بیانات
سخنرانی سید حسن نصرالله، دبیر کل حزب الله لبنان، در مراسم همیاری با انقلاب مردمی مصر
| فارسی | عربی | عکس | فیلم | فیلم | صوت |برادران و خواهران، جوانان پرارزش مصر، از راه دور، از بیروت، چگونه در پایان سخن به شما بگویم که ای کاش میتوانستیم با شما باشیم. ای کاش میتوانستیم در میدان التحریر، میادین قاهره و خیابانهای اسکندریه، اسماعیلیه، سوئز و دیگر شهرهای بزرگ مصر با شما باشیم. و من یکی از آن تجمّع کنندگان بودم. خداوند میداند بنده چه قدر دوست دارم با شما باشم تا خون و جانم را مانند هر جوان مصری برای این اهداف شریف و بلند عطا کنم.
أعوذ بالله من الشيطان الرّجيم
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.
في هذا اليوم نلتقي وهدفنا واضح، نحن نجتمع هنا لنعلن تضامننا ووقوفنا إلى جانب شعب مصر وشبابها ومن قبل إلى جانب شعب تونس وشبابها، ولكن قبل أن أتطرق إلى بعض النقاط اللازمة وأنا حريص جداً على وقتكم وعلى عدم تكرار ما تفضل به السادة الخطباء قبلي فقد أجادوا في كل ما قالوا.
أود في البداية أنّ أتوجه إلى شعب تونس والآن إلى شعب مصر بالاعتذار لأننا تأخرنا بضعة أيام عن هذه الوقفة، لا لِتَرَدُّدٍ ولا لِحَيْرَةٍ ولا لتأمّل، ونحن في الأحزاب التي لها كل هذا التاريخ في مقاومة المشروع الأمريكي الصهيوني في لبنان وفي المنطقة لا يمكن أن نقف على التل عندما يكون الصراع بين حقٍ وباطل وبين مظلوم وظالم، وإنما الحرص عليكم وعلى ألا تُتَّهموا ـ وقد اتهمتهم الآن ـ هو الذي دعانا إلى التريث الأيام الماضية.
لو قامت هذه الحركة وهذا التضامن وهذا الوقوف ـ ونتحدث الآن عن مصر، وتونس قد تجاوزت بشكل كبير هذه المواجهة ـ كان سيقال إنّ المعتصمين في ميدان التحرير والمتظاهرين في مدن مصر العديدة تحركهم خلايا تابعة لحزب الله أو لحماس ـ كما بدأوا يقولون الآن ـ أو للحرس الثوري الإيراني، وسيتحول هذا التحرك الوطني الأصيل الحقيقي إلى متهم بأنه يخدم أجندة خارجية، ولنا تجربة مؤلمة مع النظام في مصر لأنّه عندما اعتقل أحد إخواننا ـ أخ واحد فقط ـ وكان يتعاون مع عدد من الشباب المصريين والفلسطينيين في خدمة أهلنا في غزة سُمِّيَت بخلية حزب الله واتهمت بأنها تعمل من أجل إسقاط النظام في مصر وتغيير صورة مصر وتحويل مصر إلى التشيّع، وتتذكرون حجم التهم التي ألقيت على أخٍ واحد ٍ يتعاون مع عدد قليل من المصريين والفلسطينيين في عملٍ له طبيعة لوجستية في دعم المقاومة في غزة. فلذلك نحن تريثنا، أمّا الآن ـ وأنا لا أخفيكم أيضا نحن منذ الأيام الأولى قمنا بعملية استشارة واسعة مع كثير من أصدقائنا المصريين الموجودين في الساحة وهم نصحوا أيضاً بالتريث، لأنّ الجميع يعرف أنّ في مصر حساسية بالغة في هذا الموضوع. يعني أن يتهم أحد في مصر بأنّه يصغي إلى الخارج أيّا يكن هذا الخارج ولو كان داعماً متضامناً محقاً محباً أخاً عزيزاً أو أن يُثار شُبهة التدخل في الشأن الداخلي المصري،هناك حساسية خاصة ونحن أردنا أن نراعي هذه الحساسية.
اليوم انتهى كل شيء، وأنا في الأيام القليلة الماضية سمعت في بعض التلفزيونات الرسمية التابعة للنظام وبعض الشخصيات التابعة للنظام كلمات (تقول) ما كنّا نخشاه وبدأوا يقولونه، ولكن كل هذه الاتهامات ستسقط أمام إرادة المصريين وأصالة تحرك المصريين.
اليوم نعلن تضامننا، وأحد أوجه التضامن هو الدفاع عن هذه الثورة وعن هذه الإنتفاضة وعن هذه الحركة الشعبية التاريخية العظيمة والعارمة، وأحد مسؤوليات الدفاع عن هذه الثورة هو تبيين صورتها الحقيقية كما تؤكده كل المعطيات الميدانية. تارة نتحدث عن آمالنا وأحلامنا وما نتوقعه، تارة ننطلق من نظريات نحن نفترضها، وتارة نتصل بالميدان، بالساحات، بالشارع، بالكبار والصغار ونتحدث إليهم ونستمع إليهم وإلى شعاراتهم وإلى أناشيدهم وأغنياتهم، إلى كلماتهم وتصريحاتهم، إلى ما تنقله الفضائيات ووسائل الإعلام ووسائل الإتصال، هم الأقدر على أن يشرحوا لنا حقيقة ومضمون وشكل وطبيعة وأهداف وآمال ثورتهم وانتفاضتهم.
أنا في الوقت المتاح أود أن أقوم ببعض الواجب بالنيابة عنكم أيضا ولأشرح للرأي العام كله الذي يستمع إلينا أو يؤذن له بالإستماع إلينا أن أوضّح بعض هذه الجوانب من حقيقة هذه الثورة التاريخية.
أولاً: نحن أمام ثورة شعبية حقيقية مصرية وطنية، يشارك فيها المسلمون والمسيحيون ويشارك فيها تيارات إسلامية وعلمانية ووطنية وقومية وفكرية متنوعة وتحضر في ساحاتها كل فئات الشعب. من الصغار والكبار والنساء والرجال والشيوخ والعلماء والمثقفين والنخب والعمال والفلاحين، لكن العنصر الأهم والأقوى في هذا الحضور هو عنصر الشباب. إذن نحن من هذه الزاوية أمام ثورة كاملة.
ثانياً: هذه ثورة إرادة هذا الشعب وتصميمه وعزمه، هو الذي يتظاهر، هو الذي يقدم الشهداء والجرحى، هو الذي يبيت في العراء في هذا الطقس الشاتي وهو الذي يقرر ماذا يريد وماذا يفعل وإلى أين يريد أن يصل وأي نظام يقبل وأي صيغة حل يتبنى وهو صاحب القرار في كل ما يقول ويفعل ويتطلع إليه. وكل الاتهامات بالتبعية للخارج، أيّاً كان هذا الخارج، عدواً لمصر أم صديقاً لمصر هي اتهامات ستسقط وسقطت أمام عظيم إرادة شعب مصر وشبابها الشجعان، وهذا ما سأعود له بعد قليل.
