورد باید همهی لبنانیان آن را رد کنند. این لبنان کوچکتر از آن است که تقسیم یا تجزیه شود. حتی اگر این پروژه در هر کشور دیگری ظرفیت حیات داشته باشد، این ظرفیت در لبنان وجود ندارد. لبنانیان امروز به احیای منطق حفظ یکپارچکی میهن، ملت، خاک و سازمانها و رد هر گونه تجزیه و تقسیم فراخوانده شدهاند.
دوم: برادران و خواهران، -باید اعتراف کنیم و تعارف نکنیم.- لبنان به دلیل ترکیب داخلی، تنوع و چندگانگی طائفهای، مذهبی و سیاسی، تعارض مسائل داخلی و سطح خوب آزادی بیان، موضع و رفتار سیاسی بیش از همهی کشورها از اتفاقات اطرافش مخصوصا حوادث سوریه تأثیر میپذیرد. و طبیعتا به دلیل مرزهای طولانی، تکهمسایگی، نوع روابط و تداخل منافع از حوادث سوریه بیش از حوادث هر مکان دیگری در منطقه تأثیر میپذیرد. و در لبنان که بیش از همهجا تحت تأثیر قرار میگیرد مشخصا بقاع و شمال به دلیل مرز و تماسهای تاریخی جغرافیایی، مالی و مردمی میان اهالیشان با سوریه. دیگر مناطق به اندازهی اهالی بقاع و شمال تأثیرات را احساس نمیکنند.
خب شرایط موجود این است. امروز در سوریه در سطوح مختلف جنگی واقعی وجود دارد. لبنان در همسایگی سوریه است و از این جنگ تأثیر میپذیرد. از روزهای اول در لبنان دو روش در برخورد با این موضوع داشتیم. مسئلهی عدم دخالت را کنار بگذارید. داریم دربارهی گزینههای جدی صحبت میکنیم. دو روش وجود دارد. روش اول میگوید بگذار ما لبنانیان دربارهی سوریه اختلاف داشته باشیم، مشکلی نیست. هر کس نظر، اعتقادات، خوانش، نگاه و موضع خودش را داشته باشد و آن را در قالبهای مختلف بیان کند. میتوانیم در رسانهها و عرصهی سیاست بحث کنیم ولی بیایید در لبنان با یکدیگر نجنگیم و جنگ را به لبنان نکشانیم. این یک روش.
روش دوم همان است که از روز اول تا امروز میخواهد و عجله دارد کشتار را به لبنان بکشاند. و در عرصههای مختلف میکوشد جنگ را به لبنان بکشاند. و برخی عرصهها از این روش تأثیر پذیرفتهاند. حالا نمیخواهم وارد نامها شوم. و اگر نتوانست جنگ را به این میادین بکشاند بر اساس نگاه یا محاسبات مرتبط با سرانجام حوادث سوریه به جنگ در آیندهی نزدیک تهدید میکند. این روش غلط است.
ما از ابتدا طرفدار روش اول بودیم و گفتیم حتی داخل دولت لبنان اختلاف داشته باشیم. چه کسی گفته افرادی باید بروند بیرون؟ مشکلی نیست. برخی در دولت لبنان دربارهی سوریه موضعی دارند 180 درجه متفاوت با اعضای دیگر دولت. موضعی متفاوت از نظر نگاه، موضعگیری، ذات، محتوا، قالب، ادبیات و زبان… . ولی این به آن معنا نیست که بجنگیم و در لبنان یکدیگر را بکشیم. موضع ما این بود.
بله، برخی حتی از طریق تحریک طائفهای، مذهبی، تحریک میدانی و توهین برای کشاندن طرفهای مقابل به جنگ خیابانی تلاش کردند. ولی موفق به این کار نشدند. اینجا باید اول در تاریخ ثبت و سپس تأکید کنم… باید در تاریخ ثبت کنم موضع گروه سیاسی ما، خود ما و دولت فعلی لبنان -که پس از خداوند (سبحانه و تعالی) در انجام این کار نقش داشته.- نگذاشته کشتار به لبنان کشیده شود. و اگر گروه دیگر در این برههی بسیار حساس کشور را مدیریت میکرد نه تنها کشور را به کشتار داخلی بلکه به جنگ با سوریه میکشاند. و همه این را میدانیم. و دوم تأکید بر پایبندی به این روش است. یعنی بنده مخصوصا منطقهی بقاع -که از حوادث اطرافش تأثیر میپذیرد.- و همهی لبنانیان و همچنین منطقهی شمال را به صبر، ایستادگی، آرامش و تحریک و درگیر نشدن فرا میخوانم. امروز ما، همهی طائفهها، مذاهب و نیروهای سیاسی به پایبندی بیشتر به همزیستی در منطقههای مختلف، شهرها، شهرکها و روستاهایمان فراخوانده شدهایم. در هنگام بحران افراد اجازه ندارند از هم دور شوند. بالعکس امروز بیش از همیشه دانشمندان، روحانیان همهی مذاهب و طائفهها، اهالی سیاست، فرهنگ، نخبگان، مردم، چهرهها، اهالی شهرها و روستاها و همسایگان باید با هم ارتباط داشته باشند تا مانع هر تلاشی در جهت فتنه، خفقان و هرگونه تراکم خطرناکی شوند. این مسئولیت بدون استثنا بر عهدهی همه است تا از کشورمان، مسالمت، همزیستی و امنیت و ثبات کشورمان محافظت کنیم. باید بر اساس این روش عمل کنیم. قاعدتا همیشه در برابر کسانی که شبانهروز تحریک و توهین میکنند و هیچ کس واکنشی نشان نمیدهد به مسئولیتپذیری فراخواندهایم. وظیفهی ما این است که دعوت کنیم و خودمان هم پایبند باشیم. خودمان باید پایبند باشیم و این همان چیزی است که شما را به آن فرا میخوانم. این قدرت موضع ماست، ضعف نیست. هیچ کس به هیچ وجه این مسئله را ضعف نداند. امروز قدرت این است که عقل شما بر اعصابتان و ارادهتان بر موضعتان تسلط داشته باشد و این بصیرتتان باشد که عمل میکند و رفتارتان مسئولانه باشد. و این چیزی است که همه باید انجام دهند.
سوم: مسئلهی مهاجران به لبنان. که از نتایج و اثرات این اوضاع پیشآمده است. منظور از مهاجران، خانوادههای سوریهای، فلسطینی یا خانوادههایی لبنانی که در سوریه زندگی، اقامت و کار میکردهاند، هستند. همهی اینها در این برهه مهاجران به لبنان هستند. این که عدهای را مهاجر، پناهنده یا کوچ کرده بنامیم جزئیاتی است که از نظر محتوا زیاد فرقی نمیکند. امروز مسئلهی این مهاجران پرونده و معضل بشری بسیار بزرگی است. قاعدتا کسی تخمین دقیقی از اعداد ندارد. آخرین عددی که امروز از مسئولان یا وزیر کشور منتشر شد از 200.000 مهاجر به لبنان حکایت میکند. که قطعا بیش از اینهاست.
در این باره ما اولا به برخورد با این پرونده، پروندهی مهاجران، با نگاه بشردوستانهی محض و عدم آلوده کردن این پرونده -کم یا زیاد- به سیاست فرا میخوانیم. در نتیجه باید به خانوادههای مهاجری که به لبنان و دولت و ملتش پناه آوردهاند توجه شود. چه طرفدار نظام سوریه باشند، چه مخالف و چه خاکستری و بدون موضع مشخص. این یک مسئلهی بشری است. هیچ کس حق ندارد آن را سیاسی کند. و اگر هر نکتهای در جهت سیاسی کردن این پرونده وجود دارد باید شنیده و درمان شود.