ثالثا: جوهر ومضمون وماهية هذه الثورة والانتفاضة، هل هي انتفاضة خبز وجوع أم انتفاضة عدالة اجتماعية، أم انتفاضة حرية وديمقراطية، أم انتفاضة سياسية وبما له صلة بسياسات النظام الخارجية وموقع مصر في المنطقة والامة والعالم. سمعنا الكثير من التفسيرات والتحليلات، وكلّ يحاول أن يأخذ الأمور باتجاه محدد.
وأصدقاء إسرائيل وأمريكا من المثقفين والنخب والقيادات السياسية ووسائل الإعلام تريد أن تقنع العالم أن ما يجري في مصر هي ثورة خبز وجوع وطعام. الحقيقة يقولها للعالم كله المعتصمون في الميدان وفي الساحات، تقولها شعاراتهم ودماؤهم وبسماتهم وغضباتهم ومواقفهم وهي تقول لنا إنها كل ذلك، هذا يعني أننا أيضاً أمام ثورة كاملة في المضمون والجوهر والماهية، هي ثورة الفقراء وثورة الأحرار وثورة طلاب الحرية وثورة رافضي المهانة والذل الذي أُركز به هذا البلد بفعل الاستسلام لإرادة أمريكا وإرادة إسرائيل، هي ثورة سياسية إنسانية اجتماعية وهي ثورة على كل شيء على الظلم والفساد والقمع والجوع وهدر إمكانيات البلد وسياسات النظام في الصراع العربي الإسرائيلي.
رابعاً: من واجبات التضامن مع ثورة مصر الشعبية تنزيه هذه الثورة، تنزيهها عن كل ما يريدون أن يلصقوه بها من تهم. ومن أسوأ التهم التي سمعناها منذ البدايات وقد سمعناها أيضاً في ثورة تونس ممّا قدمه بعض الجهابذة في عالمنا العربي أن هذه الثورة هي صنيعة الإدارة الأمريكية وأن أجهزة المخابرات الأمريكية والبنتاغون ووزارة الخارجية الامريكية هي التي حركت هؤلاء الشباب وهي التي دفعتهم وهي التي حرّضتهم وهي على تنسيق كامل معهم وهي التي وقّتت وهي التي تقود وتدير هذه الثورة.
في يوم التضامن يجب أن نقول أن هذا ظلم كبير. أي إنسان عربي أو مسلم أو حر في مكان ما من العالم يمكن أن يفكر بهذه الطريقة تجاه شباب تونس او تجاه شباب مصر هو أولاً يرتكب ظلماً كبيراً وعظيماً وثانياً يوجه إهانة كبيرة لعقول وإرادات ووعي وثقافة وفهم هؤلاء الشباب وهذه الشعوب.
من منا أيها الإخوة والأخوات يمكن أن يصدق بأن أمريكا تأتي أو تعمد إلى إسقاط نظام يؤمن لها كل ما تريد من خدمات ويعمل صادقاً مخلصاً في حماية مصالحها ومشروعها على مستوى المنطقة والعالم، هذا كلام غير منطقي وغير عقلائي على الإطلاق.
لو استمعنا إلى الأمريكيين ـ وبعد قليل نتحدث عن الإسرائيليين ـ لو استمعنا إلى القادة الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وما كالوه من مديح لرأس النظام وما ذكروه من خدمات عظيمة وإستراتيجية قدمها النظام المصري للمشروع الأمريكي في المنطقة، هل يمكن أن يعتقد أحد أن أمريكا التي تقيّم وترى وتفهم هذا الرئيس وهذا النظام بهذه الطريقة هي تذهب وتعمل على إسقاط هذا النظام. هذه اللغة نفسها سمعناها عام 1979 في الثورة الإسلامية العظيمة في إيران كثيراً ما قيل في ذلك الحين إن أمريكا هي التي تدير الثورة في طهران ومشهد وأصفهان وتبريز وأن الإمام الخميني تابع لل"CIA". طبعاً الرجل كان مظلوماً بشكل كبير لأن أناساً كانوا يقولون إنه تابع للـ CIA وأناس آخرون كانوا يقولون إنه تابع للـKGB . أناس يقولون إن أمريكا هي التي تحرك الثورة في إيران من أجل أن تفرض على الشاه المزيد من التنازلات والامتيازات والمكاسب، وأناس يقولون إن الاتحاد السوفياتي الذي كان موجودا عام 79 هو الذي يحرك الثورة في إيران لأنه يريد إسقاط النظام الأمريكي ويريد أن يصل إلى المياه الدافئة. والحقيقة التي كشفها الانتصار والأيام والسنون والعقود من الزمن أن الإمام الخميني كان الإمام المخلص الصادق الوطني الإسلامي الوفي لشعبه وأمته وتاريخه وتطلعات وأماني هذه الأمة. وهذا هو حال شعب تونس هذا اليوم، وهذا هو حال شعب مصر وشباب مصر هذا اليوم.
نعم، الأمريكيون يحاولون ركوب الموجة، يحاولون استيعاب الثورة، يحاولون احتواءها، يحاولون تحسين صورتهم البشعة في عالمنا العربي والإسلامي وتقديم أنفسهم كمدافعين عن الشعوب وحقوقها وإرادتها وحرياتها بعد عقود من الزمان من الحماية المطلقة لأسوأ ديكتاتوريات شهدها العالم في منطقنا وهذا هو الخطر الأكبر والأهم الذي يجب أن تتنبه له الشعوب الثائرة وحركات المقاومة في منطقتنا.
أيها الإخوة والأخوات: في الأساس ومنذ سنوات عديدة ونحن نقرأ هذا في الصحف والمجلات والكتب، نتابع هذا من خلال وسائل الإعلام ومن خلال تحرك الجامعات الأمريكية "جامعات الدراسة، الاكاديمية" في كثير من بلدان العالم الإسلامي. الإدارة الأمريكية قامت بالكثير من الدراسات واستطلاعات الرأي في منطقتنا خصوصا في العالمين العربي والإسلامي وكانت تريد أن تعرف اتجاهات الرأي العام لدى شعوب هذه المنطقة، كيف يفكر هؤلاء، وما يقبلون وما يرفضون، إلى ماذا يتطلعون؟ وقد جاءت النتائج واضحة، هذه النتائج لا تحتاج لمعلومات خاصة، هذه منشورة في الصحف والمجلات، خصوصاً تلك التي تناقش الشؤون الإستراتيجية، في المداولات، في المؤتمرات. ولكن كما هي العادة، نحن شعوب متهمة بأننا لا نقرأ. هذا كان في الزمن الماضي. مجمل الدراسات واستطلاعات الرأي أوصلت إلى النتائج التالية:
إن الأغلبية الساحقة من شعوبنا العربية والإسلامية تعادي السياسات الأمريكية وترفضها، وهذا ليس عداء للشعب الأمريكي. ربما مع الوقت سنكتشف بأن الغالبية من الشعب الأمريكي هم أناس مساكين لا يعرفون ماذا يجري في هذا العالم واهتماماتهم وأولوياتهم مختلفة تماماً.