همچنین ما به عنوان لبنان به هیچ وجه نمیتوانیم مرزهایمان با سوریه را ببندیم. نمیتوانیم. در عین درک و ارزیابیمان از خطرات سیاسی، امنیتی، اقتصادی و اجتماعی این مهاجرت عظیم و متراکم به همان دلایلی که در ابتدا گفتم نمیتوانیم تصمیم به بستن مرزها بگیریم. با هیچ دلیلی نمیتوانیم این کار را بکنیم. باید این نتیجهی بشری را بپذیریم و به درمان پیامدهای اقتصادی، امنیتی یا سیاسی آن بپردازیم. نه این که سراغ گزینهی حذفی برویم که خطرات بسیار بزرگتری از دیگر گزینهها دارد. کنترل پروندهی مهاجران به موضع رسمی مناسب و صریح نیاز دارد و فکر میکنم دولت امروز یا به زودی دربارهی گام کاملی در این مسیر و همکاری ملی بحث خواهد کرد.
امروز بنده شما و لبنانیان را همچون گذشته به پذیرایی از این خانوادهها در مکانهای مختلف، خانههایمان، اماکن عمومی و سازمانها فرا میخوانم. باید با نگاهی بشردوستانه و اخلاقی و مسئولانه از این خانوادهها پذیرایی کرد. و با وجود شرایط معیشتی دشواری که بسیاری از خانوادههای لبنانی با آن مواجهند نباید از این مسئولیت شانه خالی کنیم. ما به نوبهی خودمان تلاش میکنیم ولی همهی طرفهای دولتی و مردمی باید تلاش خود را بکنند.
قاعدتا درمان واقعی پروندهی مهاجران بستن مرزها نیست. درمان واقعی پروندهی مهاجران درمان علت است. یعنی تلاش در جهت سازش سیاسی در سوریه و پایان خونریزی، کشتار و جنگ موجود تا این خانوادهها بتوانند به خانهها، سرزمینها و خاکشان برگردند. این همان چیزی است که امروز باید صورت بگیرد.
مسئول ادامهی مهاجرت همان مسئول ادامهی خونریزی و همان کسی است که چه در داخل سوریه و چه در سطح منطقهای یا جامعهی بین المللی جلوی رفتن اهالی سوریه به سمت گفت و گو و سازش سیاسی را میگیرد و مانع آن میشود. آنان جز به پروژهها و منافع خودشان فکر نمیکنند. و پیشبینیهای غلطی دارند که گفتم. از ابتدای ماجراهای سوریه گفتند دو ماه. بعد دو ماه دو ماه تمدید کردند. حالا دارد دو سال تمام میشود. و همهی اطلاعات تأکید میکنند اگر انتخاب گزینههای نظامی در این نبرد ادامه پیدا کند نبردی طولانی، خونین و مخرب خواهد بود. در حالی که مسیر درمان سیاسی باز است. اما کسانی وجود دارند که جلوی این درمان سیاسی را میگیرند. امروز بار دیگر میخواهیم بگوییم: ظالم، جنایتکار و مسئول خونریزی و فجایع انسانی مهاجران به لبنان، ترکیه، اردن، عراق یا… همان کسانی هستند که در سوریه جلوی گفت و گو، درمان و سازش سیاسی را میگیرند.
و همچنین اینجا و ذیل این بحث بنده حکومت و دولت لبنان را به پیشبرد موضع سیاسیاش فرا میخوانم. این با عدم دخالت منافات ندارد. یعنی حکومت لبنان امروز باید به آمریکاییها، اروپاییان، سازمان ملل متحد و اتحادیهی عرب بگوید شما با این رفتارتان در حال تحمیل چیزی به لبنان هستید که به لحاظ اقتصادی، اجتماعی، امنیتی و سیاسی تحملش را ندارد. این کافی نیست که در لبنان دربارهی تأثیرات این حوادث بر لبنان سخنرانی کنیم و تفسیر ارائه دهیم. باید تحرکی جدی در زمینهی سیاسی وجود داشته باشد. یعنی لبنان موضع سیاسیاش را به سمت فشار یا کمک به همهی کسانی که در جهت شکلگیری درمان، گفت و گو و سازش سیاسی در سوریه فشار میآورند تغییر دهد. نه این که همین طور دخالت نکنیم و دست روی دست بگذاریم و اثرات و پیامدهای این حوادث را متحمل شویم.
###سوریه|لبنان|ترکیه|عربستان سعودی|قطر###
چهار: لبنانیان ربودهشده در سوریه. این نیز یکی از پیامدها است. در تمام ماههای گذشته ملاحظه کردید بنده و برادرانم در حزب الله سعی میکردیم به این پرونده نپردازیم تا از هیچ جمله، موضع یا صحبتی سوء استفاده نشود. ولی متأسفانه امروز و پس از گذشت این همه مدت روشن شد دارد به صورت زشت و کریهی از این مسئله و پرونده بهرهبرداری سیاسی، اخلاقی و بشری و علیه حکومت و نیروهای سیاسی و ایجاد شکاف در جامعهی لبنانیمان سوء استفاده و برای ایجاد درگیری میان مردم تلاش میشود. ما از روز اول به خانوادهی ربودهشدگان گفتیم مسئله را به حکومت بسپارید. این مسئله مربوط به حکومت است. اینها شهروندان لبنان بودهاند و حکومت مسئول است. و از آنها خواستیم خیابانها را نبندند و سراغ گزینههای منفی نروند. موضع عمومی ملی همین بود. امروز پس از گذشت این همه مدت که نتیجهای به دست نیامده خانوادهها دست به تحرک میزنند و بعضیها موضوع را سیاسی تفسیر میکنند. حق دارند. با حزب الله، جنبش امل و… هیچ هماهنگی ندارند. این انتخاب خودشان است و این تحرکشان هم طبیعی است. ولی وقتی خانوادهها احساس کنند مسئولان حکومتی به طور جدی و واقعی در حال فعالیت هستند نیازی به آمدن به خیابانها ندارند. بنده شخصا فعالیتهای حکومت -میگویم حکومت و نه تنها دولت- در این پرونده را قانع و راضیکننده نمیدانم. با حفظ احترام همهی تلاشهایی که صورت گرفت. نخست وزیر و رئیس جمهور، برخی مسئولان و وزیران میگویند تلفن زدیم و تماس گرفتیم و رفتیم و آمدیم و جلسه گذاشتیم. اینها مسئله را حل نمیکند. امروز حکومت که برای خود شأن حاکمیت قائل است و خود را مسئول شهروندانش میداند باید تلاش متفاوتی انجام دهد.
اینجا دو نکته هست. نکتهی اول: بنده با صراحت تمام حکومت یا دولت لبنان را به مذاکرهی مستقیم با آدمربایان فرا میخوانم. مشکل کجاست؟ در همهی جهان این کار صورت میگیرد. بزرگترین حکومتهای جهان این کار را انجام میدهند. حکومتهایی که میگفتند ما با تروریستها مذاکره نمیکنیم امروز دیگر میکنند. کسی برای ما مسائل سیاسی را مطرح نکند که برایمان هیچ ارزشی ندارد. اگر بخواهم همچنان منتظر باشم که با ترکیه صحبت کنم که ترکیه کمی تحرک از خودش نشان دهد معلوم نیست کار کی تمام شود. اگر همین طور پیش برود که هیچ وقت به نتیجه نمیرسیم. بنده ابتدا به مذاکرهی مستقیم فرا میخوانم. دولت لبنان یکی از مسئولان رسمی لبنان را به ترکیه بفرستد بنشینند رو در روی آدمربایان با آنها صحبت کند. در هر صورت این یک راه است. یکی از راههایی است که از آن استفاده میشود. عقلا و همهی حکومتها از آن استفاده میکنند.
دوم این که دولت لبنان تلاش ویژهای در زمینهی حکومتهای تأثیرگذار بر گروه آدمربا صورت دهد. با هم مزاح نکنیم برادران. این که در سوریه گروههایی هستند که هیچ کس در جهان بر روی آنها تأثیر ندارد، صحیح نیست. کشورهایی حمایت مالی میکنند، کشورهایی سلاح میفرستند و کشورهایی هم مرزها را باز میکنند. یعنی به طور صریح: سه کشور تأثیرگذار وجود دارند که میتوانند این پرونده را ببندند. آن سه کشور عبارتند از ترکیه، سعودی و قطر. چرا پنهانکاری کنیم؟ این سه کشور هستند که پول میدهند، حمایت مالی میکنند، سلاح میفرستند و با گروههای مبارز در تماس هستند و ترکیه هم همهی امکانات را در مرزها به دستشان میرساند. حکومت لبنان بیاید با روابطی که در اتحادیهی عرب و سازمان همکاریهای اسلامی دارد وارد عمل شود. این کافی نیست که فلان مسئول بگوید ما صحبت کردیم و تلفن زدیم. این نشاندهندهی پیگیری جدی پروندهی ربودهشدگان از جانب حکومت نیست.