إن الأغلبية الساحقة من شعوبنا هي ضد السياسات الأمريكية لأسباب واضحة ومتعددة: تبني أمريكا المطلق لإسرائيل ولحروب إسرائيل منذ قيام هذا الكيان الغاصب، الى حرب غزة 2008، إلى حرب لبنان الثانية 2006. تبني أمريكا المطلق لأنظمة ديكتاتورية وفاسدة ومتحالفة معها، حروب أمريكا نفسها وجرائمها في العراق وأفغانستان وباكستان وغيرها في عالمنا العربي والإسلامي. انكشاف النفاق الأمريكي أمام كل الشعوب في ازدواجية المعايير في كل شيء، في موضوع حقوق الإنسان، الحريات، الديمقراطية.
وتبين من خلال الدراسات واستطلاعات الرأي للأمريكيين أن هناك تحولات كبرى قادمة في المنطقة، وهذا ما أشارت له كلينتون قبل أسابيع، وتيقنوا بان الأنظمة المتحالفة معهم، المتعاونة مع إسرائيل، الخارجة على إرادة شعوبها في الموقف من أمريكا وإسرائيل لن تستطيع الصمود طويلاً أمام إرادة الشعوب التي ضاقت ذرعاً بكل هذا الواقع. وكشفت استطلاعات الرأي أيضاً أن هذه الأنظمة وزعماءها ورموزها لا يملكون أي شعبية وأي احترام وأي قيمة لدى شعوبهم، في الوقت الذي كانت تقدم استطلاعات الرأي زعماء وشخصيات أخرى لتحتل المرتبة الأولى والثانية والثالثة نتيجة موقف هؤلاء الزعماء أو الرؤساء أو القيادات من القضية الفلسطينية ومن المشروع الأمريكي، ولذلك عبرت الإدارة الأميركية عن قلقها.
هذا لا يعني أنها خططت أو تعمل لإسقاط نظام يعمل في خدمتها ولكنها تحضرت وتهيأت وانتظرت، فإذا ما تحرك شعب ما في بلد ما دخلت الإدارة الأمريكية لتقف في الوسط مستفيدة من تجربتها في مواجهة الثورة في إيران ومستفيدة من كل تجاربها السابقة، لا تذهب إلى دعم القمع والمواجهة الميدانية الدموية لأنها تعلم أن نتائج المواجهة الدموية مع الشعوب ستكون كارثية على أمريكا وحلفائها وعملائها وخدمها القدامى وخدمها الجدد أيضاً، ولذلك تقف في الوسط، تحاول أن تقدم نفسها بطريقة مختلفة أنها حامية للشعوب ولخيار الشعوب وتحاول أن تؤمن انتقالا ما إلى سلطة تحافظ في نهاية المطاف على علاقتها وعلى تحالفها وعلى مشاريعها ومصالحها.
وهنا أن أعيد كلاما أقوله بشجاعة، بالنسبة للإدارة الأميركية ما يهمها في المنطقة هو مصالحها ومصالح إسرائيل، ليس مهما من يكون في السلطة، من يكون في السلطة يمكن أن تتخلى عنه في أي لحظة، حتى لو كان إسلامياً، فالامريكيون لا فيتو عندهم على أحد، لا إسلامي ولا حركة إسلامية ولا يسار ولا يمين ولا وطني ولا قومي علماني ولا ديني، ولا سماحة الشيخ ولا سماحة السيد ولا غبطة البطريرك ولا سيادة المطران، لا شغل لها بالهوية الأيديولوجية والفكرية والعقائدية للبديل، المهم في البديل الموقف السياسي، هل يلتزم مصالح أميركا، هل يلتزم مصالح إسرائيل، وإذا كان يقدم هذا النوع من الالتزام فلا مشكلة على الإطلاق.
هنا أريد أن أختم هذا العنوان لأقول: يجب أن ننزّه الثورة المصرية ولا يجوز أن يستدل البعض بالموقف الأمريكي الوسطي ظاهراً، بأنه هو الذي كان يقف خلف هذه الثورة وهو يديرها وهو يحركها، على الإطلاق.
خامساً: يجب أن نبيّن وأن يتأكد شعب مصر وشبابها من عظمة وتأثير هذه الثورة الشعبية على معادلات العالم والمنطقة، فقد فرضت نفسها خلال أيام قليلة حدثاً عالمياً أول بامتياز على القوى الكبرى وعلى دول المنطقة وعلى الرأي العالم العالمي، يكفي لشعب مصر وشبابها وشهدائها أن يشهدوا هذا الارتباك الشديد لدى إدارة القوة العظمى الوحيدة في العالم وحلفائها الغربيين والتخبط إزاء فهم هذه الثورة وكيفية التعاطي معها، والأهم لنا في لبنان وفلسطين وسوريا هو الموضوع الإسرائيلي. أنظروا إلى ما أحدثته فقط أربعة عشر يوماً من تحرك الشعب المصري والشباب المصري السلمي، ماذا لدينا في فلسطين المحتلة على مستوى إسرائيل؟
هلع إسرائيلي حقيقي، ذعر، قلق كبير، دعوات إلى المراجعة الإستراتيجية، وأنا لا أريد أن أوصف النظام الذي يتحداه شعبه اليوم ويطالب بإسقاطه، وإنما أقول انظروا إلى الإسرائيليين ماذا يقولون بالإجماع، ليس هناك خلاف في إسرائيل حول تقييم النظام وما قدّمه من خدمات إستراتيجية لإسرائيل من كامب دايفد إلى اليوم، واسمعوا عندما يتحدثون عن موقع النظام المصري في نظريات الأمن القومي الإسرائيلي، وقد بدأت اليوم دعوات للمسارعة لإعادة النظر في استراتيجيات الأمن القومي والاستراتيجيات الدفاعية، حتى على المستوى التفصيلي سارع نتنياهو للدعوة إلى بناء الجدار الالكتروني على الحدود مع مصر، هناك دعوات لإعادة السيطرة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، هناك دعوات لتشكيل فرق عسكرية كانت قد حُلّت بعد كامب دايفيد، إسرائيل اليوم تتحدث بحزن شديد عن خسارتها لآخر حليف استراتيجي قوي لها في المنطقة بعد أن خسرت الشاه في إيران سنة 1979 وبعد أن خسرت بنسبة كبيرة تركيا بفعل عدوانها على لبنان وغزة وسياسيات القتل وجرائمها في أسطول الحرية، اليوم إسرائيل تندب حظها الاستراتيجي عندما تتحدث عن آخر حليف قوي لها في المنطقة. هناك إجماع إسرائيلي على حماية هذا النظام ورأسه وهناك انتقاد إسرائيلي شديد للإدارة الأمريكية على ترددها وارتباكها.
الإسرائيليون أعلنوا بكل وقاحة وفجاجة أن الذي يحمي إسرائيل في المنطقة هي الدكتاتوريات وليست الأنظمة الديمقراطية، وقالوا للأمريكيين ماذا تفعلون بنا، أنتم تلعبون لعبة خطرة جداً يمكن أن تنال من أصل وجود دولة إسرائيل.