بنده همچنان خانوادهها را به دل بستن به حکومت و تلاشهای حکومت دعوت میکنم. ولی در هر صورت: حکومت محترم، اگر خود را ناتوان میبینی -اگر حکومت خود را ناتوان میداند.- به خانوادهی ربودهشدگان و نیروهای سیاسی لبنان -از جمله ما- بگویید کاری از دست ما به عنوان حکومت لبنان بر نمیآید. خود مردم میروند ببینند چطور میتوانند این پرونده را درمان کنند، مسئولیتهایشان را به انجام برسانند، چه رفتاری بکنند و چه کار کنند…. در هر صورت راه کم نیست. پس در این زمینه بنده حکومت لبنان را به رفتار مسئولانه، جدی و واقعی فرا میخوانم و این که به سرزنش خانوادهها یا تفسیر جملات آنها بسنده نکند. چون خانوادهها حق دارند ناراحت، احساساتی و عصبانی باشند چون از این حکومت دربارهی این پرونده رفتار و اقدام جدی ندیدهاند.
###لبنان|نفت###
پنجم: -که از اینجا به پایان صحبت میرسیم.- امروز پروندهی بزرگی داریم که آرزوهای بسیاری در زمینهی کمک به لبنان در جهت درمان بحرانهای اقتصادی، معیشتی، حیاتی و اجتماعی به آن وابسته است. و آن پروندهی نفت و گاز است. قاعدتا ما همیشه اصرار داشتهایم درمان این پرونده مسئولیت حکومت است. تنها حکومت است که میتواند از طریق مسئولیتها، سازمانها و قدرتش پروندهی معیشت را حل کند. و مجموعهی دولتها مسئول وضعیت اقتصادی، مالی، معیشتی، حیاتی و اجتماعی هستند که امروز لبنان به آن رسیده. حالا برای این که به یکدیگر حمله نکنیم بگذارید بگوییم یک جای امیدواری هست. آن جای امیدواری هم ثروت موعود نفت و گاز است که همهی مسئولان لبنان دربارهاش صحبت میکنند. و ان شاءالله این نعمت نعمت باشد و تبدیل به نقمت نشود. چون امروز برخی مستندات، گزارشهای رسانهای و تحقیقات نشان میدهند یکی از دلایل حوادث برخی کشورهای همسایه نفت و گاز است. یعنی کشورهایی نابود میشوند تا برخی طرفهای بین المللی بیایند و به این منابع ملی چنگ بیاندازند. این داخل پرانتز بود.
امروز ما امیدواریم اگر لبنان بتواند به صورت جدی از این ثروت استفاده کند این مسئله ظرفیتهای مالی قابل توجه و بزرگی را برای پرداخت بدهیها و درمان بحران اجتماعی لبنان فراهم خواهد کرد. چه این که هنوز در حال جنگ بر سر مسئلهی دستمزدها و حقوقها، بازنشستگی اساتید دانشگاهها و توسعهی مناطق محروم هستیم. چون فقر با خود ننگ و مشکلات به همراه میآورد. ولی پول و بینیازی هم اگر با ظلم، طائفهگرایی و خساست همراه باشد ممکن است موجب نقمتها و مصائب دیگری شود. دولت کنونی گامهای بزرگی در این راه برداشت و این در کارنامهاش ثبت میشود. چه این که این پرونده، پروندهی آسانی نیست. به دلایل مختلف پیچیده است. و امروز در حال ورود به مرحلههای مهم دیگری هستیم. اینجا باید یک تأسف بزرگ را در تاریخ ثبت کنیم و آن این که: دشمن ما که غاصب، اشغالگر، دزد و غارتگر منابع ملت فلسطین است همهی مراحل را به پایان برده و طی سه ماه -چنانکه در رسانهها گفته میشود.- استخراج، فروش و صادرات را آغاز کرده. ولی ما لبنانیان هنوز درگیر مقدمات هستیم. مرحلهی بعد چقدر وقت میبرد؟ الله اعلم. این مسئله رفتاری جدی، میهنی، مخلصانه و مسئولانهی همهی سران و مسئولان این حکومت را میطلبد. پروندهی نفت یک پروندهی حزبی، شخصی، طائفهای، مذهبی و منطقهای نیست. و اگر منابع نفتی در دریای لبنان -چه در جنوب یا شمال- وجود دارد متعلق به همهی لبنان و همهی ملت لبنان است. و باید با این پرونده به عنوان فرصتی ملی و تاریخی برای خارج کردن لبنان از این وضعیت رفتار کنیم. اگر نگاه این باشد رفتار متفاوتی را میطلبد.