اليوم، نحن أمام مشهد واضح وجلي نضعه أمام الشعوب العربية والإسلامية وشرفاء العالم، قبل أن أوجه الكلمة الأخيرة لشعب مصر وشبابها، هناك نظام تريد إسرائيل بالإجماع وتعمل في الليل والنهار وتضغط على دوائر القرار السياسي في العالم من أجل حمايته والحفاظ عليه والدفاع عنه.
هذا جزء من المشهد وهناك جزء آخر، هناك نظام يريد شعبه إسقاطه وقد ملأ الساحات بالملايين وقدّم حتى الآن مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
السؤال اليوم، للمرجعيات الدينية في كل العالم العربي والإسلامي والعالم، لعلماء الدين، للمؤسسات الدينية، للمثقفين والنخب في كل المجالات، للشعوب العربية والإسلامية، لأحرار وشرفاء العالم: في أي جبهة يجب أن تقفوا ويجب أن تكونوا؟ في جبهة إسرائيل المدافعة عن النظام أم في جبهة الشعب المصري الذي يريد إسقاط هذا النظام؟
اليوم، أي مقاربة صحيحة ودقيقة وصادقة للصراع القائم في أرض الكنانة هي هذه المقاربة. أقول لعلماء الدين وللمشايخ والمتدينين ولكل الذين يؤمنون بيوم الحساب، غداً سيسألنا الله تعالى عن هذا الموقف في هذه اللحظة التاريخية وسيكون الحساب عسيراً جداً جداً، لأن المسألة ليست مسألة دم رجل ولا مصير امرأة ولا طفل سحقت عظامه ولا لقمة خبز سرقت من فم فقير أو جائع وإنما هي قضية شعب وأمة ومصير ومقدسات وتاريخ ومستقبل. الذين يقفون اليوم على الحياد أو في الجبهة الأخرى سيُحاسَبون على كل النتائج التي سوف تحصل خلال عقود من الزمن إن أحبطت لا سمح الله هذه الثورة، والذين يقفون في هذا الجانب الإيجابي سيكون لهم كرامتهم ودرجتهم عند الله سبحانه وتعالى لأنهم في موقف تاريخي يؤسس لأجيال ولعقود من الزمن. هذا للمتدينين.
أقول لكل المؤمنين بالكرامة الإنسانية، بالحرية الإنسانية، بالعدالة الإنسانية، بالضمير، بالوجدان: يجب أن تحسموا موقفكم أيضاً إلى جانب هذا الشعب الوفي وإلى جانب هذا الشباب الشجاع.
أما لشعب مصر وشبابها خصوصاً، أقول: نحن لن نتدخل في شأنكم الداخلي وأنتم تقررون ماذا تفعلون وكيف تتحركون وماذا تقبلون وماذا ترفضون، ولكن كأحبة لكم وأصدقاء وأخوة نريد أن نعبّر لكم عن إيماننا ومشاعرنا وتطلعاتنا، إيماننا أن ما تقومون به عظيم جداً ومفصل من أهم مفاصل تاريخ هذه الأمة والمنطقة. إن حركتكم وانتصاركم سيغيّر وجه منطقتنا بالكامل لمصلحة شعوبها كافة وخاصة في فلسطين.
أنتم تخوضون اليوم معركة الكرامة العربية. أنتم تستعيدون اليوم بصرخاتكم ودمائكم وثباتكم في الميادين والساحات كرامة الإنسان العربي التي أذلها وأهانها بعض حكامه خلال عقود من الزمن بالاستسلام والهزيمة. إن ما قمتم به حتى اليوم لا يقل أهمية عن الصمود التاريخي للمقاومة اللبنانية في حرب تموز عام 2006 وللصمود التاريخي للمقاومة الفلسطينية في حرب غزة عام 2008.
يا شباب مصر الأحباء، إننا نرى في وجوه شهدائكم وجوه شهدائنا ونسمع في أنين جرحاكم أنين جرحانا، ونشهد في صمودكم في الساحات صمود الأبطال المقاومين في لبنان وفلسطين في مواجهة كل الحروب والتهديدات والأخطار.
يا شعب مصر وشبابها، إن شعوبنا المظلومة اليوم، تعلق عظيم الآمال عليكم وعلى ثباتكم وعلى انتصاركم الحاسم. لطالما قيل بحق إن مصر هي أم الدنيا، وأنتم في الميادين اليوم، أنتم شعبها العظيم الذي يستطيع بإرادته وصلابته وإيمانه أن يغيّر وجه الدنيا، وإلا كيف تكون مصر أم الدنيا؟
نحن واثقون، وأنتم تملكون نفس الثقة، نحن واثقون من قدرتكم الهائلة على صنع التغيير ونتطلع إلى اليوم الذي تستعيدون فيه لمصر موقعها القيادي التاريخي والمتقدم في حياة الأمة والمنطقة.
يا إخواننا وأخواتنا، يا شباب مصر الغالي، من بعيد، من بيروت، ماذا يمكن أن نقول لكم في ختام الكلمة، يا ليتنا نستطيع أن نكون معكم، يا ليتنا نستطيع أن نكون معكم في ميدان التحرير وساحات القاهرة وشوارع الإسكندرية والإسماعيلية والسويس وغيرها من مدن مصر العظيمة، وأنا واحد من هؤلاء المحتشدين، يشهد الله أنني أتلهف لو أستطيع أن أكون معكم لأقدم دمي وروحي كأي شاب في مصر من أجل هذه الأهداف الشريفة والنبيلة.
إننا اليوم باسم حزب الله في لبنان، باسم المقاومة، كل فصائل المقاومة الإسلامية والوطنية اللبنانية، وباسم الأحزاب والتيارات السياسية الوطنية اللبنانية والإسلامية، وباسم هؤلاء المحتشدين الكرام في مهرجان اليوم، نضع كل امكانياتنا بتصرف شعب مصر وشبابها وكلنا دعاء وأمل أن ينصركم الله ويثبتكم الله ويعز الله بكم كل المستضعفين والمظلومين في هذا العالم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحیم
و الحمدلله رب العالمین
و الصلوة والسلام علی سیدنا و نبینا ابی القاسم محمد و علی آله الطاهرین و صحبه المنتجبین و علی جمع الانبیاء و المرسلین.
السلام علیکم جمیعا و رحمة الله و برکاته
امروز ما در حالی که هدفمان واضح است، گردآمدهایم. ما اینجا جمع شدهایم تا همبستگی و ایستادگیمان را در کنار مردم و جوانان مصر و پیش از در کنار مردم تونس و جوانان ان کشور اعلام کنیم. ولی پیش از این که به برخی مطالب ضروری برسم، چه این که بنده بسیار به فکر وقت شما و عدم تکرار آنچه سخنرانان محترم پیش از بنده که سخنان قابل توجهی نیز به عرض رساندند، هستم.
در ابتدا میخواهم از مردم تونس و اکنون از مردم مصر به خاطر تاخیر چندروزهمان در این باره عذرخواهی کنم. تاخیری که از سر تردید، حیرت و تامل نبود. ما در احزاب لبنان که چنین تاریخ مقاومتی در برابر پروژهی آمریکایی-صهیونیستی در لبنان و منطقه را دارا هستند، ممکن نیست هنگامی که درگیری میان حق و باطل و مظلوم و ظالم است ساکت بنشینیم. این تاخیر تنها به واسطهی علاقهی به شما بود و این که متهم نشوید، گرچه حالا دیگر شدید!. این چیزی بود که ما را وادار به صبر تا پایان یافتن برههی گذشته نمود. اگر این حرکت، همبستگی و این موضع پیش از این بیان میشد (اکنون از مصر صحبت میکنیم، چرا که تونس این نبرد را تا حد خوبی از سر گذرانده.) سریعا گفته میشد تحصن کنندگان میدان «التحریر» و تظاهرکنندگان شهرهای مختلف مصر را هستههای حزب الله، حماس، چنان که از هماکنون دیگر میگویند، یا سپاه پاسداران انقلاب اسلامی شوراندهاند. و این حرکت ملی ریشهدار حقیقی سریعا تبدیل میشد به متهم به اجرای نقشهی بیگانگان.
چه این که ما تجربهای گویا از حکومت مصر داشتیم. وقتی که یکی از برادران ما، تنها یک نفر، که با تعدادی جوانان مصری و فلسطینی برای کمک به خانوداهی [دینی]مان در غزه کار میکردند، دستگیر شد. هستهی حزب الله نامید شد و متهم شد به این که برای نابودی حکومت مصر، تغییر وجههی آن و تبدیل آن به شیعه و… و… و… کار میکرده. و [خود] حجم اتهاماتی که به یک برادر وارد شد را به یاد میآورید. برادری که با تعداد کمی مصریان و فلسطینیان در کاری که ارزش لوجستیکی در حمایت از مقاومت غزه داشت، همکاری میکرد.
اما اکنون، و بنده از شما پنهان نمیکنم که ما در روزهای اول اقدام به مشاورههای گستردهای با بسیاری برادران مصریمان که در صحنه حضور داشتند کردیم و آنان نیز ما را به صبر فراخواندند. چرا که همگی میدانستند در مصر حساسیت شدیدی در این باره وجود دارد. یعنی اگر کسی در مصر متهم شود که به خارج توجه دارد، این خارج هر کجا باشد، حتی اگر حامی، همپیمان، شایسته، دوستدار، برادر و عزیز باشد یا اگر گمانی ایجاد شود که دخالتی در شان داخلی مصر صورت میگیرد، حساسیت خاصی وجود دارد. ما خواستیم رعایت این حساسیت را کردهباشیم. امروز همهچیز تمام شده است. بنده در روزهای گذشته از برخی تلویزیونهای رسمی و بعضی شخصیتهای حکومت سخنانی شنیدیم که ترسیدیم به ما نسبت دهند. ولی تمام این اتهامات در برابر اراده و اصالت حرکت مصریان از میان رفت.
ما امروز همبستگیمان را اعلام میکنیم، یکی از وجوه آن دفاع از این انقلاب، انتفاضه و حرکت مردمی تاریخی بزرگ و عظیم است و یکی از مسئولیتها در دفاع از این انقلاب تبیین وجههی حقیقی آن، چنان که تمام دادههای میدانی تایید میکنند، است. یک بار از آرزوها و خوابهایمان که انتظار آن را داریم سخن میگوییم و یک بار از نظریههایی که خود آنان را ساختهای میکنیم و یک بار هم به صحنه، میادین و خیابانها میپیوندیم، به کودکان و بزرگسالان و با آنان گفتگو میکنیم و پای صحبت آنان مینشینیم. به شعارها، اشعار، ترانهها، سخنان، تصریحات آنان و آنچه ماهوارهها، رسانهها و وسایل ارتباطی نمایش میدهند، گوش فرا میدهیم. اینچیزها در تشریح حقیقت، محتوا، شکل، طبیعت، اهداف و آرزوهای انقلاب و انتفاضههای آنها برای ما [به مراتب] تواناتر هستند. بنده در وقت موجود دوست دارم بعضی تکالیف را همچنین به نیابت شما به انجام برسانم، تا برای افکار عمومی تمام کسانی که به من گوش میدهند یا به آنان اجازهی گوش دادن به ما داده شده است، بعضی از جنبههای حقیقت این انقلاب تاریخی را تشریح کنم.
اول: ما در برابر انقلابی مردمیِ حقیقیِ مصریِ ملی هستیم. که مسلمانان و مسیحیان و جریانهای اسلامی، غیر مذهبی، ملی، قومی و فکری متنوعی در آن مشارکت میکنند و در میادین آن تمام طبقات مردم از کوچک، بزرگ، زن، مرد، سالخورده، دانشمند، اهالی فرهنگ، نخبگان، کارگران و کشاورزان وجود دارند. ولی پراهمیت و قویترین عامل در این حضور عامل جوانان است. پس ما از این زاویه در برابر انقلابی کامل هستیم.
دوم، این انقلاب نتیجهی اراده، تصمیم و عزم این مردمی است که تظاهرات میکنند، شهید و مجروح میدهند، در این آب و هوای مرطوب بیرون از خانههایشان بیتوته کردهاند و آنچه میخواهند و در حال به انجام رساندن آن هستند را بیان میکنند و میگویند میخواهند به کجا برسند و کدام حکومت پذیرفتهشدنی است و چه راه حلی در پیش خواهد گرفته شد. و این مردم دربارهی تمام آنچه میگویند، انجام میدهند و به سوی آن پیش میروند، مصمم هستند. و تمام اتهامات به پیروی از خارج، این خارج هر کجا که میخواهد باشد دوست مصر باشد یا دشمن آن، اتهاماتی است که در برابر عظمت ارادهی مردم مصر و جوانان شجاع آن باطل خواهد شد و باطل شده است. این چیزی که کمی بعد به آن اشاره خواهم کرد.
سوم: اساس، محتوا و ماهیت این انقلاب و انتفاضه. آیا این انتفاضهی نان و گرسنگی، انتفاضهی عدالت اجتماعی، انتفاضهی آزادی و دموکراسی، انتفاضهی سیاسی یا چیزی مرتبط با سیاستهای حکومتهای خارجی و موضع مصر در منطقه، امت و جهان است؟ تفسیرها و تحلیلهای بسیاری شنیدیم که همگی تلاش میکنند کارها را به محل مشخصی بکشانند. و دوستان اسرائیل و آمریکا، اهالی فرهنگ، نخبگان، سران سیاسی و رسانهها میخواهند جهان را قانع کنند که آنچه در مصر در حال رخ دادن است انقلاب نان، گرسنگی و غذاست. [اما] حقیقت را اعتصاب کنندگان میدان و میادین، شعارها، خونها، اشارهها، خشمها و موضعهایشان برای تمام جهان بازگو میکنند. که به ما میگوید، تمامی اینها هست. تمامی اینها هست. و این یعنی ما دربرابر انقلابی کامل هستیم. که در اساس، محتوا و ماهیت، انقلاب مستضفان، آزادگان، آزادیخواهان و دشمنان اهانت و ذلتی است که این کشور با تسلیم در برابر خواست آمریکا و اسرائیل به آن تن داده است. این انقلابی سیاسی، انسانی و اجتماعی است و انقلابی است در همه چیز، علیه ظلم، فساد، کشتار، گرسنگی، از میان بردن تواناییهای کشور و سیاستهای حکومت در رویارویی عرب و اسرائیل.