سؤال دیگر و پر اهمیتی وجود دارد که باید ذیل این پرونده به آن پاسخ داده شود. و آن این است که این ثروت مخصوصا در زمینهی حوزهها یا چاههایی که شاید زیر زمین یا دریا مشترک باشند، تهدیدات یا خطراتی از جانب اسرائیل را به همراه میآورد. البته این مسئله تخصصی است و بنده زیاد دربارهی آن نمیدانم. ولی حتی شرکتهای حفاری که میخواهند متعهد شوند با تهدیدهای مختلفی از جانب اسرائیلیان یا سروران آنها در جهت جلوگیری از استفاده از این ثروتها توسط لبنان مواجه میشوند. خب حکومت لبنان چطور میخواهد این مسئله را درمان کند؟ ما قاعدتا اینجا دعوت میکنیم به استراتژی ملی. اگر مسئله را به ما بسپارید ما آمادهایم. با صراحت تمام. در دورهای حکومت آزادسازی خاک را به ملت لبنان سپرد و غایب و حتی در جبههی مقابل بود. فقط غایب نبود. در جبههی مقابل بود. ملت لبنان از طریق گروهها، جنبشها و حزبهای مختلف ایستاد و جنگید و در 85 و 2000 خاک را آزاد کرد و مقاومت مردمی لبنان ثابت کرد توان محافظت از کشور را دارد. خب، اگر دوست دارید این مسئله را به مردم بسپارید خیلی خوب است. مردم لبنان میدانند چه گزینههایی را انتخاب کنند. انتخابهایشان روشن است.
یا اگر دوست دارید استراتژی ملی حفاظت از منابع نفت و گاز را تدوین کنید. استراتژی اسرائیل روشن است. برادران و خواهرانم، همهی لبنانیان باید بدانند: اسرائیل فقط چون چند چاه نفت در دریا پیدا کرد در نیروی دریایی، نیروی موشکی، نیروی هوایی، نقشهی مانورها و همهی آنچه در حوزهی نظامی و امنیتی و در سطح فنی، مستندات، تکنولوژی و تسلیحات برای حفاظت از منابع نفتی لازم بود تغییر ایجاد کرد. این کارها را اسرائیل همزمان با برپایی سکوها و حفاریها انجام داد. ولی ما در لبنان چه کردیم؟ چهار تا تفنگ و موشک داریم که میخواهیم با آنها از کشور محافظت کنیم صبح و شب داریم بر سر سلاح مقاومت بحث میکنیم. این طور میخواهید از منابع نفتی و فرصت تاریخی لبنان و برونرفت لبنان [از این وضعیت] محافظت کنید؟ اگر میخواهید خود ملت مسئولیتش را به تنهایی بر عهده نگیرد، وارد شوید و به عنوان حکومت استراتژی تدوین کنید. اگر چون بعضیها برای بازگشت به گفت و گوهای ملی شرطهای غیر ممکن میآورند نمیتوانیم استراتژی عمومی دفاع ملی تدوین کنیم حد اقل در گفت و گوهای ملی، دولت یا مجلس عالی دفاع -بنده نمیدانم کجا.- اعلام کنند این استراتژی ما برای حفاظت از منابع ملی نفت است. و آنچه ذیل این استراتژی ملی از ما -به عنوان مقاومت- خواسته شود ما آمادهی انجام آن هستیم. و مانند همیشه هستیم که غرامت و پیامدها را پذیرفتهایم و در غنیمتها شریک نبودهایم. و شما این را میدانید. ما حاضریم دوباره مسئولیتمان را بر عهده بگیریم چون برکات این مسئله شامل همهی کشور و ملتمان میشود. ما به دنبال نصیب، سهم یا تهماندهی کاسه نیستیم. ولی بسیار برایمان مهم است که لبنان به عنوان میهن، ملت و حکومت بتواند از این ثروت بهرهبرداری و از آن به نفع همه استفاده کند.