چهارم: از بایستههای همبستگی با انقلاب مردمی مصر پاکسازی آن از تمام اتهاماتی که میخواهند به آن بزنند، است. از بدترین تهمتهایی که از روزهای اول و همچنین در انقلاب تونس آن را شنیدیم، تهمتهایی که بعضی مغزهای متفکر جهان عربمان آن را ارائه میکردند، این بود که این انقلاب ساختهی دولت آمریکا است و دستگاههای اطلاعاتی آمریکا، پنتاگون و وزارت خارجهی آمریکا این جوانان را تحریک نموده، انگیزهدادهاند و شوراندهاند و کاملا با آنان همراه هستند، آنان هستند که این انقلاب را زمانبندی میکنند، جرقهی آن را زدند و [اکنون] بازی گردانی میکنند. در روز همبستگی باید بگوییم این از جانب هر عرب، مسلمانی یا انسان آزادهای در هر کجای جهان باشد، ظلمی است بزرگ. اگر در بارهی جوانان مصر و تونس چنین فکری بکند، اولا ظلمی بزرگ و عظیم مرتکب شده و دوما اهانتی بزرگ را نسبت به عقلها، ارادهها، هشیاری، فرهنگ و فهم این جوانان و این مردم روا داشته است.
برادران و خواهران، کدامیک از ما ممکن است بپذیرد آمریکا میآید و به عمد برای سرنگونی نظامی که هر خدمتی را که آمریکا بخواهد برای وی انجام میدهد و صادقانه و مخلصانه برای حفاظت منافع و پروژهی آن در منطقه و جهان تلاش میکند، کار میکند؟ این سخن به هیچ وجه منطقی و عقلانی نیست. اگر به امریکاییان گوش کنیم، کمی بعد هم از اسرائیلیان خواهم گفت، اگر به سران آمریکایی، از هر دو حزب جمهوریخواه و دموکرات، گوش کنیم. به سخنانی که در آن مجیزگویی رئیسجمهور این حکومت را میکنند و خدمات بزرگ و استراتژیکی که حکومت مصر برای پروژهی آمریکا در منطقه به انجام رسانده را بر میشمارند. آیا [باز هم] ممکن است کسی خیال کند آمریکایی که این رئیسجمهور و این حکومت را این گونه ارزیابی، نگاه و فهم میکند، میرود و برای از میان بردن این حکومت تلاش میکند؟
همین کلمات را سال ۱۹۷۹ در انقلاب اسلامی بزرگ شنیدیم، آن زمان بسیار شنیده میشد آمریکاست که انقلاب را در تهران، مشهد، اصفهان و تبریز راهبری میکند. و امام خمینی مامور سی.آی.ای است! البته آن مرد بسیار مظلوم بود. چرا که برخی مردم میگفتند وی مامور سی.آی.ای است و بعضی میگفتند مامور کا.گ.ب است! برخی مردم میگفتند آمریکاست که انقلاب ایران را راهبری میکند تا شاه را مجاب به اعطای امتیازات بیشتری کند. و بعضی میگفتند اتحاد جماهیر شوروی که در آن زمان، در ۱۹۷۹، وجود داشت، است که انقلاب ایران را راهبری میکند چرا که میخواهد حکومت آمریکایی را سرنگون کند و خود را به آبهای گرم برساند. اما حقیقتی که پیروزی، روزها، سالها و گذشت زمان آن را عیان ساخت این بود که امام خمینی، امامی مخلص، صادق، ملی، اسلامی و وفادار به مردم، امت، تاریخ، تحولات و آرزوهای آن بود.
و این شرایط امروز مردم تونس است. و این امروز اوضاع مردم و جوانان مصر است. بله، آمریکاییها پس از مدتها، بعد از حمایت مطلق از سختترین دیکتاتوری که جهان در منطقهی ما دید، برای سوارشدن بر موجها، مستهلک ساختن انقلاب، استفاده از آن، تغییر وجههی کریهشان در جهان عرب و اسلام ما و جلوانداختن خود به عنوان مدافعان مردم، حقوق، اراده و آزادی ملتها میکوشند. این بزرگترین و مهمترین خطری است که ملتهای انقلابی و جریانهای مقاومت در منطقهی ما باید به آن توجه کنند. برادران و خواهران، در حقیقت ما در سالهای گذشته در روزنامهها، مجلات و کتابها میخواندیم و آن را در رسانهها و از طریق حرکات دانشگاههای آمریکایی، دانشگاههای پژوهشی و نه تربیتی، بسیاری از کشورهای جهان اسلام پیگیری میکردیم. دولت آمریکا تعداد زیادی پژوهش و نظرسنجی در منطقهی ما مخصوصا در میان عربها و مسلمانان به انجام رسانده است و تا جهتگیری افکار عمومی مردم این منطقه را بشناسد، که اینها چگونه فکر میکنند؟ چه چیزی را میپذیرند؟ چه چیزی را نمیپذیرند؟ به کجا میروند؟ و نتایج واضحی حاصل شد، بنده ادعای دادههای سری نمیکنم، اینها در روزنامهها، مجلات و مخصوصا آنها که در مسائل استراتژیک در قالب گفتگوها و همایشها بحث میکنند ولی مثل همیشه ما مردم متهم هستیم که نمیخوانیم. این در گذشته بود، جمعبندی پژوهشها و نظرسنجیها نشاندهندهی موارد زیر است:
اکثریت قاطع ملتهای عرب و مسلمان ما، سیاستهای آمریکا را دشمن میدارند و با آن مخالفند. و این دشمنی با ملت آمریکا نیست. ممکن است با گذشت زمان ثابت شود بیشتر مردم آمریکا افرادی بیچاره هستند که آنچه در جهان رخ میدهد را نمیدانند و تلاشها و اولویتهای آنان به کلی متفاوت است. اکثریت قاطع مردم ما به دلایل واضح و پرشماری ضد سیاستهای آمریکایی هستند. حمایت مطلق آمریکا از اسرائیل و جنگهای آن از زمان برپایی این دژ غاصب تا جنگ غزه در ۲۰۰۸ تا جنگ دوم لبنان ۲۰۰۶. حمایت مطلق آمریکا از گروههای دیکتاتور، فاسد و همپیمان خود. جنگها و جنایات خود امریکا در عراق، افغانستان، پاکستان و… در جهان عرب و اسلامی ما. کشف نفاق آمریکا در برابر تمام ملتها در قالب دوگانگی معیارها در همهچیز، در موضوع حقوق بشر، آزادیها، دموکراسی. پژوهشها و نظرسنجیها برای آمریکاییان روشن میسازد که تحولات بزرگی در منطقه رخ خواهد داد. و این چیزی است که کلینتون چند هفته پیش به آن اشاره نمود. و اطمینان میبخشد گروههای همپیمان آنها، همکاران اسرائیل که با موضعگیریهای آمریکایی و اسرائیلی از مردم بیگانه اند، زیاد نمیتوانند در مقابل ارادهی مردمی که به وسیلهی تمام این واقعیتها به بدبختی دچار شدهاند، دوام بیاورند. همچنین نظرسنجیها مشخص کرد این ساختارها، سران آنها و نمادهای آن هیچ پشتوانهی مردمی، احترام و قیمتی برای مردمشان ندارند.
وقتی نظرسنجیها سران دیگری را، به واسطهی موضع این سران، رئيسجمهوران یا رهبران در موضوع فلسطین و پروژهی آمریکا، در رتبههای اول، دوم و سوم مینشاندند [این نتایج به دست امد]. به همین خاطر دولت آمریکا نگرانی خود را اعلام کرد. این نه یعنی برای سرنگونی حکومتی که در خدمت اوست، نقشه کشیده یا تلاشی کرده است. ولی هشیار و آماده شده است و به انتظار نشسته است. پس هنگامی که مردمی در کشوری به حرکت میآیند، دولت آمریکا با استفاده از تجربهی مقابله با انقلاب ایران و تمام تجربههای پیشین، میآید وساطت میکند. سراغ کشتار و رویارویی خونین میدانی نمیرود. چرا که دانسته است نتایج رویارویی خونین میدانی با ملتها فاجعهای خواهد شد برای آمریکا، همپیمانان آن، مزدوران آن، نوکران قدیمی و همچنین نوکران جدید ان. به همین خاطر وسط میایستد، سعی میکند خود را به گونهای دیگر نشان دهد، که گویی حافظ ملتها و انتخاب انهاست. و میکوشد امنیت انتقال مورد نظر در قدرت را تامین سازد. این گونه در نهایت از رابطه، همپیمانی، پروژهها و منافع خود حفاظت نموده میکند.
اینجا باید سخنی را تکرار کنم، با شجاعت میگویم، برای دولت آمریکا در منطقه تنها منافع این دولت و اسرائیل اهمیت دارد. مهم نیست قدرت در دست چه کسی است، هر لحظه ممکن است از آنان که در قدرت هستند روبگرداند. مهم نیست قدرت در دست چه کسی است، مسلمان است، حتی به موضوع اسلام وارد نمیشوند آمریکا در این باره دخالتی نمیکند، نه مسلمان، نه جریانی اسلامی، نه چپ، نه راست، نه ملی، نه قومی، نه غیردینی، نه دینی، نه جناب شیخ، نه جناب سید، نه پدر روحانی، نه متولی کلیسا، هیچ ربطی ندارد. هیچ ربطی به هویت فکری، ایدئولوژی و اعتقادی جایگزین [حاکم پیشین] ندارد. اهمیت جایگزین، در موضع سیاسی وی است. آیا پایبند منافع آمریکا هست؟ آیا به مصالح اسرائیل ملتزم است؟ اگر چنین پایبندی را نشان دهد، دیگر هیچ مشکلی نیست. اینجا میخواهم این موضوع را با این سخن پایان دهم که باید اینها را باید از انقلاب مصر زدود و اجازه نداد برخی به موضع میاندارنهی آمریکا استناد کنند که آمریکا پشت این انقلاب است و آن را راهبری و ادامه میدهد. به هیچ وجه.
پنجم: باید برای مردم مصر و جوانان آن، عظمت و تاثیر این انقلاب را بر معادلات جهانی و منطقهای که خود را در همین چندروز نشان داده است، مشخص و تایید کنیم. این حادثهای جهانی است که برای قدرتهای بزرگ، حکومتهای منطقه و افکار عمومی جهان بیشترین اهمیت را دارد. برای مردم مصر، جوانان و شهدای آن کافی است این آشفتگی شدید در دولت تنها قدرت بزرگ جهان و همپیمانان غربی آن و غافلگیری آنان در فهم این انقلاب و برخورد با آن را مشاهده کنند. مهمترین چیز برای ما در لبنان، فلسطین و سوریه موضوع اسرائیل است. به انچه تنها چهارده روز حرکات مسالمتآمیز مردم و جوانان مصر به وجود آورده بنگرید. از جانب فلسطین چه تغییراتی در اسرائیل مشاهده میشود؟ وحشت حقیقی، هراس و نگرانی شدید اسرائیل و درخواست بازنگری اسراتژیک.
بنده نمیخواهم دربارهی حکومتی را که امروز مردمش آن را به چالش کشیدهاند و سرنگونی آن را میخواهند، صحبت کنم و آن را وصف نمایم. تنها میگویم ببینید اسرائیلیان چه میگویند. همه با هم چه میگویند. اختلافی در اسرائیل در ارزیابی این حکومت و خدمات استراتژیکی که به آن [رژیم غاصب] از کمپدیوید تا کنون نموده وجود ندارد. بشنوید وقتی از جایگاه حکومت مصر در نظریههای امنیت قومی اسرائیل میگویند. امروز درخواستهایی مبنی بر تسریع در بازنگری نظریهها و استراتژیهای امنیت قومی و اسراتژیهای دفاعی اسرائیل مطرح میشود. حتی در جزئیات، ناتنیاهو خواستار تاسیس دیوار الکترونیک در مرزهای مصر میشود. درخواستهایی بر بازگرداندن اشراف بر مرز میان غزه و مصر وجود دارد. [همچنین] درخواستهایی برای تشکیل نیروهایی نظامی که پس از کمپدیوید منحل شدهبودند. و… و… و…. اسرائیل امروز پس از ازدست دادن شاه در ایران در ۱۹۷۹ و پس از ازدست دادن نسبتا شدید ترکیه به واسطهی جنگش با لبنان و غزه، سیاستهای کشتار و جنایاتش در کاروان آزادی، با غمی بسیار از ازدست دادن آخرین همپیمان استراژیک قدرتمندش در منطقه، سخنمی گوید. اسرائیل امروز با یادآوری آخرین همپیمان قدرتمندش در منطقه به سوگ بهرهی استراتژیکش مینشیند. توافقی اسرائیلی برای حمایت از این حکومت و رؤسای آن وجود دارد. و همچنین اسرائیلیان نسبت به تردید و آشفتگی دولت آمریکا به این دولت انتقاد دارند. اسرائیلیان با تمام گستاخی و وقاحت اعلام کردند آنچه اسرائیل را در منطقه حفظ میکند، دیکتاتوریهاست نه ساختارهای دموکراسی و به آمریکاییها گفتند شما دارید با ما چه میکنید؟! شما دارید بازی خطرناکی میکنید که ممکن است به اصل وجود حکومت اسرائیل ضربه بزند.