###مقاومت|آمریکای لاتین|سلاح مقاومت###
در همین زمینه باید در روز ابا عبدالله الحسین (علیه السلام) و روز وفاداری، موضعگیریهای شدید و ایستادگی که زینب، زین العابدین و حتی کودکان خردسال همراه آن کاروان از خود نشان دادند، تأکید کنیم ما نیز همان موضع را داریم و میدانیم سال آینده در زمینهی مقاومت در برابر چالشهای بسیار بزرگ و پر اهمیتی هستیم. و اسرائیلیان و آمریکاییها در حال تلاش برای تحریم ما در سرتاسر جهان و همچنین منطقه هستند. و تلاشهایی برای وارد کردن حزب الله به لیست سازمانهای تروریستی اروپا وجود دارد. و تصمیماتی از سوی آمریکا وجود دارد که جلوی هر جنبش و حرکتی را در آمریکای لاتین بگیرد. و تلاشهایی در جهان عرب برای شیطانی توصیف کردن مقاومت لبنان و انتقام از این مقاومتی که اسرائیل را شکست داد و حاکمان و نظامهای عرب و بلکه بسیاری از نیروهای مدعی مقاومت در این امت را به زحمت انداخت، وجود دارد. ولی بنده در اربعین ابا عبدالله الحسین (علیه السلام) به شما میگویم: همهی این تلاشها به باد خواهد رفت. امروز در آمریکا و اسرائیل بحثهایی را آغاز کردهاند که تأثیرات حوادث سوریه بر تجهیز حزب الله و مقاومت لبنان چیست؟ در حال بررسی هستند که آیا هنوز سلاح میرسد یا متوقف شده؟ این انبارها رو به کاستی گذاشته یا نه؟ افق این انبارها در آینده چیست؟ و قاعدتا کسانی آنها را در این زمینه کمک میکنند. یعنی تمام هم و غم آنها این است که یکی از نیروهای لبنان چنین ظرفیتی دارد پس باید آن را تحریم و منزوی کنیم و با آن بجنگیم و تمامش کنیم. ولی امروز در روز زینب (سلام الله علیها) به آمریکا، اسرائیل و همهی کسانی که با آنها ایستادهاند و در کنارشان توطئه میکنند میگوییم:«كد كيدك وإسعی سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا- هر توطئهای میدانی، به کار بند. هر کار از دستت بر میآید و هر چه میتوانی بکن. ولی به خدا قسم یاد ما را از میان نخواهی برد، وحی ما را نخواهی میراند.» امروز در اربعین حسین (علیه السلام) موضع روز عاشورا را تکرار میکنیم و به همهی این افراد که فکر میکنند و دل بستهاند که میشود به ما ضربه زد. میگوییم: مگر مقاومت در 85 چقدر سلاح، تجهیزات و نفرات داشت؟ ولی اسرائیل که قدرتمندترین ارتش منطقه بود را شکست داد. مگر مقاومت در 2000 چقدر سلاح، تجهیزات و نفرات داشت؟ ولی در 2000 نیز اسرائیل را شکست داد. و حتی در 2006 درست است که امکانات بیشتری وجود داشت ولی با امکانات و توان اسرائیل قابل مقایسه نبود. شما اشتباه میکنید وقتی معادلهی قدرت ما را بر اساس نفرات، سلاح و موشک میخوانید. قدرت حقیقی ما در ایمان، اراده، عزم، عشقمان به خدا، رسول الله و سید الشهداء و اراده و طلب زندگی کریمانه است. قدرت حقیقی ما در فرهنگ ماست که میگوید:«الحياة في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين- زندگی در مرگ پیروزمندانه و مرگ در زندگی ذلیلانه است.» شما در خوانش حقیقت قدرت موضعگیریهای ما اشتباه میکنید. قدرتی که از کربلا کسب و هر روز و هر لحظه آن را در مواضع و اقداماتمان تکرار میکنیم که:«ألا إن الدعی بن الدعی قد رکز بین اثنتین [و علی طوال التاريخ] بین السلة و الذلة و هیهات منا الذلة.