برادران و خواهران ما امروز در برابر صحنهای واضح و شفاف هستیم، آن را در برابر دیدگان ملتهای عربی، اسلامی و شرفای عالم مینهیم. پیش از این که سخن آخر را به ملت و جوانان مصر بگویم. حکومتی وجود دارد که اسرائیل آن را به اتفاق میخواهد و شبانهروز برای حمایت، حفاظت و دفاع از آن میکوشد و بر حلقههای سیاسی جهان فشار میآورد. این بخشی از صحنه. بخش دیگری نیز وجود دارد. حکومتی وجود دارد که مردم آن خواستار سرنگونی آن هستند و میادین را از میلیونها نفر پر کردهاند و تا کنون صدها شهید و هزاران مجروح دادهاند. امروز سؤال از مراجع دینی در تمام جهان عرب و اسلام و دنیا، علمای دین، سازمانهای دینی، فرهنگیان و نخبگان در تمام زمینهها، ملتهای عرب و مسلمان و آزادگان و شرفای جهان این است که باید در کدام جبهه بایستید و در کدام جبهه باشید؟ در جبههی اسرائیلِ مدافعِ حکومت؟ یا در جبههی مردم مصر که سرنگونی این حکومت را میخواهند؟
امروز اگر یک همیاری صحیح، دقیق و از سر راستی با رویارویی موجود در سرزمین کنانه باشد همین همیاری است. همین همیاری است. به علمای دینی، شیوخ، متدینین و تمام کسانی که به روز قیامت ایمان دارند میگویم: فردا خداوند تعالی از این موضع در این لحظهی تاریخی از ما خواهد پرسید و محاسبه بسیار بسیار سخت خواهد بود. چرا که مسئله، مسئلهی خون یک مرد، سرنوشت یک زن، شکستگی استخوان یک کودک و لقمهنانی که از دهان یک فقیر یا گرسنه گرفته شده است، نیست. بل که مسئلهی امت، ملت، سرنوشت، مقدسات، تاریخ و آینده است. آنان که امروز در جبههی بیطرفی یا جبههی مقابل ایستادهاند، اگر خدای ناکرده این انقلاب شکست بخورد، به خاطر تمام نتایجی که در دورههای تاریخی به این واسطه روی خواهد داد محاسبه خواهند شد. و آنان که در این جبههی حمایت ایستادهاند نزد خداوند سبحان و تعالی گرامی و بلندمرتبه خواهند بود، چرا که در موضعی تاریخی هستند که نسلها و دورههایی تاریخی خواهد ساخت.
به تمام متدینان، به آنان که به کرامت، آزادی، عدالت، ضمیر و وجدان انسان اعتقاد دارند میگویم باید موضعتان را در کنار این مردم وفادار و این جوانان شجاع مستحکم سازید.
اما اختصاصا به مردم و جوانان مصر میگویم: ما در مسائل داخلی شما دخالت نکردیم، خود میدانید چه کنید، چگونه حرکت کنید و چه چیزی را بپذیرید و چه چیزی را نپذیرید. ولی به عنوان دوستداران، دوستان و برادران شما میخواهیم عقیده، احساسات و تصمیماتمان را برای شما بازگو کنیم:
در حال انجام کار بسیار بزرگی هستید. این عقیدهی ماست. در حال انجام کار بسیار بزرگی هستید که نقطهی عطفی از نقاط عطف تاریخ این امت و این منطقه است. حرکت و پیروزی شما به زودی وجههی منطقهی ما را به کلی به نفع تمامی ملتها و مخصوصا فلسطین دگرگون خواهد کرد. شما امروز وارد نبرد کرامت عرب شدهاید، امروز شما با فریادها، اشکها و پایداریتان در میادین و عرصهها کرامت انسان عربی را که سالها بعضی حاکمان عرب به آن با تسلیم و شکست توهین کرده و آن را خوارکرده بودند، باز میگردانید. اهمیت آنچه شما تا امروز اقدام به انجام آن کردهاید، از ایستادگی تاریخی مقاومت لبنان در جنگ سی و سه روزهی سال ۲۰۰۶ و ایستادگی تاریخی مقاومت فلسطین در جنگ سال ۲۰۰۸ غزه کمتر نیست. جوانان عزیز مصر، ما در چهرهی شهدای شما، چهرهی شهدای خویش را مییابیم و از نالهی مجروحانتان، نالهی مجروحان خود را میشنویم و در ایستادگی شما در میادین، ایستادگی پهلوانان مقاوم لبنان و فلسطین را در برابر تمام جنگها، تهدیدات و خطرات میبینیم. ای مردم و جوانان مصر، امروز ملتهای مظلوم ما به شما، پایداری شما و پیروزی قطعی شما بسیار دلبستهاند. به حق، گفته میشد، مصر مادر جهان است، امروز در میادین، شما مردم این کشور هستید که میتوانید با اراده، صلابت و ایمان خود چهرهی جهان را تغییر دهید. و اگر نه پس چگونه مصر مادر دنیا است؟! ما به شما اطمینان داریم و این شما هستید که موجبات اطمینان ما را فراهم آوردهاید. ما به قدرت عظیم شما در ایجاد تغییر اطمینان داریم و انتظار روزی را میبریم که موضع راهبری تاریخی و پیشرو مصر در اوضاع امت و منطقه را به آن بازگردانید.
برادران و خواهران، جوانان پرارزش مصر، از راه دور، از بیروت، چگونه در پایان سخن به شما بگویم که ای کاش میتوانستیم با شما باشیم. ای کاش میتوانستیم در میدان «التحریر»، میادین قاهره و خیابانهای اسکندریه، اسماعیلیه، سوئز و دیگر شهرهای بزرگ مصر با شما باشیم. و من یکی از آن تجمع کنندگان بودم. خداوند میداند بنده چه قدر دوست دارم با شما باشم تا خون و جانم را مانند هر جوان مصری برای این اهداف شریف و بلند عطا کنم.
بنده امروز از جانب حزب الله لبنان، مقاومت، تمام گروههای مقاومت ملی لبنان، تمام جریانهای ملی و اسلامی لبنان و این حضار بزرگوار مراسم امروز اعلام میکنم تمام توان خود را در اختیار مردم و جوانان مصر میگذاریم و تمام دعا و آرزوی ما این است که خداوند شما را به پیروزی برساند و پایدار بدارد و به واسطهی شما تمام مستضعفین و مظلومین این جهان را عزت بخشد.
والسلام علیکم و رحمت الله و برکاته
جستجو
دغدغههای امت
-...
-
لبیک یا حسینگفتارهای عاشورایی سالهای ۱۴۳۲ تا ۱۴۳۵ قمریانتشارات خیمه
-
چرا سوریه؟سخنرانیها و مصاحبهها دربارهی سوریه از سال 2008 تا 2016 میلادیانتشارات جمکران
-
امام مهدی(عج) و اخبار غیبسخنرانی شبهای پنجم و هفتم و نهم محرم 2014 میلادیانتشارات جمکران