- بدانید حرامزادهای فرزند حرامزاده مرا [برای همیشهی تاریخ] میان تیزی شمشیر و خواری مخیر گذاشت و خواری هرگز شایستهی ما نیست.» امروز موضع اماممان زین العابدین را که با زنجیر بسته بود و در میان کاروان اسیرانی با آن تأثیرات روانی و طبیعی شکننده قرار داشت تکرار میکنیم. اما وقتی ایشان از جانب ابن زیاد تهدید به قتل میشود، جملهی معروفش را میگوید:«أ بالموت تهددني يابن الطلقاء؟» این جملهی امامان را که در در غل و زنجیر بود به همهی کسانی که ما را تهدید میکنند میگوییم. ولی ما امروز این جملهی اماممان را در حالی میگوییم که از قدرتی به قدرت دیگر و از پیروزی به پیروزی دیگر ترقی کردهایم و میکنیم.«أ بالموت تهددنا يابن الطلقاء؟ إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة- ای فرزند آزادشدگان فتح مکه، مرا به قتل تهدید میکنی؟ نبرد، عادت و نشان بزرگداشت ما از جانب خدا، شهادت است.» مگر این فرهنگ، تفکر و باور ما نیست؟ ما این را در این 30 سال ثابت کردهایم. به همین خاطر همچنان که به دشمنان به دوستان نیز میگویم. به همهی دوستداران نگران که امروز در لبنان و جهان عرب و اسلام بسیارند میگویم: برای این مقاومت نترسید چون اراده و سرچشمهی قدرت آن جای دیگر است. امروز در میدان دشت رأس العین در نزدیکی مشهد رأس الحسین و منزلگاه اسیران، از میدانی که امام مقاومت، امام موسی صدر در آن بیدارگرانه و برانگیزانندهی دردها سخنرانی کرد، از میدان سید الشهداء مقاومت اسلامی، سید عباس موسوی، از میدانی که اولین جرقههای مقاومت اسلامی لبنان در آن زده شد میگوییم و بار دیگر با پیامبرمان، تمام انبیای الهی، امامانمان، سید شهیدان و همهی شهیدانمان، تمامی آزادگان، شرفا، مقدسات و ظلم، ذلت و اشغالستیزان عهد میبندیم که: ما همینجا و در میدان کربلای حسین (علیه السلام) خواهیم ماند و سرمای کشنده، گرمای سوزان، مرگ، کشتار، تهدید، فداکاریها و جانفشانیها -هر قدر بزرگ باشند.- میان ما و او فاصله نخواهند انداخت و شعارمان «لبیک یا حسین» خواهد بود.
السلام علیک یا سیدی و مولای یا اباعبدالله الحسین و علی الارواح التی حلت بفنائک علیکم منی جمیعا سلام الله ابدا ما بقیت و بقی اللیل و النهار و لا جعل الله الآخر العهد منی لزیارتکم السلام علی الحسین و علی علی بن الحسین و علی اولاد الحسین و علی اصحاب الحسین.
بار دیگر خداوند به خاطر عزاداری و تلاشهایتان پاداش و برکتتان دهد.
والسلام علیکم و رحمت الله و برکاته.
جستجو
دغدغههای امت
-...
-
لبیک یا حسینگفتارهای عاشورایی سالهای ۱۴۳۲ تا ۱۴۳۵ قمریانتشارات خیمه
-
چرا سوریه؟سخنرانیها و مصاحبهها دربارهی سوریه از سال 2008 تا 2016 میلادیانتشارات جمکران
-
امام مهدی(عج) و اخبار غیبسخنرانی شبهای پنجم و هفتم و نهم محرم 2014 میلادیانتشارات جمکران